أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان بن عريبية - مُستعمَرة العِلم كُورونا وأفاتار الهيمنة














المزيد.....

مُستعمَرة العِلم كُورونا وأفاتار الهيمنة


حنان بن عريبية
كاتبة


الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 20 - 02:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كورونا : " أصبحت الآن تجسيداً للموت ومدمّر العوالم "

في خضم جدولة الأوضاع الراهنة نجد أن فيروس كورونا الوبائي يحتل الصدارة ككارثة وبائية اكتسحت جميع مكونات التقسيم الجغرافي للدول.. ضاربة بذلك جميع معايير القوى التقليدية.. وبالتالي كان لهذا السوط الفيروسي دورا في محو التفرقة بين أقوى الدول وأضعفها كغزو وبائي شامل شل حركة جميع الشرائح وعطل صيرورة الحياة الطبيعية بنفس درجة الهلع وتفاوت درجات الخسائر البشرية.. تتضارب الآراء حول الأسباب الرئيسية لتفشي الوباء الذي جعل العالم لا يصاب بتسمم فيروسي فقط وإنما يعري صراع الهيمنة من ناحية ويرمي في وجوهنا قصور التصور الربحي من منطلق الصراعات الاقتصادية مع إعادة النظر في مكانة دور العلم بين ثنائية مكانة الإنسان مقابل الإنسان ومكانته مقابل الطبيعة.

إن الفرضيات متعددة لمعرفة ماهية الفيروس الكوروني أو بالأحرى نشأته الوضعية والغرض منه تحديدا.. وأمام تضخم نسبة الخسائر البشرية أصبحت الدعوات تنصب كلها على الالتزام بضوابط وقائية.. دعوات ملزمة الهدف منها محاولة احتواء انتقال العدوى والحد من الخسائر.. في هذا الصدد يمكننا الاستدلال على منطلق الحروب ككل عبر العودة العصور القديمة التي استخدم فيها البشري وسائل مختلفة للسيطرة وكانت الصراعات محركا أساسيا لكل الأساطير المؤسسة وحياكة بطل الإنقاذ وكيفية التصدي للشرور

نشير هنا وأمام تفاوت درجات الشر التي تتجسد عبر آليات مختلفة لتداخل مفهومه في الدور الأساسي الذي يلعبه العلم حيث نجد علماء كان علمهم مصدرا للإبادة الجماعية سواء عن طريق الحرب النووية أو البيولوجية وغيرها من الحروب التي تستجيب لبنود واستراتجيات مستعمرة العلم كما أسميتها وبالرغم أن وازع البقاء أمر بديهي في التركيبة البشرية إلا أن مزجه بالهيمنة والغطرسة لم يخلف سوى انحدار كيفية الاستدلال على الكيان البشري ككل طالما نجد في الضفة الأخرى ثقافة تضخم الأرصدة والنفوذ.. أمام هذا الصراع كان لفيروس كورونا موقفا آخر جعل العالم برمته يهتز أمام حقيقة مرعبة تتأرجح بين ثنائية الحياة المعزولة والموت الحتمي

ما يجعلنا نشير إلى تغيرات جوهرية للعديد من المفاهيم.. ففي الزمن الكوروني مرادف الحياة هو الحظر سواء الصحي أو الذاتي أو حظر التجول.. كلها تدعو لحياة بصبغة وقائية ولكن ممزوجة بخطابات الترهيب والهلع.. أن خارجا هو الموت.. واعتزال الحياة هو الحياة.. ما يحيلنا كما أشرت سابقا لإعادة النظر في مفاهيم الصراعات ككل وصراع الهيمنة بالخصوص

إننا نعلم أن الحروب البيولوجية ليست مسقطة وإنما موجودة منذ القدم رغم تغير الأساليب المعتمدة فيها فالبشري استعمل السم والتسميم ولوث الأودية بهدف انتصار سلطان البقاء والسيطرة.. وكورونا فيروس ليست من ترتيبات الطبيعة وإنما من مختبر تركيبة الطبع البشري المتغطرس.. فهو لا يختلف عن القنبلة الذرية جوهريا ولا على محصلة تفشيه التي أودت بالحياة البشرية وتساقطها بنسب مرتفعة.. ومهما كانت صورة السلاح فان المعتمد لنا فيه هو النظر في الغاية منه.. وهو ما يذكرنا بالمقولة الشهيرة لروبرت أوبنهايمر* والد القنبلة النووية كما يتم تلقيبه " أصبحت الآن تجسيداً للموت ومدمّر العوالم " التي اقتبسها من الكتاب المقدس الهندوسي.. صراع الربوبيات بين ثنائية الخير والشر مقولة استحسنها لأنها تعكس فعلا الطبع الأناني في الفرد وهيمنته.. ومهما كانت نتائج القنبلة النووية التي جعلت التسمم الإشعاعي متلازمة اكلينكية ونفسية ليومنا هذا فان هذه المقولة تعد مفتاحا لمعرفة كنه وأبعاد صور التأله سواء دينيا أو علميا ووازع النفوذ والسيطرة والتملك

هكذا نقف على أن العقل البشري في حاجة لإعادة ترويض جموح التسلط والجشع والنظر في جوهرية أسس دور العلم

إننا لا ننكر أن العقل البشري بجميع خاصياته عليه تعلم الانضباط الذاتي.. فكورونا فيروس بقطع النظر على أنه كارثة وبائية فانه قام بتعرية عورة مناعة الجشع والنفوذ وقام أيضا بتعرية جميع موازين القوى العالمية.. فلم تعد الثروات المنهوبة عبر القوى الاستعمارية تصلح.. ولم تعد الأموال الضخمة التي تصرف على الأسلحة تنفع.. فالوباء جعل البشرية اليوم تقف أمام وجوبية إعادة مفاهيم جديدة للهيمنة ودور العلم والصراعات الاقتصادية والاجتماعية.. وخاصة إعادة النظر في المفاهيم التوسعية للدول بعد أن أثبت الفيروس الكوروني هشاشة مناعة الجشع التي يكتسبها من منطق الربح فقط.. أما بخصوص الغاية لظهور فيروس كورونا أو الفيروس التاجي فبروز قوى جديدة وتغير لجام الهيمنة نحو وجهة حلول أخرى.. أمور تتكفل بالإجابة عنها مُستعمَرة العِلم


هامش
http://www.faktoider.nu/oppenheimer_eng.html *
https://www.manhattanprojectvoices.org/oral-histories/j-robert-oppenheimers-interview/



#حنان_بن_عريبية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذِه الأَوطانْ لا تُحبّ الصِّدْق
- لروح امحمد بن عريبية تحية لك سيدي
- حنان بن عريبية - مفكرة وشاعرة وباحثة في التشريعات المقارنة و ...
- إقصاء الدّين لجوهر الذّات البشريّة
- جَسَدُ الْغَزَوَاتْ نَهارًا والسَّرايَا لَيْلاً
- العَقل بين الدِّين والخَوف
- جَرّبهم
- لسْتُ نِصفًا
- بِمَ تَسْتَهِينْ؟
- تونس : مجلّة الأحوال الشّخصيّة مجلّة قانونيّة وليست مجلّة مو ...
- رَحِمْ الزَّبَرْجَدْ (7) عَدوى أخْلاقِيّة
- رَحِمْ الزَّبَرْجَدْ (6) أصْدقاء ولِكن قَراصِنة
- رَحِمْ الزَّبَرْجَدْ (5) لست ذكيّا أنت أحمق في سطر من قصة كا ...
- التعليم والثّقافة خلط أم تشويش
- المرأة الإنسانة وبدويّة الدّولة
- رَحِمْ الزَّبَرْجَدْ (4) الاِلْحَاد الجنسي اللَّذِيذْ
- رَحِمْ الزَّبَرْجَدْ (3)... الرِّسالة
- رَحِمْ الزَّبَرْجَدْ (2) … أنا الجنّة وهم أصفاد الجحيم
- رَحِمْ الزَّبَرْجَدْ (1) …
- الانتقال الديمقراطي في العالم العربي: توتس نموذجا


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان بن عريبية - مُستعمَرة العِلم كُورونا وأفاتار الهيمنة