أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - لقاء حصري مع السيد كورونا!!














المزيد.....

لقاء حصري مع السيد كورونا!!


فيصل الدابي

الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 2 - 20:53
المحور: كتابات ساخرة
    


فجأة، حكم مزاجي المتقلب وأستقر على هدف انتحاري واحد فقط لا غير، ومن ثم توكلت على الحي الذي لا يموت وأصدرت فرماناً شخصياً نهائياً وأمرت نفسي بمقابلة السيد كورونا وجهاً لوجه وعقد لقاء حصري معه بحيث أسجل أغرب سبق إعلامي دولي وأعجب خبطة صحفية عالمية اتفوق بهما على جميع وسائل الاعلام الغربية الدولية وعلى رأسها مقصوفة الرقبة رويترز واخواتها، حاول بعض رجال الدين وبعض العلمانيين إثنائي عن تنفيذ هذه المهمة الانتحارية الخطيرة وعددوا لي عشرات المخاطر الكبرى وعلى رأسها الاصابة بالموت الشديد المفاجئ من جراء سكتة قلبية وسكتة دماغية كورونية في ذات الوقت ولكنني ركبت قمة رأسي المشهورة بالقوة والعناد وقررت مقابلة السيد كورونا مهما كان الثمن فقد أتمكن من تليين رأس كورونا القوية واقناعه بتقديم بعض التنازلات مثل عقد هدنة مؤقتة مع البشرية والانسحاب التكتيكي من جميع المدن العالمية الكبرى والتوقف ولو مؤقتاً عن عمليات القتل الجماعي للجنس البشري المنكوب وربما أتمكن من الفوز بجميع جوائز نوبل للسلام إذا استطعت إقناع السيد كورونا بالانسحاب نهائياً من الكرة الأرضية واللحاق بزميليه الملعونين فيروس انفلونزا الطيور وفيروس انفلونزا الخنازير والانحباس معهما في مزبلة التاريخ الوبائي! في البدء واجهتني مشكلة فنية كبرى فجميع البشر يهربون الآن من وجه كورونا في جميع الاتجاهات وكورونا يطارد جميع البشر في كل أنحاء الكرة الأرضية فكيف سيتم ترتيب لقائي مع كورونا من الناحية العملية البحتة؟! على أي حال لقد بذلت مجهودات عالمية خرافية لترتيب اللقاء الكوروني التاريخي فقد استعنت بخدمات المخابرات الصينية والأمريكية وبوساطات جمعية أصدقاء كورونا، وأخيراً، كللت مجهوداتي الماراثونية بالنجاح وحانت لحظة الحقيقة، دخلت إلى القاعة الكورونية الكبرى المزينة بآلاف الجماجم البشرية والمحروسة بجيوش من الفيروسات الكورونية الشرسة وأنا أسمع ضربات قلبي وهي تدوي وكأنها إيقاعات صاخبة صادرة من طبل أفريقي أصيب قارعه بالجنون الشديد المفاجئ في قلب الغابة الأفريقية فراح يقرعه بعنف بالغ إلى درجة أفزعت كل الوحوش وأجبرتها على الهرب في جميع الاتجاهات، لا أعرف كيف تمالكت جميع أعصابي عندما وقفت على بعد عشرة أمتار تقريباً من السيد كورونا ثم حدقت في وجه السيد كورونا ووجه المترجم الفيروسي الذي سيتكفل بالترجمة من اللغة الفيروسية إلى اللغة العربية، شعرت برعدة قوية عندما تفرست في الجسم الكوروني الدائري المحاط بما يشبه رؤوس المسامير ثم طرحت السؤال الأول على السيد كورونا: ماهو أصلك على وجه التحديد هل أنت فيروس حيواني انتقل من ثعبان أو وطواط إلى الانسان أم أنت فيروس مجهول سقط من الفضاء الخارجي على الأرض أم أنت مجرد غاز سام فلت من معمل سلاح بيولوجي خطير؟! انتظرت الاجابة الكورونية بلا جدوى فلا رد ولا تعليق من قبل السيد كورونا، أما المترجم الفيروسي فقد انشغل بحك لوامسه الهلامية ويبدو أنه لم يسمع سؤالي الأول، على العموم تحملت هذا التجاهل الكوروني بروح رياضية وتوجهت بالسؤال الثاني للسيد كورونا: لماذا تقوم بقتل الرجال وتستثني النساء هل يمكن القول إنك أكبر ممارس للتفرقة العنصرية؟! هل أنت أكبر عدو للحريات الخاصة والعامة لماذا صادرت حرية الحركة وحرية التنقل وسجنت مليارات البشر في منازلهم ولماذا أجبرت معظم نساء ورجال أوربا على لبس النقاب أقصد الكمامة؟! انتظرت الاجابة الكورونية على هذين السؤالين لكنني لم أحصد سوى المزيد من الصمت الكوروني المثير للفزع، أخيراً تمالكت أطراف شجاعتي وتوجهت بالسؤال الثالث والأخير للسيد كورونا: لماذا لا تظهر أعراضك على 80% من البشر الذين يقومون بتوزيعك بسخاء على الآخرين وهم لا يشعرون بينما تظهر على 20 % من البشر مع العلم أن أعراضك نفسها شديدة التفاوت وكثيرة الاختلاف ولم يتفق عليها الأطباء، فما هي أخطر أعراضك على وجه التحديد؟! فجاءة سمعت خشخشات وطرقعات وطقطقات صادرة من جهة كورونا، يبدو أن كورونا نطق ثلاث جمل فقط لا غير وهي سعال جاف، حمى شديدة، وصعوبة في التنفس، ثم اكتشفت الحقيقة الكورونية المرعبة وهي أن أي كلمة ينطقها كورونا تتجسد في شكل مادي بشع، فقد تحولت جملة سعال جاف إلى مخلوق هلامي شديد البشاعة اتجه نحو حلقي بسرعة البرق، وتحولت جملة حمى شديدة إلى كتلة من اللهب تطايرت ألسنتها نحو جسمي بسرعة هائلة وتحولت جملة صعوبة في التنفس إلى سحابة دخانية خانقة أخذت تزحف نحو صدري بإصرار شديد وعندها شعرت بأكبر فزع في التاريخ البشري وهربت على جناح السرعة إلى خارج القاعة الكورونية ولسان حالي يصيح بأعلى صوت: النجدة يا عالم ، النجدة يا بشر!
فجأة، استيقظت من نومي وحمدت الله على السلامة بعد أن اكتشفت أنني مررت بأفظع كابوس كوروني على الاطلاق فهكذا الخيال يصنع مني بطلاً يطير زهواً في الفضاء بلا بطولة ويضع على رأسي تاجاً ذهبياً احس بثقله لكن اذا حاولت لمسه فلن المس شيئاً سوى الهواء، فأنا في واقع الأمر محتبس الآن في منزلي مع أفراد عائلتي بسبب الخوف من الكورونا ولا سلاح في يدي سوى قطعة صابونة ودعاء انساني ضعيف أردده من وقت لآخر وأنا أهمهم: اللهم أنصرنا جميعاً مسلمين وغير مسلمين على عدونا كورونا اللعين واجعل كيده في نحره وأجعلنا جميعاً أنجى الناجين وأنجي المنجين، آمين يا رب العالمين.



#فيصل_الدابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغرب أنواع السلوكيات الكورونية
- الخوف والحب في زمن الكورونا


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - لقاء حصري مع السيد كورونا!!