أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - معاناة الجيل الأول مع وطن غادروه!














المزيد.....

معاناة الجيل الأول مع وطن غادروه!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 23:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مُعاناة الجيل الأول مع وطنٍ غادروه!

يُعاني أكثر مهاجري الجيل الأول من بلدهم الأم في العالم الثالث إلى وطنهم الثاني المضيف مشكلة تتفاقم مع مرور الوقت؛ فكلما اتسعت المسافة الزمنية زاد وجع المهاجر على وطن غادره ولم يتحرك أهل بلده من مكانهم إلا قليلا!

لنأخذ الأخبار والصحف والتلفزيون والبيانات الرسمية الصادرة في الوطن الأم مثالا حيــًا وموجعا و.. مؤسفا!
في الغرب اختفت رعشة الخوف من شفتي الضيف والمذيع والإعلامي والمحلل الاستراتيجي والأمني، ويأتي وكأنه في الامتحان النهائي قبل التخرج أو قبل الحصول على الماجستير أو الدكتوراة.

يتحدث كأنَّ مضيفــــَـه مدينٌ له، ولا يشير إلى توجيهات رئيس الدولة أو رئيس الوزراء، وتنساب اللغة كنهر متدفق؛ فالخوف ليس واقفا على باب الاستديو، وأجهزة الأمن لن تنتظره في الخارج، والوشاة لن يجدوا من ينصت إليهم إذا همسوا في أذن الكبير، تماما كما حدثت آلاف المرات في العالم الثالث.

في العالم الثالث يكفي أن يقترب مستشار أو واشٍ أو ببغاء بشري من أُذُن الكبير ويقول له بأن الضيف أو الشاعر أو الأديب أو الحزبي كان يقصده عندما تحدث عن الحيوان المفترس أو اللص أو الجاهل أو الديكتاتور أو السجّان أو السفاح؛ وهنا تكون نهاية المسكين الذي قد لا يفقه في السياسة أو الدين!
فُسحة من الوقت بقدر الموضوع لا تزيد ولا تنقص، ومساحة من حرية التحليل والحديث والشرح داخل إطار قوانين الرأي يستمتع بها الإعلامي والضيف في الغرب، أما في العالم الثالث فالضيف غالبا يكون صيدًا، والمحاورالمضيف يرتشف فنجان قهوة في مكتب ضابط الأمن قبل البرنامج وبعده!

في الغرب لا ينتقم المحاور من ضيفه، وفي العالم الثالث يبدأ الضيف أولى خطواته نحو نادي المنافقين أو.. إلىَ زنزانة تحت الأرض!

يجلس مهاجرو الجيل الأول هنا في الغرب وهم يتحسرون على بلدهم الأم، والغريب أن كثيرًا من المهاجرين أحضروا معهم في الغُربة شاحنات من الخوف الذاتي، وهم على استعداد للدفاع عن زعيم أهانهم قبل سفرهم، فالتصقوا به بعد وصولهم إلى الغرب، وظلوا ينافحون ويدافعون عنه ويبررون جرائمه جهرًا أكثر مما كانوا يفعلون سرًا في وطنهم الأم.

قابلت الكثير منهم، واصطدمت مع أغلبهم فالديكتاتور في بلدهم الأم يرسل إليهم أشباحــًا أمنية تنام في أحضانهم لتتأكد أن كوابيسهم لم تنقلب لأحلام، وأن طائفيتهم تستمر معهم في المهجر فتجعلهم يلعنون بني جلدتهم المنتمين لعقائد ومذاهب وأديان وأفكار أخرى.

السوط يهوي على الظهر في الوطن الأم ويتحول إلى صدىَ صوت في المهجر حتى لو كانت الهجرة لجــَـنــّـة الحرية والبهجة والأمن والسلام واختفاء المخبر من خلف صحيفته المثقوبة.

في عالمنا الثالث يشعر الديكتاتور بغبطة السيد كلما احتجت الرعية على جهل مسؤول أو برلماني أو وزير أو مدير جامعة أو مستشار فيمُدّ له في منصبه، ويُقرّبه إليه!
في الغرب كل مسؤول، مخطيء أو مُصيب، يُذاكر كتلميذ نجيب قبل انبلاج كل فجر جديد، فكل يوم هو امتحان، علمي وأدبي ولغوي ومعلوماتي، والحساب الحكومي عسير والحساب الشعبي أقسىَ؛ أما الحساب الإعلامي فهو الجـَـلــْـدُ الورقي أو الالكتروني.
لذا تنتاب مهاجري الجيل الأول في الغرب رغبةٌ عارمة في البكاء على وطنٍ غادروه وما يزال، غالبــــًا، واقفـــًا في مكانه، أقصد نائمــًا في فـِراشه!

طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 28 مارس 2020



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروس كورونا يرفع الحصار عن قطر!
- رؤيتي للرئيس السيسي!
- متى بدأ المصريون يكرهون القراءة؟
- الفضيلة أن نقتل جميع النساء!
- عبقرية المصافحة بين الرجل و .. المرأة!
- تمنياتي لسوزان مبارك بالشفاء!
- ماذا لو كان عبد الناصر؟
- كلمات غضبٍ عن مقارنات الإسلام والمسيحية!
- معجزة السيسي بدون منازع!
- الخِطابُ الجنازة!
- أسباب الفشل المؤقت للإطاحة بالسيسي!
- رسالة حُب من مصري مؤيد للسيسي!
- رؤيتي لمحمد علي!
- مصريون وسوريون يشتعلون في الشاورما!
- هل أُراجِع نفسي و.. أعتذر عن كتاباتي؟
- المصريون غاضبون لسبب واحد!
- الرئيس يتحدث إلى مرآته!
- الاستغماية باسم الله، وإخفاء الوجه باسم السماء!
- فيس آب للإسراع بالزمن!
- خرافة كروية الأرض كما أثبت الدراويش!


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - معاناة الجيل الأول مع وطن غادروه!