أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصعب عيسي - عن الهامش والمركز في الحالة السودانية














المزيد.....

عن الهامش والمركز في الحالة السودانية


مصعب عيسي

الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 01:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


#عن الهامش والمركز.

ان الإلتباس في المفهومين ليعود لرؤية كل طرف لهذا الهامش وذاك المركز كل حسب فهمة وخلفيتة المعرفية، وغالبا ما تصدر الاحكام نتيجة لذلك، وهذا طبيعي لا سيما عندما يتعلق الامر بالمفاهيم ذات الحمولات التاريخية. فالمركز والهامش بالشكل المتدوال الآن اعتقد انها نتيجة لقراءات (فكر السوان الجديد) الذي ظهر في خطابات وكتابات بعض الساسة والمفكرين مثل قرنق ومكي كوة وابكر ادم وغيرهم. لا سيما ابكر ادم اسماعيل الذي تبنت افكارة بعض المكونات السياسية كخطاب سياسي عام في مناقشاتها ومنتدياتها.

تعريفنا للهامش والمركز برغم اختلافنا حولة اري انة يتمحور في ثلاث مدولات.

#الاول:مدول تاريخي.

ويقصد بة وضعية التشكل "الطائفي والاثني والديني ..الخ" لكيانات معينة في تاريخ الدولة السودانية. هذة الكيانات أستحوذت علي السلطة والثروة بالتدريج، وسعت لفرض ثقافتها الدينية والاجتماعية والاخلاقية علي الاخرين داخل الدولة. وهي ثقافة انتقلت بالتدريج من النفوذ الاقتصادي "التجاري" قبل وابأن الاستعمار التركي المصري، الي النفوذ السلطوي مع الاستعمار الانجليزي المصري وبعدة. وهذا يعود لتحالف هذة الكيانات المعلن وغير المعلن مع المستعمر. اصبحت هذة الكيانات تركة استعمارية بالوكالة خلفها المستعمر بثوب وطني محلي. ومن ثم سعت هذة الكيانات بعد ذلك لفرض ثقافتها علي الاخرين باستحواذها الشبة كامل علي السلطة والمال والنفوذ. وهذا ما جعلها جماعات نخبوية صفوية نالت النصيب الاكبر من ممارسة الحكم، والحظ الوافر كذلك من التعليم الجيد والوجاهة الاجتماعية. بالتالي اصبح هذا النظام هو المحدد لمسار السلطة والاقتصاد والنفوذ، اي صار (نموذجا مركزيا) وما دونه هوامش، وتختلف درجة التهميش من عدمها بمستوي القرب او البعد من هذا المركز.

#الثاني:مدلول سياسي.

ويقصد بة حالة الاستقطاب الأيديولوجي التي كرست وحافظت علي علي سيادة المدلول التاريخي اعلاة. وهنا تختفي خاصية الانتماء الجغرافي والاثني لمفهوم المركز. فيمكن ان نجد مثلا من ابناء الهامش من ظل يعمل بوعي او بدون وعي علي أشاعة هذة الثقافة سواء كنوا افرادا او جماعات او احزاب، وذلك بالانخراط في الولاء الاعمي والتبعئة. وشاهدنا بالفعل عدد كبير جدا من ابناء الاطراف المهمشة مثلوا هذا الدور بأمتياز. فمنهم من استسلم لهذا الواقع واصبح جزءا منه؛ ومنهم من اعلن العصيان ليجد نفسة في وطن كبير جدا ومتنوع وفي نفس الوقت متناقض ومتصارع. وهذا ليعود لأن السودان تكون بشكلة الحديث علي متناقضات لا توافق طبيعتة وهويتة. وواولها طبعا (الامتيازات التاريخية) لهذة الكيانات السلطوية ذات الثقافة الدينية و(الفورمولوجية) المشتركة. لذا أعتقد ان المدلول التاريخي مجرد انعكاس او وصف للمدلول السياسي في الممارسة وهو الاخطر علي الدولة واستقرارها. ومن هذا التوجس وفقدان الثقة بين المركز والهامش كان ميلاد مفهوم "السودان الجديد" وهو مشروع تحرري؛ حاول فية بعض المفكرين والساسة الخروج من حيز هذا التشكل التاريخي لما يمكن ان نسنية ب"الحرس السياسي القديم او الشريط النيلي او القوي الأرثية ...الخ" وبغض النظر عن بعض الاشكالات التنظيرية التي تعتري هذة المفاهيم: الا انها تتمحور حول محور واحد وهو (السيطرة والهيمنة والنفوذ المتكسب لكيانات معينة دون الاخرين) وهو ما اعطاها افضلية الهيمنة السياسية والثقافية.

التوجة الفكري لمفهوم السودان الجديد يقوم علي شرط الإيمان بضرورة بناء السودان علي أسس التنوع والتعدد والوحدة الطوعية تحت ظل الهوية السودانية او (السودانوية) حسب الراحل د.جون قرنق وابناءة في الحركة الشعبية. وهذا بطبيعة الحال يتطلب افترض وجود (كتلة تاريخية) تعي هذة الوضعية وخطورتها علي الوحدة الوطنية ومن ثم تعمل علي تفكيكها وتحطيمها. د. ابكر ادم اسماعيل ك(احد رواد هذا المشروع) ايضا تناول مفهوم هذة الكتلة،واعتقد انها فكرة مستعارة، اي (استلفها ابكر من جدلية التاريخ الماركسي والبسها ثوبا ثقافيا سودانيا) وفي معرض كتابة "جدلية الهامش والمركز" حذر ابكر من العنصرية المضادة التي ربما تعترض تكوين هذة الكتلة، وشدد علي ضرورة الوعي بهذة القضية، وانها سلاح ذو حدين، وهذا صحيح الي حد ما. لأننا نجد ان الواعين بهذة القضية نفسها ينقسمون الي تيارين.

_ الاول:تيار تشاؤمي يعي هذة القضية من سكان الهامش التاريخي؛ لكنة يري ان مكونات الامتياز التاريخي غير مستعدة او جادة في السعي للوحدة الطوعية علي اسس المساواة الكاملة. وهؤلا يمكن ان نسميهم (هامشي التفكير) اي انهم يؤمنون بصعوبة تغيير هذة العقلية ويحاولون التخلص منها عبر الانفصال.

_الثاني:تيار تفاؤلي وهو الاوسع،يعي هذة القضية، ويضم ممثلين لة من كل اطراف السودان الاخري. لكنة عكس التيار الاول لا يملك برامج او خطط واضحة يعرف من خلالها بالقضية كقضية وطنية واجب الاهتمام بها من جم



#مصعب_عيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن قيمة الحرية والليبرالية
- عن الحرية والليبرالية
- الحاكمية والحدود والخلافة والجهاد (مفاهيم ضد التقدم والحداثة ...
- نحن في السودان. هل نحتاج لتغيير مفهوم الاحزاب او تغيير الدول ...
- مصطلحي(العدالة-المشروعية) محاولة قراءة للعنف الديني(1)
- في ذكري الاستقلال.السودان الي اين؟
- العلمانية وسؤال الدين في مجتمعاتنا


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصعب عيسي - عن الهامش والمركز في الحالة السودانية