أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - وليد السبول - يا طالب الدبس من ذيل النمس














المزيد.....

يا طالب الدبس من ذيل النمس


وليد السبول

الحوار المتمدن-العدد: 6523 - 2020 / 3 / 25 - 01:25
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بعد أن ثبت فشل الحكومة في إدارة ملف الخبز وكان الناس قد أشبعوا رأسها نفخا وبأنها أعظم حكومة على ظهر الأرض وقد أتت بما لم تأت به الأوائل بعد أن اهتدت لطريقة ( حظر التجول ) "السوبرمانية" بسرعة لإحتواء الفايروس المرعب والمرض القاتل، كان لا بد من وقفة مصارحة وتأمل لقرار الحكومة التي لم نتعود منها طيلة عام ونصف إلا على الفشل والتخبط، والقرارات العشوائية، والغريب هم من تبارزوا لكيل المديح والثناء لهذه الحكومة ولم يفكروا لهنيهة أنه كيف لمن اعتاد الفشل أن يصبح في لحظة ما، عبقريا وناجحا.
بدأ مسلسل المديح في ليلة ظلماء ماطرة باردة، بإصدار قرار ( حظر التجول ) فتزاحم الناس على المخابز ومحلات التموين حتى أفرغوا الأرفف وكان أن لم يصب في العدوى حتى ذلك الحين لا بد أن يصاب في تلك الليلة. كان قرارا خاطئا بامتياز، قرارا باللغة القضائية ( معيبا ) شكلا وموضوعا، في شكله وجوهره، ومع ذلك، ظن الناس أن القرار كان حكيما والتزموا منازلهم خوفا من الفايروس اللعين، ولديهم كل الحق بذلك، وخوفا من رجال الأمن ( الذين لهم كل الإحترام والتقدير ) حتى كان الرجل يعتقل إذا توجه لأقرب حاوية للقمامة لرمي كيس نفاياته المنزلية.
ومع ذلك، كال الناس المديح والثناء لهذه الحكومة ( العجيبة ) أملا بيوم محدد لإصدار قرارات تفك الفرج وتؤدي لقضاء بعض الحاجات ضمن آلية ما، وإذا برئيس الحكومة ( وليس أي وزير آخر ) يقوم بمسرحية هزلية سمجة سخيفة بشراء ربطة خبز ويدفع الثمن دينارا أردنيا كاملا ( مسكين هذا الرئيس، من أين له الخبز حتى يتعشى )، وتدافع الناس في الأحياء وتضاربوا بالأيدي والعصي وحشروا وتحاشروا وكان مرة أخرى لا بد لمن لم يحمل المرض أن يحمله وينقله لمن حوله ثم لأهل منزله.
لقد كانت القرارات الصائبة أقرب من أرنبة أنوفهم لكن كيف لمن اعتاد الفشل وأخطأ في جميع قراراته أن يرى حتى لأرنبة أنفه. كانت القرارات الناجحة بكل بساطة تتلخص فيما يلي:
1. عدم فرض ( حظر التجول ) في القرى والبلدات الصغيرة وترك الأمر للحاكم الإداري ورئيس البلدية فهو يعرف البيوت والعائلات فردا فردا، وكان من السهل عليه أن يتواصل معهم ويمنعهم من مغادرة منازلهم إلا للأمر الضروري.
2. إتاحة المجال أمام شركات التوصيل والمولات و( السوبرماركتات ) الكبيرة التي تملك طواقم وأساطيل توزيع، ولكل من يملك هذه الطواقم والأساطيل أن يقوم بتوصيل الطلبات ضمن ضوابط صحية صارمة من السهل مراقبتها نظرا لمحدودية عددها.
3. تنظيم دخول المولات والسوبرماركتات كما شاهدنا في بعض الدول الأجنبية المتحضرة والسماح لعدد محدود للدخول، بل ويمكن في حال زيادة العدد الراغب بالدخول إعطاء رقم ودور فيعود المواطن في ساعة محددة حسب دوره والتوقيت المحدد له لشراء ما يحتاجه.
4. إدارة التجمعات الشعبية من خلال رؤساء المجالس المحلية والمخاتير ( مع تحفظي على كلمة مختار ) وجعلهم يتخذون دورا رئيسيا في عملية توزيع الأرزاق بمساعدة متطوعين من الشباب والشابات.
5. عدم إغلاق أي من البنوك وشركات الاتصالات والصيدليات ومحلات تحلية المياه وشركات التوزيع بالجملة، فجميعها لها دور أساسي ويمكن لها أن تقوم بدورها مع أخذ الإحتياطات الصحية الضرورية دون أية مشاكل.
إن حاجات الناس ليس للخبز فقط ( فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ). إن للناس حاجات ضرورية أساسية مهمة جدا من الألبان والبقوليات والخضروات والمياه واللحوم وحتى السجائر فهي حالة إدمان وإدمان حقيقي له توابعه الجانبية التي تؤدي للعصبية والمشاكل المجتمعية الهائلة. إنه غير مستبعد إنتشار حالات مخالفة للقانون للحصول على السجائر.
إن الحكومة تتحمل مسؤولية حالة الهزع والفزع بل الرعب الذي جعلت الناس يعيشون به وهي محقة في جوهره لكن ليس في شكله وأداءه.
إذا كان لا بد لي من مديح لهذه الحكومة فإنني لا أجد لمدحها إلا في أداء المسرحيات الهزلية والتمثيل السمج، ولذلك فإنني أنصح لا بدّ بعضا من وزراءها وحتى أقل رتبة من الوزراء سرعة الإنضمام لنقابة الفنانين فرع التمثيل قسم الممثلين الفكاهيين.
وأخيرا.... لا حول ولا قوة إلا بالله، والأقرع أقرع من يومه ولا يحق له أن يفاخر بشعر جاره، ويا طالب الدبس من ذنب النمس!



#وليد_السبول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا طالب الدبس من ذيل النمس


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - وليد السبول - يا طالب الدبس من ذيل النمس