أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - الوقاية شبه معدومة في البقالات الصغيرة














المزيد.....

الوقاية شبه معدومة في البقالات الصغيرة


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 00:53
المحور: الادب والفن
    


يوميات كورونا في لويبدة عمان
لاحقا لما نشرته بالأمس.
بالأمس لاحظت أن محلات السوبرماركت تضع شابا على الباب يعطي القادمين أرقاما ويطلب إليهم أن ينتظروا خارجا ليأتيهم الدور.. لم أر ذلك أمام البقالات التي كانت بضاعتها من الخضار قد نفدت .. ومن لا يبيع إلا الخضار والفواكه أغلق.
لم أحصل بالأمس ولو على حبة بندورة. كنت أفكر في الذهاب باكرا اليوم لعلني أحصل ولو على بضع حبات ليمون . لكني نمت متأخرا ولم أقرر النهوض لإدراكي أنني سأجد زحاما على البقالة لا قدرة لي على اختراقه . حضرت قائمة بما أريد لأسلمها للبقال ليرسل لي مع عامليه ما أريد في اليوم التالي . بعد الرابعة عصرا تهيأت للخروج.ارتديت الكمامة ومريول العمل وطاقية وكفوفا وجرابات (فوق الحذاء، وهذه أنزعها أمام الباب لأدخل البيت بالحذاء )
اصطحبت كيس القمامة معي وصعدت .. نظرت إلى البقالة عن بعد. كانت الحركة قليلة . تابعت، شاهدت أمام البقالة مجموعة من صناديق البرتقال الممتلئة. يبدو أن الناس اكتفوا برتقالا. كان هناك عاملون مساعدون لصاحب البقالة إضافة إلى ابنه ، لم يكن أي منهم يرتدي كمامة أو كفوفا، ولم يكن هناك أي اكتراث لمسافات تفصل بينهم ، فمساحة البقالة لا تسمح بذلك . كان البقال يحاسب زبونين يقفان إلى جوار بعضهما .. والمسافة بينهم وبينه أكثر قليلا عن عرض الطاولة التي يجلس خلفها .. قلت لنفسي سأعطيه القائمة بسرعة وأهرب. أعطيتها له . قال لي أنه لم يعد يرسل طلبات إلى البيوت لكثرة الناس المتزاحمين على البقالة . اقتحم المحل ثلاثة شباب يسألون عن دخان لا يرتدون شيئا .. فتاتان أجنبيتان لا ترتديان شيئا تدخلان .. اللعنة هربت إلى الخارج وأنا أصطحب كيسا .. انتقيت عشر حبات برتقال . حضر زبون وشرع ينتقي أيضا ..أحرجت ! كان بودي أن أطلب إليه أن يقف بعيدا إلى أن أنتهي، غير أنني لم أطلب.. لم يفرغ المحل من أحد. أخذت مرطبان رب البندورة وزجاجة مخلل تفاح عن رفوف المحل ،وطلبت إلى عامل أن يحضر عبوّتي لبن . أريد أن أحاسب وأهرب من هذا الجحيم .. حاولت قدر الامكان أن أمد يدي بالنقود من بعيد من جانب أحد الواقفين .. نجحت .. أوصل لي عامل باقي النقود .. كيلو البرتقال بدينار وثلاثين قرشا . دفعت حوالي خمسة دنانير ل إحدى عشرة برتقالة ..أي أن ثمن البرتقالة الواحدة أكثر من أربعين قرشا .. هربت وأنا آمل أن لا أكون قد أصبت بكورونا رغم أنني كنت متسربلا بعدة الحرب التي تتطلبها مواجهته ..أعتقد أنه لا يمر يوم دون أن يصاب بعض الناس بكورونا سواء من هذا المحل أو غيره . وأعتقد أن صاحب المحل وعماله لن ينجوا ، حتى وإن نجوا حتى اليوم .
نسيت أن أنزع الجرابات عن الحذاء أمام البيت . كنت أفكر في وضع الأشياء وغسل يدي ووجهي وفمي وأنفي .. وضعت المشتريات في البلكونة ولن أدخلها إلى المطبخ إلا إلى الغد .
نزعت الجرابات أخيرا وتركتها امام الباب من الداخل.دخلت إلى الحمام وغسلت يدي ووجهي وتنشقت بماء ساخن وتغرغرت بالملح ...
صفارات الإاسعاف في الخارج تضج بصخبها .. المصابون يزدادون .. يبدو أن حالات الخوف والهلع والإصابات والأمراض تزداد .. أيها الكورونا رأفة بنا ، وأنت أيتها الطاقة القائمة بالخلق ، هل أنت عاجزة فعلا عن ايقاف هذا الوباء أ أم أنك لم تعرفي ذلك بعد . وأنتم أيها الآلهة ألن تنقذوا عبادكم إن كان لكم حقا وجود ؟! تعاونوا إن كنتم موجودين فعلا يعني إله المسلمين مع آلهة اليهود والمسيحيين والهنود وغيرهم ، وافعلوا شيئا وإلا تباً لكم !



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كنت على شفا الموت أم أن الطاقة خاطبتني ؟
- دعاء إلى الطاقة القائمة بالخلق لإنقاذ البشرية من كورونا!
- السّر الأعظم - الخالق - يكمن في العدم الفيزيائي!
- وجود الإنسان غير منفصل عن الوجود الكوني !
- أول من قال إن الله طاقة خلاقة لا نهائية .
- الوعي الجمعي لدى البشر تجاه خطورة كورونا قد يؤدي إلى دفاع من ...
- مقالات في الرواية والقصة
- انقذوا أنفسكم وأطفالكم من كورونا!
- نقد التوراة في رواية - عديقي اليهودي- لمحمود شاهين
- إيمان محمود أبو الجدايل
- لماذا أراد الخالق أن يتجسد في الوجود وفي الانسان ؟
- اليهود لا يشكلون أمة أو شعبا . رائد الحواري
- عديقي اليهودي رواية فكرية تاريخية سياسية لمحمود شاهين
- الخلق بين الطاقة العقلية والطاقة الخالقة والقوى الطاقوية الن ...
- شطحات ابن عربي في وحدة الوجود!
- لماذا وجودنا افتراضي ؟
- - مهزلة العقل البشري-
- الله لن يحرر فلسطين !
- مادة وطاقة جسم الانسان من مادة وطاقة الخالق.
- قصة الله .العقل الخالق في وجوده الذاتي!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - الوقاية شبه معدومة في البقالات الصغيرة