أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - محمد كشكار - حِوارٌ سُرْياليٌّ بينَ فَيروسْ كورونا ومُسِنٍّ مُصابٍ بالكورونا؟














المزيد.....

حِوارٌ سُرْياليٌّ بينَ فَيروسْ كورونا ومُسِنٍّ مُصابٍ بالكورونا؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 21 - 18:59
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


المصابُ: وأخيراً شرّفتْ!
الكورونا: أكنتَ تنتظرني؟
- ومَن لم يكنْ ينتظرك في هذا الزمن الأغبر يا أغبرَ من الزمن؟
- أليس في جُعبتك كلامٌ ألطفُ من هذا؟ أوَ تشبّهُني بالزمن الأغبر؟ ومَن جعله أغبرا يا تُرى؟ أليس جشعك؟ أكلتَ لَحْمَ أخيك في حروب طاحنة ولم تشبع، فغزوت محرابي والله أوصاك أن لا تعتدي على العابدين في معابدهم. أتتصوّر أن الله ربك لوحدك؟ أأنتَ علماني أو حتى في الروحانيات أناني!
- ادخلْ.
- وهل تستطيع أن تمنعني أيها الجاهلُ بقيوده، العاجزُ عن الدفاع عن سيادته وحدوده؟
- أنا جاهلٌ؟
- ومَن تَرى أجهلَ منك في هذا الكون؟
- نوّرني يا مثقف زمانه؟
- ولِمَ لا، ألم يجعل حكمته في أصغر خلقه؟
- وهل الداءُ والبلاءُ من خلقه أيضًا؟
- ألم أقل لك أنك جاهلٌ؟
- جاهلٌ بماذا؟
- ألم يقلْ خالقك في أمثالك، مَثَلكم: "كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا"؟ أسفارٌ تحملها في داخلك، في داخل داخليتك، قصورٌ أبديٌّ تحمله في جيناتك الثلاثين ألف، ومن فرطِ جهلك دون غربلة تورّثه لأولادك.
- جاهلٌ وتكلّمني على الخلق والخالق؟
- جنيتَ على نفسك، ألا تعرف أن الله أرحم بك من العِلم، ولكن ما دمتَ بعظمة لسانك طلبتها -الحجة العلمية- فهي لك.
- كيف أجني على نفسي وأنا أعقلُ الكائنات؟
- كلامُك، "كلمة حق أريدَ بها باطلٌ".
- كيف.. الحقُّ يُرادُ به باطلٌ؟
- حسب داروين، اصطفاك "الانتقاء الطبيعي" (La sélection naturelle)، ميّزك عنّا جميعًا، حباك بثلاثين ألف مليار من الخلايا البشرية، منحك مليارات الخلايا العصبية الصالحة للتفكير، وبَرْمَجَكَ في ADN، برمجية نادرة معقّدة لكنها قديمة وقد انتهت صلوحيتُها، ألا يكفيك نقصًا أنك علماني أناني، والله لم أكنْ أعرفُ أنك متخلفٌ آدآني (ADN).
- وأنتَ؟
- أنا أرآني (Le Covid-19 est un virus à ARN).
- أنت إذن فوتوكوبّي وأنا الأصلُ.
- ومَن أدراك يا جاهلُ، أنا خُلِقتُ قبلك وسأبقى بعدك (Ma source d’inspiration: Génétique du péché originel. Le poids du passé sur l`avenir de la vie. Christian de Duve (Prix Nobel de médecine 1974, biologiste-moraliste, Editions Poches Odile Jacob, Paris, 2017, 240 pages). خُلقتُ قبلك بأربعة مليار سنة أو أقل قليلا (عُمُرُ الإنسان يُقدَّرُ ببعض الملايين من السنوات). عشتُ وحدي أنا والبكتيريا على وجه البسيطة ما يقارب مليارَين اثنين من السنوات، نصف عمر الأرض. "جِيتْ أنتَ من تالي وقُلْتْ خلّوهالي"، ما أكبرني وما أصغرك! خُلقتَ بعدي، فرحنا بقدومك وسخّرنا لك أنفسَنا خدمًا وحشمًا في جسمك، فيروسات وبكتيريا وميكروبات بالمليارات على عدد خلاياك أو أكثر، كائنات دقيقة نسكن معك في نفس القصر-الجسم، نقتاتُ منك وتقتاتُ بواسطة كفاءاتنا الكيميائية، نهضم مكانك لك طعامك، ولولانا لهلكتَ جوعًا، وعِوض أن تشكرنا على صنيعنا وتكتفي بما أنعم الله عليك، لاحقتَ أبناء عمومتنا ضيوف الحيوانات البرية (القرد والخفّاش والخنزير وغيرهم).
- ناقص أن تقول أنك ربي وخالقي؟
- بالعلم الذي تؤمن به، أنا كذلك وأكثر من ذلك، فكل عَضية فيك (Organites: les chromosomes, les ribosomes, les enzymes digestives, les mitochondries, etc )، هي في الحقيقة فيروسًا كان كائنًا حرًّا طليقًا، و"الانتقاء الطبيعي" لفائدتك ولخدمتك دون غيرك قيّده وفي جسمِك السميكِ سجنه.
- بعد هذه المحاكمة السريالية، قل لي ولا تتفلسف.. ما أنت فاعلٌ بي؟
- عهد العبودية ولّى وانتهى، نحن، الفيروسات القاتلة، جئنا لتدميرك وتخليص الكَونِ من شرورك، أنت كائنٌ لا تستحق الحياة، على النعمة تبطّرتْ، وبرب العالمين كفرتْ، وبنعمته حدّثتْ، ولكنك بجبروتك على مخلوقاته الدقيقة تكبرتْ، وعلى المستضعفين من فصيلتك استكبرتْ، غاباتنا-بيوتنا من أجل تدفئتك حرقتْ، أجسامًا كانت لنا ملاذًا أفنيتْ (الحيوانات والنباتات البرية). قاموسي (ARN constitué de 30.000 lettres-bases, ATCG)، قاموسي أفقرُ من قاموسِك (ADN constitué de 3 milliards de lettres-bases, ATCG)، لكنني ودون نية مبيتة مني وبسهولة فككتُ رموزك ونجحتُ في اختراقك وأصبتُك في مقتلٍ، رئتيك التي تتنفس بهما، وأنت يا أنت، بعلمك المنحاز للأقوياء والأغنياء، حِرْتَ في قاموسي ذي الأربع كلمات مقارنة بقاموسك، سأقضي عليك قبل أن تفك شفرتي ورموزي وأفنيك، سأعاقبك على أفعالك، سأعزلك عن أقرب أقربائك، أبنائك أمك أبيك أصدقائك، وسأحرمك حتى من لمسة حنان أو وداع من زوجتك، سأجعلهم يعاملونك كالكلب المكلوب، يضعون لك الطعام أمام جحرك، وسأدفنك في حفرة مثلما تُدفن الكلاب السائبة ودون تغسيل أو صلاة، ولا من مشيّع إلا العسكر، لا فرق عندي بين دين وآخر، وهل نفعتْ فيك الأديانْ، وهل آمنتَ بالرحمان أو حتى بأخيك الإنسان، مُتْ فأكيدٌ سيموت معك القهر والظلم والكذب والبهتان. سأعفي عن فئة قليلة منك علها تتعظ، وإن عادوا عدنا، والسلام يا عدو نفسك والحجر والنبات والحيوان، يا مُعلِي كلمة الشيطان، يا عدو الرحمة وحسن الجوار والتضامن والعدل والإنصاف والإحسان.

إمضائي: "المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لِقومي وماذا دهاهم؟ جزء 1
- يبدو لي أنه من الأسلَمِ أن لا يطلبَ اليساري التونسي العَلمان ...
- مِن الأفضل أن لا نسجن أنفسنا في خانة الخيارات الخاطئة
- هل يوجد في الإسلام كهنوت؟
- فكرة قرأتها حديثا في كتاب: ماذا سنربح لو طبّقنا المنهجية الت ...
- فكرة قرأتها حديثا في كتاب: أليس الإيمان هو الملجأ الوحيد الذ ...
- فكرة قرأتها حديثا في كتاب: هل نحن بأمسّ الحاجة إلى عَلمانية ...
- الكلمة الطيبة بين الأصدقاء نادرة في قاموس اليساريين التونسيي ...
- فكرة قرأتها حديثا في كتاب: هل نحن بأمس الحاجة إلى عَلمانية ج ...
- دُعاءْ أرفعه متذرّعًا إلى السماءْ لفائدة مهندسي الأنترنات وا ...
- تاريخ انهيار الشيوعية: تاريخ نقابة -تضامن- البولونية؟
- -صفقة القرن-: هل هي اتفاقية سلام أم اتفاقية كراهية؟
- -بلاغ رقم 1- للأحزاب اليسارية الماركسية التونسية بعد الهزيمة ...
- فيروس كورونا واسمه الرسمي (Covid-19)، وباءٌ انبثق من جشع الإ ...
- محمد كشكار، شاكِرُ نفسِه يُحيّيكُم!
- الأوبئة المحدثة: اعتدينا على الحيوانات البرية ودمرنا مجالها ...
- زلاّت المفكرين الكبار: هل نغفرها لهم أم لا نغفرها؟
- تَحَدٍّ تربويٌّ موجّهٌ إلى وزارة التربية وجيشها العرمرم من ا ...
- ثلاثة إجراءات ضد السائد قد تساهم في إصلاح النظام التربوي الت ...
- مقولات مأثورة في فلسفة التعليم بقلم أندري جيوردان، عالِم الب ...


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - محمد كشكار - حِوارٌ سُرْياليٌّ بينَ فَيروسْ كورونا ومُسِنٍّ مُصابٍ بالكورونا؟