أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عكو - إلى روح ايقونة الحرية














المزيد.....

إلى روح ايقونة الحرية


محمد عكو

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 00:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




القيادة الصالحة هبة ربانية و طفرة تاريخية لا تظهر في كل الازمان، منذ القدم كان الإنسان يملك نزعة القيادة ضمن حدود قوته و فهمه لمجريات الأحداث التي تعطف به ، تارة يسيطر عليه نزعة الأنا و حب السلطة من منظور القوة البدنية و تارة حب و نزعة رجحان كفة العقل و الرحمة لإظهار هذه الصفة من خلال أفعاله و أعماله تجاه رعيته .

و ليس كل من لديه مقومات القيادة الصالحة يستطيع عبور بوابة التاريخ و إثبات ذاته في مرحلة من مراحل التطور التاريخي حيال المفهوم الحقيقي للقيادة .

و نحن الكورد في تاريخنا هناك رموز أصبحت خالدة و خطاهم اصبحت منابر التفوق الحقيقي لمفهوم القيادة الصالحة و منهم الشهيد قاضي محمد.

قاضي محمد كان هبة و نعمة ربانية ، خدم بكل إخلاص و قناعة في سبيل تحقيق حلمنا القومي ، في بناء كيان قومي كوردي من الطراز الحديث بقي صامدا حتى الرمق الاخير من حياته .

كان سليل أسرة وطنية يشهد لها التاريخ بصدقها و امانتها، رضع من منهل الدين والعلم والمعرفة، سخر جل طاقاته في سبيل خدمة شعبه .

و حسب المفهوم الحديث لمصطلح القيادة الصالحة السياسية تمتع بكل الخصال الحميدة ناكرا ذاته و سطوة الأنا، جعل ذاته فداء و قربانا و شعلة في سبيل و خدمة قضية شعبه .

خلال فترة الحرب العالمية الثانية كانت حكومة ايران لها غموض من الموقف الحقيقي حيال أحداث الحرب و مخططات الدول المشاركة في هذا الحرب ، و التغلغل السوفيتي في أطراف إيران و من ضمنها المدن الكوردية في كوردستان إيران ساهمت في كسب الظرف التاريخي ضمن المرحلة السياسية المتوفرة حينذاك في بلورة و تصقيل الفكر القومي الكوردي حسب المفاهيم العصرية و السياسية إلى جانب حنكة و محبة شخصية الشهيد لدى عموم أطياف المجتمع الكوردي في مدينة مهاباد مهد الطريق إلى إعلان اول دولة كوردية في المفهوم العصري . في 1946.1.22.

كانت هناك عوامل داخلية ومنها مشاركة الشهيد في كافة فعاليات الحراك السياسي الكوردي الحديث الولادة و المامه بثقافة واسعة من النواحي السياسية و الدينية و الفلسفية و تمرده على المفهوم التقليدي في تركيبة المجتمع الشرقي و محاربته التقاليد البالية و السعي إلى زرع مفهوم قومي كوردي بحت لدى عموم مجتمعه كارها و متمردا على سطوة العشيرة و تشجيعه إلى العلم و التعلم لكل الأجناس و منها المرأة. الى جانب وجود عوامل خارجية دولية ساهمت في بلورة و صقل شخصيته القومية ، إلى جانب روح القيادة الصالحة لديه خدمة و فداء الوطن، سطع نجم الشهيد عاليا في عموم جغرافية كوردستان ليصبح قدوة و منارة استقطاب لعموم الأمة الكوردية، حيث استطاع ضمن العمر القصير لجمهورية كوردستان ان يؤسس النواة الحديثة للدولة الكوردية الحديثة، خلال فترة حكمه شرع إلى تشجيع العلم و فتح باب الصحافة و حرية المرأة و تشكيل نواة الجيش الحديث و كان يحلم ان تكون هذه التجربة الفتية اللبنة الأولى في بناء جمهورية كوردستان الكبرى..

و لكن لا أعرف هل من سوء حظنا التاريخي بأننا أصحاب أرض خيرة غنية بالسلاح القاتل لأمتنا وهي النفط و الغاز .

سرعان ما تم التلاعب بمصير شعبنا الكوردي و تغيير اتجاه بوصلة السياسية إلى صالح بوصلة الإقتصادية من قبل إيران و الاتحاد السوفيتي و أمريكا و بريطانيا، حيث تم إجهاض اول تجربة كوردية حديثة طمعا بالذهب الأسود...

و في ساحة جارجرا تم دفن وإعدام تاريخ شعب عريق حيث سقطت مهاباد في 1946.12.15

كان الشهيد قاضي محمد يستطيع التفاوض على حياته و حياة أسرته و كذلك الحصول على إمتيازات لصالح شخصه و لكن الهبة الربانية رفضت كل ملذات الحياة و بقي صامدا حتى تاريخ اعتقاله شامخا رافضا الخضوع و الذل من اعداء شعبه و ضحى بروحه قربانا و فداء لعيون كوردستان وتم إعدامه في 1947.3.31 في ساحة جارجرا .

بقي الشهيد قاضي محمد منارة و مدرسة نضالية لعموم الكورد ، له تنحني الرؤوس اكراما و اجلالا على عطاياه و احياء ذكرى مهندس الدولة الكوردية الحديثة واجب علينا دوما ...



#محمد_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزيتون الكوردستاني يظل شامخا
- الثورة السورية بعيون كوردية
- الكورد و قدسية الفن القومي
- القضية الكوردية و قضية اللاجئين السوريين على أبواب حدود القا ...
- يوم زلزلت عرش البعث السوري
- الحركة الكردية وكوميدية الرأي الآخر


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عكو - إلى روح ايقونة الحرية