محمد علي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 6520 - 2020 / 3 / 22 - 13:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما يعترف الفاشلون بفشلهم ، أمام الشعب العراقي ، وعلى شاشات التلفزة ، وعندما يتّـهم بعضهم البعض بالفساد ، ويلوّح كل منهم بملفات فساد الآخر لإسكاته ، أو لإعلان ولائه ، نرى نفس هذه الوجوه الكالحة تتزاحم على كراسي الحكم ، محمولين على أكتاف فرق الموت والقتل والإختطاف ، ليعيدوا لنا نفس بضاعتهم السياسية الفاسدة ، وإنحطاطهم الخلقي ، وتديّـنهم الزائف ، ويعلنوا للشعب العراقي " منو یگـدر ياخذها حتى ننطيها " ..
جيء بهذا السيرك من المهرجين والبهلوانيين ، وهم يكتسون بكساء الدين وستار المذهب ، الذي يقيهم من النقد ويحميهم من الإنتقاد ، ويوفر لهم الأمن والأمان من الملاحقة القانونية والأخلاقية ، وغلفوا أنفسهم وأحزابهم بهالة من القداسة الإلهية التي بنت حولهم طبقة سميكة من الضبابية ، بحيث يصعب على المسلمين البسطاء رؤيتهم على حقيقتهم ، إلى أن جاءت الإنتفاضة الجماهيرية التي عرّتهم بالكامل وكشفت زيفهم ودجلهم وكل أكاذيبهم .
ولإعادة إنتاج الفشل لابد وأن يسبقه ويرافقه مشروع إنتاج التخلف ، عن طريق سيطرة مافيات الإسلام السياسي وتوابعها على المراكز التعليمية والثقافية والإعلامية ، لتغيير مسارها العلمي والإنساني والحضاري الى مسار آخر يكرس التخلف والجهل ، من أجل صناعة مجتمع غارق في أوهام العلوم الغيبية ، ولم يكترث بالعلوم الطبيعية .. لاحظوا إزدياد بناء المراكز والمؤسسات الدينية الطائفية من جوامع وحسينيات ومعاهد ، أكثر بكثير من المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية ، وأنظروا كذلك الى عشرات محطات التلفزة الفضائية لبث الشعوذة والتخريف مقابل صفر من المحطات العلمية والتربوية الحضارية ، ناهيك عن طباعة آلاف الكتب الهزيلة التي تكرس الجهل والتخلف ، وتوزيعها مجاناً أو بيعها بأقل من تكلفة طباعتها ، وما نشاهده اليوم من تسخيف وإستهتار لمواجهة وباء كورونا بالأدعية والتخريفات والخزعبلات ، جاء بفضل مشروعهم المدمر للمجتمع العراقي .
وخط التخلف هذا يسير بموازاة خط الفشل والفساد ، حتى لا يحيد عن مساره ، بل يساعد على إنتاجه وإستمراريته ، كما نلاحظه اليوم في إعادة نفس الوجوه الرديئة التي إعترفت بفشلها أكثر من مرة ، والتي لم تجلب الخير للعراق ، لكنها تصر على البقاء .. نعم تصر على البقاء بأي ثمن كان ، حتى لا يأتي البديل الذي يكشف ملفات فسادهم ، والجرائم التي إرتكبوها ، والفشل الذي واكب سنوات حكمهم .. هذه السنوات الست عشر قد كشفت المستور من قبائح الأمور ، لتثبت عدم ولائهم للعراق ، وعدم إنتمائهم للشعب العراقي الذي إنتفض عليهم ، وقرر إزاحتهم وكنسهم ، كأي كومة زبالة غير قابلة للتـدوير .
22 آذار 2020
#محمد_علي_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟