أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغاني بوشوار - ضرورة إنشاء نظام عالمي جديد: التغيير المنتظر















المزيد.....

ضرورة إنشاء نظام عالمي جديد: التغيير المنتظر


عبد الغاني بوشوار

الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 1 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يشك أحد في أن النظام الدولي الحالي فاشل في تأمين وضمان السلام في العالم. ولا يشك أحد أيضا في أن الدول الغربية وفي مقدمتها النظام الصهيو-الأمريكي الخاضع للمجمع الصناعي العسكري، تعبث بمصير الشعوب وتنهب ثرواتها بلا هوادة.
تحتل الدول الإسلامية صدارة المجتمعات التي تعاني من كل الويلات الناتجة عن سياسات الأنظمة التي تسيطر على العالم من القتل والدمار والإبادة الجماعية إلى هلاك البيئة واستنزاف الثروات الطبيعية ونسف التراث الإنساني، وكل هذا وأفظع منه بمباركة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها ومشاهدة من لا حول لهم ولا قوة.
فمنذ احتلال الاستعمار الصهيوني لفلسطين وتوزيع غنائم الحرب العالمية الثانية، والحروب تشن على المسلمين في كل مكان، وزادت وتيرتها بشدة منذ اختراع الحركات الإسلاموية السياسية لمحاربة الاتحاد السوفياتي وتغيير الانظمة التي لا تسير على النهج المرسوم لها وتتردد عن المحافظة على مصالح أسياد وأغنياء العالم. ولقد بلغت هذه الحروب على المسلمين أوجها مع بداية الغزو الفعلي للدول الإسلامية في الآونة الأخيرة التي تقودها الدول الغربية والنظام الإسرائيلي والأنظمة التابعة لها من الفاشيين الصهاينة والمسيحيين والمسلمين المتذرعين بمحاربة الإرهاب الذي اخترعوه ومولوه وسلحوه ويساندونه إلى اليوم.
زهقت وتزهق أرواح ملايين المسلمين من أطفال ونساء وشيوخ وشباب، ودمرت وتدمر المباني والمدارس والمستشفيات في المدن والقرى ونسفت وتنسف الآثار التاريخية ولوثت وتلوث البيئة بالغازات السامة واليورانيوم وقضي ويقضى على الماشية وسبل عيش الناس وأمنهم. ها هي فلسطين تدمر كل يوم ويقتل أهلها ويهجرون ويستولي المستعمرون على الأراضي ويتوسعون منذ اغتصابها والنظام العالمي لم يحرك ساكنا. لقد تم تدمير أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن وانشطر السودان وتقوم القيامة وتنتشر القلاقل في عدد من البلدان المسلمة ولا ينعم أهلها بالأمن والسلام. ومثل هذا مشاهد في دول الساحل ونيجيريا وتونس والجزائر التي ضحت بما يربو على 200000 من أهلها جراء حرب جنيرالاتها على الإسلاميين ومعارضيهم.
لم تأمن مصر من التهديدات والضحايا والقمع بالرغم من اصطفافها مع أسياد العالم. بورما والفلبين وكل الدول التي توجد بها جاليات إسلامية لم تسلم من بعبوع الإرهاب التي تقوده الدول الغربية والصهيونية العالمية والإستمرار في تنفيذ سياسة القتل والإبادة. وكل هذا والأمم المتحدة والنظام العالمي القائم عاجز عن ضمان السلم العالمي والتعايش السلمي بين الشعوب وتأمين الغذاء للجميع.. بل تحاك المؤامرات والدسائس من كل نوع للقضاء على كل من سولت له نفسه التساؤل عن نوايا ومآرب وافعال الطبقات المحتكرة للثروات والذين يعيثون في الأرض فسادا وينهبون خيرات البلدان ويزهقون أرواح العباد. هذا مع العلم أن بعض فطاحل التفكير الخبيث والمنظرين المرضى يودون التخلص من نسبة كبيرة من سكان الأرض بناء على إنذار العالم البيولوجي إيرليخ سنة 1968 في كتابه القنبلة السكانية الذي أكد فيه أن الأرض لا تتحمل مواردها الطبيعية إعالة أكثر من ألفين مليون نسمة مما ذهب بكثير من السياسيين تبرير اقتراح ضرورة تخفيض عدد سكان الارض، ولم لا البداية بالمسلمين الذين حبا الله أراضيهم بالثروات والموارد الهائلة؟
كل الوسائل مشروعة وتبرر بلوغ الهدف المنشود للسيادة والسيطرة على الموارد والتحكم في مصير الإنسانية. تحللت الأخلاق وانتشرت الرذائل والإباحة الجنسية والمخدرات والكحول والزواج المثلي واللواط والألعاب من كل نوع كلها في أيادي أمينة وجماعات الجريمة المنظمة تقوم بتسلية الشعوب ولهوها وإبعادها عن الفضائل ورد زمام أمورها إلى أيديها ومحاسبة المفسدين على أعمالهم الشنيعة. هذه أسلحة ذكية تقوم بخراب العقول والأبدان ولو بشكل بطيء، لكن السلاح الناجع في حصد عدد كبير من البشر هو الحرب بالأسلحة النارية المتطورة من الصواريخ والقنابل الذكية والطيران بدون طيار والدبابات والرشاشات وغيرها، ألم تحصد الملايين من البشر في الحربين الأولى والثانية وفي المستعمرات، وفيتنام والكوريتين وأمريكا الجنوبية؟ وقبل هذا أبيد أربعون مليون من الهنود الحمر وعشرون مليون أفريقي، وكل هذا ليس كافيا، فالإبادات مستمرة والعالم مقبل على حرب كونية ثالثة وتدمير بلدان أخرى وإبادة مئات الملايين من البشر ولا شك بأن جلهم سيكون من المسلمين. ألم تبدأ اللعبة بعد؟ وكيف تفسر الحروب القائمة والاستعدادات الحالية لتلك الحرب الشاملة المتوقعة؟
كل هذا يجري على قدم وساق، وشعوب العالم تتألم من فقدان الأمن وضنك العيش وعدم مراعاة حقوق الإنسان وديمقراطية تنظيم شؤونهم المعاشية التي تستخدمها الأنظمة المستبدة وترددها في وسائل الإعلام للتسلية و"تكليخ" العقول ليس إلا. ليس خافيا على ذوي البصيرة ما يخطط له المجمع الصناعي العسكري الصهيو-الأمريكي والدول الغربية التابعة له من شن الحرب العالمية الثالثة باستخدام الأسلحة النووية لتركيع الدول المنافسة له والرافضة لهيمنته على العالم والخضوع لسياساته الشيطانية. قد لا يدرك كثير من الناس أن البانتكون يدير أزيد من 800 قاعدة عسكرية بمختلف الأحجام والمهمات في أكثر من 70 دولة، ناهيك عن القواعد السرية في بلدان مختلفة، وإذا أضيف إلى هذا عدد القواعد التي تملكها حليفاتها، فإن العدد مهول وينبؤ بكارثة كونية لا مثيل لها في التاريخ البشري. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على النوايا العدوانية على العالم. أين الأمم المتحدة ومنظماتها والمناداة بالسلم والأمن؟
إن هذه الحرب القادمة التي قد تستخدم فيها الأسلحة النووية الفتاكة محفوفة بالمخاطر على الحياة في هذه البسيطة. طبعا مئات الملايين من البشر، إن لم نقل آلاف الملايين، ستذاب في الثواني وتدمر البيئة والمدن والحضارة الإنسانية كما نعرفها، فهل يا ترى سنحيى إلى اليوم الذي سنكون فيه ضحايا هذه الحماقة؟ هل الشيطان سيخاطر بكل ما بنته البشرية ويطلق عنانه وعدوانيته ليدمر أكثر من نصف سكان الأرض ليمرح من تبقى من الشعوب المختارة ويتمتعوا بما بقي من الموارد لإشباع جشعهم؟
هكذا النظام العالمي الحالي، لا يحرك ساكنا ولا يستطيع إلا الخضوع للأغنياء ولذوي النفود والقوة العسكرية والتكنولوجية وحياة البشر على كف عفريت، كما يقال. ولقد أثار بعض العلماء والمراقبين والخائفين المنذرين من الدمار الشامل للحياة إذا دكت الارض دكا وذهبت أدراج رياح لهيب النووي ومخاطره، أثاروا قضية سلاح من نوع آخر أكثر فتكة بالإنسان قد يقضي على آلاف الملايين وقد يضمن البقاء لشعوب مختارة ويضمن سلامة البيئة ويضمن تخفيض سكان الأرض إلى العدد الذي يتناسب مع خطط الذين يخترعون هذا السلاح ويخترعون أيضا طرق الوقاية منه ليضمنوا نجاتهم.
هذا السلاح هو سلاح "فيروس" قد يتفنن الخبراء في اختراعه واختراع لقاح له لوقاية المختارين ولقد ورد ذكر هذه الطامة الكبرى بإسهاب في مقال الأحد بجريدة الكارديان البريطانية يوم 18/3/2018 تحت عنوان "الفيروس المتربص" الذي قد تنتشرعدواه على نطاق واسع في العالم، فإذا تمكن منه الخبثاء فقد يحقق أمنية أعداء البشرية ليخففوا عنهم مشاركة غيرهم في الحياة على هذه البسيطة لأن الوباء سيحصد ملايير العباد وفي زمن وجيز ويخلوا المجال للشياطين والمفسدين ليعبثوا في الأرض كيف يشاؤون.
أمام كل هذا وعلى ضوء ما تقدم، فإن العالم مدعو للتجنيد لإيجاد نظام جديد لتدبير الحياة على هذه الأرض التي جعلنا الله فيها خليفة له فيها. وينعم أيها الناس بالسلام والتعايش فيما بينهم ويضعوا حدا للفساد والظلم وهذا ضروري تفتضيه طبيعة الاجتماع البشري.
اكادير، المغرب الآمن



#عبد_الغاني_بوشوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة أخرى إلى حرف -تيفيناغ- الأمازيغية


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغاني بوشوار - ضرورة إنشاء نظام عالمي جديد: التغيير المنتظر