أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رزكار نوري شاويس - حرب كورونا .. النتيجة و أماني الأنسانية














المزيد.....

حرب كورونا .. النتيجة و أماني الأنسانية


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 1 - 21:56
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لست بصدد إعطاء تفاسير خوارق ميتافيزيقية أو روحية إيمانية بل و حتى علمية دقيقة لمفهوم الخطيئة و العقاب و ربطها بالحرب الشرسة التي يشنها تكوين مجهري لا هو بالحي و لا هو بالميت ، على العالم و المجتمع البشري الذي يكاد يكون حتى هذه اللحظة شبه عاجز أمام جبروت هذا العدو و اكتساحه لكل مساحة جغرافيا كوكبنا من دون تميز و تفريق بين هذا المجتمع و ذاك أو هذه الدولة و تلك أو بين من يختلفون في عقائدهم و ايديولوجياتهم ..ومن المؤكد ان تكون أخطاء و خطايا سابقة و حالية اسبابا للفشل في دحر هذا البلاء حتى الآن وأن يأتي ما آل اليه حال العالم ، كعقوبة على تلك الأخطاء .
إنها محنة حقيقية و ضعت الجميع الحائر في متاهات تجاوزها ، وسط سيل هائل من الأخبار المتضاربة و المتناقضة بين تعتيم وتضليل ، والتي تشكل بدورها حربا نفسية تضيف ثقلا أخرا كئيبا على عنصري الخوف و الترقب التي يرزح كوكبنا تحت وطأتها تعِبا لاهثا ..
و لا أظن انه من الخطأ القول ان الصورة التي نراها لعالم اليوم تمثل نموذجا أو تجسيدا واقعيا لصراع من اجل البقاء ، و تحث على التساؤل عمن هو الأصلح و الأقوى ، و عن كيفية الخروج من هذه التراجيديا القاسية سالمين فرحين بغنيمة البقاء و الأستمرار فيى الحياة رغم كل ما يصيبنا فيها من خسائر ..
هي اذن حرب ضروس ، حرب انقلبت فيها كل مفاهيم القوة و العظمة ، فمن حسبوا انفسهم أقوياء و عظماء العالم و من معهم ممن يبحثون عن مواقع و سائل القوة و العظمة فيها ، لا تفيدهم في مواجهة هذا العدو غير المرئي ، لا قنابلهم النووية و لا صواريخهم و اساطيلهم / و لا ديماغوغياتهم و شعوذاتهم .. حرب إن لم تكن قد قلبت حتى الأن الكثير من مفاهيم القوة و الضعف ، فسيكون حتما من حصيلة نتائجها الكثير الكثير من التغيير و التحول في القيم الأنسانية و معايير الرؤية البشرية لقيمة الحياة ..
هي حرب فضحت حتى الآن الكثير من العورات و الثغرات التي كانت مخفية في مجتمعاتنا التي تشكل ككل المجتمع البشري ، فأكدت هشاشه تكوينه و ضعفه .. مجتمع حاول فيه الكبار دوما الحصول على المزيد و المزيد من وسائل القوة و النفوذ للمزيد من الهيمنة و السيطرة على الآخرين من البشر , و استمات فيه الصغاار لأن يكبروا مهما كان الثمن من أجل أن يتنمروا بطفراتهم الطائشة هذه على الأضعف منهم ..!
مجتمع وجد في مسألة التضامن و التعاون بين مكوناته شعارا يطلق و ليس عملا يطبق و هدفا يتحقق .. مجتمع أفسد بيئته باستهتار و جشع لا مسؤول و لم يحطاط الى ما سيؤول اليه مصيره في فوضى علاقته مع سائر أشكال الحياة ، و عناصر ديمومتها على كوكب الآرض ( بيئة و بيت الجميع ) و لم يفكر بجدية في مدى تأثير تعامله السلبي هذا على معادلة البقاء و الأستمرار .
و السؤال الآن هو ، هل آن أوان أن تعي البشرية من تجربتها القاسية هذه العبرة و تستوعب بعقلانية انسانية مفهوم القوة و الضعف و أن ترى في التآزر و التضامن و التنافس الأيجابي ، القوة الحقيقية التي تعينها على تجاوز أزماتها و بناء مستقبل أكثر سلامة و سعادة و رفاهية لعموم المجتمع الأنساني ..
أما آن أوان أن نفهم جمعيعنا ، صغارا و كبارا ان بناء مشفى و تطوير قطاعات الصحة و مؤسساتها و توفير الدواء للجميع أفضل من صتع قنبلة ذرية ، و امتلاك المزيد من الصواريخ و الدبابات ..و إن المزيد من افران الخبز و تأمين الغذاء و السكن في المجتمعات الفقيرة أفضل من الصرف على بناء المفاعلات النووية و أفران و مستلزمات تخصيب اليورانيوم ..؟
أما آن أوان أن يفكر الجميع اينما كانوا في أن بناء المدارس و مؤسسات التعليم والمعرفة و تطوير الأبحاث و اكتشاف الجديد في العلوم أفضل من التقوقع القسري أو الطوعي في عتمات الجهل و التخلف في بيئات الأستعباد و الأرهاب الفكري و ما يرافقهما من افرازات الفقر و الجوع و المرض ..؟
أليس من الأفضل أن توضع إدارة شؤون شعوب عالمنا هذا بيد افضل العلماء و المبدعين بعيدا عن كل اشكال التعصب و تكتلات القوى و صراعاتها على المصالح و المكاسب السياسية و الأقتصادية ..؟
حرب (كوفيد19) أو كورونا على البشرية برغم دهائه و جبروته ، و شراسة خبثه ، لابد أن تنتهي باندحاره ، سينسحب مخلفا ورائه خسائرا و أضرارا فادحة في جوانب عدة من بنيان المجتمع البشري ، لكن الأمر ايضا سيكون محرضا بالغ التأثير في تطوير و ترسيخ حاسة الحيطة والحذر و توقع هكذا مفاجآت مستقبلا والتأهب لمواجهتها قبل ان تحدث و تستفحل الى كوارث لا يحمد عقباها . وكذلك سيوجه المجتمع البشري نحو إعادة النظر في علاقات مكونات هذا المجتمع مع بعضهم البعض و بإتجاهات إنسانية أكثر عمقا و شفافية ، فالألم كان نفسه و الخوف كان مشتركا و الخسائر لحقت بالكل ، لذا فالمنطق يدعو الى اتخاذ اتجاه يجمع الشمل البشري في اطار الأسرة و البيت الواحد ، فالحرب العالمية الدائرة رحاها حاليا ضد طغيان كورونا ، وحدت البشرية في حلف واحد و في جبهة مقاومة واحدة ، هي حرب ليست ككل الحروب السابقة التي خاضها البشر ضد البشر و التي خلفت ورائها المزيد و المزيد من العداوات و الأنقسامات الحادة بما فيها من نزعات و عقد الأنتقام و الثأر بين الغالب و المغلوب . في حربنا هذه ضد كورونا الجميع يدافع عن الجميع من أجل ضمان سلامة و أمان الجميع ،
ربما كان في بعض جوانب المقال هذا شيء من(اليوتيبية ) أو تقع ضمن اطار أمنيات هي في الواقع أماني الكثيرين ان لم تكن الاغلبية من سكان كوكبنا .. لذا أرى ضرورة في ان اقول في الختام اننا كبشر لا يزال أمامنا الكثير لنختبره و نتعلمه لنبلغ بما نعلم ونتعلم المرحلة التي نتعامل بها مع بعض و مع كل حدث و كل ما يستجد في الحياة بأنسانية .. المرحلة التي تليق بنا فيها صفة الأنسان ..
1نيسان 2020



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البشرية و حربها ضد كورونا
- زمن الكورونا و شيء عن الخوف
- الآن على المسرح العراقي .. ثورة و حشيش
- في ساعة أرق .. (3)
- ملاحظات على حواف زمن الثرثرة (2)
- في هذا العالم ..
- ملاحظات على حواف زمن الثرثرة (1)
- مختصرات .. شيء حول أنظمة الفساد
- رحيل ..
- غربان السلام
- أشباح في زمن عطب
- رأي ، مجرد رأي في (نحن )..
- الحقيقة
- عن الأستبداد مرة أخرى ..
- بين التجارة و السياسة ..!
- مواطنة (2)
- مواطنة ..(1)
- في هذا الزمن المعَوْلَمْ ..
- مرة أخرى ، ألكورد و المعضلة العراقية و سياسات التعريب
- مستقبل العالم ، رؤية كابوسية ..!


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رزكار نوري شاويس - حرب كورونا .. النتيجة و أماني الأنسانية