أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - التعرف شيء والإدراك شيء آخر ...














المزيد.....

التعرف شيء والإدراك شيء آخر ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6518 - 2020 / 3 / 19 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ حال العلماء هذه الأيام كما هو حال عادل امام في إحدى مسرحيته ، عندما وقف على خشبة المسرح يشكو من صعوبة نطق لأسماء رؤساء الإتحاد السوفيتي المُفكفك ، وهكذا قال بالحرف ، كلما تعلمنا أن ننطق أسم ، سرعان ما يتم تبديله بإسم أصعب ، إذن يظل السؤال العتيق يبحث عن إجابة ، هل التاريخ يصنع العلماء أم العلماء صناع العلماء ، وعند هذا التساؤل يمكن القول ، لا قبله ولا بعده حفظت البومات الصور التقليدية أو أي حافظة أخرى ، إن كانت حداثوية أو بدائية أو متطورة كما هي اليوم ، على الأخص تلك التى تتمركز على وسائل التواصل الاجتماعي أو المركزي ، كغوغل ( الباحث الشهير والذي يطلق عليه بالسارق ) ، هناك صورة لا مثيل لها ابداً وبالتالي تخص برجل لا مثيل له حتى الآن بين العلماء ، ألبيرت أينشتاين الذي مد لسانه للماضي وبالتالي من يدقق بعينين الرجل ولسانه المدود يتجاوز تلك الظنون التى نظها البعض على أن الفعل يندرج في خانة عقوق المبدع لماضية ، لكن ، شخص مثلي يحيلها على الفور إلى حقيقة صحيحة وصحية ، بأن الفعل ليس سوى خطوة تصحيحية أراد تصحيح الجهة التى ينتمي إليها ، وبالتالي عندما مد لسانه كان يقول بصراحة العبارة ، أنه لا ينتمي ابداً لمن اعتقدوا لمجرد تشاركوا معه في غرفة مدرسية أو وظيفية أو لعبة كرة قدم عابرة أو فنجان قهوة مُرّ إلى نفس سلالة المشاركين ، لأن المشاركة على الأغلب تساهم في إيقاع البعض باعتقاد خاطئ ، بأنهم من سلالة واحدة ، بل إكتشافه لمسألة الطاقة الكهروضوية التى بفضلها تجزأت الجزيئيات إلى ذرات وأنتجت القنبلة النووية وأصبح العلماء من بعده بإمكانهم رؤية والتعامل مع ما لم يكن ممكن رؤيته بالعين أو التعامل معه .

أهمية فيروس كوفيد 19 الشهير بكورونا ، لقد أعاد العالم للحوار وباتوا الناس على اختلافاتهم على جهوزية كاملة أن يستمعوا لبعضه البعض ، أي أن مفاعيل فيروس كورونا بالتقارب والتضامن ، وضع الصراعات الدنيوية على جانب وكان أبلغ من فعل الأمم المتحدة وجميع سياسو العالم بأسره ، لكن ايضاً الثمن هو حياة البشر وبالتالي أنقسم العالم بين إتباعي وإبداعي ، الجزء الأول تمركز في غرفة العناية المركزة على رغم أنهم أصحاء لا يشتكون من مرض بل شكواهم الوحيدة التخوف من أن يصيبهم الفيروس ، والجزء الآخر ، منغرس في دراسة الفيروسات وهذا العلم له سلالة طويلة من السير الفيروسية التى تتشابك وتتناقض وتتفرع بفروع وباتجاهات مختلفة التى تحتاج إلى متخصصين بمعرفة ماضيها وتطورها وتفرعاتها وكيف بدأت وإلى أين وصل حالها ، وبالتالي البشرية تخوض معركة مع مجهول بالكاد تعرفت عليه حديثاً .

قد تكون هذه المرة هي اللطمة الأقوى للعلماء بصفة خاصة وللبشرية بشكل عام ، بل يشابه حال الحالي بحال سفينة تايتانك أثناء ارتطامها في جبل غارق ، على الفور تبددت الطبقية وتساوى الجميع بالخوف والمصير والموت في محيط لا يعترف بالهويات المختلفة ، وبالرغم من الطبقية إلا أن المجهول والغير محسوس كان يتربص بالجميع وبلا تفرقة ، ولعل المعنى الأول بهذا الصراع المخفي هو المثل الأعلى في ضرب وجود الإنسان المادي لوجود آخرين غير ملموسين ، كالجن والملائكة ، وبالتالي الطرفين يقربان للمراقب معادلة الجراثيم المخفية ، إذن الجرثومة جسم حي ضامر ، لا يمكن للبصر البشري إدراكه ، لكنه منذ وجود الإنسان هو ايضاً موجود وفعل عبر العصور بالبشرية المختلفة الأفاعيل ، لقد صنع بصحته الهلاك لدرجة وصل صنعه احياناً بالإبادات الجماعية من الموت الجزئي أو على حيز أكبر كالطاعون وغيرهما ويبقى دخوله وخروجه في الإنسان مسألة مجهولة تماماً ، وبالتالي وجوده المادي في الإنسان يصنف على أنه له حياة كاملة ونفوذ عريض ومؤثر ، طالما يتحرك بحياة عدوه بالخفية ، إذن المعادلة على هذا الشكل ، شيء مجهول وخفي لا يُدّرك يهدد إنسان عملاق يُدّرك ، بل ايضاً وبالرغم من إكتشاف العلماء لوجوده ، إلا أن هذا لا يعني إدراكه ، فالأمور هنا تختلف تماماً بشكل عميق ، لأن الفارق بين إكتشاف الإنسان لوجوده وإدراكه كبير ويعتبر الإدراك شيء آخر ، صحيح أن بواسطة الميكروسكوب أو المجهر أتاح للمتتبع مشاهدته بالعين ، أي أن من خلال التكبير وايضاً سمح المكبر التعرف على تحركاته ومساراته ، في حين كان من المستحيل رؤيته وبالتالي كانت خطورته في الماضي أقوى لأن البشرية كانت تواجه عدو مجهول المعرفة والإدراك .

يعاود الفيروس زيارة البشرية مجدداً ، لكن كما يبدو هذه المرة ومع تأخر العلماء من وضع حد له بشكل سريع ، تشير الزيارة بأنها ليست نزهة عارضة أو عابرة بقدر أنها ثقيلة ، بل يسعى الفيروس كوفيد 19 إلى إعادة ترميم الأواصر التاريخية بين فيروس اليوم وسلالته من الفيروسات الماضية ، التى حصدت ملايين الناس في مدة وجيزة دون معرفة المحصودون من هو الحاصد ، لكن اليوم استطاع الإنسان التعرّف على شخصية التى حصدت أجداده سابقاً ، إلا أن في كل مرة يثبت بأنه ذكائه متلون ، فكلما جائه العلماء من جانب ، جاءئهم من ناحية غير متوقعة وبطريقة متخلفة ، وهنا في إعتقادي ، إمتيازه مبني على معرفته للجسم أكثر من حامله ، وايضاً طريقته الهجومية تدلل عن وظيفتة الرئيسية ، نقل الجرثومة إلى الدم من أجل القتل وبالتالي يحتاج الانسان إلى مناعة قوية أو علاج قادر على معرفته وتطهير الجسم من الفيروس ، وإلا عدم إكتشاف المضاد ، سيحول الناس إلى رهينة له .

أخيراً ، قد يرغب العلماء رسم الذئب بألوان معرفية لكن الذئب يبقى ذئباً ، وبالتالي هكذا أرجح ، اللحظة التى يقترب منها الإنسان أن يبصر المخفيات ، فقط بهذه اللحظة سينتهي كل شيء ، لأن أصل الوجود قائم على الغيبيات وهنا يكمن سر الحياة . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيروس عموماً يعشق الجبلة الطينية ...
- التجربة وحدها كفيلة بإنقاذ البشرية عندما تعجز من إيجاد الدوا ...
- الحب الفاسد / هل هو مستجد في روسيا أم ناتج عن سلطات تعاقبت ع ...
- الخضوع والخنوع يمهدان لحدوث الكوارث ...
- دراسة المسبب طريق لكشف العلاج
- الثقة وحدها تبّني الإنسان والدولة ...
- فيروس كورونا الأهم حتى إشعارٍ آخر ...
- مؤتمر الخامسة لحركة فتح علامة افتراق بين الماضي والمستقبل ..
- مصر الناهضة / أمام تحدي التكامل بين الجغرافيا والاقتصاد والت ...
- الأرض لم تعد قادرة على بلع عبث الإنسان ...
- العقيدة الإغتيالية في رسم بياني / من الواقع إلى الخيال ومن ث ...
- حالة الترهل التى تعيشها حركة فتح ...
- نتائج الانتخابات الإيرانية ، الإقصاء أكثر مع ارتفاع إيقاع ال ...
- بعد ما شبعهم الشعب شتماً ، عادوا السياسين إلى سياسة التسول . ...
- الشيطان الاكبر ونبته الشيطاني ...
- اندفاعات يمينية تقلل من فرصة ترميم سفينة نوح ...
- التردد عند هاملت والتردد عند السوريين ضاعف المأساة ...
- حروب بيولوجية وأخرى انترنتية / النقل والتلاعب أمرين واردين . ...
- قوة القوي وعجز العاجز ...
- أيا كانت التكلفة ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - التعرف شيء والإدراك شيء آخر ...