أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى غازي الأميري - نُصوصٌ مِنْ فُصولٍ داميَة















المزيد.....

نُصوصٌ مِنْ فُصولٍ داميَة


يحيى غازي الأميري

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 18:34
المحور: الادب والفن
    


فصولٌ داميةٌ
مَرَّتْ ثَقيلةُ الوَقعِ
مِن هَولِ مَا سَاد فِيها
مِنْ بَطشِ رجالِ الاَمن
وَذُعرِ عُيونِ ذِئابِ العَسَسِ،
وَعَفَنِ الزَّنازِينِ. قَملُ السجُونِ،
وَرُعبُ التَّصفياتِ؛
وَمِنْ أزيزِ الرَّصاصِ، دَمارُ الحُروبِ
وَبُؤسُ الإملاقِ، وَذُلُّ الخُنوعِ؛
وَنَحنُ فِي خِضَمِّ هذا المَشهَدِ
لَفَتْ البِلادَ وَالعِبادَ
سَحائِبُ دُخانِ سِيجارِ
الأَخ الأَكبر*
وَسورِ نارِ الحِصار
فَسَقطَ صَرِيعاً الدّينارُ
أَمامَ هِراوَةِ الدّولارِ **
وَمَعَهُ تَقهقرٌ
مُريعٌ بالقيمِ وَالأَفكارِ
وَأستَمَرَّ الاِنهيارُ
يَسيرُ أسيرُ هذا الاِنحِدارِ
2

فيما بَدا فِي عالمِ
القُطبِ الأَوحَدِ
يُراوِدُ (العمُّ سَام) ***
فِي اليقظةِ والمنام
حلمٌ قديمٌ
بَعدَ أن أَمسَكَ بِكفَّتي يَديه،
المِصباحَ المَسحورِ ****
كُتلةٌ عِملاقةٌ مِن الدُّخان
خرجَ لهُ الماردُ الجَبارُ
وَهو يُرددُ:
(شبيك لبيك، عبدك بين يديك)
بِزهوٍ يأمرُ(العمُّ سَام)
مارِدُ المِصباح
أَنْ يُنفذَ كُلُّ الخُطَطِ
لرحلَةِ عَمليَّةِ التَغييرِ وَالسَّيطرةِ
عَلَى أَرضِ السَّوادِ *****
بِلادُ حكايات الوجُودُ والخُلودَ؛
ويُحددُ مَعها كيفَ يكونُ النَصرُ وَالمَصير!
لينطلقَ فَي مَوكِبٍ جَرّار
عبرَ الفَيافِي وَالمحِيطاتِ وَالبِحار
مُمتَطياً ظَهرَ الفِيل
مُرتدياً جُبَّةَ القِتال
ناثِراً للأموالِ
وَبركبِهِ تَسيرُ
مَجاميعٌ مِن الشِّللِ
فِيها المُحتارُ وَفِيها المُنهارُ
وَالمَسطولُ وَالمَخبولُ
وَالمَذهولُ والمُحتالُ
اِنذَهلَ الجَميعُ
بدُعابَةِ الصَّدمَةِ وَالتَّرويع ******
كاَلبرقِ بِيُسرٍ اِجتازوا الثغُورَ وَالحُصون!
وَحَطَّ الماردُ الرِّحالَ
فَي قَلبِ البلادِ البَعيدة.
بَيْنَ الناسِ اِلتَبَسَ الحَدسُ ،
وَتوالتْ تَتَرادفُ عَلَيهُم الرُّؤى *******
وَنَشراتُ الأخبارِ
تَهطلُ كالمَطر؛
وَشط َبالجموعِ
الخَيالُ وَالجِدالُ
وَاِنهالتْ البَراهِينُ
بَيْنَ التشكِيكِ وَالرِّيبةِ وَالحَذَرِ
وَعَدَمُ اليَقِينِ؛
وَبَيْنَ التَصدِيقِ وَالوثوقِ بالوعُودِ
وَضَرورةُ الإستقبالِ بالتَصفيقِ
بالزهُورِ وَالبَخورِ والرَّصاصِ
للفاتحِ الجَديدِ.
اِختلَطَ الحابِلُ بِالنابلِ ********
وَفَقدَ الكثيرُ بوصلَةَ
التَّوازنُ وَ الاِتزان.
3
مُرعِبةٌ جَاءتْ نَتائِجُ الظنونِ،
بِأدعياءِ التَّمدُّنِ وَالدينِ
كَالكابوسِ بالأحلامِ
أَو ما يَحدثُ فِي (أكشن) الأفلامِ
سَرِيعاً كَالأشباحِ
تَناسلتْ المِحنُ وَالسُّراقُ ؛
ليحُلَ وَيلَ وباء (الموت الأسود) *********
لاِنقلابِ المَوازينِ
واِختلالُ أغلب
المَقاييسِ وَالنَواميسِ
مُبكراً تمَّ وَأَدُ الأمانِ
وَإجهاضُ الأفراحِ
وَسادَ فِي الفضاءِ
قَرعُ الطبولِ
وَصليلُ الحَديدِ
وَشُؤمَ نَذيرِ
صَوتُ البُومِ
تَمترَسَتْ الناسُ
خَلفَ التُروسِ وَالمَتاريسِ
وَهُمْ فِي هَلَعٍ مُـبِينٍ **********
عَلَى عَجَلٍ
استوطَنَتْ الأَتراحُ،
وَنَسجَ الحُزنُ
أرديُّةُ الحِدادِ فِي النفوسِ
وتبدلتْ حِساباتُ زَمنِ
التطورِ وَالسَرَّاءِ والعُمرانِ
إِلَى تَوثيقِ المأتَمِ لأيامِ
المَوتِ والضَرَّاءِ والخَرابِ
وَالسَّبي وَمخيمات النزوح
وَباتَ
العقلُ فِــــــي تِيهٍ
مُغترباً عَنْ البَدنِ
وَأسرعَ العُمرُ يطوي رحلتهُ
عَليلاً واهِن الخطى
يَقتربُ مِن المَنونِ
وَهوَ يَنوءُ
مِنْ هَولِ اثقالِ
أَشجانِ السنون
التي أَدمتْ الفُؤادَ
وأَربكَتْ رَصدَ العيونِ
بَعْدَ أَن حَولَتْ
جَذوةُ الشرِ
(ديمقراطيَّةُ المُحاصصة التوافقية)
الوزاراتِ إلى إِماراتٍ
وَالبلادَ إلى ضَيعاتٍ وَ دوَيلاتٍ
فَأضحى الجَميعُ
تَحتَ قَبضةِ أَغوالٍ مِنْ المافياتِ
4
رَغمَ مَا أَغدَقَ
القلبُ الكَلِيمُ
مِنْ سَيلِ الدَّموعِ
وَنَزيفُ الضُّلوعِ
مِنْ نِّصالِ حرابِ الخِداعِ
وَأَنينِ جراحِ النَّدَمِ
وَفَواجعِ السَّبايا
وَهُمومِ مِنْ سَكن الشَّتات
وآلامِ ضَحايا الفِتَن؛
لَكِنْ لَمْ يَزلْ صَوتُ الهاتِفِ البَعيد
يُصارعُ الاِستِسلامَ وَالهزيمةَ
و يَبعثُ فِي النفوسِ الهِممَ والعزيمة
للعَملِ وَالأمَلِ
وَللنَّظرِ بحَذرٍ وَبعَينِ البَصيرِ للبَعيد
لِلظفَرِ بِنَسمَةِ الحُريَّةِ
وَلنَيلِ الغَدِ المُشرقِ السَّعيد

مالمو / مملكة السويد في 02 نيسان/ أبريل 2020
هوامش تعريفية وتوضيحية ورد في النص
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الأخ الأكبر: رواية الكاتب البريطاني (جورج أورويل 1903- ت 1950) الشهيرة (1984) والتي تصف (الأخ الأكبر) الذي يرد فيها، بالدكتاتور المستبد وكيف يتحكم بمصير الجميع في ظل حكم الدولة الشمولية التي يسودها طغيان السلطة واستبداد قوانينها.
** الهِراوَةُ: عصا ضخمة ذات رأس مُدَبّب تستخدم كسلاح.
*** (العمُّ سَام) : هو رمز ولقب شعبي يطلق على الولايات المتحدة الأمريكية ؛ جاء في موسوعة (الويكيبيديا) يعود أسم العم سام إلى القرن التاسع عشر إلى حرب سنة (1812) الاسم مأخوذ من أسم (جزار) محلي أمريكي يدعي (صموئيل ويلسون) كان هذا الجزار يزود القوات الأمريكية المتواجدة بقاعدة عسكرية بمدينة (تروي) الواقعة في ولاية (نيويورك) وكان يطبع براميل هذا اللحم بحرفيّ (يو- أس) باللغة الإنكليزية اشارة الى انها ملك الدولة فأطلقوا لقب العم سام على التاجر.
**** المصباح المسحور أو الفانوس السحري: قصة خيالية شرقية مشهورة في كل أرجاء العالم ، بطلها علاء الدين/ الشاب البغدادي الفقير، الذي يحصل على المصباح السحري والمسجون بداخله (المارد أو الجني) وما أن يدعك بيديه ( علاء الدين) أو أي شخص يمتلك الفانوس السحري فسيخرج له (المارد) على شكل دخان، ويقول له العبارة المشهورة (شبيك لبيك، عبدك بين يديك) وينفذ له أي طلب يأمره ويطلبه منه. القصة حولت الى عشرات الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية وبمختلف اللغات.
***** أرض السواد: جاء في الموسوعة الحرة (الويكيبيديا) هو اسم أطلقه (الفاتحون المسلمون) هلى الأراضي الزراعية التي تقع جنوب (بلاد النهرين) على أطراف (دجلة والفرات) وما بينهما. وجاء في (معجم البلدان لياقوت الحموي 1179- ت 1229م) أن سواد العراق يراد به رستاق العراق وضياعها التي أفتتحها المسلمون عهد عمر بن الخطاب (رض) وعلل سبب تسميتها بالسواد قائلاً : (سمي بذلك لسواده بالزروع والنخيل والأشجار لأنه حين تاخم جزيرة العرب، التي لا زرع فيها ولا شجر كانوا إذا خرجوا من أراضيهم ظهرت لهم خضرة الزرع والأشجار فيسمونه سواداً، كما إذا رأيت شيئاً من بُعد قلت : ما ذلك السواد؟ وهم يسمون الأَخضر سواداً والسواد أَخضر.)
****** الصَّدمَةِ وَالتَّرويع: أسم العملية العسكرية التي غزت فيها العراق، والتي شنتها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وشاركت فيها العديد من دول الحلفاء، والتي بدأت في(20 آذار 2003)، وانتهت باحتلال بغداد في (09 نيسان/ أبريل 2003)
******* الرؤًى: ما يُرى في المنام؛ مفردها رُّؤيا
******** اِختلط الحابلُ بالنابلِ: مثل شعبي، متداول في العراق والعديد من البلاد العربية ، يضرب للفوضى عندما تعم القوم، أو عندَ اِختلاط الآراء وتضاربها وعدم وضوحها. والحابل: صاحب الحبل؛ والنابل: صاحب النبل.
********* (الموت السود): ورد في موسوعة ويكيبيديا: يستخدم مصطلح الطاعون الأسود أو( الموت الأسود أو الموت العظيم) للإشارة إلى (وباء الطاعون) الذي اجتاح (أوربا) بين عامي (1347-1352) وتسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة.
********** مُـبِين: واضح بليغ، بيِّن ظاهر



#يحيى_غازي_الأميري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رُهابُ الاِنزلاق
- بشديد الغَضَب؛ اِنتفض الشعب
- إِرحَلْ، اِنتَفض الشَّبابُ
- اِنتِفاضَةُ تِشرِين سَتُعِيدُ الوَطن
- وعود عرقوب وَ انتفاضة الكرامة
- دَقَّتْ سَاعَةُ الأَمل
- الظَّفَرُ لِنسَاءِ العِراق
- صدور المجموعة الشعرية (هَذَيانٌ مَع الفَجْر) مع حفل التوقيع
- نَظريات أصلِ المندائيين/ مُحاضرة للباحثِ خزعل الماجدي فِي ما ...
- لِقَاءٌ لا يُنسَى
- سَتار الحَيدر ثائرٌ مِنْ كَحلاءِ مَيسان *
- بدرية & حميد شلتاغ ، رُوحَانِ فِي جَسَدٍ
- سَلاماً لِرُوحكم الشَفِيفَة مُعلِّمنا حَميد شلتاغ
- عُيُونُ الحُبِّ
- مِنْ العَزِيزِيَّةِ إِلَى ربُوعِ بَلدِ الكِنَانَةِ /ج4
- لِقَاءُ الأَحباب فِي رِحَاب مَعرِضِ الكِتَاب
- إِلَى دَارِ البَقَاءِ
- عِطرُ الهَوَى
- الإرهابُ وَالسُّراقُ صِنوانِ
- مِنْ العَزِيزِيَّةِ إِلَى ربُوعِ بَلدِ الكِنَانَةِ /ج3


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى غازي الأميري - نُصوصٌ مِنْ فُصولٍ داميَة