أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مالك داغستاني - الولد السوري الجميل في دولة البعث














المزيد.....

الولد السوري الجميل في دولة البعث


مالك داغستاني

الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 07:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليست جامعة البعث، كما قد يعتقد غير السوريين، جامعة سياسية عقائدية متخصصة. إنها مؤسسة تعليمية أكاديمية تحتوي، كأي جامعة أخرى، الكثير من الاختصاصات الأدبية والعلمية، واسمها الذي يمكن أن يسبب هكذا التباس أيضاً لايختلف في شيء عن معظم أسماء المؤسسات والمنظمات والمنشآت التي أخذت أو بدلت أسماءها في بلد يوصف بكامله أنه دولة البعث.
" يامن حسين " ليس سياسياً معارضاً. وليس عميلاً وبحدود معلوماتي لايقبض من أي سفارة، ولم يكن في نيته يوماً أن يوهن شعور الأمة، أويهدد كيان الدولة الاجتماعي، كما وأعتقد أنه لايفكر في سلخ جزء منها. هو فقط طالب شاب رأى الملك عارياً فصاح مستنكراً: إنك عار يا جلالة الملك.. هكذا قفز من بين الجمهور الصامت وقالها أمام المجاميع البشرية التي تواطأت جميعها وعبر عقود على الباطنية الاجتماعية والثقافية، ومن باب أولى، السياسية.. واتفقت أنه لا يوجد في بلادنا ما يؤرق النوم الهانئ لوحدتنا الوطنية.
هل تذكرون يامن حسين؟ إنه الولد السوري الجميل الذي كتب مقالته " إذا كنت بوذياً فلا تقترب من جامعة البعث " المنشورة على موقع مرآة سوريا طيَّب الله ثراه، في مقالته تلك تناول يامن بأسلوب نقدي ساخر وجذاب المظاهر والإشارات والرموز الطائفية المنتشرة بين زملائه الطلاب، هو لم يخترع أي شيء ولم يلهب خياله. إنما فقط أشار لما رآه ويراه الجميع. ولأنه كتب عن طلاب جامعة البعث، وهو أحد طلابها، فل تبقَ هيئة أو منظمة تمت للبعث بصلة إلا واستدعته.. وكيل جامعة البعث طمأنه قبل الاستجواب بأنه الجامعة ليست فرعاً للأمن وطلب منه أن يتحدث عن المقالة والدوافع الكامنة وراء كتابتها.. مسؤول نقابة معلمي البعث سأله: هل أنت مريض نفسياً؟ وأعتقد أن هذا السؤال هو الأهم والأذكي ليس بمواجهة يامن حسين فقط بل بمواجهة أي أحمق يعتقد أن الملك عارٍ. أخيراً استدعاه أحد فروع الأمن وحقق معه باللطف المعهود عن علاقاته وأصدقائه وانشغال خط هاتفه لفترات طويلة، ثم دعاه بكل تهذيب للتوقيع على تعهد بألا يعود لنشر أية مقالة على الأنترنت.
أم يامن حسين كأي أم من سوريا، أخذت هي الأخرى تعهداً شفهياً من ابنها بألا يعود لمثل هذه الأفعال، خوفاً عليه وعلى إخوته، آخذة بعين الاعتبار أنهم جميعاً ينعمون بالعيش في دولة البعث. كان لهذه القصة أن تنتهي هنا لولا أننا، نحن السوريون في دولة البعث، لانفضل مثل هذه النهايات الرومانسية الباهتة للقصص.
ذهب يامن حسين ليقدم مادته الأولى لامتحانات نهاية العام الدراسي، الذي علينا الاعتراف أنه لم يكن جميلاً ليامن كما تعودنا أن نكتب في مواضيع التعبير المدرسية. يامن الطالب في السنة الثانية في كلية العلوم في جامعة البعث وبدلاً من أن يجد اسمه ورقمه في لوائح الامتحانات وجد أن الجامعة قد أفردت له مكاناً خاصاً في قرار عُلق في بهو الكلية يفيد بحرمانه من تقديم الامتحانات بسبب إساءته لسمعة جامعة البعث، " هل تذكرون تهمة مشابهة تتعلق بالمس بهيبة الدولة ". وجامعة البعث كغيرها من مؤسسات الدولة لها هيبتها وهي فوق الشبهات من مثل السرقات والرشاوى وبيع أسئلة الامتحانات وتسعيرة كل دكتور وغيرها الكثير من هذه الممارسات الفولكلورية المعتادة.
يامن حسن تأمل بالقرار ملياً.. دخن سيجارته "الحمراء" ثم عاد إلى البيت وشرب كأس المتة وشوهد يكتب بضع كلمات لن ينشرها... أم يامن حسين، كحال أي أم من سوريا، ودونما أي صوت بكت. " انتهت القصة؟ "



#مالك_داغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مالك داغستاني - الولد السوري الجميل في دولة البعث