أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - دولة القطيف والأحساء: حق تقرير المصير















المزيد.....

دولة القطيف والأحساء: حق تقرير المصير


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في البداية كانت الحكومة السعودية تطلب ود المعارضة الشيعية في الخارج بسبب نفوذها في الإعلام الغربي ونشاطها الطاغي في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والأقلية الشيعية في السعودية مما أحرج الحكومة السعودية في محافل كثيرة وهي التي صرفت المليارات من الريالات لتلميع سمعتها السوداء.
بعد عام 1993 م وعودة القيادات الشيعية من الخارج باتفاق مع الملك الراحل فهد، ووعود قطعها على نفسه لها علاقة بالحريات الدينية والمساواة في الفرص التعليمية والوظيفية لأبناء الطائفة الشيعية مع بقية المواطنين؛ كذلك موضوع سحب الجوازات والمنع من السفر ومنع الكتب الدينية الشيعية، وغيرها. لو عدنا لهذه الوعود، وأضفنا ما تضمّنته عريضة شركاء في الوطن قبل سنوات لاكتشفنا أن كل ذلك ما هو إلاّ سراب، سراب يحسبه الظمآن ماء.
ما دفعني لكتابة هذه المقالة، وهي حادةً بعض الشيء، ما دفعني لكتابتها هو السيل الكبير لمقالات متعددة من أشخاص بارزين كانوا في المعارضة يوماً ما، وأصبحوا الآن يكيلون المديح المثير للاشمئزاز، بسبب تملّقها للأمير محمد بن فهد تارة، وللملك عبدالله تارةً أخرى، ومرة رثاءً في الملك فهد. هؤلاء هم أعلم بالملك فهد وبمحمد بن فهد، وأعلم بخوافي اللعبة السياسية والتي من بديهياتها هو أنك لا تحصل على شيء إلاّ بثمن، وطالما الحكومة استطاعت خلع قادة المعارضة من مواقعهم، وأعني مواقعهم في قلوب الناس، ففقدوا الكثير من المصداقية التي كانوا يحملونها، فهي الآن باتت عارية أمام الحكومة لا تستطيع الضغط، وبالتالي لا تستطيع الحصول على شيء في المقابل.
كانت الحكومة مضطرة للمهادنة مع المعارضة عندما كانت للمعارضة قاعدة شعبية، ولكن مع دخول هؤلاء، وأعني قادة المعارضة في اللعبة الحكومية التي لن تنتهي، فقدوا مصداقيتهم بين الناس، وبالتالي فقدوا الورقة الضاغطة على الحكومة، والنتيجة أن الحكومة الآن ليست مضطرة حتى للتحدث لهم، فكيف بتحقيق مطالبهم!
مقال تلو آخر يمدح الأمير هذا وذاك، لعلّ وعسى يحن قلبه ويعمل ولو بشكل ضئيل على تحقيق مطالب جزء بسيط من مطالب الشيعة ليكونوا على نفس المستوى ببقية المواطنين، مطالب وجود جامعات في منطقة القطيف ومعاهد وكليات بنات، مطالب بفتح أفرع للوزارات، مطالب تنموية للمنطقة التي تبيض ذهباً، القطيف، مطالب بفتح المجال الأمني والعسكري والدبلوماسي للشيعة، مطالب بإنشاء صحف ومجلاّت وإذاعة؛ مطالب تافهة مثل الإذن بناء مسجد أو بناء مدرسة خاصة للبنات والتي مضى على طلبها أكثر من خمسة عشر سنة، كل ذلك ولا جزء منه تحقق إلى الآن. إذاً لماذا كل هذا المديح الممجوج بالنفاق الذي وصل إلى النيل من المعارضة في واشنطن؟ هل لأن هؤلاء "العصبة" يأملون إلى الآن بأن شيئاً من ذلك سيتحقق؟ أم أنهم حصلوا على "إكراميات" مجزية من هذا الأمير أو من الملك؟ في جميع الأحوال أبرء هؤلاء بأن يكونوا قد باعوا ضمائرهم بدريهمات معدودة، ولذلك ألومهم على تصرّفاتهم الغير موزونة ولا مدروسة.
فلا غرابة أن يكونوا على خلاف مع بعضهم البعض، ومع شريحة كبيرة من المجتمع التي علّقت على الكثير من المقالات التي تنشرها راصد خاصةً التي تمدح أو تنافق، بحجة أن ذلك نوع من السياسة، ولا غرابة أن يكون هناك اختلاف بين هؤلاء المادحين وأخوة لهم في المعارضة كانت ولا زالت ضدّ الانفراد بالساحة دون تشاور مما أحدث شرخاً في المعارضة الشيعية والمطالب الحقوقية للشيعة في منطقة القطيف.
لقد كتبت سابقاً حول مشايخ القطيف والشيعة عموماً في المنطقة وكيف أنّهم تحولوا إلى أشباه لمشايخ السلطان الذين "ينصحون" و"يطالبون" في الخفاء، ويمتدحون كلّ ما يصدر من أمير مثل تصريح وزير الداخلية الأخير حول أن الشيعة مواطنون لهم حقوق وواجبات مثل السنة، وهو تصريح الليل يمحوه النهار، فلا تساوينا ولن نتساوى لا في الحقوق ولا في الواجبات, والأدلة أكبر من أن يحويها مقال أو كتاب، والسجون مليئة بالأدلة وشوارع وبيوت منطقة القطيف أكبر دليل على ذلك. أين هذه التصريحات من الواقع؟ إذاّ لماذا كل هذه الكتابات من شخصيات بارزة شيعية تمتدح كل كلمة تظهر بهذه الطريقة وكأننا أصبحنا بين ليلة وضحاها في وضع أفضل، فهل نسينا سجن الشيخ نمر باقر النمر، أو قضية أمينة المسكين، وأثير السادة، وأحمد الملبلب، أو تطليق الإسماعيلي علي الله بن حسن آل فنيس زوجته، أو منع الشيعي من الشهادة في المحكمة، أو غيرها أو غيرها؟
إنها وعود خاوية لن تحقق لنا شيئاً، وهي وسيلة لتخفيف الاحتقان في الوقت الذي تكون فيه الحكومة بحاجة لنا، فتتحدث عن الوحدة الوطنية وأن الجميع مواطنون متساوون. لكن تتبخر هذه الكلمات ودلائلها بتغير مناخ المنطقة والعالم ونحن لم نحسن استغلال الأجواء العالمية المحيطة بنا، ولهذا لن نجني شيئاً طالما افتقدنا الورقة الضاغطة وهي بعدنا عن الإعلام العالمي مستندين على دلائل التمييز والاضطهاد في كل مناح الحياة ونعيش كأننا غرباء في وطننا.
على الشيعة ليس فقط نشر قضاياهم في المنابر العالمية الحقوقية والدعوة لتدخل دولي وأن يكون ذلك بكلمات واضحة وعلنية؛ بل أيضاً يجب أن تكون هناك دعوة للحق في تقرير المصير، كما الأكراد في العراق وتيمور الشرقية التي انفصلت من إندونيسيا، وكذلك الجبل الأسود الذي استفتى شعبه بالانفصال عن صربيا. علينا أن نتحدث عن الحق في تقرير المصير والانفصال بخيرات أرضنا، فهذا الطريق هو الوحيد الذي سيضغط على الحكومة السعودية، عدا ذلك، فلن نحصل إلاّ على الحصرم. إن الحق في تقرير المصير هو حق إلهي لا يتعارض مع مفهوم المواطنة ولا مفهوم المصلحة العليا للوطن، بل يصب في مصلحة الجميع، خاصةً مع وجود فئة قليلة تتحكم في ثروات وطن بأكمله وتضطهد الملايين من أبناء هذا الوطن. وإذا ما اعتقد البعض أن هذا يتنافى مع رغبة المواطنين، فليقبلوا باستفاء حول الانفصال وتقرير المصير تحت رقابة دولية محايدة دون تهديد ووعيد بحرق الأخضر واليابس إذا ما قرّر الأكثرية مع الانفصال. هذا لا يعني عدم الدفاع عن باقي أبناء الشعب وشرائحهم المختلفة في حائل والحجاز والجنوب والشمال وغيرهم من المهمشين، فتقرير المصير للشيعة لايتعارض مع حق أبناء الوطن الآخرين في تقرير مصيرهم أو في حصولهم على حقوقهم كاملة غير منقوصة.
ما يحدث الآن على الساحة المحلية من حِراك يعتقد البعض أنه طريق أوحد للحصول على الحقوق ما هو إلاّ طريق مسدود نتيجته واضحة للعيان في مشاريع في الشرق والغرب، في الشمال والجنوب، لكنها تقفز بعيداً عن منطقة القطيف، وزيارة "أبو متعب" للشرقية والمشاريع التي افتتحها بعيداً عن القطيف دليل آخر على ذلك.



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل -ندى من الرياض-؟
- قطيفي في الكونجرس
- في القطيف: العيد عيدان وأكثر!
- خمسة + خمسة + واحد = صفر
- متى يصبح الشيعي مواطنا؟
- لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق – في القطيف
- علي التميمي: أين الأصل وأين الصورة للإرهاب الوهابي؟
- فيدرالية في السعودية!
- لا تُبايع .. لا تُبايع
- أنا إيراني
- إيران .. السحلية !
- نايف ... الإنسان!
- أبو عادل .. أم عادل .. عادل
- بيع الجمل يا علي!
- هل تليق الديمقراطية بالسعوديين؟ جواب إلى الأستاذ شاكر النابل ...
- سجن الإصلاحيين يكشف حقيقة الحكومة السعودية
- تسونامي عسير
- الرئيس بوش للأمير عبدالله: النفط مقابل البقاء ...
- وزيرتان سعوديتان في ضيافة الرئيس بوش
- إيران: ديكتاتورية بلكنة عربية


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - دولة القطيف والأحساء: حق تقرير المصير