أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صالح الشقباوي - الصين واسرائيل علاقة برغماتية تحكمها المصلحة














المزيد.....

الصين واسرائيل علاقة برغماتية تحكمها المصلحة


صالح الشقباوي

الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 20:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


عمود الخميس من فلسطين

الصين واسرائيل علاقة برغماتية تحكمها المنفعة
بقلم د.صالح الشقباوي
كما نعلم فلسفيا أن الكونفوشوسية تدعوا الى الفضيلة وليس الى الايمان بالالله او اداء عبادات معينة، فهي الاطار الوجداني العام للشعب الصيني وهي قائدة سيكولوجيته التي استند عليها في تطوره، وهي التي تقود مسار التركيبة الاجتماعية للشعب الصيني مما ساعدها في تعزيز ميكانزمات قيادتها للقيادة العامة الصينية وعززت إيمان الصينيين بالحس الجمعي وقدمت المصلحة العامة على مصلحة الفرد، وعززت الطاعة للحاكم و الاخلاص للشعب والدولة الصينية وساهمت بتكريس أخلاق الطاعة في الثقافة السياسية الصينية وقد اعتمدت عليها الصين كدينامو محرك لبدايات تحديثها عام 1860 علما أن الثورة الماوية عام 1949 والتي أطلقها "ماو" من خلال ثورته الثقافية عام 1966 استهدفت التراث الكنفوشوسي لكنها لم تنجح وفشلت في محو الثقافة الكونفوشوسية التي شكلت قاعدة انطلاق قوية للحضارة الصينية المعاصرة بعد وفاة "ماو" عام 1976 حيث عاد خليفته "هواجيو فينج" انهاء الثورة الثقافية والاعتماد على الكنفوشوسية وتم في الثمانينات من القرن الماضي، احياء تعاليمها وتراثها ورد الاعتبار لها بعد عودة المجتمع الصيني لاستحضارها كمكون أساسي له ولثقافته وهويته.
إن موت "ماو" لم يغير فقط مسار الفلسفة الصينية وعودتها الى منابعها الكنفوشوسية بل غيّر في نهجها الذي غلب عليه الإنحياز لحركات التحرر الثورية حول العالم حيث اعتمدت المنهج البرغماتي في علاقاتها الدولية بعد أن أقرت خطة تطويرية لذاتها تقوم على أربع محاور أهمها كان محور تحديث الجيش الصيني وسلاحه وأدواته التكنولوجية العسكرية بعد أدائه الضعيف في الحرب الفيتنامية لذا بدأت العلاقات السرية الإسرائيلية الصينية تأخذ منحى قويا في التجذر خاصة وأن الصين كانت أبواب الاتحاد السوفييتي وأمريكا موصدة في وجهها مما جعلها تبحث عن بديل سري، كانت إسرائيل التي زودت الصين بالتكنولوجيا الفائقة والتي وازنت بها الصين قواها مع أمريكا في جنوب ووسط آسيا، لكن هذا الموقف الاسرائيلي لم يكن دون ثمن فقد نجحت الصهيونية في خلق جالية صهيونية في الصين، جُندت للدفاع عن المصالح الاسرائيلية ومساندتها لكي يكون هناك جالية على غرار ما في أمريكا وأوروبا حيث كما قلت نجحت الصهيونية في اصطناع تلك الجالية لخدمة المشروع الصهيوني بعد أن تم البحث عن عائلات صينية من أصل يهودي كانت تقيم في منطقة "كايفنج" بمقاطعة "هينان" وتم البحث عن أحفاد تلك العائلات والتواصل معهم وتقديم لهم يد العون والمساعدات المالية المفتوحة مما جعلهم ينظمون أنفسهم بالرغم من قلة عددهم الذي لم يصل الى عدة مئات وأقنعوهم بضرورة العودة الى جذورهم اليهودية القديمة وإعادة تعريف أنفسهم كيهود وصهاينة، حيث تمكن بعض اليهود من احتلال ارفع المناصب في الصين مثل "اسرائيل أبشتاين" و " سيدني شابيرو" حيث قفزت اليهودية الى احد اهم مكوناتها في الصين بأنها ديانة غير تبشيرية في الصين وأخذت تبشر من خلال منظمة "شاتي اسرائيل" التي نجحت في تهويد الكثير من الصينيين حتى أصبح عدد اتباعها بالالاف لا سيما بعد قبول اليهود الزواج من الفتيات الصينيات بعد تهويدهن وبذلك نجحت اسرائيل في خلق جيل صيني صهيوني معاصر تزامن ذلك مع انتشار المدارس اليهودية في المراحل التعليمية المختلفة وتشييد معابد يهودية كالمعابد الكنفوشوسية في عدد من المقاطعات حيث نجحت السفارة الاسرائيلية في بكين باجبار الحكومة الصينية على الاعتراف بالجالية اليهودية ووجودها رسميا كما ونجحت اسرائيل في فتح جامعة عبرية في مدينة "شانتو" وبذلك اصبحت اسرائيل ثاني دولة تقيم جامعة لها في الصين بعد روسيا .
اتسمت العلاقة الاسرائيلية-الصينية بالبراغماتية لذا يتبصر ويستشعر الصهاينة بأهميتها خاصة وأنهم يقرأون المستقبل القريب والذي يؤكد أن الصين ستكون زعيمة العالم لذا أسرعت قيادة الصهيونية العالمية ومعها الرأسمالية اليهودية والماسونية العالمية بربط علاقات منفعية مع الصين لضمان حمايتها ولا سيما أنها ستكون زعيمة للعالم الما بعد غربي وما بعد كوروني، بعد ان وصلت ديون العالم الى 253 ترليون دولار حيث ان العالم أفلس في ظل قيادة امريكا وهذا ما يجعلني أقول حلما شرقيا جديدا ينادي الحلم الغربي الآفل .
هذه القراءة تجعل من اسرائيل المهرول الاول في العالم نحو الصين وتقديم التكنولوجيا الدقيقة لها وضخ ترليونات الأموال اليهودية في الشركات الصينية الضخمة لان اسرائيل تعي أن الفلسفة الكنفوشوسية تختلف كليا عن فلسفة الحضارة المسيحية التي تقاسمهم دينيا مقولات كثيرة وتؤمن بهم كشعب مختار وأرض موعودة وهذا ما تفتقره الفلسفة الكنفوشوسية لذا نجد أن نتنياهو قد استوعب الدرس بدقة وقام باسراع التقارب بين الحزب الشيوعي الحاكم في الصين وليكوده الصهيوني الذي يتزعمه نتنياهو والذي وصف علاقة بلاده مع الصين (زواج صنع في الجنة) حيث نجحت اسرائيل بجعل الصين اكبر شريك تجاري لها في آسيا وثالث شريك تجاري في العالم حيث وصل حجم التجارة بينهما الى 25 مليار دولار سنويا وادخال الصين تعديلات على طريق الحرير ليمر عبر الكيان الصهيوني كما ان الصين اشترت امتياز استثمار مباني حيفا وأجدود على البحر المتوسط مما جعل القواعد الامريكية الموجودة هناك تحت سمع وابصار التكنولوجيا الصينية المتطورة وهذا ما يقلق الامريكان اللذين قالوا ان اسرائيل تجري وراء الصين دون تفكير وللحديث بقية.



#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتذر عما كتبته بحقك سيادة الرئيس المتبصر ابو مازن
- تهنة لاصدقائي الجنرات في السلطة الوطنية الفلسطينية
- فلسطين اسرائيل دراسة تحليلية لانتشار الفكر الصهيوني في ساحة ...
- كورونا وباء امريكي قذف بوجه الصين
- باشلار الابستمولوجيا لا منطقية ولا عقلانية
- باشلارورايشنباخ وابستمولوجيا الفيزياء المعاصرةه
- الصراع من اجل الاعتراف عند اكسيل هونيت
- الاخ الرئيس ابو مازن ماذا ستقول اءا علمت ان سفيرك في الجزائر ...
- الابستمولوجيا بين علم المناهج ونظرية المعرفة
- سرديات الرئيس ابو مازن
- اين يكمن الخطر الاسرائيلي
- مثيولوجيات بروتستنتية
- دراسة في التحليل السيكولوجي لموضوعية الوعي المعرفي
- الجزائر اول دولة عربية تهزم المشروع الصهيوني
- العوائق الابستمولوجية
- الجزائر تنتظر الربيع
- هيغل يرفض فلسفيا فكرة اليهود شعب الله المختار
- كانط والعقل الفلسفي الذي يمارس السؤال
- لا للتدخل في الشؤون الداخلية الجزائرية
- ارفع رأسك فانت شقباوي وتفتخر


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صالح الشقباوي - الصين واسرائيل علاقة برغماتية تحكمها المصلحة