أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - هل هي دولة المواطنة أم دولة الطائفية ؟! ح1















المزيد.....

هل هي دولة المواطنة أم دولة الطائفية ؟! ح1


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 6522 - 2020 / 3 / 24 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحت ضغط تفشي وباء فايروس كورونا -19 المتجدد والذي أصبح وباء عمَّ العالم مُعرّضاً الشعوب للخطر والموت السريع بسبب فقدان العلاج، نقول تحت هذا الضغط تجري الأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية المتحكمة والمستعصية في الكثير من البلدان ومنها العراق فضلاً عن الأزمة الرأسمالية العالمية الدورية مما أدى ذلك إلى إنهيار أسعار النفط في البلدان المنتجة والمعتمدة على ريعه، وكذلك الشلل الاقتصادي الذي أصاب الأسواق العالمية وتراجع قيمة العملات النقدية وتوقف حركة التنقل وعمليات الإستيراد والتصدير وتوقف المعامل والمصانع وتسريح العمال وإرتفاع أسعار المواد الغذائية أضعاف. كذلك كشف هذا الوباء غير المتوقع هشاشة الأنظمة الصحية في أكثر البلدان تقدماً مع سرعة إنتشار المرض . لقد أظهرت الأجواء وكأننا نعيش حرب عالمية جرثومية مخيفة والتي أدت إلى الهلع والخوف عند الناس الذين دفعتهم الأشاعات ونشر الأخبار غير الدقيقة وضعف التوعية إلى الهجوم على الأسواق التجارية الغذائية والمتاجر لغرض شراء المواد الغذائية ومستلزمات الحياة اليومية بحيث تم إفراغها من البضائع. ونتيجة لتداعيات الوباء توقفت تقريباً حركة الطائرات وإلغاء الكثير من الرحلات وبالتالي توقفت مكاتب السياحة وكذلك الحركة الثقافية والفنية والرياضية و أخيراً إيقاف عمل الموظفين والمستحدمين فنشأت مشكلة الرواتب والأجور اليومية ومن ثم غلق المدارس والجامعات . إن مايحصل يفوق قدرات الحكومات .
المعروف دولياً أي كارثة تحدث في أي بلد أو عدة بلدان تدفع الحكومات والأحزاب والشعوب إلى الوحدة الوطنية والتعاون والتضامن من أجل الوقوف بوجه الكارثة التي تؤذي الجميع ولهذا إتخذت الحكومات قرارات وإجراءات لصالح شعوبها ومحاولة تخفيف العبء الملقى على عاتقها.
ولكن في العراق تختلف الحالة بسبب عدم وجود دولة المؤسسات حيث لا توجد رؤيا واضحة بسبب المتغيرات والأزمات الخانقة وسيطرة الأحزاب الطائفية على المشهد السياسي، فبعد أن أشتد الحراك الشعبي الثوري نتيجة تراكم تداعيات سياسة وأسلوب النظام السياسي الطائفي المحاصصي وفي المقدمة الفساد الذي أفلس خزينة الدولة وخرب كل أسس الدولة وبنيتها التحتية والخروج عن الدستور والقوانين ولهذا بقي العراق منذ أكثر من ستة عشر سنة تحت هذا النظام دون أي تطور أو بناء أوتكوين دولة المواطنة أبقى الشعب تحت سيطرة الأحزاب السياسية الإسلامية ومليشاتها. وبعد تصاعد الحراك الثوري الذي لازال مستمراً بخروج الملايين من بنات وأبناء الشعب المنتفضين ضد النظام، فقدمّ عادل عبد المهدي -رئيس مجلس الوزراء إستقالته وتقديم العديد من القرارات والقوانين الورقية (والتي لم تنفذ) من قبل مجلس النواب لغرض التخلص من تأثير وضغط المنتفضين ولكن إلى حين وأستمرتفاقم الأزمات وبعد إنكشاف عجز الحكومة من تلبية مطالب التظاهرات، وعجزت الكتل السياسية الطائفية من تقديم مرشح لرئاسة مجلس الوزراء المؤقت القادم يوافق عليه المنتفضين، كلف رئيس الجمهورية المرشح محمد توفيق علاوي لتشكيل الحكومة المؤقتة، ولكن بسبب إعتراض الكتل السياسية وعدم موافقة الشارع إعتذر المكلف محمد علاوي عن التكليف مبيناً الأسباب وفي مقدمتها إصرار الكتل السياسية على منهج المحاصصة والطائفية. ومرة ثانية كلف رئيس الجمهورية برهم صالح عدنان الزرفي بتأييد من قبل نواب في الكتل السياسية وهنا حدثت ضجة وعدم موافقة على الزرفي محافظ النجف السابق ورئيس حزب الوفاء ورئيس الكتلة النيابية لتحالف النصر في مجلس النواب التي يتزعمها حيدرالعبادي رئيس الوزراء الأسبق، وقد قدم الزرفي تعهداته كما قدمها المكلف محمد علاوي سابقاً ولكن تكليف الزرفي إصطدم بعدم موافقة قادة الكتل الشيعية بسبب أن رئيس الجمهورية خرق الدستور ولم يكلف الكتلة الأكبر في حين إنه أجرى عدة لقاءات مع قادة الكتل بعد إعتذار محمد علاوي، ونتيجة لإجتماع الأطراف الشيعية السبعة في بيت عمار الحكيم جرى رفض التكليف وإتهام رئيس الجمهورية بخرق الدستور، وتكليف وفد للذهاب إلى رئيس الجمهورية وتبليغه بأن يلغي التكليف أو يستقيل وكذلك طلبت كتلة بدر برئاسة هادي العامري من الزرفي بأن يعتذر عن التكليف وهذا تهديد واضح للزرفي مما يدلل بأن إيران لم توافق على هذا التكليف وكتحصيل حاصل الكتل الشيعية الموالية لإيران لاتوافق. وقبل التكليف أجرى رئيس الجمهورية عدة لقاءات ومناقشات مع رؤساء الكتل حول تقديم مرشح وكان من المرشحين للتكليف نعيم السهيل بإعتباره الأوفر حظاً ولكن لم تتفق عليه اللجنة السباعية للكتل الشيعية ولم يقدم مرشح من قبلها، ولهذا جرى ترشيح الزرفي ولكن الكتل الشيعية أستمرت في رفضها .
لقد تعّقد المشهد السياسي أكثر فأكثر، نتيجة إنفراد قيادات الكتل الشيعية بإتخاذ قرار الترشيح لنفسها دون التشاور مع السنة والكورد المكونين الأساسيين في العملية السياسية وهذا يدلُ على التمسك أكثر بالمحاصصة والطائفية وعدم سلوك نهج الوطن للجميع وتطبيق الدستور. لماذا هذا الموقف المتعنت ؟ المطلوب تشكيل حكومة مؤقتة لفترة محددة لاتتعدى السنة، فلماذا توضع العراقيل وتخريب كل الجهود التي تسير في المسار الوطني ؟ البلاد تواجه واقع سياسي وإقتصادي وإجتماعي وصحي معقد و خطير ومنها أولاً : أزمة تكليف رئيس وزراء لتشكيل الحكومة ثانياً : إنهيار أسعار النفط إلى 23 دولار للبرميل مقابل 53 دولار محسوب في الموازنة العامة مما يجعلها في مهب الريح والذي سيؤثرذلك في النشاط الاقتصادي وسيزيد تفاقم الوضع الاقتصادي والمالي وربما التجاوز على الإحتياطي الذي يدعم العملة العراقية والصعبة وبالتالي سيؤدي إلى تداعيات في الأوضاع المعاشية ثالثاً : خطورة الوضع الصحي بسبب تفشي وباء فايرس كورونا وهذا سيكشف حالياً ومستقبلاً هشاشة البنى التحتية الصحية وتهالك المستشفيات وعدم توفر الأجهزة ولايوجد إستعداد كافي لمواجهة الوباء بسبب سوء الخدمات .
رابعاً : الإنتفاضة وساحات الإحتجاج : إ عتبرت الإنتفضة الجماهيرية الثورية وضع قائم ومستمر للشعب العراقي والمحتجين على النظام بسبب إستمراره على نهج المحاصصة الطائفية والإثنية والذي يتعارض مع الوحدة الوطنية والهوية العراقية ، والذي أتاح المجال والفرص للفساد وتفشيه وسمح للمليشيات التابعة للمتنفذين أن تقوم بدور الشرطي على الشعب أو مافيا، لاتعترف بالقانون ولا بالدستور وتعمل وكأنها جزء من قوات مسلحة موالية لإيران.
ولهذا يفترض بالطبقة السياسية أن تبرهن للشعب ولو لمرة واحدة بأنها حريصة على الشعب العراقي ولكن الذي يجري عكس ذلك حيث لازال همها الوحيد ضمان مصالحها وإمتيازاتها ونفوذها ولم تبين موقفها من الظروف الصعبة التي تواجه الشعب أو تقوم بعمل وطني من أجل المساهمة في حل الأزمات وتقديم الحلول الصحيحة . إن الإصرار على الخطأ وتجاهل مطاليب الجماهير الثائرة على حكمها يؤكد على سلوكها بإتجاه تحقيق دولة الطائفية .
(يتبع)



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد إعتذار المكلف محمد توفيق علاوي ؟!
- إشكالية المضمون بين التغيير الجذري وبين الإصلاح
- تشكيل الوزارة بين إرادة الشعب وإرادة المتنفذين !
- الطبقة السياسية تختبأ وراء الطرف الثالث والحكومة تتجاهل الند ...
- تداعيات مابعد التكليف بين المعارضين والمؤيدين!!
- الحملات القمعية والمليشيات تهاجم المنتفضين..ولكن الإنتفاضة م ...
- إستمرار الإنتفاضة ومواجهة أساليب العنف والتصعيد
- مائة يوم من التظاهرات والإنتفاض والطبقة السياسية تدور حول نف ...
- الشعب يرفض تدوير وجوه الطبقة السياسية الفاسدة
- ماذا بعد إستقالة عادل عبد المهدي وحكومته؟
- آفاق الإنتفاضة العراقية والحراك الجماهيري الشعبي ... بين الت ...
- من أجل الوطن والحقوق إنتفض الشعب العراقي !!
- إنتفاضة الشعب العراقي وخلط الأوراق
- إنتفاضة الأول من أكتوبر الشبابية وحتمية التغيير
- كفاكم خداعاً للشعب العراقي.....كل التضامن مع التظاهرات الشبا ...
- السلام العالمي في مواجهة مُشعلي الحروب
- حالة الديمقراطية بين النظرية والتطبيق لمناسبة اليوم الدولي ل ...
- حالة الديمقراطية بين النظرية والتطبيق لمناسبة اليوم الدولي ل ...
- حكومة السيد عادل عبد المهدي في مواجهة التحديات أو الإستسلام ...
- اليوم العالمي للإختفاء القسري وحقوق الإنسان!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - هل هي دولة المواطنة أم دولة الطائفية ؟! ح1