أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - صفات الشعوب














المزيد.....

صفات الشعوب


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 21 - 10:09
المحور: كتابات ساخرة
    


من الأدب الساخر

خلق الله آدم في البداية ثم ورطه مع حواء بأن خلقها من ضلعه، لتبقى جزءا من كيانه وحنينه لضلعه الناقص، تيمنا بأن يستعيده في يوم ما، لكن هذا لم يحصل حتى اليوم.
لذا غرق آدم بإكثار النسل ليملأ الأرض رجالا ونساء احتجاجا على ضلعه الناقص. لكن القدير قرر ان يجعل نسل آدم وحواء شعوبا وان يخص لكل شعب صفة واحدة او صفتان مميزتان، بهدف ان لا يكون تماثلا كاملا بين الخلق، او حتى بين فردين من نفس المجموعة البشرية. القصد ان يكون تنوعا في التفكير والرغبات والتصرفات، فينشأ التنافس وينشأ السباق لتحقيق إنجازات ترفع من شأن السابقين، ويكون التنافس أخويا، ومن ليس لديه يحصل ممن لديه، ومن ينقصه أمر يبادله مع الآخرين بما متوفر عنده. لكن ما حدث بعد ان تكاثرت الشعوب خرج عن القاعدة الربانية لسبب لم يفسره علماء الدين حتى اليوم.
لاحظ علماء الدين تنوعات عديدة بين البشر، فهل حقا كلهم من جد وجدة فقط هما آدم وحواء؟ كما تساءل أحدهم، فصمت بعد ان تسلطت عليه نظرات الغضب من تساؤل يليق بالكفار فقط.
قال كبير العلماء ان لله في خلقه شؤون، وان التكاثر من آدم وحواء لم يكن قرارهم الشخصي، انما قرار السماء وصاحب العرش القدير. وليس مجرد دوافع عاطفية خلقها الله في جذورها حنين آدم لضلعه الناقص، فعشق حاملته وحماها حتى لا يفقد ضلعه. وأضاف كبير العلماء ان الله قرر ان يكون نسل آدم مختلفا عن بعضه لذا قسمهم امما وشعوبا وديانات وطوائف، ومنهم الأبيض والأسود والأصفر والأحمر والأشقر، وحكمته هنا عظيمة، لكن الأهم ان عقولهم وميولهم واهتماماتهم تختلف وتتوزع حول الكثير من المواضيع التي بدونها تصبح الحياة مملة. ان التنويع كما واصل كبير العلماء، اعطى للحياة طعمها وتحدياتها من اجل التقدم وجعل الأرض مكانا يستحق ان يعيش فيه الانسان ابن آدم. لكن أبناء آدم وحواء طماعين، فاختلت الموازين لذا اوجد الله الرسل ورجال الدين ليصوبوا البشر، لكن هيهات اختلط الحابل بالنابل، فعاقب البشرية بالطوفان لعلهم يعقلون، وما ان رست سفينة نوح وانطلق منها البشر والحيوانات الى الأرض المروية بالمياه والمثمرة بكل ما يطيب للبشر، حتى عاد البشر الى عقوقهم متجاهلين أحاديث العلماء عن عذاب القبر ونار جهنم لمن لا يخاف الله.
قال كبير العلماء أيضا ان معرفة الشعوب وعقائدها وأخلاقها تشير الى الحكمة الربانية التي خصها الله لكل شعب. لذا حين قرر توزيع الصفات على الشعوب نجد انه ميز كل شعب بصفات خاصة به. مثلا ميز الله الإنكليز بأنهم شعب يحب النظام والحفاظ على القانون، وهما صفتان جعلت دولتهم من اهم دول العالم المسيطرة على البحار والمستعمرات لدرجة ان الشمس لم تكن تغيب عن الأراضي التي تحت سيطرتها. وميز الروس كشعب عنيد محب للثقافة، قهر أعتى الغزاة والطغاة بعناده وصموده وتمسكه بوطنه وثقافته. وميز اليابانيين كشعب يحب العمل والصمود في الشدة، فصمدوا بعد أبشع هزيمة، واعادوا تعمير بلادهم وها هم اليوم يعتبرون من أكثر دول العالم تقدما. وميز الايطاليين كأصحاب عقل ابداعي وميالين للفنون، فنجد انهم شعب طور الغناء والرقص والرسم وجعل إيطاليا قبلة العالم في الفنون. وميز العرب كشعب يحبون الغزوات ويفخرون بسيوفهم وخيولهم فأطلقوا عليها عشرات الأسماء، فأصبح لكل قبيلة أسماء لسيوفها وخيولها، بل خاضوا حربا شعواء اشتهرت باسم فرسين هما داحس والغبراء، فتفرقوا وتخاصموا وتقاتلوا، وإذا ما زارهم أي زعيم من شعب آخر، ينظمون له رقصة السيوف. وميز الفرنسيين كشعب يحب النساء واعطاهم من الجمال ما يغري كل رجال الأرض الوصول الى بلادهم والتمتع بما منحهم إياه رب العالمين. وميز الأمريكيين كشعب يكره غير بيض البشرة، فاشغلوا مسدساتهم قتلا بحمر البشرة وسود البشرة، وصار القتل تقليدا اجتماعيا من اجل القتل وهي صفة تلازمهم حتى هذه الأيام. وميز الصينيين كشعب يحب الأطفال، فانجبوا الكثير من الأطفال حتى فاق عدد الصينيين كل شعوب الأرض، وحتى يجدوا ما يؤكل لهذا العدد الكبير جدا من السكان، جعلهم يحبون لحم الأفاعي. وهكذا دواليك ميز كل شعب بخصائص مختلفة تناسبهم.
واصل كبير العلماء قوله: لكني لاحظت انه يوم ميز الله الشعب اليهودي خصص لهم ثلاث مميزات، أي أكثر بميزة واحدة عن سائر الشعوب التي منحت ميزة واحدة او اثنتين. اعطاهم ميزات الحكمة والاستقامة والسياسة.
عندما تساءل كبير الملائكة راكعا امام رب العالمين عن سبب تخصيص ثلاث ميزات لليهود، واحدة أكثر من سائر الشعوب، بقوله: أيها المعظم أعطيت لكل شعب من شعوبك ميزة او اثنتان، لماذا خصصت اليهود بثلاث مميزات؟ ما الحكمة في ذلك لنفهم فنحن خدامك ومنفذي ارادتك؟ اليس هذا دافعا ليتفاخروا على بقية الشعوب بأنهم المميزون عند الله وليدعوا انهم شعبه المختار، وما يتبع ذلك من قلاقل وصراعات، وبالتالي سنضطر للتدخل من اجل علاجها واقناع سائر الشعوب ان الله يحب جميع أبنائه بنفس القدر؟
ابتسم الرب في عليائه وأجاب: انا متنبه للموضوع الذي يقلقك، لذا يا سيد الملائكة قررت ان الشعب اليهودي لا يستطيع استعمال المميزات الثلاث ينفس الوقت، مثلا لا يستطيع اليهودي ان يكون حكيما وسياسيا بنفس الوقت، او مستقيما وسياسيا بنفس الوقت، يستطيع ان فقط يكون بلا استقامة وسياسيا، أو بلا حكمة وسياسيا.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 آذار يوم المرأة العالمي: رؤية متشائمة لمكانة المرأة العربي ...
- ملاحظات: فكر الحداثة وتسخيره لثقافة ماضوية
- البتول...!! (قصص من الأدب الساخر)
- مع الأديب المهجري د. جميل الدويهي في روايته -طائر الهامة-
- حركة نقدية بدون نقد وبغياب الناقد الجاد
- الفصل الثالث للمسرحية الانتخابية: هل من بديل في النهج بدون ف ...
- لنقد الأدبي كمعيار فكري وابداعي وفلسفي
- الإبحار الى حافة الزمن مع الأديب د. جميل الدويهي
- صفقة القرن: هل هي تغطية أيضا لتاريخ النكبة المرعب؟!
- حق الشعب الفلسطيني هو حق قومي وليس ديني
- يوميات نصراوي: في ذكرى وداعك: ستبقين أمي ..!
- صراع سياسي في كوستاريكا
- يوميات نصراوي: مدمن الخمر والقس
- يوميات نصراوي: الطريق الصعبة الى الاستقلال الفكري
- القصة القصيرة عند الأديب الفلسطيني نبيل عودة هل هي نوسطالجيا ...
- علي سلام هو رئيس بلدية الناصرة.. والصورة تعبير شكلي
- يوميات نصراوي: شاعر من هذا الزمان
- التفكير الانديكتيفي
- مجتمعات بلا ثقافة لا مستقبل لها!
- -بنات الرياض- رواية إخترقت الجدار


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - صفات الشعوب