أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - يوميات الحجر (5- 6) وجها لوجه















المزيد.....

يوميات الحجر (5- 6) وجها لوجه


حكيمة لعلا
دكتورة باحثة في علم الاجتماع جامعة الحسن الثاني الدار البضاء المغرب

(Hakima Laala)


الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 20:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(5)
صديقتي الغالية:
تحدثنا هذا الصباح على وقع التجمعات التي تطالب بفتح الجوامع. ما الذي يمكن قوله في فعل ونحن لسنا فاعلين فيه، نحن مفعول فينا مند الأمد البعيد، هذا ليس بالأمر الجديد ولا المستجد. نحن الصغار المستصغرون، الباكون والبكاؤون، ندعو السماء ونهلل ونستغل دموع الأطفال، نحن المنهزمون في الأرض رضاء واسترضاء، طمعا في جنة الخلود، وقد يسائلنا الله عن جبننا العتيد، الضارب في البعيد، لماذا أكل الجهل منا و آمنا به كدين؟ لماذا استفحلنا في غينا؟ ولم نصن أنفسنا ولم نصن الآخرين. قد يزج بنا خالقنا في نار الجحيم عن قتل نفوس لم ترضاها لنفسها كمصير. كنا سنزكي الدعاء لو كان من أجل عمل محمود، نابع من صفاء القلوب، كنا سنهلل بعد نهار من العمل اليقين في بحث عن مخرج لإنسان أعياه الخوف ولم يبق منه سوى أنفاس يأكلها الرعب من موت قريب. وعندما أيقنا أننا في شبه مأمن في انزوائنا بات الأمر صعبا، ومن بعد ما آمن كل فرد أننا أمة لها نفس الأمل المنشود، تهب رائحة التضليل، ومن بعد استنفدنا القول في محاولة كبح جموح قوم، اعتقدنا أنهم فهموا قدر ما استطاعوا أن الأمر جد وليس هزلا، وإن دعاء الله وإن الإيمان بمثابة حق إنساني يساعد الإنسان للوصول إلى هدوء النفس التي تدفعه للبحث عن الأمن والأمان، إذ خرجت من جبتها قوم ألحوا على التضليل، خرجوا أفواجا يحتجون ورفعوا الإسلام دينا لهم دون غيرهم مناهضين لقرارات لم تحرم عليهم صلاتهم ولا صيامهم في بيوتهم. اتخذوا من ضعف الناس مركبا وحطوا رحالهم بين أضعفهم وأجهلهم، وهم بما يفعلون عالمين. قد يسأل البعض وقد يقف البعض حائرا في أمره إلى أي جانب يميل، وقد يتعجب البعض من هذا الفعل وليس في عقله يقين. قد لا يدرك أن لهؤلاء غرض المناوشين وفي ضعفه قد يهتز شجنا لمكان صلاة، وأرض الله جامع كبير. قد تغيب عن البعض انتهازية المطالبين، الراكبين على أغراضهم وإن كانت مطيتهم أرواح قوم لا يفقهون.
إن هذا الأمر يمثل مواجهة جديدة، وجها لوجه جديد بين قوم قد يعتبرهم البعض خفافيش ليل قد انتهى، إلا إن خفافيش الليل تستيقظ لتمتص أمن الناس وأمان النفوس. وفي أحلك اللحظات تنتهز الفرص، وتستغل دموع طفل لم يحدثونه يوما عن العلم، بل أيقنوه أن مصيره عذاب أليم.
إن الإنسانية تمشي عندنا ببطء والطريق سيكون طويلا ومريرا، فصبر جميل.
تحياتي الصادقة


(6)

طرح سؤال بحدة وربما بتفاؤل وحماس كبيرين منذ بداية أزمة كورونا 19 حول التغيير الذي قد يعيشه المجتمع المغربي بعد هذه الجائحة. بني هذا السؤال انطلاقا من بعض المعطيات التدبيرية الجديدة لأزمة مرض الكورونا 19، والذي طرحه أخذ بعين الاعتبار انصهار جل المغاربة في احترام والإلتزام بالتعليمات الضرورية للاحتماء. أكد البعض بأن السلوك الذي نعيشه حاليا قد يكون بداية تغيير مجتمعي شامل بعد هذه الأزمة. الكثير بدؤوا في رسم معالم مجتمع مغاير لواقعنا في كل معالمه الحضارية ، البعض قال أن هذه التجربة القاسية ستدفع المغاربة لإعادة ترتيب تصرفاتهم بشكل عقلاني، "معقلن" وإن الصدمة التي يعيشونها حاليا هي كفيلة لتجعل المغاربة يفكرون في تصرفاتهم وأعمالهم. الكثير اعتمد كلمة يجب، إلا أن هذا التعبير في حد ذاته يخلو من العقلانية ويجعل الفاعل غائبا في الفعل، ومن هنا يصعب تحديد دور القائل أو المطالب بالتغيير كحتمية ضرورية للمجتمع المغربي، "يجب تغيير المجتمع " هنا يبقى التغيير فعلا يعود إلى فاعل غائب، يبقى فيه الطلب غير محدد، بما معناه عدم تحديد موضوع التغيير، إن استعمال يجب هو تمني مفترض ومفروض، له عمق وبعد أخلاقي. السؤال كان يمكن أن يهم موضوعا إجرائيا محددا مع تحديد التغيير المفترض. إن هذا الخطاب هو أيضا تكرار لفعل سابق بفكر سابق يشدد على ضرورة التغيير ولكن في إطاره الشامل. وهذا فكر فوقي يرى البنية في كليتها دون إدراك موضع الخلل، وحتى لو افترضنا معرفة نقط الخلل، يتطلب ذلك معرفة مداخل التغيير، آليات التغيير، استراتيجية التغيير وذلك كله في إطار منظور إيديولوجي مسطر وبأهداف واضحة، يستوجب هذا الأمر تواجد البنية القابلة للتغيير والكفاءات التي تنفذ ذلك. فعندما نصدر حكما بضرورة التغيير بدون البناء الفكري لذلك، سيكون الأمر صعبا وقد نسقط في إعادة إنتاج نفس القنوات والأساليب التي نرفضها لسبب بسيط وهو أننا لا نعرف غيرها، و لأنها تمثل لنا مربع الأمن، لأننا استبطناها وأصبحت طبيعة لنا . لأننا في إطار هذا التغيير، وهذا هو الأمر الصعب عندنا في مجتمعنا، أننا نطمح لتغيير الآخرين الذين نعتبرهم المجتمع باستثناء شخصنا، الذي قد نعتبره نموذج التغيير الذي نطمح إليه، فقط أشير إلى أن التغيير لايكون أبدا بشكل تصاعدي، فعلا هذا صحيح بالنسبة للعملية الزمنية فهي مبدئيا تصاعدية، ولكن التأثيث الثقافي والحضاري للفترة الزمنية قد يكون عكسيا، بما معناه، محاولة استحضار فترة زمنية من الماضي لتطبيعها في فترة زمنية حاضرة. هناك كثير من الاتجاهات الفكرية والسياسية والدينية التي جربت ذلك، إن هذا الفعل الثقافي العكسي يكون في أغلب الأحيان هجينا، ولكن ليس هذا هو موضوعنا. إذا عملية التغيير الذى تسطر هي عملية فكرية، تأخذ الطابع النظري برغبة التنفيذ على أرض الواقع. الا أن النظرية الفكرية الراغبة مشروطة بتفاعل المجتمع معها، يعني قدرة استيعاب المجتمع في أغلبيته لمشروع التغيير، وذلك للحصول على انخراط الآخرين لتحقيقه. إلا أن الذي سيطرح في هذا الإطار هو ضرورة تواجد النخبة الحاملة لفكر التغيير وللإطار السياسي أو النظرية السياسية الراعية والمطبقة لها. إذا اتفقنا أن التغيير وأفضل تعبير الانتقال الثقافي والحضاري، هو في حاجة لتأسيس فكري وسياسي، فكيف يمكن فعل ذلك في وقت أزمة، أزمة يغيب فيها الفكر والنخبة الفكرية، أشير أننا في المغرب أغلبنا عامة ونخبة نفكر في التغيير في حدود، أي ليست لنا القدرة الفكرية أو العقلية لتحطيم ما أسميه التقليد والعادة، التقليد هو العجز أو الخوف من التفكير في قوالب جديدة ومن هنا لا نبني بفكرنا لنتمم المسيرة الفكرية التي سبقتنا ولكن نبني على فكر الغير، أي يصبح هو المرجع لنا للتأكد من صلاحية أفكارنا أو توجهاتنا، هذه الحاجة الملحة في التحقق من أفكارنا بالأفكار السابقة عليه تخلق عادة الاحتراس من التفكير بحرية. ومن هنا تصبح دهاليز التفكير مظلمة، ويدخل الفرد في عملية احتماء من التغيير الفردي، قد يكون خوفا أيضا من فقدان بعض المكتسبات أو التهميش المجتمعي، و يظل منتظرا حصول التغيير الجماعي لكي يتغير هو الآخر. لا أعتقد أن هناك تباعدا بين التغيير في الفعل السياسي والفعل الفكري، فالسياسي هو أيضا يخاف التجديد أو المغامرة، ويظل دائما يشتغل وينتج خطابه من داخل المنظومة القلقة المهتزة، لكي يحافظ على المنظومة التقليدية الضابطة للسلطة. إذا كيف يمكن أن نغير وضعا انطلاقا من تدبير استعجالي بأزمة تهدد حياة الأفراد؟ إن ما نعيشه حاليا ليست رغبة في التغيير، بل رغبة في الاحتماء، وتفعيل قوة الدولة لحماية المواطنين. وعندما نتحدث عن الرعب الذي يعيشها حاليا المغاربة، فنحن نتحدث عن عنف نفسي يجعل الإنسان منصاعا إلى الجانب الآمن لتأمين حياته. إن التصرفات المنضبطة للمغاربة ليس ناتجة عن إدراك عقلاني، بل عن حس غريزي للبقاء على قيد الحياة. إنه نفس الإحساس الغريزي الذي يدفع الكثيرين منهم لمهاجمة غير المنضبطين. نقرأ كثيرا من الشتم والقدح على صفحات التواصل الاجتماعي، نستمع لفيديوهات فيها كثير من السخرية من هؤلاء. هاته التصرفات تدخل في خانة التواصل الذي ننهجه في حالات الخلاف، إنه تواصل من أسسه العنف الممارس على الآخر. إذا من الممكن أن نقول أن تدبيرنا اليومي للأزمة إن كان من طرف المنضبطين أو الرافضين للانضباط يظل سجين تصرفاتنا المعتادة والتي مارسناها دائما. لأنه كان من الممكن التمرد على أو القبول للأوامر دون المساس بشخص الإنسان أي كان. إن من أهم ركائر تدبير الخلاف في مجتمع متخلف هو خلق صراع خارج إطار القانون أو حقوق الإنسان لنصل إلى المواجهة الحتمية التي ستنسينا الأزمة الحالية، لنتمركز كغالب أو مغلوب، وهذا يتجلى في ما يقع حاليا بين من يعتبرون أنفسهم متحضرين في تصرفاتهم والذين يعتبرون متمردين، أو متخلفين، قد يقع هذا الخلاف كما وقع في بلدان أخرى بدون عملية وصم...... إن التفكير العقلاني يبني ويبدأ من الفرد، يعني " أنا" مركز التغيير الأولي.....



#حكيمة_لعلا (هاشتاغ)       Hakima__Laala#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحجر (4) وجها لوجه
- يوميات الحجر (3) وجها لوجه
- يوميات الحجر (2) وجها لوجه
- يوميات الحجر (1) وجها لوجه
- -أنا- و -أنا-  في محك القرار


المزيد.....




- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...
- بسبب متلازمة صحية.. تبرئة بلجيكي من تهمة القيادة ثملا
- 400 جثة وألفا مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خانيونس
- رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي
- الشيوخ الأميركي يقر -مساعدات مليارية- لإسرائيل وأوكرانيا
- رسالة شكر من إسرائيل.. ماذا قال كاتس لـ-الشيوخ الأميركي-؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - يوميات الحجر (5- 6) وجها لوجه