أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - سأصبحُ طبيبًا مثلكَ














المزيد.....

سأصبحُ طبيبًا مثلكَ


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 2 - 17:05
المحور: الادب والفن
    


ترك راضي الصغير كتابه من يده ، وهو يتذمّر بمرارة قائلًا :
أفٍّ ... لقد مللْتُ وتعبْتُ من الكورونا ومن البقاء في البيت، الى متى سنبقى هكذا ؟!
وراح يصرخُ وينادي:
ماما ، ماما أنا " زهقان" أنا تَعِبٌ ، تعالي العبي معي.
وتضحك الأمّ من بعيدٍ : حالًا يا صغيري ، حالما أنتهي من إعداد الطّعام.
ويتذمّر راضي من جديد ، وتكاد الدّموع تطفر من عينيه .
وراضي طفل جميل في الثامنة من عمره ، وحيد والديْه ، خلوق ومؤدّب ونشيط في دروسه ، تعمل أمّه معلّمة في المدرسة التي يدرسُ بها ، ويعمل أبوه طبيبًا في المشفى القريب من بلدته.
وكثيرًا ما أعجب راضي بمهنة أبيه قائلًا : أريد أن أصبحَ طبيبًا مثلك يا أبي !
فيضحك الأب : أنصحك يا صغيري أن تفتّش عن مهنة أخرى ، فمهنة الطبّ جميلة ، ولكنها شاقّة وصعبة.
وعاد راضي ينادي أمّه من جديد : ماما ماما تعالي ... لقد مللت ، الى متى سيبقى هذا الحَجْر وهذه العُزلة ؟!!..
ويأتي صوت الأمّ من المطبخ قائلًا : عشر دقائق يا صغيري وأشاركك كما في كلّ يوم الألعاب والفعاليّات.
ويتضايق راضي وهو يتذكّر أقوال أصدقائه من خلال الهاتف ، فهذا يلعب مع أبيه كرة القدم ، وذاك يحضر معه مُسلسلًا جميلًا وآخَر.... إلّا هو فمنذ أيامٍ عدّة لم يرَ أباه ، وكيف يراه وهو يعمل في المشفى ، حيث اضطرته الظروف والكورونا أن يغيب عن البيت.
أخذَ راضي يلوم في نفسه أباه ومهنته وتقصيره ويقول : لا... لن أصبح طبيبًا ، فهي مهنة غير مُحبّبة وشاقّة.
وعاد راضي يصرخ من جديد :
ماما... ماما ...
وجاءت الأم على عَجَل وعانقته بحرارة معتذرة : أعذرني يا حبيبي ، فقد انتهيت الآن من اعداد المُحمّر الذي تحبّه ، وسنأكله ساخنًا مع الحساء أنا وأنت وأبوك، الذي سيصل من المشفى في كلّ لحظة.
وما أن سمع كلمة " والدكَ " حتى هزّ رأسه بحزنٍ ممزوجٍ بالشّوقِ والفرح.
قام راضي الى الشّرفة منتظرًا أباه ، فإذا به ينزل من السيّارة والتصفيق الحارّ يملأ الحارة ، فرفع راضي رأسه الى فوق فإذا بالحارة كلّها تقف على الشرفات تحيّي وتصفّق لأبيه تصفيقًا حارًا وهو يلوّح لهم شاكرًا.
وصفّق راضي بحرارة ، واغرورقت عيناه بالدموع وهو يهرول نازلًا الدرجات مرحّبًا بأبيه : بابا ، بابا .. أنا فخور بك .. أنا فخور بكَ .. أريد أن أصبح طبيبًا مثلك..
وابتسم الاب ابتسامة كبيرة ملأى بالحبّ والحنان.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس حكومتنا مهلًا
- أنتِ كورونا
- على دلعونا
- بصليبكَ أزهو سيّدي
- جاء من يعرفك يا بلّوط... يا إنسان
- صيري عدمًا
- عُدْتَ يا يوم مولدي
- حارتنا القديمة أضحت غزّيّة
- سلطاتنا المحليّة والأدب
- التنمُّر في مدارسنا أضحى مُقلقًا
- خلف تِلال السّنين
- شُباطيٌّ أنا
- الحمدلله ألف مرّة
- تنّوري والأحلام
- ترقّبوا
- ميلادك حكاية دْهور
- زُهيرُنا
- الأعتداء على بيوت وممتلكات رؤساء السلطات المحليّة أكثر من جر ...
- يارا
- كُلّن يعني كُلّن


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - سأصبحُ طبيبًا مثلكَ