أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أودين الآب - العقلانية في تفنيد حجة الضبط الدقيق عبر الثوابت الكونية (الغائية)














المزيد.....

العقلانية في تفنيد حجة الضبط الدقيق عبر الثوابت الكونية (الغائية)


أودين الآب

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 20 - 00:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تحياتي احبائي
إن أقوى حجة عند المؤلهة الابراهيميين في محاولة تبرير إيمانهم هي حجة الضبط الدقيق fine tuning (الغائية فلسفياً)
و غالب الأحيان يحتجون بأرقام الثوابت الكونية و يدعون بأنه إذا تغير إحدى هذه الأرقام بشكل ضئيل لم يعد ممكن أن توجد حياة في الكون . و هذا الكلام هو محض هراء و هو كلام مماثل لكلام المشعوذين و البصارين حين يريدون تمرير تخاريفهم و دجلهم على الناس.
نقول مستعينين بقوة العقل : اولاً و على فرض صحة ما ذكرتم من ارقام هل يمكنم البرهنة العلمية على استحالة وجود حياة في حال تغيرت هذه الأرقام؟ الجواب بالطبع لا . لا يمكن البرهنة لأستحالة إقامت التجربة و هذا لوحده كافي كي يهدم الطرح و يثبت كذبه.
ثم الحياة موجودة بهذا الشكل لأن الثوابت على هذا الشكل و ليس العكس . مثال للتقريب الماء الذي في الحفرة يظن أن الحفرة وجدت على هذا الشكل كي تناسب وجوده .
  يعني اننا نتحدث عن الضبط الدقيق و الثوابت الكونية فقط لأننا موجودين. فلو وجدت اكوان ليس فيها حياه فلن يوجد من يسأل هذا السؤال:
لماذا الكلب كلب ولماذا الحجر حجر هكذا، ولماذا الثابت الكوني هو الثابت الكوني.
يعني كلام المؤلهة الابراهيميين ليس له معنى مجرد خدعه منطقيه تشبه خفة اليد او الخدعه البصريه.

ولكي تتضح الصوره أكثر أضرب مثل كالذي يرمي عدة سهام على ألواح من الخشب ثم يرسم دوائر على ألواح الخشب حول المكان الذي ثقبته السهام ثم يقول لنا لقد اصبت الهدف.
يعني ظهر لدينا الثوابت بهذه القيم ثم جاء من (يدحش الله) ويقول الله اصاب الهدف ، و الهدف هو ان الحياه تطورت بالشكل التي هي عليه آخذه بالاعتبار نوعية وكمية الثوابت الكونيه. الخدعه تكمن في تعريف معنى و طبيعة الحياه. فقد تظهر الحياه بشكل غير المعروف لنا تحت منظومه من الثوابت مختلفة عن ثوابت كوننا الذي نعيش فيه ، يعني بدل الحياة الكربونية ممكن أن تظهر الحياة السليكونية على سبيل المثال. اساساً مراقبتنا للحياة محصورة بكوكبنا و لا نعرف اي شيء بخصوص وجود تعدد انظمة الحياة على أُسس متنوعة.

و من الظاهر لكل عاقل و متبصر في حقائق الأمور أن هذه الحجة تدمر الإيمان الإبراهيمي بدل من أن تنصره، إذ من المعروف أن الخالق الفلسفي مختلف عن الإله الإبراهيمي ،
و تفسير ذلك هو : يدعي المسلمين و المسيحيين أن ربهم مطلق قادر على كل شيء و أمره إذا أراد شيء أن يقول له كن فيكون ، و مراعات الثوابت الكونية من أجل خلق حياة شيء مخالف للقادرة على كل شيء لأنه يجعل القادر على كل شيء محكوم لتلك الثوابت . يعني( ألله ) يستطيع ان يخلق الإنسان بأي بشكل يريده مثل انه يستطيع ان يجعله يعيش من دون أن يتنفس مثلاً . فلا معنى لمراعاة شحنة الالكترون و كتلته أساسا لا يعود لوجود الإلكترون او الكثافة الحرجة للكون critical densit معنى .
مما يؤدي الى أن مراعاة الثوابت الكونية من أجل وجود هذا النوع من الحياة ينفي الحاجة إلى الإله المطلق القادر على كل شيء بل و يثبت أن الحياة وجدت من غير مُصمم لأن الكون مضبوط على هذا الشكل فيصبح وجود الحياة حتمي و ليس احتمالية .
ثم من الأشياء التي لم ينتبه لها المؤلهة انهم يتكلمون عن أرقام غير مرئية للأنسان العادي و تتطلب أجهزة معقدة جداً بالإضافة إلى معادلات معقدة جدا كي تظهر و ممكن أن تتعدل اي وقت . يعني ممكن أن يقول العلماء كنا غلطانين بالرقم الفلاني للسبب العلاني ، بينما المشاهد للإنسان العادي في العالم المنظور هو غياب الضبط الدقيق حيث انه هناك مجرات تتصادم و حوالي تسعة و تسعين بالمئة من الأصناف الحية التي وجدت على الأرض قد انقرضت و مثال آخر من تأملاتي التي أفخر بها و هي اننا نعيش في عالم الكثير من الأصناف الحية التي تملك وعي تتغذى على بعضها البعض و هذا يدل على أحد أمرين او غياب الضبط الدقيق او وحشية الخالق .
ثم من المغالطات التي يقترفونها انهم يقولون الكون مصمم كي يناسب الحياة و هذا كذب و تدليس . كوكبنا هو كوكب يدعم وجود الحياة ام الكون فلا . إن شريط الحياة الكويكبي(اي الكواكب التي تبعد عن نجومها مسافة تدعم وجود الحياة و تكون كتلتها مناسبة لذلك ) نادر بشكل كبير و يشكل نسبة لا تذكر من عدد الكواكب فعندما نتكلم عن كون يدعم الحياة ينبغي أن يكون النسبة الأكبر من كواكبه تدعم الحياة و ليس مجرد نسبة ضئيلة تكاد لا تذكر .
و أيضأ يجب تذكير المؤلهة الابراهيميين بالتالي إذا كان عقلك يحيل وجود الكون من دون موجد بسبب عظمته و تعقيده فيجب ان يكون هذا الموجد أعظم من الكون و أشد منه تعقيدا حتى يستطيع أن يصنعه و هذا يجعله محتاج إلى موجد آخر أعظم منه من باب أولى و هكذا إلى ما لا نهاية و هذا يبطل وجود الكون و يجعله مستحيل لأنه يصبح مرتبط بسلسلة لا بدائية ، و هو ما يسمى في العرف الفلسفي بالدور و التسلسل ، و تبسيط الأمر لمن لا يملك خبرة كبيرة في الفلسفة نقول هذا مثل أن أقول لا اعطيك هذه التفاحة قبل ان اعطيك تفاحة قبلها و لا اعطيك قبلها حتى اعطيك قبلها و هكذا إلى ما لا نهاية مما يجعل من المستحيل ان تاخذ اي تفاحة لإستحالة حصولك على الأولى .
اخراً عزيزي الإبراهيمي ما انت مطالب به هو إثبات إلهك الشخصي ، الذي تصلي له و ترجوا ثوابه و تخاف من جحميه ، المستحيل الوجود بدليل مؤلفات التنويريين التي تطوي الآفاق و فيها من الأدلة على استحالة وجود إلهك ما لايحصى .
اما مسألة الخالق الفلسفي فهي خارج إمكانيات اهل الأديان لأن الفلاسفة ينطلقون من الشك و يبحثون عن الأدلة و يمحصون في طروحاتهم و ادلتها حتى يصلوا إلى القناعة . اما أهل الدين فينطلقون من ايمان راسخ في محاولة وجود حجج تدعمه و شتان بين الثريا و الثرى

و الحكم للعقل اولاً و اخرا
في سبيل التنوير اخوكم أودين



#أودين_الآب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفنيد الحجة الأخلاقية و إثبات الأخلاق الإلحادية
- سواطع البيان في إثبات بشرية الأديان الجزء ٢
- تبيان موقف أينشتاين من الدين و الإله - رسالة الرب لألبرت أين ...
- سواطع البيان في إثبات بشرية الأديان الجزء ١
- إثبات استحالة وجود الرُسل
- تفنيد اسطورة التوحيد و شبهة التمانع
- نظرة عقلانية على إدعاء حفظ القرآن
- تفنيد اسطورة البعث و أدلة على عدم وجود الروح
- القرد الإله
- نظرة منطقية عقلانية على البشارة و الميلاد العذري
- خربشة قلم ٢
- أعظم مناظرة في تاريخ الإسلام
- خربشة قلم
- قرأة عقلانية مختصرة لقانون الإيمان
- قراءتي للمسيحية
- صفات ألله المخفية الجزء الأول (المُضل)
- قانون السببية يثبت عدم وجود خالق
- قاطع البيان في بشرية القرآن


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أودين الآب - العقلانية في تفنيد حجة الضبط الدقيق عبر الثوابت الكونية (الغائية)