أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد الخمسي - من يستفيد من حرية الصحافة الأنظمة أم الشعوب؟















المزيد.....

من يستفيد من حرية الصحافة الأنظمة أم الشعوب؟


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 1588 - 2006 / 6 / 21 - 11:03
المحور: الصحافة والاعلام
    


الكتابة والحرية"، هذا المحور لدورة عيد الكتاب خلال هذا الأسبوع، بتنظيم من وزارة الثقافة واتحاد كتاب المغرب وحكومة الأندلس، يدفع نحو السطح دور الضمير في بنية الإنسان وكونه النواة في البشر، وحوله تدور "التنمية البشرية" .

ويومه السبت تجري أشغال ندوة حول الإعلام والحرية، باعتبار الإعلام هو تلك النوافذ المفتوحة ليطل منها من في الكيان السياسي الاقتصادي الثقافي الاجتماعي على ما حوله من مناخات مؤثرة.

إذ يكون الإعلام بمثابة الشبكة من القنوات التي تنقل المغذيات الحيوية ليبقى سكان الكيان على صلة بأسباب الحياة من حولهم وإذا كانت وسائل الإعلام مرايا تظهر تفاصيل المحيط، فالحرية حرية حركة المكونات الحيوية هي الطاقة الدافعة والضامنة للتفاعل ما بين الكيان وما حوله. وفي سياق الأنشطة الثقافية والجمعوية، التي تختزن المضامين السياسية الراهنة، تلك التي سبقت عيد الكتاب الحالي، فقد شهد شمال المغرب نفسه المهرجان الدولي للعود في دورته التاسعة، وضمنه أبدع المشاركون المغاربة سعيد الشرايبي ـ ادريس الملومي ـ البحري. دور المايسترو للعود العربي رفقة الساكسوفون أو الآلات الصينية والهندية.
فقد نزلت نقط الأوتار في طبل الأذن السامعة موسومة بإيقاعات الجاز ورومانسية رافي شنكاز تارة في ميزان صحراوي حساني وتارة في ميزان أندلسي غرناطي وتارة في ميزان كناوي إفريقي مع ما تستطيع الإنارة من إضافته لإضفاء مسحة نفسية روحية معنوية صافية.

تجعل الإحساس اليومي المتراكم وسط زحمة المشاكل والانشغالات السوسيواقتصادية والثقافية المعجونة بالسياقات المعقدة الملوثة، إحساسا محلولا في الماء الموسيقي، من شأنه بفضل الألحان الشجية، التخلص من الرواسب السلبية للحياة .

وقد عملت الليالي الثلاث لمهرجان الموسيقى على تحلية ماء النفس لدى الحاضرين، وذاك هو الدور الذي لعبه ويلعبه التنشيط الفني الذي يحول المعاني والمعاناة، على حد سواء، من نتوء وعقد نفسية متراكمة بسبب صعوبات الحياة اليومية، إلى ذبذبات ودوائر ضوء وصوت خفيفة الضغط، كثيفة الوقع في الاتجاه المعاكس، اتجاه التفكيك والتخفيف للمشاعر قصد تسوية الحقل النفسي و"تهيئة أرضيته" لزراعة الأمل وتقوية طاقته الإنتاجية في ما يلي من الأيام.

هذا الدور الذي تبذله وزارة الثقافة قصد تهوية وتكييف الأوضاع العامة بفتح الفضاء الثقافي أمام الهواء الموسيقي النقي، لم ينف أن تبق فنانة السوبرانو سميرة القادري مجهولة الإسم في وسطها الاجتماعي والفني وهو مؤشر صغير على انحسار الدور الثقافي مهما حاولت الوزارة المختصة بسبب تراكم الكساح في الجسد الثقافي والفني نفسه.

إذ يعاني الجسد العربي من حالة "الثقاف" الذي يجعل الجسد العربي ممنوعا من حرية التعبير عبر الرقص أو ما يقاربه إذ منذ ثارت الثقافة الدينية المعتمدة على الحديث، أصبح دور الجسد في عبور لحظات التصوف نحو الحب الإلهي محظورا ومن باب البدعة القديمة، وصاغت الحنبلية الجسد الإسلامي في قالب الجمود وسجن "التقوى" المذهبية الضيقة
حتى الربط الذي صاغته الزوايا المغربية بين التعبئة للجهاد عندما احتل الإسبان والبرتغال معظم الشواطئ المغربية وبين التنفيس الجسدي عن الالتواءات الناتجة عن اليومي.

من حيث زاوية الكساح النفسي في الذات المغربية، يقتضي الاستثمار الثقافي وضخه في مسار الانتقال نحو الديمقراطية أن يصبح الربط بين الحرية وبين المجالات الأخرى ثابتا من ثوابت الطريق المرتبط بالتقدم.
فقد نجد القضية العادلة المغربية غير متوفرة على الطاقة النفسية الكافية للدفاع عنها، رغم المخزون الثقافي المتراكم، فالحرية هي تلك الحزمة من الأشعة المكونة للطاقة الكامنة في الذات المغربية .

في المقابل، نجد مثلا، الكتاب والصحافيين الإسبان، لهم قدرة على خوض النقاش والسجال حول القضايا المتنوعة بفضل ما توفر لهم من شروط الحرية ليس فقط على مستوى الحق الدستوري والضمانات السياسية بل ما تراكم في نفسية الطبقة التقنوقراطية المسنود لها الحفاظ على هيبة الدولة الإسبانية، من كون حرية التعبير أصبحت ثابتا من ثوابت النظام السياسي، وأن احترام حرية التعبير في حد ذاته يقوي ركائز النظام الليبرالي السياسي في إسبانيا ولا يضعفه.

مما يفرغ شحنات السجال أو التركيز على ممارسات الأشخاص من لهيبها "الأخلاقي" ليذيبها في سياق إيجابيات الحرية في النظام السياسي ككل فقد راكم الصحافيون الإسبان ممارسة الكتابة اليومية لينتقلوا إلى تجميع وتنقية وتلقيح ما راكموه وإصداره في كتب مفيدة.

وخلال بداية الأسبوع، استضاف المركز الثقافي الأندلسي، في شمال المغرب، الصحافي إغناسيو سمبريرو، حول كتابه عن العلاقات المغربية الإسبانية : "جاران متباعدان " وهو مراسل جريدة البايس بالرباط.
إن الحرية الثابتة في حياة الصحافيين الإسبان، تنقلهم إلى محور الدفاع عن إسبانيا، وتصبح صيغ المعارضة تفاصيل في سياق بناء، تساهم به وفيه الصحافة الإسبانية، إذ يصبح الاستهلاك اليومي من طرف القراء والرأي العام بمثابة وقود مجتمعي يومي يحافظ على اشتغال الفرن أو المختبر حيث تصنع الحقيقة وتبرز الوقائع والأحداث أمام العيان بمواصفات المنطق المقنع والمقارن.

وإذا أردنا أن نضع حرية الصحافة ضمن سياق التنمية البشرية مادامت العبارة المتداولة لقياس دور ماكينة السياسة في تدبير الموارد الطبيعية والتقنية والثقافية لفائدة الإنسان، نجد حرية الصحافة عنصرا من العناصر المكونة لما يعرف بـ "جودة الحياة" أو "نوعية الحياة"، وهو الجانب أو المحتوى الإنساني المعنوي الذي لا يمكن الاستغناء عنه في محتوى التنمية البشرية حتى ولو توفرت معدلات عالية من المؤشرات الاقتصادية مثل معدل الدخل الفردي والمؤشرات الاجتماعية مثل أمد الحياة والمؤشرات الثقافية مثل تعميم التعليم.

فحرية التعبير، وفي المحور منها حرية الصحافة لها جدليتها الخاصة بها إذ بقدر ما تتحسن صورة المغرب أو تسوء، حسب علاقة الهدوء أو التوتر بين الإعلام والسلطة السياسية، مثلما نلمس ذلك في التقارير السنوية لمنظمة مراسلين بلا حدود، ينتقل مستوى البلد وتتغير مهامه على الصعيد الدولي، وكذلك تتغير أدوار الإعلام، إذ نشاهد الصحافيين في الغرب يرافقون الأطراف المتصارعة على الصعيد العالمي.

مما يورط الصحافيين في المعارك وهم يحررون المراسلات أو يلتقطون الصور الحية لفائدة المؤسسات الصحفية فحرية الإعلام ليست نهاية المطاف، لكنها ماكينة تساهم في دفع الإعلام أكثر فأكثر نحو صناعة القرارات الرئيسية في الدولة على قاعدة الحقيقة والوقائع
لذلك، نسمع أن الصحافة الأميركية هي التي تنقل أخطاء الجيش الأميركي من ظلام السرية إلى ضوء العلنية، قصد تصويب القرار السياسي الأميركي في اتجاه المواقع المدنية والسياسية الأصلية (دور الرئيس والكونغرس) بدل التكتيكات العسكرية الجهنمية (أبو غريب مثلا).

وها نحن، بفضل الصحافة المغربية، نشهد دور الصحافة في إعادة النظر في كيفية تدبير ملف الصحراء، وفي مستوى ثان، دور الصحافة في تعميم النقاش حول مقترح الحكم الذاتي.

وبفضل الحرية السياسية، استمعنا رئيس المجلس الملكي لشؤون الصحراء يغير قاموس وأسلوب الخطاب وهو يتحدث عن مكونات سكان الأقاليم الصحراوية، معتمدا الوحدة الجغرافية والاثنية، مما فتح قنوات نفسية وبيداغوجية تجاه الجزء الانفصالي من السكان، مما شحن خطاب الصحراويين الوحدويين بقوة سياسية وطاقة إقناعية داخل الساحة الانفصالية

فقد سمعناه ورأيناه في قناة العيون يتحدث عن زعيم الانفصاليين بعبارة "الأخ محمد عبد العزيز" بدل الصيغ القدحية السابقة وذاك بعد آخر للسياسة المغربية بصدد الصحراء في عدد محمد السادس، تكتسي جرأة تاريخية لم يصل إليها المغرب في ما قبل 1999
كما نلحظ فرنسا كيف تتمكن من إطفاء نيران الضواحي، سواء في نوفمبر 2005 أو في الأسبوع الأخير من ماي 2006، بفضل الشفافية الإعلامية والجرأة السياسية، في ظل الديمقراطية الليبرالية.إن مكسب حرية الإعلام مكسب تاريخي للأنظمة والشعوب على حد سواء.



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجدل الصاخب بين شبق الهوية وعبق الحرية


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد الخمسي - من يستفيد من حرية الصحافة الأنظمة أم الشعوب؟