أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرزاق دحنون - جريدة الكلب














المزيد.....

جريدة الكلب


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجريدة

الجريدة -كما في لسان العرب- سَعَفَةٌ (غصن) من سَعَف النخل. وكان العرب يُجرّدونها من خُوصها (أوراقها) ويُعالجونها ويتخذونها للكتابة مثل كتابتهم في الرَّقّ (الجلد). وفي الحديث الشريف, أنّ القرآن كُتب في جرائد. وأحمد فارس الشدياق هو الذي أطلق على الدورية اليوميّة اسم الجريدة وسُميت أيضاً الصحيفة. والجريدة مطبوعة دورية تصدر عادة يومية أو أسبوعية وتنقل إلى قرائها الأخبار والأحداث الطارئة لإيقافهم على ما يَجِدّ في العالم من تطورات سياسية مقدمة لهم الأخبار من اجتماعية واقتصادية ورياضية وأدبية-كما نفعل في مقالنا هذا-فضلاً عن التعليقات التي يكتبها المتخصّصون عارضين آراءهم فيما يحدث في العالم. وقد ظهرت الجريدة أول ما ظهرت في أوروبا في هولندا وألمانيا والبندقية ثم انتشرت في معظم بلدان العالم. وظهرت في العالم العربي في عهد محمد علي في مصر في عام 1828 باسم "الوقائع المصرية" ناطقة باسم الحكومة تنقل الأخبار وتتضمن المقالات. وممن أسهم في تحريرها رفاعة الطهطاوي وأحمد فارس الشدياق والشيخ محمد عبده. ثم ما لبثت أن ظهرت الجرائد في بيروت ودمشق وسواها من المدن العربية.

الكلب

قالت العرب: إن كلباً وقف بباب إسكافي, وأطال الوقوف, نهره صانع النعال قائلاً : ما فائدة وقوفك ببابي, ابحث عن قصاب؟ إلا أن الكلب تمهل, وراح يحشر أنفه هنا وهناك , يُبعثر النعال المشدودة على قوالب الخشب المنقوعة في الماء, فما كان من الإسكافي إلا أن استشاط غضباً, فرمى الكلب بخف , فأوجعه جداً, فجعل الكلب ينبح من ألم ممض, فقال له أصحابه من الكلاب: أكل هذا من خف؟ فقال: لا يعلم ما في الخف إلا الله والإسكافي. لا شيء في يده, أوجعه الضرب فنبح, هذا من حقه. آثم من يمنع كلباً موجوعاً من النباح , وآثم من يكمم أفواه الكلاب. تلك الأيام كان الإسكافي يعمل النعال من جلد الحيوان يُخيطه بيده ويشده على قالب الخشب. ومن هنا قالت العرب: اشدد يديك بغرزه. يُضرب المثل في حثّ المرء على إتقان عمله, وقد استعيرت كلمات هذا المثل من رفيقنا الإسكافي الذي كان يصنع النعال ويشدُد يديه بغرزها.

جريدة الكلب

وكلب الإسكافي استحضر كلب صدقي إسماعيل الذي اكتسب حرية النباح بعرق الجبين, وكان الكاتب السوري صدقي إسماعيل يشدد أصابعه بغرز جريدته و ظلَّ كلبه ينبح لأكثر من ربع قرن في سبيل حرية الإنسان والحيوان. واستمر نباحه متقطعاً بقلم رفيق دربه غازي أبو عقل. جريدة الكلب تصدر بنسخة واحدة يكتبها الأديب السوري صدقي اسماعيل بخط يده في أوقات القيلولة مع نفس الأركيلة في مقاهي دمشق. يرسم عنوانها, ينظم كل ما فيها شعراً ساخراً عميقاً لاذعاً, يستعرض فيه كل ما يخطر على باله من شؤون الأدب والسياسة. كانت جريدة الكلب تصدر دون ترخيص ودون اعتراف بوجود سلطة الدولة التي تُعطل الجرائد التي تتحداها أو تكممها وتمنعها من النباح. أصدر صدقي اسماعيل جريدته عندما رأى أول ديكتاتورية تقام على رؤوس العباد في سورية بعد الاستقلال. لقد شعر باشمئزاز من التصرفات المجنونة والمزيج العجيب من القسوة المتناهية, وكان لابد من عمل شيء ما لكشف هذه المتناقضات, فكانت جريدة الكلب التي كُنت تستعيرها ولا تُعيدها.

عدد جريدة الكلب رقم 64 في 28 آذار 1966 :
https://www.dig-doc.org/index.php?page=cGhvdG9fZ2FsbGVyeQ==&op=ZGlzcGxheV9waG90b19nYWxsZXJ5X2RldGFpbHM=&id=MTQ5

جريدة الكلب في كتاب:
http://syrbook.gov.sy/img/uploads1/library_pdf20180523120750.pdf



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنت ممن يحبون قراءة الروايات؟
- الخشن اليد والناعم اليد
- الصورة والمرأة وشوارب ستالين
- المستطرف السياسي في كتاب الفلسطيني عارف حجاوي
- الكاتب لا يسمح بالتعليق على هذا الموضوع
- بقايا كلام على جسر سراقب
- أبي وعبد الله بن المقفع وفلسطين
- بقايا كلام على حائط أم جورج في إدلب
- قصيدة حب سومرية
- مصحف جدي
- حوار في موسكو
- شجار في صحيفة الأخبار
- ثلاثون عاماً على كتاب الرأسمالية تجدد نفسها
- يعجبني ماركس أكثر من سواه
- من يملك الدَّين الأمريكي؟
- قرية سورية منحوتة في الصخر
- حدثنا عن العدالة يا أردَشير
- صورة الشاعر إيمي سيزار
- جهاد محمد...والرقص مع الذئاب
- ماذا سيحدث غداً يا تولستوي؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرزاق دحنون - جريدة الكلب