أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال مقبل الهيتي - رواية الملكة ودمعة الجب كاملة















المزيد.....



رواية الملكة ودمعة الجب كاملة


بلال مقبل الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 21 - 16:56
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمن الرحيم



رواية
الملكة ودمعة الحب

بقلم
بلال مقبل الهيتي







هيت – العراق
المقدمة
لم يكن في نيتي نشر تكملة هذه الرواية في الوقت الحالي لكن وباء كرونا الذي اجتاح العالم هو ما دفعني الى النشر لاني رأيت في المنام قبل سبع سنوات أن هناك غزو خارجي او مرض يجتاح الارض وان العلاج له هو نبتة (النعناع) وهي موجودة بوفرة . 20-3-2020
أمل تلاش واندثر يا ويح ذا حكم القدر
أمل سقته مدامعي حتى تعالى واعتصر
وغدت عليه ملامح غنى لها نور القمر
لم أكتب هذه الرواية من محض الخيال ولا حقيقية الواقع وإنما كتبتها من وحي الأحلام رغم عدم حبي للحروب والقتل ألا إن جزء من هذه الرواية يتحدث عن ذلك وهذه ما رأيته في منامي. أتمنى من كل قلبي أن يسود السلام جميع دول العالم وأن نعيش متآخين وأن نترك قانون الغاب وأن لا ننسى أننا جميعا نعود لأب واحد آدم عليه السلام وأتمنى أن تُدخل روايتي الفرح والسرور على قلب من يقرأها

بلال مقبل الهيتي
20/11/2013









الفصل الاول
(الأفعى)
كان هناك رجلا يدعى (فيكتور) ويسكن في مدينة فينيكس الواقعة في ولاية اريزونا الأمريكية. يعمل مهندسا معماريا في شركة صغيرة. خرج في رحلة إلى الغابات التي تقع شمال الولاية بسيارته الجيب شيروكي مع كلبه (سيزر) المهد له من والده الذي يحبه كثيرا لكونه الابن البكر له ولتحمله المسؤولية معه في رعاية أخويه الصغيرين و والدته.
لم يكن غرضه من الرحلة الصيد وإنما الاسترخاء والاستجمام والتمتع بجمال الطبيعة وبينما هو يسير في سيارته وإلى جانبه سيزر تعطّلت السيارة وتصاعد الدخان من خلال غطاء محركها. توقف جانبا ونزل مسرعا لحق به الكلب فتح غطاء السيارة فتصاعد الدخان بصورة كثيفة. رجع مسرعا إلى مؤخرة السيارة وأخذ بعض قناني الماء وسكبه على مبرد السيارة( الراديتر). بينما هو منهمك في عطل السيارة بدأ سيزر بالنباح قال فيكتور:
- ماذا أصابك سيزر ؟ اهدأ
لم يتوقف الكلب عن النباح وإنما ركض باتجاه الأحراش. ناداه فيكتور:
- سيزر ارجع هنا ......
لم يرجع الكلب واختفى بين الأدغال ولم يعد فيكتور يسمع نباحه. ترك السيارة وذهب خلفه ليعيده وهو يردد مع نفسه قائلا:
- يا له من يوم مشئوم السيارة تعطلت والكلب جن جنونه.
ثم ناد
- سيزر أين أنت تعال اليّ أيها الفتى
بقى يمشي بين الأحراش وينادي كلبه بين الحين والآخر دون جدوى وفجأة سمِع نباح الكلب عن بعد أبعد بعض أوراق الأشجار فشاهد كلبه يقف وأمامه أفعى كبيرة الحجم طولها حوالي ثلاثة أمتار وتشبه إلى حد ما أفعى الكوبرا المصرية منتصبة في وضعية الهجوم وإلى جانبهما بعض الماء. رغم برودة الجو لكن الأفعى موجود أمام كلبه الذي ينبح عليها وهي مستعدة لمهاجمته صرخ فيكتور:
- سيزر اهرب أيها الفتى سوف تقتلك
كرر كلامه لكن دون جدوى لم يستطع فيكتور اختصار المسافة لإنقاذه لأن أمامه منحدر صخري ولا يستطيع الالتفاف لطول المسافة للوصول إليه.
بعد مرور عدة دقائق انقضت الأفعى على الكلب ولدغته فطرحته أرضا ثم قامت بالتهامه واختفت بين الأحراش. رجع فيكتور إلى سيارته وهو غاضب لمقتل كلبه ردد مع نفسه:
- سيزر المسكين سوف انتقم لك.
وصل سيارته بدأ يفتش في حقيبتها الخلفية أخرج منها سكين كبيرة ومشى باتجاه الأحراش لاحظ غطاء المحرك مفتوح عاد إلى السيارة وأخرج قنينة ماء وأفرغها ومن ثم اخرج بطارية السيارة وافرغ بعضا من حامض الهيدروكلوريك( التيزاب) الذي بداخلها ووضعه في القنينة واحكم غطائها ثم ذهب باتجاه الأحراش سيرا إلى أن وصل إلى مكان مقتل سيزر. نظر بالاتجاه الذي سلكته الأفعى فوجد آثارها على الأرض وهناك بعض أغصان الأشجار المكسرة من جراء زحفها عليه. تبع الأثر حتى غاب داخل الأحراش. قاده الأثر إلى تل صغير من أوراق الشجر والأعشاب. عرف أنه عش الأفعى سحب السكين وفتح قنينة التيزاب أو الحامض ووضع الغطاء في جيبه. تقدّم بحذر اتجاه العش. أخذ يبعد الأوراق والحشائش برجله وأحيانا بالسكين حتى وصل وسطه أخذ وضع الاستعداد لرش الحامض وفي اليد الأخرى السكين لكنه تفاجئ بوجود أفعى صغيرة تشبه إلى حد ما الأفعى القاتلة. وضع السكين في حزامه والقنينة أرضا والتقط عصى وأخذ يضع طرفها على رأس الأفعى الصغيرة لإمساكها.
كان فيكتور رجل ضخم الجثة عريض المنكبين يتمتع بجسم قوي إضافة لجمال وجهه وشعره الأشقر الطويل بعض الشيء ومستمر على التمارين الرياضية وحمل الأثقال التي اعتاد عليها أثناء أداءه للخدمة العسكرية والتي علمته الشجاعة والإخلاص والإقدام .......
أمسك الأفعى الصغيرة عرف إنها طفلة الأفعى القاتلة وأن الأفعى الأم قريبة من عشّها الذي تحميه بالفطرة. التقط قنينة الحامض بيد والأفعى الصغيرة باليد الأخرى سكب بعضا من قطرات الحامض على ذيل الأفعى الصغيرة فأخذت تصدر فحيحا له صوت غريب بعد قليل بدأت الأغصان تتحرك بقوة عرف فيكتور أن الأفعى الأم قادمة. ظهرت من بين الأغصان وانتصبت بوضع الهجوم وكانت تعلو فيكتور بحوالي متر. رجع إلى الخلف واستعد لرمي قنينة الحامض عليها لكنه تفاجئ مرة أخرى بأن الأفعى الأم تحدثت قائلة!:
- ماذا تريد من ابنتي الصغيرة أيها الغريب؟
تريث فيكتور قليلا واندهش لما شاهد وسمع قال:
- كيف لأفعى أن تتحدث!
- الأفاعي لا تتحدث لكني ملكة الحيوانات واستطيع التحدث كل اللغات وأنا الوحيدة من بين الحيوانات التي استطيع فعل ذلك واملك قدرات سحرية لا يملكها أحد غيري. لم تجب على سؤالي لماذا تهدد صغيرتي و وريثة عرشي؟
- لقد قتلتي كلبي وابتلعته دون رحمه وأنا عازم على الانتقام منك
- تعجبني شجاعتك لكن صغيرتي لم تفعل شيئا أنا من قتلت الكلب فبأي ذنب تأخذها؟
- ذنبها إنها ابنتك وسأكسر قلبك كما كسرتي قلبي
- حاول أن تهدأ قليلا يبدو أنك شاب جيد سأعقد معك اتفاق. سأعطيك ستة أشهر شهران تتوه فيها وشهران تلقى السلطة والمال فيها وشهران تلقي الحب فيها.
نفخت الأفعى على فيكتور فحرّك الريح الذي صدر منها شعره وأخذ يفكر في الكلام الذي قالته وبدأ الدوّار يصيب عيناه شيئا فشيئا.










الفصل الثاني
(الأب المفقود)
وجد فيكتور نفسه أمام منزله الذي كان أمامه حديقة صغيرة تنتهي عند باب المنزل بينما هو متوجه نحو الباب وإذا برجل يركض مسرعا ويحمل بيده قنينة زجاجية يمسكها بقوة ويضمها لصدره ويتلفت خلفه كأنه هاربا من شيء ما. عندما وصل الرجل إلى حافة الحديقة التي تعلو الساحة التي أمامها تعثّر بتلك الحافة وسقط أرضا فانكسرت القنينة الزجاجية التي يحملها على أرض الحديقة. وقف الرجل الغريب ونظر إلى الزجاجة وكأنه فقد شيئا عزيزا عليه ثم تلفّت خلفه وإلى جانبه وركض مسرعا إلى الأمام. فيكتور ينظر للرجل وفعله الغريب ظنه مجنون خاصة أنه كان في حالة يرثى لها.
طرق فيكتور الباب خرجت عليه والدته وبعد إلقاء التحية واحتضانها دخل المنزل سمع أخوه الصغير المدعو (ادغار) صوته. ركض باتجاهه واحتضنه وفي تلك الأثناء حضر الأخ الثاني المدعو (جونسن) وهو أكبر من ادغار بسنة وكلاهما لم يبلغا السن القانونية. قال جونسن:
- كيف حال رحلتك أخي ؟
- جيدة.
نظر فيكتور إلى أخويه وأمه فقال:
- ما ورائكم وجوهكم لا تبعث عن الطمأنينة.
أجاب جونسن
- ها
قالت الأم:
- ليس الآن دع فيكتور يرتاح قليلا وسنتكلم فيما بعد انصرفا
قال فيكتور
- لن يتحرك أحد حتى هناك شيء مهم يجب عليّ معرفته تكلّموا
ادغار:
- أبي مفقود منذ عدّة أيام
- ماذا تقول؟
- نعم إنها الحقيقة لقد بحثنا عنه في كل مكان ولم نجده لم ندع لا صديق ولا قريب ولا مستشفى ....... ولم نجده
- أمي ماذا حدث؟
أخذت الأم بالبكاء واحتضنته بقوة قالت:
- ما سمعته صحيح بني
- لا تقلقي أبي رجل حكيم لا بد من حدوث طارئ ما لا تقلقي أمي.
خرج فيكتور من المنزل ليبحث عن والده المفقود رغم محاولات والدته منعه ليأخذ قسطا من الراحة لكنه رفض ذلك. بحث عنه في أرجاء المدينة و أصدقاءه دون جدوى عاد إلى منزله خالي الوفاض. طمأن أمه وأخويه ثم جلسوا على مائدة الطعام الذي تناولوه دون شهية بعد الانتهاء من الطعام ذهب كل واحد إلى غرفته بطلب من فكتور بعد أن قال:
- لا تقلقوا سأكرر البحث غدا وأتخذ كل التدابير اللازمة.
جلس في هول المنزل والأفكار تزدحم في رأسه عن أبيه المفقود وبينما هو غارقا في التفكير وإذا بهزة أرضية تحرّك الكنبة التي يجلس عليها وزجاج المنزل خرج فكتور وأخويه إلى خارج المنزل وجدوا بعض الجيران يقفون أمام منازلهم وأحدهم يسال الآخر عن الهزة الأرضية لكن لا أحد يعلم ماذا جرى. قال شخص من الجيران:
- دعونا نتابع التلفاز سيذيعون الخبر عن ما جرى
دخل الجميع منازلهم ذهب الأخوين وجلسا أمام التلفاز. ذهب فكتور إلى غرفة استقبال الضيوف وعاد بالتفكير بوالده المفقود أخذه النعاس ونام من شدة التعب في منتصف الليل تقريبا صح فكتور على دوي انفجار قريب منه طرحه أرضا من على الكنبة التي ينام عليها رفع رأسه ونظر أمامه وإذا أحد جدران غرفة الضيوف مهدّم والأضواء الكهربائية تأتي وتذهب وهناك رجل واقف أمام الفتحة المهدمة التي أحدثها الانفجار يكاد لا يميزه فكتور لأنه بدأ يسمع طنين في أذنيه من صوت الانفجار والغبار يملأ المكان. مسح عيناه وبصعوبة شاهد الرجل الذي أمامه وكأنه يصوّب مسدسا نحوه مباشرة قفز واختبأ خلف جدار صغير يعزل غرفة الجلوس عن غرفة الطعام بدأ الرجل يطلق الرصاص عليه أخذ يمسح عيناه بقوة وبدأ نظره يعود إليه تدريجيا وطنين يضعف في أذنيه اختلس النظر من أحد جانبا الحائط ويبدو أنه يعرف ملامح الرجل الذي يطلق عليه الرصاص. عاد خلف الحائط ومسح عيناه مرة أخرى حتى بدا أنه يرى جيدا اختلس النظر مرة أخرى وإذا بالرجل الواقف أمامه ويطلق الرصاص والده. تفاجئ من الموقف أخرج شيئا من جسده قال:
- أبي أنا فكتور ماذا حدث لك؟!
- سأقتلكم جميعا
أخذ يطلق النار باتجاه فكتور الذي عاد سريعا واختبأ خلف الحائط وأبوه يردد نفس الكلام كرر فكتور قوله لكن الأب لا يسمع ولا يرى ويطلق الرصاص بصورة عشوائية عرف فكتور أن والده مصاب بشيء ما وأن عليه التحرك سريعا خوفا من دخول أخويه إلى غرفة الضيوف لكنه أمعن النظر إلى الباب الذي يربط بين غرفة الجلوس والهول وإذا بالركام يسده. لكن عليه التحرك سريعا رغم ذلك اختلس النظر فوجد سلكا كهربائيا يتدلى خلف والده ويبدو أن التيار الكهربائي مستمر فيه أخذ حجرا من الأرض ورماها في الجانب الآخر فأخذ الأب يطلق الرصاص باتجاه الحجر خرج فكتور مسرعا من الجهة الأخرى والتقط السلك الكهربائي وأمسك والده من ملابسه ووضع رأس السلك على رقبته فسقط الأب أرضا مغشيا عليه.












الفصل الثالث
(الغزاة)
أفاق الأب من غيبوبته فوجد نفسه مربوطا على كرسي خشبي وعائلته من حوله وعلى ما يبدو ان فكتور وأخويه ربطوه كي لا يقوم بفعل من شأنه أذيتهم تقدّم فيكتور أمام والده قال:
- أبي أبي أنا فكتور هل تعرفني؟
نظر الأب إليه ثم زوجته ثم أخويه دون أن يتكلّم قالت الزوجة:
- هنري أنا سالي زوجتك هؤلاء أولادك فكتور جونس وادغار
أخذت تبكي قال الأب:
- لا تبكي سالي أنا أعرفكم جميعا
- هل أنت متأكد عزيزي
- نعم وأعرف ماذا فعلت وما جرى لي كانت هناك قوى اكبر مني تدفعني لأذيتكم لا أتحكم بها سأقص ما حدث لي بالتفصيل فكتور حل وثاقي
- هل أنت متأكد أبي؟
- نعم
تقدّم فكتور وأخويه اتجاه والدهم وأخذوا يحلون وثاقه بسرعة. عرف فكتور أن والده عاد إلى حالته الطبيعية نهض الأب من الكرسي وذهب إلى هول المنزل وعدّلوا الكنبات المبعثرة من التفجير وأحضرت الزوجة كأس ماء وقالت:
- تفضل هنري
شرب الأب الماء دفعة واحدة ثم قال:
- اجلسي عزيزتي سأقص عليكم ما حدث لي ورغم أن ما تسمعوه فيه شيئا من الغرابة والخيال لكنه حقيقي. هناك غزاه من الفضاء الخارجي يحاولون غزو الأرض والسيطرة عليها.
قال فكتور:
- أبي هل أنت بخير
في تلك الأثناء سمع الجميع دوي انفجارات قريبة منهم قال ادغار الصغير:
- نعم فكتور لقد شاهدنا على التلفاز بأن سبب الزلزال الأول كان تشقق الأرض وخروج شيء مجهول منها وعلى شكل سفينة فضائية والشرطة تعج من حولها وسئل أمي وجونسن
جونسن:
- نعم هذا صحيح
قال الأب:
- ذلك حقيقي لقد قاموا باختطافي ومعي أناس كثيرين واقتادونا داخل مركبتهم الموجودة تحت الأرض وعلى ما يبدو أنهم هنا منذ فترة طويلة وأن ساعة الصفر قد حلّت وبدءوا يخرجون من حفرهم وسيقومون بهجوم كامل يوم غد وأتذكر كل شيء حدث داخل مركبتهم
قالت الأم:
- لماذا يختطفون الناس؟
- لقد شاهدت داخل مركبتهم أناس خاضعين لتجاربهم العلمية وأناس يعملون معهم بإرادتهم وأناس يستخدمونهم كجنود ودروع لهم يعطونهم مصلا فيغيبوا إرادتهم ويفعلوا ما لا يريدون وهذا ما حدث لي لقد قام طبيبهم بإعطاء المصل في كتفي ثم أطلقوا سراحي أنا وبعض الناس وأعطوا كل واحد منا مسدس وبعضا من القنابل اليدوية ليتأكدوا من نجاح عمل المصل الم تلاحظ أنه رغم الانفجار الذي أحدثته في المنزل لم يأتي أحد من الشطة أو من الجيران أعتقد أن جميعهم موتى لقد دخلوا عليهم الجنود البشر المغيبون عن الوعي وقتلوا أغلبهم هناك غزو في الخارج وعلينا التحرك سريعا.
قال جونسون:
- هذا سبب التفجيرات التي نسمعها الآن كلام والدي صحيح.
- ما أقوله هو الحقيقة وقد بدأ الغزو
قال ادغار:
- كيف عدت إلى حالتك الطبيعية أبي؟
- غير متأكد قد تكون الصعقة الكهربائية التي أصابني بها فكتور.يجب أن نستعد للحرب.
أخذت التفجيرات بالتزايد ويبدو أن كلام الأب صحيحا قال فكتور:
- إن أخويّ صغيرين وليس لديهما الخبرة الكافية لخوض المعارك وأنت رجل كبير و مسئول عن العائلة وأنا متدرّب ولدي الخبرة الكافية خذ العائلة أبي واذهب إلى مكان آمن باتجاه العاصمة وأنا أتكفل بالباقي.
حاول الأب البقاء لكن فكتور أقنعه بالرحيل قبل فوات الأوان بدأت الأم والأخوة يجمعون الحاجات المهمة من البيت وبعض الفرش الخفيفة وضعوها في سيارتهم حضر الأب إلى فكتور وأعطاه مبلغ من النقود وقال:
- اشتري بها سلاحا قويا وخذ هذا المسدس إنك اليوم تدافع عن الأرض وليس عن وطنك وحده قاتل الأعداء دون رحمة لا تدعهم يصلون مبتغاهم.
- شكرا أبي
- لماذا لا أسمع نباح سيزر؟
- لقد فقدته في الرحلة ولم أجده
خرج الجميع إلى السيارة وأخذت الأم تودع فكتور وكذلك أخويه وقف السيد هنري ليلقي نظرة أخيرة إلى منزله انتبه إلى الحديقة الخارجية فوجد حشائش غريبة عن حديقته موجودة بصورة كثيفة في بقعة لا تتجاوز المتر المربع قال:
- من أين أتت تلك الحشائش.
قالت الأم:
- لا أعرف لم انتبه إليها حتى هذه اللحظة.
أخذ الأب يسأل الاخوين الصغيرين وكانت إجابتهما بالنفي نظر فكتور إلى الحشائش فوجد شظايا الزجاج المحطمة بقربها فتذكر حادثة الرجل المجنون وأن تلك النباتات البارزة لم تكن موجودة حين سقط الرجل وانكسرت القنينة قال:
- أنا اعرف كيف وصلت تلك النباتات إلى هنا.
قص فكتور ما شاهده وما صدر عن التصرف الغريب من الرجل الذي يحمل الزجاجة وبعد أن انتهى قال الأب:
- أوصفه لي
- إنه رجل أبيض طويل ورفيع أصلع من الأمام وله عيون كبيرة وبارزة وعلى ما أظن زرقاء اللون ويحمل وحمه غريبة في جبينه
- إنه عالم بشري يعمل مكرها لدى الغزاة وأتمنى أنه استطاع النجاة بحياته.
دخل السيد هنري منزله وأحضر معه حزام فيه جيوب يشبه إلى حد ما حزام الصيد وكذلك كيسا صغيرا وأخذ يقطع من تلك الحشائش التي تشبه النعناع ويملأ الحزام والكيس حتى انه وضع منها في جيوب فكتور ويمسح بها جسده قال:
- إن الغزاة يخشون هذه النبتة ولا يقتربون منها لسبب ما وصيتي لك أن تبقي تلك الحشائش قريبة منك قد تحتاجها في وقت ما البس هذا الحزام ولا تخلعه أبدا
- وما علاقة الحشائش بغزاة الأرض؟!
- ذلك العالم الذي رأيته هو من أخبرني بذلك عندما كنت بالأسر لكن أحد الغزاة لاحظ ذلك فأخذه إلى مكان آخر ولم يكمل لي السبب.
لم يأخذ فكتور كلام والده محمل الجد ولكنه لبس الحزام تنفيذا لوصية والده ذهبت العائلة باتجاه العاصمة وبقى فكتور ليحارب الغزاة














الفصل الرابع
(الحرب)
بدأ الغزاة بشن هجوم كامل على جميع قارات العالم كانوا موجودين في مخابئهم تحت الأرض بصورة سرية من عشرات السنين وخطتهم تبدأ باحتلال مدينة ثم يتوسعون حتى يحتلوا القارة بكاملها وكان الغزاة قابعين في مدينة فينكس في ولاية اريزونا بدأت الانفجارات تعلوا المدينة وظهر الغزاة في مراكبهم السوداء اللون وفيها عدة مفاصل مثل القطار ومغطاة من الأعلى بقطع زجاج تشبه القبة وفي داخلها أشخاص يرتدون ملابس سوداء اللون ووجوههم تدل على أنهم من كوكب آخر وأمامهم يمشي أناس من البشر مغيبي الإرادة يستخدمهم الغزاة لقتل إخوانهم البشر وذلك من خلال زرقهم بمصل طبي يجعلهم في حالة تشويش لكنّهم يتذكرون بعض الشيء من الماضي وهذا ما يستغله الأعداء الذاكرة الضعيفة لقتل الجميع. تحميهم من الأعلى طائرات مقاتلة تخرج من المركبة الأم تشبه الطيور سريعة وتقصف بأشعة حمراء اللون تفجر ما تصيبه بقوة.
وصلت الأخبار والصور عبر الأقمار الصناعية العاصمة واشنطن. عقد رئيس الولايات المتحدة اجتماعا طارئا مع وزرائه وكبار رجال الدولة أجمعوا فيه على رد الاعتداء على أراضيهم وتشكيل غرفة عمليات تتصل بجميع دول العالم الكبرى لمعرفة نقاط ضعف العدو ولكي يكون الهجوم عليهم منظما.
تأهب الجيش لخوض المعركة أرسلت قوة الدفاع الأمريكية طائراتها الحديثة إلى فينكس أطلقت صواريخها على المركبة الأم لكنها اصطدمت بحاجز غير مرئي وانفجرت وقام ذلك العازل بامتصاص الانفجار وكأن شيئا لم يحدث. أطلقت المركبة الأم طائراتها الصغيرة وبدأت بالاشتباك مع الطائرات الوطنية وكانت نفس حالة المركبة الأم نيران الطائرات لا تصل إليها بسبب الحاجز العازل وقد نقل الهجوم وما حدث بواسطة الكاميرات المثبتة على الطائرات للرئيس مباشرة وشاهد ما حدث بأم عينه حتى انفجرت آخر طائرة بكامرتها. قال الرئيس:
- تحولوا إلى الأقمار الصناعية
فعل المختص ذلك لكنهم وجدوها مدمرة ونقل الخبر إلى الرئيس الذي جلس على كرسيه ولا يعرف ماذا يفعل قال:
- ما هو احتمال نجاحنا إذا قصفناهم بالصواريخ النووية؟
وزير الدفاع:
- سوف نقوم بدراسة ذلك سريعا
صدر أمر إلى أحد العلماء الذين يعملون لديه وموجود في غرفة العمليات والذي أجرى تحاليله من الصور القديمة المنقولة من الطائرات ثم ذهب مباشرة الى الرئيس فقال:
- سيدي الرئيس حتى الصواريخ والقنابل النووية لا تجدي نفعا مع الحاجز العازل لقد أجريت كافة الاختبارات النظرية المطلوبة سوف يقوم الحاجز بامتصاصها.
أمره الرئيس بالانصراف وقال:
- أمنوا اتصال مع باقي رؤساء دول العالم حالا
مسئول الاتصالات:
- لقد دمرت جميع الأقمار الصناعية
- افعلوا أي شيء
- سنعتمد الاتصالات الأرضية سوف نؤمن الاتصال خلال ساعات قليلة
- وزير الدفاع
- نعم حضرة الرئيس
- استدعي لي أكبر علماء الناسا وعلماء وزارة الدفاع أريد دراسة مفصلة عن الغزاة واخذ التدابير الاحترازية الممكنة قائد القوات البرية ما هي استعداداتكم للحرب؟
- قواتنا في تأهب تام سيدي وسنقوم بتجنيد المزيد من المدنيين المتدربين للمساندة.
- خذوا كافة التدابير وقوموا بإنشاء معسكرات تحت الأرض ومركز للابحاث العلمية يكون خلف الجيش يتكون من علماء الدفاع وعلماء الناسا ليمدونا بكافة المعلومات وسيكون على مقربة من الحدود بين ولاية نيفادا و اويفون . أريد انجازاها باسرع وقت. كانت أمامه خريطة ويتحدث
- عُلِم سيدي.
أمر الرئيس بعد أخذ المشاورات والاتصال بغرف العمليات في باقي دول العالم بعد تامين الاتصال بإطلاق صواريخ تحمل الرؤوس النووية من المياه العميقة للغواصات الأمريكية وفعلا حدث الأمر لكن لا نفع منه وقام الحاجز بامتصاصه.
وجدت عائلة فكتور مكانا أمنا لها والتحق فكتور بالمقاومة الشعبية بعد أن اشترى سلاحا من نوع bkc أمريكي الصنع بالنقود التي أعطاها له والده ودارت حرب الشوارع بدون جدوى فالطلقات لاتصل العدو ولا يسقط منهم سوى البشر يون المغيبون عن الإرادة.
كان العدو يحارب في النهار ويؤمنون المنطقة المحتلة في الليل وذلك عن طريق إرسال أتباعهم والجنود البشريين يقتلون من يقاوم ويأخذون الباقي أسرى ويعطونهم المصل ويحولوهم إلى بشريين مغيبو الإرادة ثم تأتي قوة من الفضاء تسكن المنطقة المحتلة ثم يقومون باحتلال المنطقة التي تليها وهكذا. كانت طائرات العدو لا تخرج إلا في النهار ولا تبتعد عن الطائرة الأم إلا مسافة محددة.
القوات المحتلة تتقدم والمقاومة والجيش يتراجع وخلال أيام معدودة تم احتلال ولاية اريزونا بالكامل وجزء من ولاية نيفادا.
نفذت أوامر الرئيس ببناء المعسكرات تحت الأرض وقد تم بنائها بسرعة كبيرة وتجهيزها بما استطاعت الحكومة لضيق الوقت. كان خلف المعسكرات مركز العلماء والمهندسين العسكريين يدرسون العدو لكن دون جدوى.
بعد مرور فترة بسيطة وصل العدو على مقربة من تلك المعسكرات كان حظ فكتور جيدا لأنه لا يزال على قيد الحياة يقاتل ليلا ويختبأ نهارا من قصف الطائرات المعادية. أخذ الجيش يجمع المقاتلين المدنيين المتدربين و يأخذهم إلى معسكرات التي تحت الأرض وينظمهم إلى مجموعات صغيرة مؤلفة من 7 مقاتلين وكانت المجموعة تقوم بانتخاب قائد لها انضم فكتور لها وكانت قائدة المجموعة آنسة جميلة اسمها مونيكا. كانت مونيكا جندية مثالية أنهت خدمتها العسكرية قبل الغزو بفترة وجيزة وقد فقدت عائلتها المتبنية لها في القصف العنيف بالطائرات المعادية كانت تدرّب رفاقها في النهر وتقاتل في الليل شديدة غاضبة لا تبدو عليها الرحمة والعطف وتتعامل مثل الرجال بل أشد منهم وتعرف بعض الضباط الكبار في الجيش.
تدرب مجموعتها دون رحمة المؤلفة من أربعة رجال وثلاثة نساء تكلّم الضابط المسئول عن المعسكر في مكبر الصوت قائلا:
- أريد أحد الجنود البشريين المغيبون حيا والليلة.
خرج أفراد الجيش والمجموعات الشعبية واقتربوا من العدو وبدأت الاشتباكات أثناء الاشتباك قالت مونيكا لأفراد مجموعتها القريبين:
- هناك مجموعة من المغيبون سوف نتقدم أنا فكتور وهاندي وانتم اقتلوهم واحد تلو الآخر لكن ابقوا على واحد منهم حيا
نفذ باقي المجموعة ما طلب منها واستطاع الثلاثة الوصول إلى احد الجنود البشرية المغيبون قام هاندي بالتسلل ووضع كيس في رأسه بعد أن ضرب فكتور السلاح الذي يحمله لكنه كان يحمل سلاحا آخر لم يراه احدهم و قام بسحبه وأطلق النار وسقط هاندي قتيلا في أرض المعركة. تقدمت مونيكا بأخمص الرشاش خلف رأسه وسقط مغشيا عليه تقدّمت باتجاه هاندي لكن المنية وافته احتضنته حضر أليها فكتور وقال:
- لا بأس عليك هيا بنا نذهب قبل أن تحضر مدرعات الغزاة.
ربطا البشري بحبل قوي وحملاه إلى إن وصلوا أفراد المجموعة وذهبوا إلى المعسكر وهم حزينين على فقدان هاندي أكثر من فرحتهم بالقبض على البشري.














الفصل الخامس
(الأسير)
وصلت مجموعة مونيكا إلى معسكرها استقبلهم الضابط المسئول قال:
- أحسنتم يا أبطال نفذتم المهمة بنجاح لكني لا أرى الفرحة على وجوهكم لماذا؟
مونيكا:
- لقد فقدنا أحد عناصر المجموعة سيدي
- متأسف لخسارة أحد الأبطال لكن هذه هي الحرب ما باليد حيلة. ستأخذون الأسير وتسلمونه في الخطوط الخلفية إلى مركز الأبحاث.
- علم سيدي
حضرت سيارتان تعمل على البطارية الكهربائية لتظليل العدو حال حصل هجوم رغم إنه لا يحدث هجوم ليلا لأن الطائرات الصغيرة لا تبتعد عن الطائرة الأم إلا مسافة محدد لا تتجاوز بضع الكيلو مترات. ركبوا في السيارتان مع بعض الجنود وضابط عالي الرتبة وتم نقل الأسير إلى الخطوط الخلفية للجيش. ركبت المجموعة المكونة من ستة أفراد ثلاثة أفراد في كل سيارة كانت مونيكا وفكتور وصديقه المقرب طومي في واحدة وفي الثانية ركب كل من لكسي إدنا وكول. ربطوا الأسير جيدا لأنه أفاق من غيبوبته ويبدو أنه في حالة هياج. وضعوه في السيارة وانطلقوا.
كانت السيارة تسير في الليل بواسطة البطارية الكهربائية الضعيفة وفي النهار تسير بواسطة محرك هيدروجيني وتنطلق بسرعة فائقة خوفا من كشف العدو لهم.
كانوا يسيرون بالطاقة الكهربائية المنخفضة وكان فكتور يركز على مونيكا وكان هناك بعض الإعجاب لكن الوقت غير مناسب للمشاعر. شعر فكتور أنها حزينة لكنها لا تظهر حزنها قال:
- أعلم أنك حزينة على فقدان هاندي لم يذهب موته سدى لقد أسرنا بشري الأعداء وكل ذلك بفضله
- حقا أنا حزينة ليس فقط عليه بل على ما يحدث من دمار وخراب وقتل من نحب
طومي:
- لا عليك عزيزتي
واحتضن الثلاثة بعضا.
عندما اقترب الصباح استخدم المحرك الهيدروجيني فوصلت السيارتان إلى مركز البحوث في الخطوط الخلفية بأمان. أخرجت المجموعة الاسير من السيارة وحمله كل من فكتورطومي وكول إلى الداخل. مونيكا وباقي الرفاق يحملون السلاح خلفهم. وصلوا إلى قاعة فيها الكثير من الأشخاص الذين يرتدون الزي الابيض وضعوا الأسير على سرير يشبه السدية وإلى جانبه الكثير من الأجهزة وقف من حوله أصحاب الزي الأبيض وكانوا علماء وأطباء ومهندسي جينات ربطوه بحبال قوية في نفس السرير رجع رجال المجموعة إلى الخلف. إدنا تنظر للأسير من بين الأشخاص الذين من حوله وكأنها تعرفه لكن الحالة التي هو بها وشعره الطويل يجعلها غير متأكدة من ذلك إلى جانبها تقف لكسي ومونيكا قالت:
- أنا أعرف ذلك الرجل لكني غير واثقة من ذلك.
حاول الفريق الذي حول الأسير الكلام معه دون جدوى وكان كل ما يصدر عنه هو زمجرة غريبة ويقول بين الحين والآخر سأقتل الجميع. حضر أحد العلماء وقال للمجموعة:
- شكرا على جهودكم المبذولة أرجو منكم الخروج حتى نقوم بعملنا
مونيكا:
- عفوا هذا واجبنا سيدي. هيا بنا
أهمت المجموعة للخروج وحركت أقدامها لكن ادنا توقفت وقالت:
- سيدي أرجو منك الإجابة على سؤالي ماذا ستفعلون بالأسير؟
- لقد حاولنا استجوابه دون فائدة يبدو أنه فاقد لوعيه وتصرفاته اتفقنا على قتله وإجراء التشريح الكامل عليه.
وصلت المجموعة قرب الباب وكان هناك حراس أمنيين خارج الباب وبعضا منهم داخل القاعة قالت إدنا:
- لقد تذكرت إنه والد باربارا صديقتي واسمه شارلوت أنا متأكدة مونيكا سوف يقتلونه إنه مغيب الإرادة وهذا غير صحيح وغير إنساني
- ليس بوسعنا عمل شيء إنه لهم الآن وهذا واحد من الأعداء
- تكلّم أنت فكتور سيقتلون الأسير وهذا مناف للأخلاق والحق
- ليس الأمر بيدي دعينا نذهب
- حسنا
سحبت إدنا سلاحها ورجعت إلى مجموعة العلماء ووقفت إلى جانب سرير الأسير لحقها الرفاق قالت:
- لن أدع أحد يؤذيه إنه والد رفيقتي إذا تقرب أحد منكم سوف أقتله .
قال أحد العلماء:
- إنك تخالفين القواعد آنستي وذلك سيعرضك للمسئولية وخطر المحاكمة العسكرية.
- لا يهم ما تقول نحن أصلا أموات لن أدع مكروها يصيبه.
أشر الشخص المتكلم إلى الحراس الأمنيين الموجودين داخل القاعة فشهروا سلاحهم بوجه إدنا لم يكن من مونيكا ورفاقها سوى مؤازرة صديقتهم فشهروا سلاحهم بوجه الحراس الأمنيين نظر إدنا إلى مونيكا ورفاقها هزت رأسها علامة على الشكر قال المتحدث:
- إنكم ترتكبون حماقة أيها الجنود يجب أن ندرسه ونعرف نقاط ضعف الأعداء
مونيكا:
- إن ما تقدمون على فعله وحشي وغير إنساني إنه بشر مثلنا تماما
- أيها الحراس أخرجوا هؤلاء الجنود بالقوة.
حاول الحراس التقرب من المجموعة عرف فكتور أن هناك خراب سوف يحصل خاصة وأنه يعرف مجموعته و قسوتهم تذكر ما حدث لوالده عندما عاد للمنزل وكان مغيب الإرادة. فكتور يتمتع بالذكاء والحكمة وأخذ القرارات الحاسمة في المواقف الصعبة تقدم في الوسط وألقى سلاحه بين الجانبين قال:
- اسمعوني جيدا أستطيع أن أعيد الأسير إلى حالته الطبيعية وأنا اضمن لكم أنه سيتذكر كل شيء وما أقوم به لا يستغرق سوى قليل من الوقت إذا بقى على حالته هذه افعلوا ما بدا لكم به.
أخذ العلماء في التشاور فيما بينهم رفض بعضهم السماع لكلامه لكونه مجرد جندي وأيد البعض الآخر تكلم رئيسهم وكان عالم حكيم في الخمسينات من عمره قائلا:
- لن نخسر شيئا دعونا نجرب وإذا لم ينجح فهو لنا أشعر أن ذلك الشاب يتكلم بثقة عالية.
التفت إلى فكتور قال:
- إنه لك.
- أريد جهاز صعق كهربائي.
أشر العالم الحكيم إلى أحد الأمنيين فأعطوه جهاز صعق الذي يستخدمونه للقبض على المجرمين. تقدم فكتور ولفت رقبة الأسير بصعوبة فقام بصعقه بالكهرباء إلى أن فقد الأسير الوعي.
















الفصل السادس
(وصية والد فكتور)

فقد الأسير وعيه ثم أخذ فكتور يضربه على وجهه مرارا وتكرارا إلى أن فتح عيناه ونظر من حوله قال:
- أين أنا
إدنا:
- أنت في أيادي آمنة سيد شارلوت.
- من أنت
- أنا إدنا صديقة باربارا ابنتك ألا تذكر؟
- باربارا يا إلهي ماذا فعلت لقد قتلت عائلتي بيدي أنا أتذكر ذلك جيدا وقتلت الكثير من الناس.
أخذت إدنا بالبكاء على صديقتها قال فكتور:
- لم تكن في وعيك سيد شارلوت كنت مغيب الإرادة نحن في حالة حرب أرجوك زود السادة العلماء وباقي الكادر بكل الذي شاهدته
تقدم العالم الحكيم إلى فكتور وقال:
- أدعى هايسون رئيس الهيئة للبحوث العلمية هنا كنت واثقا أنك تعلم ماذا تفعل
- شكرا سيدي
- كيف عرفت أن التيار الكهربائي سوف يعيد البشري إلى حالته الطبيعية؟
أراد فكتور أن يخبره عن حادثة والده لكنه خاف من اجراء التجارب عليه كما وأن هنا شخص بنفس الحالة لديهم وانتفت الحاجة إلى والده قال:
- لقد شاهدت ذلك على أحد في أحد المعارك حدثت لشخص لكنه قتل ولم أتذكر الحالة إلى أن حصلت هذه الحادثة امامي فتذكرت ذلك.
- تفضل معي أريد أن أريك شيئا على انفراد
أخذ السيد هايسون فكتور وذهب به إلى غرفة فيها أجهزة غير معروفة لفكتور وفي وسطها شاشة كبيرة. أخذ العالم يضغط على بعض الأزرار وإذا بصورة رئيس الولايات الأمريكية على الشاشة بعد إلقاء التحية قص العالم هايسون ما حدث للرئيس بالتفصيل قال الرئيس:
- شكرا لك أيها الشاب الشجاع لقد أنقذت آلاف الأرواح إذا كسبنا هذه الحرب سيكون لي الشرف بلقائك.
- شكرا سيدي هذا واجبي وأتشرف بان أقابلك.
- سيد هايسون سأصدر الأوامر بعدم قتل البشريين المغيبون وسوف نقوم بصعقهم شكل لي غرفة معلومات إلى جانبك أريد الاستفادة من كل معلومة يدلون بها هؤلاء البشريين.
- لقد توصلنا أن طائراتهم الصغيرة ومركباتهم ليست حرة في الابتعاد عن المركبة الأم مما يمنحنا بعض الوقت رغم زحفهم السريع.
- سآخذ هذه النقطة بعين الاعتبار وسأعمم ما توصلنا إليه إلى باقي العالم.
انتهت المكالمة المرئية خرجا من الغرفة في الطريق تذكر فكتور نباتات النعناع و وصية والده لكنه هذه المرة غير متأكد من النتيجة.قال:
- سيد هايسون هنالك شيء مهم قد نستفيد منه في هذه الحرب لكني غير متأكد من فعاليته
- تكلم لعلنا نستطيع الاستفادة منه
- أمهلني بعض الوقت سأتأكد بنفسي في ساحة الميدان.
أخذه السيد هايسون إلى غرفة ثانية وأعطاه جهازا صغيرا يشبه الموبايل قال:- - هذا جهاز اتصال باهظ الثمن سيتصل بي مباشرة إذا وصلت إلى شيء اتصل بي مباشرة أنا أثق بك.
خرج فكتور وكان رفاقه بانتظاره استقبلوه بحرارة وفرح ركبوا في سيارة سريعة وقص عليهم ما حدث ولقاءه بالرئيس الأمريكي وما أصدره من قرارات قال إدنا:
- شكرا لكم على مساندتي وشكرا فكتور على تصرفك البطولي
كول:
- كيف عرفت أن الأسير ستعاد ل ذاكرته
- هذا ما أود إخباركم به لقد كذبت على العلماء والحقيقة هي.....
أخذ فكتور يقص ما حدث لوالده وما أوصي به فيما يخص النبتة التي تشبه النعناع.قالت لكسي:
- هل لديك تلك الحشائش الآن؟ ماذا نصنع بها؟
- نعم هي معي في حزامي واعتقد أنها موضوعة في الصندوق الخشبي للملابس في المعسكر
وصل فكتور ورفاقه المعسكر كان الجميع بانتظارهم ويبدو أن أوامر الرئيس وقصتهم وصلت قبلهم وأوصى الرئيس بأن ذلك كله بفضل الجندي الشعبي فكتور ومجموعته وأن عليهم معاملته معاملة خاصة ومحترمة. استقبلهم رفاقهم وضباط الجيش بحفاوة واحتفلوا بهم وبعد الانتهاء من الاحتفال ذهب فكتور إلى صندوقه الخشبي ورفاقه معه فتحه فوجد حزامه أخرج منه الحشائش قالت مونكا:
- ماذا نصنع بها الآن؟
- أمهلوني بعض الوقت
في اليوم التالي كان الجميع يحيي البطل فكتور و أصبح هو قائد المجموعة الفعلي وعندما حان وقت التدريب كان يتدرب ويأخذ الأوامر من مونكا دون أي تكبر لكن باله مشغول بوضع خطة.
لم تخرج مجموعته للقتال لثلاثة بطلب منه لمونيكا التي وافقت دون تردد وصلت أسلحة الصعق الكهربائي للمعسكر وأخذت المجموعات الباقية باستخدامها بنجاح وكان الأسرى البشريين ينقلون إلى الخطوط الخلفية قال فكتور لمجموعته:
- لقد وضعت خطة لكنها غير مضمونة لكن علينا التجربة هل أنتم معي؟
- نعم نحن معك
- أريد مجموعة أخرى قوية لتساندنا في هجوم هذه الليلة
طومي:
- إنها مجموعة جو قوية وصديقة لنا أليس كذلك مونيكا؟
- نعم سأذهب وأتحدث مع قائدهم.
تحدثت مع جو وبعد قليل أتى جو ومجموعته وقال:
- أتشرف أن أكون في الحرب مع البطل فكتور
- شكرا لك جو أنت ومجموعتك أيضا أبطال لهذا وقع الاختيار عليكم
- شكرا سيدي ما هي الخطة؟
- أريد أن تحضروا لي قدرا كبيرا وأنت تفرغوا رصاصاتكم من مخازنها.
نظر أفراد المجموعتين إحداهما إلى الأخرى قالت مونيكا:
- ماذا تنتظرون نفذوا ما طلب منكم
أحضرا طومي وكول قدرا كبيرا وضعوه على موقد النار ثم قام فكتور بوضع الماء فيه وأخرج بعض النباتات من حزامه ووضعها في الماء. كانت الحشائش يابسة من الخزن وبعد مرور ساعة تقريبا أخذ الرصاصات والقنابل بعد أن أفرغوها من مخازنها وضعها فكتورفي الماء المغلي بعد تبريده ثم أخرجها ووضعها جانبا كي تجف ثم أمرهم بإعادة الرصاصات إلى مخازنها. قال جو:
- أريد بعض التوضيح سدي
- لقد مزجت الماء والنباتات معا وأصبحت الرصاصات تحمل هذا المزيج بعد أن جفت أريد تجربة فيما إذا لها تأثير على درع الأعداء أم لا
- لا أعتقد أنها ستكون بتلك البساطة إنها تجربة ولا ضير في استعمالها













الفصل السابع
(اختراق درع الغزاه)
أخذت مونيكا وجو الإذن بالخروج من الضابط المسئول وتم تزويدهم بسلاح الصعق الكهربائي عن بعد والنظارات الليلية ثم خرجوا إلى منطقة التماس مع الأعداء عندما وصلوا وجدوا ثلاث مركبات منفصلة وأمامهم مجموعة من البشريين الأعداء قال فكتور:
- جو خذ مونيكا وول ومجموعتك وأبقى على بعد كافي من الأعداء حاول استخدام السلاح الكهربائي على البشريين وبعد أنت تنتهي منهم ابدأ بإطلاق الرصاص الحي على الغزاة مباشرة
- حسنا وأنت ماذا ستفعل؟
- سنتسلل أنا والباقي إلى حد قريب من أحد المركبات إذا نجحت خطتي سأشارك في المعركة وإذا لم ننجح في اختراق العدو سنعود ونلتقي هنا نقطة التقائنا ونعود للمعسكر لكن ابدأ بتنفيذ الخطة بعد خمسة عشر دقيقة من الآن حتى نصل إلى مسافة قريبة منهم
- حسنا سأتبع التعليمات
افترقت المجموعتان أخذ فكتور والثلاثة الذين معه بالزحف باتجاه الأعداء بعد خمسة عشر دقيقة بدأت جماعة جو ومونيكا بإطلاق الرصاص الكهربائي على البشريين الأعداء إلى أن سقط جميع البشر شعر الأعداء بوجود حركة وبدأت أضوائهم تكشف على مجموعة جو وتطلق نيرانها اختبأ كل فرد من المجموعة خلف تل قال جو:
- ابدءوا باستخدام الرصاص الحي
كان فكتور قد وصل مع رفاقه قرب أحد المركبات السوداء وانتشروا إلى جانبها على شبه نصف قوس. بدأت المجموعة تطلق الرصاص على الأعداء وكانت الرصاصات تصيب السيارات السوداء مما أربكهم كيف استطاعت الرصاصات اختراق الدرع! فكتور ومجموعته الصغير كانوا يسمعون صوت الرصاصات وهي تصطدم بالمركبة القريبة منهم عرف أن خطته نجحت اخرج قنبلة يدوية واشر لأصدقائه باستخدامها مرة واحدة خرجوا ورموها على المركبة القريبة منهم وحصل انفجار قوي قلب المركبة شاهدت مجموعة جو الذي حدث ازدادوا حماسا وازداد ارتباك العدو. أخذا يطلقوا النار بكثافة وبدأت مركبتا العدو بالانسحاب إلى الخلف لحق بها أفراد المجموعة ومستمرين في إطلاق النار عليها.
خرجت جماعة فكتور الأربعة وهم يرمون الرصاص على المركبة المفجرة صعدوا عليها و قتلوا ثلاثة أفراد من الغزاة ورصاصات فكتور اخترقت رؤوسهم المحمية بدرع مزجج دون أي عائق قال فكتور:
- اسحبوا أحد جنود الغزاة إلى نقطة الالتقاء
كان الجندي كبير الحجم بعض الشيء لكن طومي ولكسي سحبوه ونفذوا ما طلب منهم. ازداد حماس مجموعة جو وأخذت تجري خلف مركبتا الأعداء البعيد بعض الشيء إلى أن قال جو:
- توقفوا علينا العودة قبل بزوغ الشمس وإلا أصبحنا أهدافا سهلة لطائراتهم.
لم تسمع مونيكا الكلام وكان انتقامها وحماسها يدفعانها للحاق بالعدو. انطلقت خلفهم وهي تطلق النار قال جو لجنوده:
- ارجعوا إلى نقطة اللقاء وسأعيدها
كول:
- سأذهب معك
انطلق الاثنان خلفها كانت تجري على بعد حوالي مائة مترا أمامهما ويناديان عليها لكنها لا تسمعهما وعندما قلت المسافة شاهداها وهي تصاب بنيران الأعداء وتسقط أرضا توقف الاثنان قال جو:
- لقد قتلت
- لن أدعها سوف أذهب وأحضر جثتها.
حاول كول الذهاب فعلا إلا أن جو أمسكه بقوة وطرحه أرضا وقال:
- انظر كول أحد مركبتا الأعداء تعود إليها لا نستطيع إنقاذها لا ترتكب نفس خطأ مونيكا
- إنها قائدة مجموعتنا
أخذ يبكي. رجع جو وكول لنقطة الالتقاء وكان المقاتلين بانتظارهما قال فكتور:
- أين مونيكا؟
نظر كول إلى الأرض و الدموع في عينيه أجاب جو:
- لقد سقطت في ارض المعركة
سكت فكتور لبرهة وقال:
- سأعيد جثتها
حاول الذهاب لكن جو منعه وقال:
- أنت القائد هنا يجب أن تقبل بموتها كقائد لقد كشفنا سر الأعداء وهذا انجاز مهم يجب أن تبقى حيا كلنا فقدنا أعزاء على قلوبنا لكن إنقاذ الأرض أهم من أي شيء شخصي يجب أن نذهب إلى المعسكر قبل بزوغ الشمس ولحاق طائراتهم بنا الطريق طويلة وارى أنك أحضرت أحد جنودهم لو كانت مونيكا هنا لقالت وفعلت نفس الشيء.
نظر فكتور إلى رفاقه والذين كانت وجوههم تشير إلى القبول بكلام جو قال:
- اخلعوا عن جثة العدو ملابسه ولنذهب إلى المعسكر بأقصى سرعة.
فقدت مجموعة جو عنصرين منها والمجموعة الثانية فقدت قائدها لكنهم عرفوا نقطة ضعف للعدو مهمة جدا وهذا انجاز قد يقلب كفة الميزان.
وصلوا المعسكر استقبلهم ضباطها وحيوهم على عملهم البطولي وعزوهم في ما فقدوا من المجموعتين. في الصباح شن الأعداء هجوما لم يشهدوه من قبل لكن المعسكرات الأرضية صمدت. اتصل فكتور بالعالم هايسون بواسطة الجهاز الذي أعطاه إياه قال:
- مرحبا سيد هايسون لقد نجحت خطتي ووجدت نقطة ضعف الأعداء وأحضرت لك أحد جنودهم هدية لدراسته وإجراء التجارب عليه
- أحسن يا بطل سوف تصل السيارات المتخفية بالليل تعال معهم يجب أن نلتقي.
في بداية المساء حضرت السيارات ركب فكتور وبعضا من أفراد مجموعته وبعض الجنود وذهبوا للخطوط الخلفية وصلوا مركز البحوث العلمية كان هايسون بانتظارهم احتضن فكتور وقال:
- كنت أعلم أنك ستجد ما يحول هذه الحرب أيها المغوار
قص فكتور ما حدث بالتفصيل على السيد هايسون وأعطاه الحزام الذي فيه بقية النباتات التي تشبه النعناع قام السيد هايسون بإرسالها للمختبر فورا لإجراء التحاليل اللازمة عليها أخذه للغرفة للاتصال بالرئيس اتصلوا به وقصا عليه ما حدث بالتفصيل في تلك اللحظة أتت نتائج التحليل من المختبر ادخلها أحد العلماء وسلمها بيد هايسون.





















الفصل الثامن
(النصر والثروة)
عندما وصلت نتائج التحليل للنباتات فكتور أخذ السيد هايسون يقرأ نتائجها أمام رئيس الولايات المتحدة وفكتور لجانبه فقال:
- سيادة الرئيس درع العدو لا يستطيع الصمود أمام المواد التي تحملها هذه النبتة وكلما تعرضت تلك المادة للحرارة أكثر أصبحت فاعليتها اشد ستكون الحرب بكفتنا لهم النهار ولنا الليل والنهار
- أحسنتم أيها الأبطال فكتور ستكون أنت بطل هذه الحرب سأصدر أمر بتعينك القائد الأول للجيش أنت منقذنا.
عمم الرئيس المعلومات على جميع دول العالم التي أخذت تجمع تلك النباتات وتدخلها في تصنيع أسلحتها بصورة بسيطة وسريعة.
عاد فكتور إلى معسكره وهو يحمل أعلى رتبة وجميع من حوله يؤدون له تحية الاحترام بعد عدة أيام بدأت الصواريخ والطائرات الوطنية تدك الأراضي التي تم احتلالها من قبل الغزاة وتحطمهم وصل السلاح الجديد الذي يحمل اسم فكتور على اسمه جميع المعسكرات وبدء الأعداء بالتساقط حتى الذين يحاولون الهروب إلى الفضاء كانت الطائرات بانتظارهم ويتم إسقاطهم على الفور.
لم يهتم فكتور ورفاقه إلى الترقية بقوا يقاتلون بأيديهم وكانوا يدخلون كل مركبة أم بقيادته مباشرة ومعه فريق طبي متكامل. يقتلون من فيها من العدو ويخلصون البشر الأسرى لديهم حتى أنه أصدر أمرا بمنع تفجير المراكب الأم وإنما إصابتها حتى يتم إنقاذ من فيها من البشر.
بينما هو ورفاقه يتجولون في أحد تلك المركبات بعد اقتحامها وينظرون إلى البشر الذين داخل زجاجات الاختبار والفرق الطبية تقوم بإخراجهم منها بعضهم حي وبعضهم ميت سمع صوت ليكسي تصرخ:
- فكتور إنها مونيكا إنها حية
اخترقت الكلمات مسامعه انطلق بسرعة باتجاه صوتها وصل إليها ومعه رفاقه نظر داخل الأنبوبة الزجاجية وإذا بمونيكا مستلقية على سرير داخل الزجاجة وهناك أنبوب مطاطي داخل فمها وعيناها مفتوحة لكنها لا ترى ولا تسمع وهناك مجموعة من الأسلاك والأنابيب موضوعة على رأسها مثل كيس الرأس. صرخ:
- أريد الفريق الطبي هنا حالا
بسرعة حضر الفريق الطبي قام أحدهم بفتح الأنبوبة الزجاجية ثم قام بنزع الأجهزة المتصلة بها لكنها لم تفق من غيبوبتها أحضر أحدهم على وجه السرعة جهاز نبض القلب وأوصله بها أخذ الطبيب بوضع مادة طبية على قطعة شاش ووضعها أمام أنفها وضربها ضربات خفيفة على وجهها لكنها لم تصحو وبدأت ضربات قلبها تنخفض بصورة سريعة قال الطبيب:
- أحضروا جهاز إنعاش القلب
فورا أحضره أحدهم قال الطبيب:
- ابتعدوا رجاءا
ابتعد الجميع وتوقف قلب مونيكا عن النبض رفاقها ينظرون إليها وإدنا تمسك يد لكسي بقوة شحن الطبيب جهاز إنعاش القلب فارتفعت عن السرير وهبطت نظر للجهاز قلبها لا يزال متوقف عاود الكرة مرة أخرى دون جدوى وأخرى ثم ترك الجهاز وأخذ الطبيب ينعشها بيده وبعد فترة وجيزة قال:
- آسف إنها ميتة
فكتور:
- كلا لم تمت
توجه نحوها و وضع فمه على فمها ونفخ فيه ثم وضع يديه الاثنين إحداهما على الأخرى على صدرها وبدأ ينعش قلبها لكن جهاز نبض القلب لا يزال يشير إلى توقفه أخذ الدمع يسيل من عينيه وهو ينظر إلى عينها المفتوحة وكأنها تحدثه وضع فمه مرة أخرى على فمها وعندما انتهى من النفخ فيه رفع رأسه كي ينعش قلبها مرة أخرى فسقطت دمعة من دموعه في عين مونيكا مباشرة وقبل أن ينعش قلبها أخذ جهاز القلب يشير إلى عودة النبض في قلبها قال ودموعه على خديه:
- إنها امرأة قوية لن تموت بهذه السهولة
بعد مرور مدة بسيطة تململت مونيكا وتحدثت بصوت خفيف بعد أن شاهدت فكتور ورفاقها قائلة:
- فكتور أنت هنا وكل رفاق المجموعة
- وهل تحسبين أننا سنتخلى عنك ببساطة وسهولة
حاولت الكلام مع رفاقها لكن الطبيب منعهم وقال:
- يجب نقلها إلى المستشفى بسرعة
- افعلوا ذلك
تم نقلها الى المشفى كان فكتور ورفاقه سعداء لإنقاذ مونيكا وتدمير الأعداء
انهزم الغزاة بكل أنحاء الأرض بفضل فكتور ونبتته وكانت فترة الحرب منذ بدايتها إلى نهايتها شهرين أصبح فكتور فيها بطلا ورمزا شعبيا في جميع أنحاء العالم.لم ينكر عليه أحدا هذا الحق بنيت له التماثيل في كل عاصمة من عواصم دول العالم اعترافا منهم بحكمته وذكائه وفضله في إنقاذ الأرض. كُرّم من قبل رئيس الولايات المتحدة بوسام خاص لم يمنح لأحد من قبل وسمي هذا الوسام بالوسام الألمازي وكانت العشب التي تشبه النعناع مرسومة عيه منح بوساطته امتيازات كثيرة وصدر مرسوم خاص بذلك كما تم تكريم مجموعته ومجموعة جو للبطولات التي أبدوها في الحرب وتم تكريمهم ماديا ومنحوا منازل جميلة في العاصمة الأمريكية واشنطن ومبالغ نقدية كبيرة و تكريمات أخرى كثيرة ......
لم يقبل فكتور المناصب الكثيرة المعروضة عليه من قبل الحكومة ورئيسها و اًصّر أن يبقى مهندسا معماريا وأن يفتح شركته الخاصة اتصل بمحامي واتفق معه على ذلك وفعلا تم تأسيس الشركة بوقت قياسي خاصة وأن الحكومة الأمريكية تساهلت معه جدا في الإجراءات وتلك أحد مميزات وسامه الخاص.
التقى عائلته في المنزل الفخم المهدي له من الحكومة وفي أول لقاء بينهما في المنزل قام بعناق عائلته بحب وقال:
- إنما وصلت إليه الآن هو بفضلكم وخاصة أنت أبي أنت هو البطل الحقيقي في هذه الحرب وليس أنا
الأم:
- منذ نعومة أضافرك وأنت تتمتع بالحكمة والذكاء اللازمين في اتخاذ القرارات في المواقف الصعبة أنت ولدي الحبيب وفخر عائلتنا.
قال جونسون:
- لم يبقى لنا شيء نقوله
ادغار:
- انتظري أمي سأصبح مثله ذات يوم
ضحك فكتور واحتضن أخويه مرة أخرى وقال:
- هيا بنا سأريكم المنزل الجديد
جمع فكتور لشركته الجديدة كادر متكامل و جيد وخلال شهر تلقى عروضا بملايين الدولارات و خاصة إنه أصبح مشهورا ويتمتع بثقة الدول والشعوب كما وأن البلاد مدمرة من جراء الحرب التي خاضتها.
كافة دول العالم كانت توجه الدعوات له لتكريمه أيضا فحصل على مال وشهرة وكل شيء يتمناه المرء.















الفصل التاسع
(مونيكا جديدة)
أصبح فكتور مشهور وغني ويملك شركة كبيرة لم ينسى رفاقه طلب منه أن يبقوا معه في إدارتها. وافقوا على ذلك أصبحت لكسي وإدنا سكرتيرتاه و طومي و كول حارساه الشخصي لا يفارقاه واكتفى جو بأن يبقى مدير الأمن للشركة وفرعها المستقبلية التي كان فكتور يعمل على افتتاحها في أحد الأمسيات مع طومي وكول قال طومي:
- فكتور ألم تنسى شيئا مهما؟
- لا هل هناك شيء؟
- لم أظن أنك تستطيع نسيان قائدة مجموعتنا
- يا الهي يا لي من بائس كيف نسيت مونيكا لما لم تنبهني قبل ذلك وكذلك أنت كول؟
- كنت منشغلا وعلى سفر طوال الفترة الماضية لكن الآن فرصة مناسبة لزيارتها
- هيا بنا هل تعرفان المستشفى؟
- نعم هبا بنا
وصلوا إلى المشفى التي ترقد فيها وعند باب غرفتها كان أحدهم يقول للآخر:
- أدخل أنت أولا
- كلا أدخل أنت
دفع فكتور وكول طومي إلى الغرفة انتبهت له مونيكا قال بتلكؤ:
- مساء الخير مونيكا
- مساء النور طومي هل أتيت وحدك أم باقي الخونة معك؟
دفع الباب فكتور وكول خلفه وقالا معا:
- مساء الخير عزيزتي
- أهلا وسهلا هل تذكرتم الآن أن لديكم رفيقة دافعت عنكم وأحبتكم يا لكم من ناكرين للجميل لقد زارتني كل من إدنا ولكسي وطلبت منهما عدم ذكر ذلك لكم لأرى كم أنت أوغاد أنا متخاصمة معكم.
طومي:
- لم ننساك لكن العمل والسفر وأثار الحرب....
قطع فكتور كلامه قائلا:
- نحن مخطئون معك ليس هناك عذر مشروع يمنعنا عن زيارتك والاطمئنان عليك.
في محاولة لطيفة وذكية جلس فكتور على ركبته وسحب بنطال صديقيه فجلسا معه قال:
- نحن مخطئون معك ونطلب الغفران والسماح منك
كان هو يتكلم والآخران يرددان نفي الكلام خلفه قالت:
- رغم إن خطأكم جسيم لكن لأجلي الأيام الخوالي سأسامحكم بشرطين. الأول أنت تقبلوني واحدا تلو الآخر والثاني أن نخرج وباقي المجموعة في رحلة أحدد أنا مكانها ومدتها أسبوع هل أنتم موافقون؟
فكتور:
- نعم نحن موافقون وأعدك أن آخذك إلى أي مكان ترغبين به.
تقدّم الرفاق وطبع كل واحد منهم قبلتين على خدها ثم احتضنتهم وبكت قالت:
- في أحضاني أيها الأوغاد قصوا عليّ ما حدث بعد أسري
قص فكتور ما حدث وأنها الآن بطلة وقد حضت بتكريم مماثل لأفراد مجموعتها. كانت مونيكا تمسك يد فكتور وهو يتكلم وكلما حاول سحبها حياءً من رفاقه لا تدعها قال فكتور:
- ماذا حدث معك
- لقد أصبت إصابة خطيرة وظننت أني مت ولم أشعر إلا وأنت فوق رأسي.
كانت مونيكا تخفي دموعها كلما أمعنت النظر إلى رفاقها وتزداد مسكتها ليد فكتور بقوة قال كول:
- لم أشاهد ضعفك رغم الصعاب التي مررنا بها
فكتور:
- الحرب انتهت وسنكون جميعنا بخير سنزورك لكن لدينا بعض السفريات إلى بلدان أخرى أمنحينا بضعة أيام
- كلا فكتور سأخرج عما قريب انهوا أعمالكم وأنا سأقوم بزيارتكم
ودّع الأصدقاء مونيكا وخرجوا من المستشفى قال طومي:
- أشعر أن هناك تغير كبير على مونيكا لا تريد أن تترك يد فكتور
فكتور:
- لا عليك فهي صديقتنا العزيزة سنجعلها أسعد فتاة
كول:
- ما زلت معجب بها صحيح فكتور؟ ههههه
انطلق فكتور ورفاقه لزيارة بعض بلدان العالم و ستحصل موافقات من تلك البلدان على فتح فروع لشركته فيها ثم عاد إلى أرض الوطن. في اليوم التالي وبينما هو يتناول الفطور مع عائلته قالت والدته:
- فكتور لقد حان الوقت كي تتزوج ألم تجد الفتاة المناسبة؟
الأب:
- نعم فكتور لقد تأخرت أريد أن أرى أحفادي ههههه
فكتور:
- ليس الآن لدي عمل كثيره
أنهى فكتور طعامه وذهب إلى شركته وقد مضي على نهاية الحرب شهران كاملان دخل مكتبه أحضرت له إدنا أوراق البريد وضعها أمامه وأخذ يمارس عمله ويتصل هاتفيا ويوقع أوراق البريد الخ..... . في وقت الضحى دخل مونيكا إلى الشركة استقبلها جو بحرارة وأوصلها مكتب فكتور استقبلتها إدنا ولكسي بحرارة قالت لكسي:
- تبدين رائعة الجمال
- حقا هل أبدو جميلة
إدنا:
- جميلة جدا عزيزتي
بعد عناق حار طلبت مونيكا أن تدخل مكتب فكتور بدون استئذان أوصلتاها إلى مكتبه طرقته ثلاث مرات قال فكتور:
- تفضلي إدنا
دخلت مونيكا ووقفت أمامه كان منهمك في عمله المكتبي قالت:
- هنا سيد فكتور
انتبه فكتور إليها وعندما نظر إليها رأى إمرأة مختلفة عن التي يعرفها وكأن هناك قوى خفية لمست قلبه وعجز لسانه عن الكلام سقط القلم من بين أصابعه وكأنه يشاهد ملاكا واقفا أمامه لم يتفوه أي كلمة سوى النظر إليها.
كانت مونيكا امرأة رشيقة الطول بيضاء اللون لها شعر أشقر قصير بعض الشيء ولها عينان خضراوان جميلتان وأنف صغير وشفتان ورديه مقلوبة الشكل.
أخذت مونيكا تقفز وتدور أمامه مثل الطفلة وقالت بصوت رقيق:
- هل أعجبتك ملابسي الجديدة؟
انتظرت منه أن يمتدحها ببعض الكلام لكنه ساكت لا يتكلم توقف عن الدوران وقالت:
- ماذا بك هل رأيت شبحا؟
تقدمت باتجاهه وطرقت على المكتب قالت:
- ماذا بك لماذا أنت اصمت
- ها
- هل أنت مريض ماذا بك؟
- مونيكا كيف حالك؟
- أنا بخير لقد خرجت من المشفي قبل أيام وعلمت أنك عدت من السفر وأتيت لزيارتك ما هو رأيك بفستاني وتسريحة شعري؟
- من أنت
- فكتور ماذا حصل لك لا تجعلني أغضب
- كلا مونيكا تبدين جميلة وبصحة جيدة أعتذر على فظاظتي تبدين شخصا مختلفا عما أعرفه
- الماثلة أمامك مونيكا الجديدة لقد كرهت مونيكا القديمة وشخصيتها الجندية المثالية الغاضبة دائما أنا الآن سيدة جديدة لا تكن معقدا ما هو رأيك بالنيو لوك الذي أضعه؟
كانت تتكلم بصورة مثيرة قال فكتور:
- أجمل ما رأت عيني
ذهبت إليه خلف المكتب وطبعت على خديه قبلة لطيفة قالت:
- سيد فكتور متى تنفذ وعدك لي؟
- أي وعد؟
- هل نسيت بأنك وعدتني بأن نذهب وباقي الرفاق برحلة لمدة أسبوع هيا متى نذهب؟
- الآن لو أحببت لكن أين؟
- إلى باريس
- إلى باريس!
- ألم تعدني أم كنت تكذب عليّ؟ أريد التسوق من محلاتها الباهظة الثمن
- لا أملك سوى الموافقة
- حسنا سنذهب لتناول الغداء مع باقي الرفاق ونحدد موعد الرحلة.
تناول الرفاق طعام الغداء وحددوا موعد الرحلة بعد يومين لكي يتمكن فكتور من انجاز بعض أعماله المهمة وحجز التذاكر للرحلة إلى باريس.








الفصل العاشر
(الرحلة)
رجع فكتور إلى منزله وصورة مونيكا الجديدة لا تفارق خياله قال في نفسه:
- صدق من قال أقوى القلوب قلوب النساء. كيف تستطيع مونيكا التحول من امرأة قاسية القلب خشنة التعامل إلى امرأة رقيقة المشاعر طيبة القلب في فترة وجيزة! حقا إنه شيء عجيب!
على الرغم من انشغاله الكثير ألا إنه اتصل عدة مرات هاتفيا بها خلال اليومين قبل الرحلة وكان يتحجج بالاطمئنان على حالتها وكانت مونيكا تجاريه وتحدثه عن الاستعدادات التي قامت بها للرحلة. كانت تشعره باهتمامها به كونه أكثر من صديق وفي بعض الأحيان تشعره أنه ليس أكثر من ذلك.
حل موعد الرحلة التقوا جميعا ركبوا في الطائرة جلس فكتور بجانب مونيكا وجلست لكسي إلى جانب كول وإدنا إلى جانب طومي و كان هناك إعجاب و نظرات بين الجميع منذ أيام الحرب أقلعت الطائرة أمسكت مونكا يد فكتور بقوة قالت:
- لقد ركبت الطائرة عدة مرات لكني أشعر بالخوف هذه المرة رجاءا فكتور أمسك يدي بقوة ولا تفلتها.
نفذ فكتور طلبها وكانت مونيكا مغمضة العينين حين أقلاع الطائرة وفكتور ينظر لوجهها الملائكي وتائه في ملامحها حتى استقرت الطائرة افلت يدها وأخذت مونيكا تلاطف أصدقائها جميعا دون تمييز وصلت الطائرة باريس كان في استقبالهم مسئول رفيع المستوى مع عدد من أفراد الأمن سلم على الجميع وقال:
- نحن هنا لاستقبالك سيد فكتور وتأمين الحماية لك ولمن معك وتوفير كل المستلزمات التي تحتاجوها
- أشكر حكومة فرنسا على هذا الاستقبال
- لا شكر على واجب أنت بطل ورمز لكل الشعوب.
- شكرا على هذا المديح أنا في رحلة مع أصدقائي وأطلب منك أنت تدعني أتمتع بها دون أي إزعاج أو مضايقة
- لا أملك القرار سأتصل بالرئيس وأخبره برغبتك.
اتصل هاتفيا بالرئيس وابلغه برغبة فكتور طلب الرئيس منه محادثته على الهاتف وحدثه فكتور وكرر طلبه وافق الرئيس على ما يريد لكنه أصر أن يضع سيارة لخدمته وأن يكون نفقات الفندق على حساب الحكومة احتراما له. وافق فكتور على ذلك ركبوا السيارة وانطلقوا إلى أفخم فندق في باريس واستقروا في جناحين واحد للرجال وآخر للنساء. بعد أخذ قسط من الراحة بدأت نزهة الأصدقاء وكان أول طلب لمونيكا هو التسوق من محلات باريس المشهورة والباهظة الثمن. ذهب الجميع وبدأت النساء تلبس وتقيس الملابس ثم يخرجون من المنزع ويرونها إلى الرجال ثم تأتي كل واحدة باتجاه رفيقها وتقبله إلا مونيكا كانت تمرح وتقفز عند ارتداء كل فستان وعندما تأتي مسرعة إلى فكتور تقول بفرح:
- هل أعجبك هذا الفستان؟
- أنت أجمل منه.
كانت تنظرالى رفاقها وهم يقبلون بعضهم بعضا وعندما تقترب من فكتور تشعره بأنها ستقبله لكنها لا تفعل وترجع خطوة للوراء وتبدأ بالقفز مرة أخرى هكذا.
الرجال هم أيضا تسوقوا بعض الملابس وكانوا يأخذون رأي صديقاتهن وكان الجميع سعيدا بعد الانتهاء من الملابس ذهبوا لأحد المطاعم الراقية واخذوا يأكلون وكل واحدة تطعم رفيقها بيدها ثم تقبله عدا مونيكا أيضا كانت تضع الطعام في فم فكتور وتبقى تنظر إلى وجهه وهو ينظر إليها فقط.
فكتور مرة يشعر بأن مونيكا لا تحب أحد سواه ومرة أنها مجرد صديقة رغم ذكائه وحكمته لكنه لم يستطع أن يميز الحقيقة كون الأمر متعلق بمشاعره. في اليوم الثاني ذهب الأصدقاء لبرج ايفل وعندما ركبوا مصعده القديم مسكت مونيكا يد فكتور وعندما بدأ المصعد بالتحرك وضعت رأسها على كتفه شعر بحب كبير اتجاهها. في مطعم البرج قال طومي:
- لدي اقتراح ليوم غد سيذهب كل شخص مع محبو بته
إدنا ولكسي:
- إنه اقتراح رائع
مونيكا:
- ستذهب كل واحد منكم مع حبيبها ماذا أفعل أنا؟
نظر الأصدقاء بعضهم إلى بعض باستغراب أجاب كول:
- مع فكتور أليس هو صديقك المقرب
شعر فكتور بشيء من الخجل قال:
- أنا متعب اذهبوا انتم وأنا سأبقى في الفندق لأخذ قسطا من الراحة.
بدأ الأصدقاء ينظرون لمونيكا نظرت ازدراء وعدم رضا حاولت أن تتلافى الموقف قالت:
- هههه كنت أمزح معكم سأذهب مع أعز رفيق لدي غدا وهو السيد فكتور
أخذ الجميع يضحك تلافيا للموقف وليبعدوا الإحراج عن فكتور قالت إدنا:
- أرجوك فكتور وافق على الخروج مع تلك المعتوهة
مونيكا:
- أجل فكتور وافق أرجوك لقد كن أمزح معك لا تكن كئيبا
قالتها بشيء من الترجي والإغراء أشار طومي برأسه بالموافقة لفكتور فقال:
- حسنا لا مانع لدي
في صباح اليوم التالي ذهب كل مع محبو بته التقى فكتور مونيكا قال:
- اختاري المكان الذي تحبينه وسنذهب إليه إنه يومك
- أريد الذهاب إلى مكان ريفي هادئ وأن تبعدني عن ضوضاء المدينة
استأجر فكتور سيارة أجرة سائقها يتحدث اللغة الانكليزية وطلب أن يأخذهما إلى مكان ريفي جميل بعيد عن المدينة. نفذ السائق ما طلب منه وأوصلهما إلى المكان المنشود وأعطاه رقم الهاتف وقال:
- عندما تريدان العودة اتصلوا بي قبل ساعة.
طلبت إدنا من طومي أن يأخذها إلى مدينة الملاهي لأن ذلك يشعرها أنها ما زالت طفلة وطلبت لكسي من كول أن يأخذها إلى أي مكان يعجبه ما دام هو بقربها.
أخذ الرفاق الأربعة يمرحون ويلعبون ويأكلون ويقبل أحدهما الآخر بكل حب وشغف.

الفصل الحادي عشر
(اختفاء فكتور)
أخذ فكتور يمشي فوق الحشائش مع مونيكا وهناك أشجار صغيرة مزروعة بشكل منتظم من حولهم أخذا يتجاذبان أطراف الحديث أمسكت مونيكا يده فشعر أنه فوق السحاب قالت:
- أ أطلعك على سر صغير ولا تفشيه لأحد؟
- أعدك بذلك
- لا زلت عذراء لحد الآن
- ماذا تقولين! ههههه
سحبت يدها من يده وأخذت تضربه على صدره ضربات خفيفة. قالت:
- لماذا تضحك أيها الوغد؟ حسبت أنك صديقي
انطلقت تركض فوق الحشائش ركض فكتور خلفها ولا يزال مستمر بالضحك ويصرخ:
- توقفي أنا امزح معك.
وصل إليها وهي تركض أمسكها من يدها تعثرت وقعت أرضا وسقط فكتور فوقها قال بهدوء:
- لم تمارسي الجنس مطلقا؟
أجابت بصوت خفيف مغري:
- لم أعرف رجلا طوال حياتي.
- والآن ألا تعرفي أحد؟
أخذ ينظر لها بعمق وهي تنظر إليه اقترب من فمها وشعر أنه سيقبلها وهي راضية بقبلته وقبل أن يصل شفتيها قالت:
- علينا العودة لقد تأخر الوقت والمدينة بعيدة
حركت جسدها فنهض فكتور عنها والتقط هاتفه واتصل بسائق سيارة الأجرة فحضر وأوصلهما إلى الفندق لم يتفوه أي كلمة طوال الطريق وبقى حائرا في تصرفاتها المتناقضة.
قضى باقي الرفاق يوما ممتعا وعادوا مبكرين واختلى كل شخص بمحبوبته ومارسوا الجنس بحب كبير ما عدا فكتور ومونيكا اللذين وصلا متأخرين التقى الأصدقاء كل في جناحه كانت لكسي وإدنا سعيدتين وحدّثا مونيكا عن يومهم الرائع وعندما سألتها إدنا :
- كيف كان يوم مع فكتور؟ هل قضيتما وقتا ممتعا ومارستما الحب معا؟
- إنه جيد أنا متعبة من الطريق الذي قطعته في السيارة أرجو المعذرة أنا ذاهبة للنوم.
تهربت مونيكا من السؤال ودخلت تنام في غرفتها. أما كول وطومي فكانا سعيدين أيضا ويتحدثان عن يومهما المثير الذي قضوه. قال طومي:
- كيف كان يومك فكتور؟
- لقد قضيت يوما جميلا
- كلامك يشوبه القلق وينم عن عدم الرضا أصدقي القول هل تحب مونيكا؟
- ها
- تكلم بصراحة لقد خضنا الحرب معا وسنخوض الحب معا إعجابك بها بادي للعيان.
- الحقيقة أنا أحبها لكن لا أستطيع معرفة شعورها نحوي في بعض الأحيان تتصرف وكأني أملك روحها وفي أخرى تتصرف وكأنها مجرد صديقة
كول:
- لماذا لا تخبرها بحقيقة مشاعرك؟
- شخصية مونيكا الجديدة تولد الاضطراب لدي وأخاف أنها لا تكن لي أي مشاعر وأخسر الاثنين الصديقة والحبيبة.
- لديك الحق إنها مختلفة عن مونيكا التي نعرفها ما الحل؟
طومي:
- لدي خطة بسيطة قد نستطيع التعرف من خلالها على حقيقة مشاعرها اتجاهك.
أخذ طومي يسرد الخطة لأصدقائه وعند انتهائه قال فكتور:
- مونيكا امرأة قوية قد لا تتأثر بخطتك البسيطة
- الخطة تعتمد على مونيكا الجديدة وليست القديمة
في صباح اليوم التالي كان الجميع موجود على طاولة الإفطار ما عدا فكتور سألت مونيكا عنه قائلة:
- أين فكتور لماذا لم يحضر لتناول الفطور؟
طومي:
- لا أعرف لقد ورده اتصال هاتفي خرج على أثره مسرعا وطلب مني أن تمشي الرحلة كما هو مخطط لها وسيلحق بنا فيما بعد.
أخذ طومي وباقي الرفاق يتناولون الفطور ما عدا مونيكا كانت تقلب الطعام بشوكتها وفكرها في مكان آخر.
خرجوا للتنزه وكان كل واحد مع حبيبته ما عدا مونيكا كانت لوحدها وتسأل عن فكتور بين الحين والآخر وفي بعض الأحيان تتصل بهاتفها عليه لكن دون جدوى.تحولت سعادتها إلى بداية قلق حل المساء رجعوا للفندق ذهب كل إلى جناحه وأخذت الصديقات جميعهن يتصلن على طومي وكول للسؤال عن فكتور لكن دون جدوى. تأخر الليل اتصلت مونيكا بطومي قالت:
- هل هناك خبر من فكتور؟
- كلا لم يعد ولم يتصل لقد بدأ القلق يثيرني تعالين إلى جناحنا.
اجتمعوا في جناح الرجال وأخذوا يتصلون عليه بهواتفهم لكن دون جدوى تأخر الليل أكثر وأخذت مونيكا تمشي ذهابا و إيابا وتمسك هاتفها بقوة قال كول:
- لقد تأخر الوقت كثيرا وأنا خائف على فكتور كثير يجب أن نتصل بالطوارئ.
مونيكا:
- نعم لنتصل
طومي:
- لم يمض على غيابه سوى بضع ساعات وأنت تعرفون أن فكتور شخصية مشهورة قد يكون التقى بشخصية مهمة أو لديه عمل مهم لا تتعجلوا الأمر إذا اتصلنا بالطوارئ فسوف تكون هناك حكومات تبحث عنه
إدنا:
- كلام طومي صحيح كما وأن فكتور محمي من الأمن السري الوطني إضافة إلى الحماية السرية التي توفرها له حكومة فرنسا.
أخذت مونيكا تتصل عليه مرة أخرى لكن دون جدوى قال كول:
- لكن لا تنسوا أن هناك قوى شر لا تحب فكتور إرهابيون أو مافيا تختطفه من أجل فدية.
كان الجميع يتصل على هاتف فكتور صرخت لكسي:
- لقد رفع سماعة الهاتف.
تجمع الجميع حولها فتحت السماعة الخارجية قالت:
- الو فكتور لماذا لا تجيب هل حدث لك شيء؟
وفجأة انغلقت سماعة الهاتف وبقى الجميع أحدهم ينظر إلى الآخر.













الفصل الثاني عشر
(الاعتراف بالحب)

كان الجميع قلقا من عدم رد فكتور على الهاتف قالت مونيكا:
- لقد طفح الكيل سأتصل بالطوارئ وليحدث ما يحدث.
التقطت سماعة هاتف الفندق اتصلت بالطوارئ وبينما هي تنتظر المجيب فتح باب الجناح ودخل فتور قال:
- مساء الخير آسف لتأخري
كانت مونيكا تدير ظهرها لباب الجناح سمعت صوته التفتت إليه والجميع ينظر إليه قالت مونيكا:
- فكتور.....
سقطت مغشيا عليها وسقطت سماعة الهاتف من يدها ومسئولة الطوارئ تتكلم ولا أحد يجيبها.
كانت هذه هي الخطة المتفق عليها وكان فكتور داخل الفندق ولم يخرج منه وهناك هاتفا مخفيا عند طومي ويسمع كل ما يدور من كلام بين الأصدقاء.
أفاقت مونيكا وهي على سرير فكتور وكان يقف بجانبها ومن حولها باقي الرفاق فتحت عيناها رأت فكتور ورفاقها أمسكت يده قالت بصوت خفيف:
- أين كنت؟ لقد قلقنا عليك
- لا تقلقي أنا بخير كيف تشعرين الآن؟
- أنا أيضا بخير لا أعرف ماذا حدث لي
سأل الرفاق جميعهم عن صحتها وكانت تبدو بخير واستعادت عافيتها قال طومي:
- سوف ندعك ترتاحين قليلا
تحرك الجميع للخروج لكنها لا تزال تمسك يد فكتور وعندما حاول إفلاتها للخروج أمسكتها بقوة قالت:
- أرجوك ابق إلى جانبي
خرج الجميع وبقيا معا جلس فكتور بجانبها على السرير قالت:
- أين كنت لقد أرعبتني لم أشعر بالخوف كما شعرت به هذا اليوم
- أين تلك المرأة القوة والمحاربة الشجاعة
- لقد ذابت في تلك الدمعة التي سقطت من عينك في عيني و أنت تنعش قلبي لقد شعرت بها هي من أعادتني إلى الحياة لكن بنفس ضعف ورقة تلك الدمعة وحولتني إلى ما أنا عليه
- لم أعتقد أن تأخري سيسبب كل هذا لك
- كما تعرف ليس لدي أنت عائلتي الوحيدة أنا أحبك فكتور
- قوليها مرة أخرى!
- أحبك هل تقبل بي حبيب لك؟
- أقبل بك حبيبة لي أنا أيضا أحبك كثيرا لكن تصرفاتك المتناقضة هي ما منعتني من مصارحتك
- كنت خائفة من أن أخسر صداقتك إذا كنت لا تحبني
- يا إلهي أنا أيضا كنت خائفا لنفس السبب
- آسفة على تصرفاتي معك
- لا حاجة لأن تتأسفي هل تقبلين بي حبيبا لك؟
- أقبل أنت حبي الأول والوحيد.
تقرب أحدهما للآخر وأخذا يقبلان بعضهما تقرب فكتور وهمس في أذنها :
- هل أخبرك بسر صغير و لا تفشيه لأحد؟
- أعدك بذلك
- لم أحب امرأة قبلك أنت حبي الأول
أمسكت رأسه بكلتا يديها ونظرت في عينيه وقبلته مرة أخرى هو أيضا بادلها القبلة و ودعها كي ترتاح وخرج من الغرفة.
لم يخبرها عن خطته المتفق عليها مع رفيقاه ولم يخبر أي من لكسي وإدنا أيضا وسبب ذلك لحالتها الصحية واكتفائه بنجاح الخطة وسيعوض الرفاق بالمستقبل عما أصابهم من قلق. ذهب للنوم مع طومي في غرفته ونام الجميع بسعادة وراحة كبيرة.
في الصباح استيقظت مونيكا مبكرا وذهبت إلى جناحها وأخذت تسحب الأغطية عن رفيقتيها حتى أيقظتهما قالت إدنا:
- ماذا حدث مع فكتور ليلية أمس؟
قصت عليهما ما حدث وبعد أن انتهت قالت لكسي:
- لقد وقعتي أيتها النمرة
أخذت مونيكا تقرصهما من خاصرتيهما وأخذا يضربانها بمخاد النوم قالت مونيكا:
- سأعد له مفاجأة هذه الليلة فلتأخذ كل واحدة حبيبها على جنب
إدنا:
- أعرف المفاجأة ستمارسين الجنس معه أليس كذلك؟
لكسي:
- وماذا تفعل غير ذلك
مونيكا:
- سوف أقتلكما أيتها العاهرتين.
أخذا بالضحك والمزاح فيما بينهما.
استيقظ فكتور ورفيقاه والتقوا برفيقاتهم وخرجوا لتبضع مرة أخرى وكانت النساء مشغولات باختيار ملابس النوم الداخلية عند حلول المساء أخذت كل واحدة حبيبها وبقى فكتور ومونيكا وحديهما تقربت منه وقبلته قالت:
- عد حتى المائة ثم الحق بي إلى الغرفة.
لم يكمل فكتور العد ودخل إلى الغرفة فوجدها تجلس على شالوز أبيض مطرز باللون الذهبي لم يكن موجودا في الغرفة مسبقا وترتدي ثياب نوم مغرية وأنيقة وردية اللون جميلة وتمسك يداها بقوة وعيناها إلى الأرض وقف فكتور أمامها قال:
- تبدين في غاية الروعة!
أفلت فكتور يداها بيده وسحبها كي تنهض رفعت رأسها نظر إلى وجهها شعر أن الشمس أشرقت في الليل حاول الكلام لكن الكلام فر من بين شفتيه وضعت يدها على فمه وسحبت باتجاه السرير جلسا عليه وبدأ يقبلان بعضهما أخذت مونيكا تنزع ملابسه وتتحسس جسده بأطراف أناملها طويلة الأظافر أخذ فكتور ينزع عنها ملابسها أيضا وكلما عرى قطعة من ملابسها نظر لجسدها فوجده مثلما تخيله بالضبط إلا ثلاث شامات جميلات خفيفات السواد منتشرة فوق صدرها مثل النجوم وأخرى أشد سوادا من الأخريات وتبتعد عنهم كأنها نجمه الدب القطبي أخذ يتحسس جسدها بيده ويشعر بأنه تائه في طياته الجميلة استلقت على السرير وبينما هو ينزع لباسها الداخلي ببطئ وجد علامة غريبة على فخذها الأيمن وكأنه حرق قديم قال:
- ما هذه العلامة الغريبة من أين حصلت عليها؟
- لا أتذكر دعك منها
نهضّت جسدها وسحبته إليها وأخذت تقبله بحرارة قال:
- أعرف أنها أول مرة لك سأنام معك على مهل.
- افعل ما شئت لن أشعر سوى بالحب
بدأ فكتور يمارس الحب معها وعندما مزق بكارتها سحب نفسه أمسكت كتفيه قالت:
- لا تتركني هكذا أشعر بأني محلقة بين النجوم في السماء لا تدعني اسقط
- لكن....
- أرجوك فكتور لم أشعر بهذا الشعور من قبل
واصل فكتور ممارسة الحب معها وعندما انتهى ووصلت قمة نشوتها صرخت:
- بماذا تشعر فكتور
- أنا محلق خلفك أشعر بما تشعرين والذي لا أستطيع وصفه لكن سأقول الحقيقة لك لقد مارست الجنس من قبل لكني لم أشعر بما شعرت به معك لقد وجدت حبيبتي أنتي هي
تبسمت له ابتسامة خفيفة وانقلبت فوقه وأخذت تقبله وهناك بعض الدموع على خديها. قضى الأصدقاء أجمل ليلة في رحلتهم وبعد أن انتهت الرحلة عادوا إلى أرض الوطن وقلوبهم ممتلئة بالحب والأمل.







الفصل الثالث عشر
(خطوبة مونيكا)
عند عودتهم إلى أرض الوطن طلب فكتور من حبيبته أن تعمل معه في شركته كي تكون قريبة منه كما وأن جميع الأصدقاء يعملون معا. وافقت على طلبه دون تردد قوت العلاقة بينهما في الأسبوع الأول وأصبح يبيت معها في بيتها المهد لها من الحكومة وعلى الرغم من انشغاله الكثير إلا إنها كانت من أولوياته والأهم في حياته الجديدة كان يتصل بوالديه وأخويه للاطمئنان عليهم وفي أحد الاتصالات مع والدته وبعد ألقاء التحية قالت:
- ماذا حدث لك عزيزي
- أنا بخير أمي سأزورك الليلة مع مونيكا حبيبتي
- حقا ما تقول! لقد وقعت في الحب أخيرا فعلتها سأعد أروع الطعام لهذه الليلة
- شكرا أمي إنك تعرفينها
- أجل تلك السيدة المحاربة رفيقتك حسنا لا بأس بها تعالا بسرعة عزيزي.
في المساء وصلا منزله استقبلتهم العائلة بحفاوة كبيرة عرفها فكتور على عائلته وكانت السيدة هنري سعيدة جدا بهما أخذت فكتور على جنب قالت:
- إنها جميلة جدا يجب أن تتزوجها إنها مناسبة لك
- على مهلك أمي لم تعرفيها إلا بضعة دقائق
- هذه الدقائق تكفي و لا تنسى خبرتي الطويلة مع والدك وخبرتي في الحياة
- فيما بعد أمي
تناولت العائلة الطعام بحب كبير وسعادة وبعد أنت انتهوا أحضرت السيدة هنري الحلويات التي أعدتها بيدها وبينما هم يتناولونها قال الأب:
- حسب ما رواه لنا فكتور فأنت امرأة قوية كيف وقعت في حبه؟
- نعم أنا هي لكن ...........
وقبل أن تكمل كلامها أمسكت رأسها وأغمى عليها وأرادت أن تصطدم بالأرض لكن فكتور تلقفها قبل ذلك.
أفاقت مونيكا على سرير فكتور والعائلة من حولها قال:
- هل أنت بخير
- أشعر بتحسن كبير
اطمأنت العائلة عليها ثم قالت والدته:
- اقضوا الليلة هنا لا يزال وجهك متعبا
- لا بأس أشعر أني على ما يرام
فكتور:
- كلا لست بخير يجب أن نراجع الطبيب حبيبتي سنبقى الليلة هنا.
خرجت العائلة بعد الاطمئنان عليها بقى فكتور بجانبها وقضى الليل ينظر ويتأمل في وجهها الجميل وكلما فتحت عيناها وجدته مستيقظا وفي احد المرات قالت:
- أنا بخير ارتاح قليلا لديك أعمال كثيرة غدا
- لا يوجد عمل أهم منك دعيني أتأمل وجهك الجميل.
ابتسمت له ابتسامة خفيفة ثم عادت إلى النوم غلب فكتور النعاس ثم نام في وقت متأخر. لم يصحو إلا على صوت والدته وهي تدعوها لتناول الفطور وبينما هم حول المائدة قال فكتور:
- لدي كلام مهم لم أستطع قوله ليلة البارحة بسبب حالة مونيكا المفاجئة.
نهض من كرسيه وذهب إلى مونيكا أمسك يدها نزل عل ركبته أرضا فوقفت أخرج قكتور علبة من جيبه فيها خاتما جميلا قال:
- هل تقبلين بي زوجا لك؟
كاد قلب مونيكا أن يتوقف من الفرحة والأم والأب ينظران إلى فمها قالت الأم:
- اقبلي بطفلي فهو يحبك كثيرا
- أقبل بك زوجا لي لن أجد أحدا يحبني كما تبني أنت
وضع فكتور الخاتم في أصبعها وقبلها واحتضنها بقوة. كان الجميع سعيدا بهذا القرار تناولا الطعام وخرجا معا إلى الشركة.أخبرا رفاقهما بالخبر السعيد وباركوا لهما خطوبتهما أرسل فكتور بطلب منسق حفلات وحدد موعد الزفاف بعد شهرين وطلب منها أن تكون حفلة الزفاف مميزة وأن لا تهتم للمصاريف لأن كثير من الشخصيات المهمة ستكون في هذه الحفلة وإن أول شيء عليها عمله هو اختيار بدلة زفاف فاخرة مناسبة لحبيبته.
ذهبت المنسقة وتشاورت مع مونيكا وحددت موعدا لكي تحضر إلى الخياط المشهور الذي اختارته لعمل بدله زفافها. بعد مرور عدة أيام اتصلت منسقة الحفلات هاتفيا قالت:
- مرحبا سيد فكتور إذا أمكنك الحضور والآنسة مونيكا لرؤية بدله الزفاف وتجربتها و أبداء الملاحظات عليها
- حسنا سنكون عندك بعد ساعتين
ذهبا إلى منسقة الحفلات والتي كانت في استقبالهما وبعد ألقاء التحية أحضرت لهما الفستان وكان جميل جدا لوه أبيض وحاشيته وردي فاتح ومرصع بجواهر نفيسة قالت:
- هذا هو فستانك آنستي تستطيعين تجربته.
كانت مونيكا سعيدة جدا أخذت الفستان إلى مكان تغيير الملابس ارتدته ثم خرجت على فكتور وكأنها ملاك أخذت تقفز وتدور وتقول:
- انظر فكتور إنه جميل جدا.
فجأة شعرت مونيكا بألم في رأسها أمسكته وتوقفت عن القفز شعرت أن جميع من حولها يدور قالت بصعوبة :
- فكتور
عرف فكتور أنها ليست بخير انطلق إليها وأمسكها ثم أغمى عليها.
صحت مونيكا وهي في المستشفى قالت:
- فكتور لقد تحسنت حالتي خذني للمنزل
- كلا لقد تكررت الحالة أكثر من مرة يجب أن نتخذ الإجراءات والفحوصات اللازمة
حضر الطبيب ومعه ممرضة سحبت من مونيكا بعض الدم وقاما بفحص الضغط والسكر..... ثم قال الطبيب:
- أحضروا المريضة إلى غرفة الرنين المغناطيسي.


الفصل الرابع عشر
(مرض مونيكا)
أخذت مونيكا الرنين المغناطيسي وعادت إلى غرفتها بالمستشفى أتى الطبيب المختص وكان فكتور بانتظاره قال الطبيب:
- ماذا تكون للمريضة
- أنا خطيبها كيف هي حالتها؟
- أنا آسف سيد فكتور
- خطيبتك مصابة بمرض خطير وهو سرطان الدماغ يجب أن تأخذها إلى طبيب مختص لقد اتصلت بالدكتور فرانكي وهو أشهر دكتور بهذا الاختصاص وشرحت له الحالة. أخذت لك موعدا لمقابلته قد تستطيع إنقاذها أنا أعرفك سيدي أنت منقذنا آسف مرة أخرى
اتكئ فكتور على الحائط ولم يجب الدكتور بأي كلمة سوى أنه أخذ منه ورقة فيها عنوان الدكتور فرانكي والموعد المحدد له تركه الطبيب وذهب كان مصدوما لما سمع من كلام ولا يعرف ماذا يقول أو يصنع لحبيبته استجمع قواه ودخل غرفة مونيكا قالت:
- ما هي نتيجة الفحوصات؟
- إنها بخير لكن دكتور المشفى حولنا إلى دكتور مختص للتأكد أكثر.
قال فكتور هذه الكلمات بصعوبة بالغة وقلبه يبكي رغم الابتسامة المرسومة على وجهه. بعد أن تحسنت حالتها أخذها إلى المنزل لم ينم طوال الليل في الصباح ذهبا لزيارة الدكتور فرانكي بعد أنت اتصل بطومي وكول وأخبرهما بمرض مونيكا خلسة عنها. وصلا إلى مشفى الدكتور فرانكي وكان في استقبالهما وبعد إلقاء التحية ومشاهدة الفحوصات قال:
- أريد أخذ أشعة رنين مرة أخرى
مونيكا:
- أشعر أن هناك خطب ما ماذا هناك؟
- إنها مجرد فحوصات لا تخافي
أخذت مونيكا فحص الرنين مرة أخرى ثم خرجت وكان بانتظارها كول و طومي الذين وصلا بعدهما أخذاها إلى غرفة في المشفى وبدأ القلق يصيبها. التقى الدكتور بفكتور في غرفته قال:
- خطيبتك فعلا مصابة بسرطان الدماغ لكني لم أرى مثله في حياتي إن تطوره خطير
وضع الدكتور الأشعة على الضوء الأبيض ثم وضع بجانبها الأشعة المأخوذة أمس قال:
- انظر سيد فكتور لقد كبر الورم من البارحة إلى اليوم بحيث تستطيع أن تلاحظ الفرق بعينيك المجردة.
وأخذ يؤشر على الأشعة بقلم يحمله. قال فكتور:
- ما العمل دكتور أليس باستطاعتك إعطائها علاج أو القيام بعملية جراحية لها و إنقاذها؟
- لا أستطيع عمل جراحة لأن الورم على المخ في منطقة خطرة قد تؤدي بحياتها خاصة وإن عروق الورم من منتصف الدماغ والعلاج الكيميائي لا يثمر للطور السريع في الورم آٍسف سيد فكتور لقد أنقذت العالم و لا أستطيع أن أنقذ حبيبتك أمامها شهور عديدة حاول أن تجعلها سعيدة هذا كل الذي تستطيع عمله.
ذهب فكتور غرفة حبيبته التي شعرت بأن هناك شيء يخفيه فكتور حاولت أن تستفهم منه عن شيء لكنه لم يخبرها ولا أصدقائها الباقين. أوصلها للبيت ثم أخذ الفحوصات و الاشعات وانطلق ورفيقاه بالسيارة. تذكر العالم الحكيم السيد هايسون التقط الهاتف واتصل به قال:
- مرحبا سيد هايسون أنا فكتور
- أهلا فكتور كيف حالك؟
أخذ فكتور يقص عليه مرض مونيكا قال له السيد هايسون:
- توجه إليّ مباشرة أنا في انتظارك أحضر معك كل الفحوصات والأشعات.
أعطاه السيد هايسون عنوانه أوصل طومي وكول إلى الشركة وانطلق للقاء السيد هايسون. وصل إليه وكان هايسون في استقباله وبعد احتضانه قال:
- دكتور رئيس الولايات الأمريكية في انتظارنا اسمه الدكتور فالي
توجها إلى الدكتور فالي أخذ الأشعات والفحوصات وبعد أن درسها قال:
- شرح لي السيد هايسون الحالة وإن ما قاله لك الدكتور فرانكي صحيح أعتقد أن هذا المرض مزروع هل تعرضت المريضة إلى اختبار معين؟
تذكر فكتور أن مونيكا كانت أسيرة لدى الغزاة قال:
- نعم لقد كانت أسيرة لدى الغزاة وأعتقد إنها تعرضت لاختباراتهم
- هذا هو السبب سأكون صريحا معك لا يوجد علاج معروف لحالة خطيبتك و لا نستطيع إجراء الجراحة لها أنصحك بأن تخبرها حقيقة مرضها وحاول أن تجعلها سعيدة
قال هايسون بحزن:
- أخبرها بمرضها ودعها تفعل ما تريد فعله قبل فوات الأوان وحسّن من حالتها النفسية متأسف كثيرا لأننا لم نستطع مساعدتك اتصل بي إذا احتجت شيئا.
خرج دكتور بعد أن استعلم من الدكتور فالي عن تداعيات المرض و كتب له بعض الحبوب المسكنة وعاد إلى حبيبته ولا يملك في يده أي حل لحالتها رغم حزنه الشديد قرر أن يخبرها الحقيقة. وصل البيت كانت مونيكا بانتظاره والشك يملأ قلبها بعد القاء التحية قالت:
- فكتور أخبرني حقيقة مرضي أشعر أن هناك شيئا ما
- سأقول لك الحقيقة متأسف جدا حبيبتي أنت مصابة بمرض خطير سرطان الدماغ والذي لا علاج له الغزاة زرعوه بك متأسف جدا
أجهش بالبكاء. جلس على الكنبة تقدّمت إليه مونيكا قالت:
- لا بأس فكتور تلك مشيئة القدر كنت أتمنى أن أموت في ساحة المعركة لكن ما باليد حيلة لا تتركني حبيبي
نهض فكتور واحتضنها قال:
- لن أتركك ما حييت لو كان الأمر بيدي لاخترت الموت بدلا عنك
- ما دام أنت بقربي لا يهم الموت فلحظة أقضيها معك بحب تساوي جميع حياتي السابقة لك أريدك أن تلغي الزواج ونبقى كما نحن
- كلا سوف أقدم موعد الزفاف وإذا لم أتزوجك فلن أتزوج أبدا
- أنت ملاكي
حاولت الكلام لكنه منعها قال:
- دعينا نخرج ونتنزه قليلا في أي مكان تحبينه أعدك بأن حفلة زفافك ستكون أكبر حفلة في الولايات المتحدة.
أخبر فكتور والديه عن مرض مونيكا وعن عزمه في المضي قدما للزواج منها وأخبر أصدقائه وحدد موعد الزفاف وكان في آخر يوم للشهرين منذ زيارة مونيكا له في المكتب.
















الفصل الخامس عشر
(النهاية)
مضت بضعة أيام كانت مونيكا قوية. حل موعد الزفاف تزوج الاثنان بوجود كافة الأصدقاء والأحباء وكبار الشخصيات وحضر الزفاف رئيس الولايات المتحد الأمريكية وكل معارف فكتور وكان كما وعدها زفاف لم تشهد له الولايات المتحدة الأمريكية مثله. بعد أن انتهت الحفلة أخذها إلى المنزل فتح الباب كانت أرضية البيت مليئة بالورود والياسمين أخذا يمشيان عليها حتى وصلا باب الغرفة حملها فكتور بيده ودخلا الغرفة وضعها على السرير قالت:
- أنا أسعد مخلوقة على الأرض لم أشعر بطعم الحياة إلا وأنا بين يديك لا أستطيع أن أعدك بحياة طويلة ولا أطفال رائعين أعدك أن تعيش معي أجمل أيام حياتك.
- اسمعيني جيدا لقد كدت تموتين في أرض المعركة لكنك لم تموتي ثم كدت تموتين عندما أنقذناك وعدت للحياة مرة أخرى أشعر أننا سنعيش حياة طويلة معا لا نعرف ماذا تخبئ لنا الأقدر.
حاولت الكلام لكنه منعها وضعها على السرير وأخذا يتبادلان القبل ثم بدءا يمارسان الحب وعندما صعدت هي فوقه وأخذت تتحرك وقبل أن تصل إلى قمة النشوة بقليل قالت بصوت مرتفع:
- ماذا تشعر فكتور
- أشعر أني لا أستطيع أن أحب أحدا غيرك.
رفعت رأسها إلى الأعلى وأخذت دموعها تسيل على خديها تحركت حركتها الأخيرة وانتهت شهوتها وقفت لبرهة فكتور ينظر إلى دموعها انحنت على شفتيه وطبعت عليها قبلة رقيقة ورفعت رأسها فسقطت دمعه من دموعها فدخلت في عين فكتور شعر فكتور بدوار في عينه وبعد لحظات وجد نفسه في الغابة أمام ملكة الأفاعي ويحمل صغيرتها بيده وقنينة الحامض( التيزاب) بيده الأخرى قال:
- أين أنا وما الذي يحدث.
تحولت الأفعى الكبيرة إلى سيدة جميلة تقدمت إليه وهو متعجب مما يحدث له ضربت السيد قنينة الحامض بيدها فسقطت أرضا أمسك فكتور الأفعى الصغيرة بيده الثانية من الطرف الآخر قالت السيدة التي تحولت:
- لقد عشت شهوري الست وقبل أن أحدثك انظر في عيني
نظر إلى عينها فوجد الأفعى تتحدث إلى كلبه قائلة:
- ابتعد عن طريقي أيها الكلب
- لن أبتعد عن الطريق سأقتلك
- لا تستطيع قتلي ابتعد قبل أن ينفذ صبري وألتهمك
حاولت الأفعى مع الكلب دون جدوى فقتلته والتهمته.
عادت عين السيدة الجميلة إلى حالتها الطبيعية قالت:
- أرأيت لم أكن المذنبة حاولت تحذيره لكن كلبك أراد أذيتي. دافعت عن نفسي وجعلته طعاما لي وهذا ما حدث.
سكت فكتور وأرخى قبضته عن الأفعى الصغيرة قالت السيدة الجميلة:
- لو كان لديك الخيار فماذا تختار من الشهور الست التي عشتها؟
- لم تكن جميعها سعيدة فالشهرين الأولى كنت ضائعا في الحرب وطياتها وفي الثانية العمل والتعب وفي الثالثة الحب الميت
- هذه هي الحياة يجب العيش بين مناقضاتها مثل الحر والبرد الشبع والجوع والحلو والمر الحرب والأمن .. الخ وكذلك هي شهورك الست تائها وبطلا غنيا وتعبا حبا وموتا لكن أخبرني ماذا تختار أي شهرين منها لو كنت تملك الخيار؟
- أختار أخرها طبعا فمونيكا كل حياتي لا أستطيع العيش دونها ولا يغني عنها لا المال ولا السلطة هي ما أريد.
- أحسنت فكتور انظر ما الذي بين يديك
بدأت الأفعى الصغيرة تتحول إلى مونيكا حبيبته أمسكها جيدا نظر إليها و كانت مبتسمة له قالت السيدة الجميلة:
- اعلم أنها أيضا اختارت حبك وفضلت عيش الحياة البشرية على العرش التي هي وريثته واستغنت عن كل القدرات السحرية التي تمتلكها مقابل العيش معك فعش أنت وهي حياة طويلة وجميلة.
عادت السيدة الجميلة إلى أفعى مرة أخرى وبصقت لهما خاتما بلوري الشكل جميل يحمل في أعلاه أفعى مذهبة ثم تركتهم واختفت بين الأحراش وضع فكتور حبيبته أرضا قال:
- حبيبتي ما الذي يحدث؟
- كما قلت لا نعرف ماذا تخبئ لنا الأقدار لقد عدت للحياة للمرة الثالثة سأجعلك أسعد رجل في العالم وأنجب لك الكثير من الأطفال
- هذا كل ما أتمناه
أخذا يتبادلان القبل بحب وحب كبير.


انتهى



#بلال_مقبل_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوابات العالم
- الملكة ودمعة الحب
- انجلينا الجزء الثالث
- رواية المتحكّم
- رواية أنجلينا الجزء الثاني
- (رواية انجلينا)
- رواية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال مقبل الهيتي - رواية الملكة ودمعة الجب كاملة