أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عبد الخالق الفلاح - كورونا وانغلاق القيم الانسانية في العالم














المزيد.....

كورونا وانغلاق القيم الانسانية في العالم


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 20 - 20:42
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


يواصل وباء الكورونا انتشاره بسرعة في العالم في غياب التعاون المثالي بسبب انغلاق القيم والصراعات السياسية ،مقابل ذلك عجزت ايدي البشرية من ان تستطيع ايقاف مده المخيف وانتشاره المرعب رغم ان الانسانية اساساً تعني انها تتشارك مع انواع الانسانيات الاخرى بخيرها وشرها فكلما ازدهرت العدالة في علاقات الانسان مع اخيه الانسان اكثر فأكثر ازدهرت علاقات الانسان مع الطبيعة ، وكلما أنحسرت العدالة عن الخط الاول انحسر الازدهار عن الخط الثاني ، أي ان مجتمع العدل هو الذي يصنع الازدهار في علاقات الانسان مع الطبيعة ومجتمع الظلم هو الذي يؤدي الى انحسار تلك العلاقات وافولها في زمن ضاعت فيه الانسانية والرحمة والشفقة و نرى فيه قطع الرؤس وتمزيق الاجساد او طعنها بعدة طعنات كي يشفى غليل القلب منها وذنبها فقط انها لم توافق راي السفاح او تمشي اثر خطاه الاجرامية.
يمكن تقويم الخلق الانسانية وفق بمفهوم المبادئ التي تهم البشر واحتياجاتهم ورغباتهم واهمية الخبرات المتراكمة التي تكون اهتماماتهم الاخلاقية الدينية الالهية محورها وإذا فقدت الرحمة ضاعت معالم الإنسانية وإذا تكالبت الظروف على الإنسان لن يحتاج أكثر من مجرد يدا حنونة تؤازره وتربت على كتفه و دائما ياتينا بالاتجاه المعاكس للطغاة والفاسدون اناسا يحملون في قلوبهم مسحات الحب والخير ويعملون جاهدين بالتعاون لعمار الارض والحفاظ على الانسان فيها وغير الانسان فالنمل تعمل بروح الفريق المتكامل فتحقق احتياجتها الغذائية ، حيث يعي كل فرد من أفرادها ما عليه من أعباء ينفذها على أكمل وجه دون كلل ولا ملل، ولا اعتراف بالفشل مع الإيثار والتضحية من أجل حياة الآخرين، حيث يعملون جسوراً حية بأجسادهم التي قد تموت لأجل نقل ما غنموه من الغذاء عليه .
من هنا ايضاً اذا كان هدف الإنسان الأسمى يمتّلُ في تحقيق السعادة والفضيلة الكاملتَيْن،وحتّى يكون ذلك مُمكناً لا بُدّ من وجود الحياة الآخرة، ولتوفير ذلك يجبُ أن يكون الله موجوداً، لإن الله تعالى خلق الإنسان مدني الطبع لا يستطيع أن يعيش دون عون أخيه في حياته كلها، بل التعاون فطري حتى بين الحيوانات ، ولكنه كلما ازداد التعاون بينها كلما ازدادوا بها رقيّاً و يرتبط بتخصيب المادة الأخلاقية وتشكيل نظام للبحث الأخلاقي القادر على أن يفي بهذه المهمة ويقدم الأخلاق كمادة معرفية تمتلك أولويتها و يكون متلائمًا ومنسجمًا مع متطلبات العصر وحاجاته بما يعني أن النتاج الذي سوف يسهم ذاك النظام في الوصول إليه يجب أن يكون قادرًا بشكل فعال على الولوج إلى جميع مفاصل المجتمعات و أخلاق الرحمة والمحبة وإرادة الخير والسعادة للإنسان والوجود هي الكفيلة بالعناية بالإسهام في هذه الوظيفة و ترابط عالمنا اليوم وانفتاحه المتزايد بعضه على بعض يسرّع انتشار الفيروسات بسرعة انتقال الطائرات النفاثة، ومن المؤسف أن هذا يزيد مخاطر تفشي الأوبئة على نحو كبير. وقد شهدنا خلال السنوات القليلة الماضية انتشار العديد من الأمراض؛ مثل «إيبولا»، و«حمى لاسا»، و«سارس»، و«كورونا»، و«زيكا»، و«نيباه» وتعاونت البلدان في ايقاف نموها وانتشارها في الكثير من المناطق . ورغم ذلك، فإنه لا يزال بإمكاننا أخذ الاحتياطات لمنع تفشي مزيد من هذه الأمراض،
ان مرض الكورونا الذي ينتشر هذه الايام كفيروس جديد مغفول ولا توجد معلومات مسبقة عنه جعل العالم ان يتخبط في الفوضى مما دفع الكثير من الدول لدقّ نواقيس الخطر اقتصادياً واجتماعياً مخافة المخاطر الكبيرة التي باتت يفرضها اليوم، نتيجة ترابط عالمنا واتصاله الوثيق أكثر من أي وقتٍ مضى وهناك أخطار أخرى تحدق بالصحة وتحمل على استباق الأمور قبل ان تتحول الى كارثة والانحرافات من المؤشرات تدل على القصور الشامل للنُظم الدولية التي تحكم طريقة التفاعل بين الدول وسكانها. وهي مؤشرات على فشل لم يسبق لها مثيل من حيث الترابط السائد بين المجتمعات والحكومات وأتت نتيجة السياسات الخرقاء. في وقوع هذه الفوضى، والأخطاء التي ارتكبتها باتت شديدة المساوئ على البشرية بالكامل .
المشكلة الكبير هي ان العولمة لم تنظيم نفسها على نحو يضمن المزيد من العدل في توزيع المنافع ،كما ان الكثير من البلدان لم تتعود ، بشكل تلقائي الاعتماد على البيّنات العلمية بل استندت الى الفوائد المكتسبة والتوجيها السياسية ، وبالتالي ضاعت الاستفادة من القوة المنهجية العلمية وموضوعيتها وذهبت ادراج الرياح جهود المختصين .
لا يخفى على أحد أنّ القطاع الصحي يضع في صميمه حماية المصالح البشرية العليا وهو يستند إلى بعد أخلاقي قويم ومجموعة متينة من القيم الاجتماعية تحتاجها الانسانية في سعيها لمراعاة الهموم والهواجس النفسية والمادية لتحقيق السلامة كي تؤدي دورها لضمان الأمن الصحي و الغذائي و الأمن الوظيفي و في ضمان فرص العمل على انتاج الادوية المعالجة والحصول عليها بسهولة ويسر وفق الاسس العلمية والتجارب الواقعية لخدمة الانسانية لا المادية للتعامل في الظروف التي تسود الازمات الصحية البلدان الاخرى.



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة رئاسة مجلس الوزراء العراقي في الا نهاية
- العراق...احتلال وانتهاك قبل وصول باتريوت
- العراق ... التنافس على المستقبل بين الفشل والنجاح
- استغلال الكورونا في الاعلام السام
- دق المسامير في نعش الوزارة الغائبة
- حماية رجل الامن حماية للسلم الاهلي
- الحكومة القادمة وجوهر عملها اعادة الثقة
- العراق.. والحق المكفول لاعادة وجهه الحقيقي
- المهمة الصعبة والتفائل بالخير و حسن الظن
- العراق ....ضياع التكليف بين الممطالة والتسويف
- العراق ....ضياع التكليف بين المماطلة والتسويف
- صفقة القرن وانتزاع سيادة الدولة الفلسطينية
- بلايا فساد السياسيين وتساقط الالسن ...
- طال الانتظار.. دون الإقرار بمبررات غضب الشعب
- إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ
- المواقف الدولية والاستهانه بالقيم الدبلوماسية
- الايمان والشهادة امتثال لواقع الانتصارالحتمي
- الاعتداءات الامريكية والرسالة الخاسرة
- العراق والازمات المتشابكة والمتراكمة
- قانون الانتخابات والارادة الشعبية المتحققة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عبد الخالق الفلاح - كورونا وانغلاق القيم الانسانية في العالم