أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم خليل - شيزوفرينيا الديموقراطية في ربوع مزرعة الأسد














المزيد.....

شيزوفرينيا الديموقراطية في ربوع مزرعة الأسد


كرم خليل

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 20 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نصف قرن، تلك السنوات العجاف من حكم آل الأسد الأب ومن خلفه الابن، الذي حوّل ذلك البلد الشرق أوسطي والغني بحضاراته وثقافاته إلى مزرعة خاصة به، فقوانين الغاب باتت تسري على جميع مؤسساته، انطلاقاً من توريث الحكم وصولاً إلى الأتاوة ومروراً بالتشبيح بغطاء قانوني وحماية أمنية.

وبذلك فإن مصطلح الديمقراطية الذائع الصيت و الانتشار بين أوساط الشعوب العربية عقب ما يسمى بـ "الربيع العربي", كان من المحرم ذكره أو حتى التفكير به وسط الظروف التي يقوم عليها هذا الحكم،لذلك فإن سطوع حالة الشيزوفرينيا التي أصابت المواطن السوري في ظل حكم الأسد,وذلك نتيجة لمحاولته ترسيخ الديمقراطية بحسب رؤيته وفهمه لها لابمفهومها العام كما يفهمها العالم بأسره.

وكمثال حي على ذلك أحاديث الفنانين السوريين عبر شاشات التلفزة في محاولة منهم للتعبير عن وجهات نظرهم المختلفة والمتعارضة,فيما يخص الانتخابات الأخيرة لنقابة الفنانين السوريين التابعة لهذا النظام،حيث أنهم انتقدوا ممثلّهم الأوحد,والذي كان مفروضاً عليهم من قبل الأجهزة الأمنية على مدى 20 عاماً من الزمن،حيث برروا لأنفسهم دفاعهم المستميت عن رئيسهم الأوحد منذ نصف قرن والمفروض عليهم أيضا من قبل ذات الأجهزة الأمنية.

أما "زهير رمضان" نقيب الفنانين منذ العام 2014 , وعضو مجلس الشعب في 2016،"كلب السلطة"و"ضابط المخابرات"و"عميل النظام"هذه المسميات التي أطلقها على نفسه في مقابلة تلفزيونية خلال حديثه عن "بشار إسماعيل"، تلك الأسماء الدالة على شخص "رمضان", والتي تهدف لتجسيد ممارسة قمعه الوحشي الممارس على زملائه من الفنانين السوريين،من خلال تهديدهم بالسجن إلى حرمانهم من العمل وفصلهم من النقابة بناء على خلفيات توجههم السياسي،أو حتى بناء على عداوات ومواقف شخصية فيما بينهم.

حيث اتهم"رمضان" الفنانين الذين فصلوا من النقابة بسبب مواقفهم السياسية بأنهم"حرضوا عبر المحطات وقبضوا لقاء ذلك بالدولار،وبأنهم "زايدوا وتاجروا بالوطن"،وأكد أنه أصدر تعميمًا لكل شركات الإنتاج السورية،بطلب موافقة النقابة قبل استقدام أي فنان سوري من خارج البلاد.

وذلك وفق سلسلة من القرارات التي اتخذّها والتي جعلت من نقابة الفنانين أشبه بفرع أمني يقوده "ضابط مخابرات"، تلتها سلسلة من الانتقادات اللاذعة التي أطل فيها فنانون سوريون موالون للنظام،كان"رمضان"قد أصدر بحقهم قرارات فصل بسبب عدم دفعهم لاشتراكاتهم السنوية,كما حوّل النقابة"لجابي ضرائب"بحسب وصف الممثل وعضو مجلس الشعب"عارف الطويل"،الذي اشتهر بمواقفه المؤيدة للنظام،في لقاء مع برنامج"المختار"عبر إذاعة"المدينة إف إم"، الأمر الذي أكده الممثل "بسام كوسا" واصفاً النقابة بـ "مؤسسة جباية الأموال"، ومتهماً من يديرها بالتآمر والتدبير "حتى لا يستلم الإدارة شخص آخر".

"بشار إسماعيل" والذي شبّه سابقا ، بشار الأسد وحسن نصر الله، بالإمام علي بن أبي طالب،والذي انتقد بشدة نظام رمضان في النقابة,كما عرف عنه بأنه من أكثر الممثلين الموالين لنظام الأسد،وخاصة بعدما كشفت علاقته السرية والغير شرعية بـ "منال الأسد"خلال العام2015.

لكن أكثر ما يثير الجدل في هذه المواقف هو الخلاف المباشر بين"كلب السلطة"و"عشيق السلطة السري"، وانتقادات بالجملة بعضها وصل لمراحل التهديد،حالة الشيزوفرينيا التي يعيشها"مؤيدوا الأسد" في مناطق سيطرته نتيجة لاضمحلال الفكر والتخلّي عن المهنيين والمثقفين الواعين لما تحتاجه هذه المرحلة,ليحل مكانهم "نجوم الواسطة" معدومي الفكر والمتسللين عنوه إلى عالم السياسة ومنابر الثقافة,الذين افسدوا سوريا ومؤسساتها.

حيث أن"الديمقراطية المحدودة"التي أقرها الأسد وفقاً لنظامه،أعطت الفرصة للفنانين السوريين بانتقاد "ضابط المخابرات"، ولأول مرة بشكل علني مستندين بدعم"عشيق السلطة" ضد "كلب السلطة"،فكل من يستقرئ تصريحاتهم بعيدا عن مشكلة "إسماعيل" و "رمضان" يلاحظ الحقد والكره التراكمي الذي تسبب به "رمضان" خلال مسيرته كنقيب لأعوام في النقابة،وما يحدث على مستوى نقابة الفنانين في دمشق حاليا،قد حدث خلال عام 2011 على مستوى سوريا بأكملها،ولا زال السوريون يدفعون ثمن مطالبتهم بالتغيير خلال سنوات الثورة السورية،فهل سينجح التغيير في النقابة أم سيكون مصيرهم مشابهاً لما عاشه ويعيشه من هم سواهم ممن طالبوا بتغيير الحكم الديكتاتوري لهذا النظام ؟!..



#كرم_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأرجح العلاقات التركية تدفع ثمنه ادلب السورية وسط تنازلات تر ...
- صراع القرن وحرب فرض النفوذ
- أكذوبة -نظرية المؤامرة- غيّبت الشعوب العربية عن الصراع العال ...
- الحرية بين الإعتقاد والحقيقة
- أسباب النكوص في المسار الثوري
- المجتمع المدني كجوهر ثقافي في حياة الشعوب
- دور المجتمع المدني في بناء المجتمعات
- الأمل إكسير الحياة ودفقها المتجدد في الروح
- في ظل اضمحلال التنوير وسطوة التعصب: كيف يتعامل الإسلاميون مع ...
- الحرب في مواجهة الهوية: سوريا نموذجاً
- سرطان البيروقراطية.. النمسا نموذجاً
- الألم ديدن الإبداع ودفق الحياة
- فوضى الإسلام السياسي: بين حماقة الأداء واستغلال المنهج
- حديث مستفيض في ماهية الحب
- إيران من تصدير الثورة إلى تدمير المنطقة
- الأسلمة ومعارك الصراع الأيديولوجي بين الفكر الحداثي والتقليد ...
- عجز دولي لمواجهة التمدد الإيراني في الشرق الأوسط
- أستراتيجيات دول المشرق العربي بين الغباء والتواطئ
- هل يعود المسيح من بوابة السيطرة اليهودية على أوروبا
- راديكالية الجماعات الإسلامية وأساطيرها الجهادية


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم خليل - شيزوفرينيا الديموقراطية في ربوع مزرعة الأسد