أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سمير زين العابدين على - كوفيد 19 المستجد















المزيد.....

كوفيد 19 المستجد


سمير زين العابدين على

الحوار المتمدن-العدد: 6518 - 2020 / 3 / 19 - 21:02
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


أتت أزمة كورونا ككابوس يخيم على العالم أجمع ، واتجهت أنظار العالم الى ايطاليا حيث ذكريات المطاعم الممتلئة بالرواد والتى تقدم أطباق المكرونة الاسباجتى الشهيرة ، لقد تحولت ايطاليا فى غضون أسابيع من دولة سياحية تكتظ مطاعمها برواد يتناولون المكرونة الاسباجتى ويستمتعون بالحياة إلى احدى أكثر الدول وباءَ وانتشارا لفيروس كورونا --- فها هى ايطاليا تتحول من المكرونة إلى الكورونا - المعروف بكوفيد 19 المستجد .

إن الفيروس بصفة عامة يختلف عن الجرثومة أو البكتريا ، فهو مرحلة انتقال بين الجماد والكائن الحى ، فهو لا يعدو أن يكون شفرة كيميائية أو مجموعة من الاحماض الأمينية المرصوصة بشكل معين ، وهو ما دفع الكثير الى الاعتقاد بأن مثل هذا النوع من الكائنات شبه الحية يمكن تصنيعه أو تطويره فى معامل الأبحاث البيولوجية.

تكمن مشكلة كورونا فى أنه مرض معدٍ سريع الانتشار ، ويقال أنه ينتشر على شكل دالة أسية Exponential ---function--- مثله فى ذلك مثل كل الأمراض المعدية ما لم تتخذ اجراءات حاسمة للحد من انتشاره . وانه يصيب الجهاز التنفسى السفلى Lower Respiratory ويترك أثارا على رئة المريض قد تؤدى للوفاة .

وقد فاقت الاثار الاقتصادية للمرض الاثار الوبائية له ، حيث تهاوت أسعار الأصول المالية وخسرت البورصات العالمية مليارات الدولارات ، وتراجعت أسعار الأصول العينية كالذهب والفضة ناهيك عن تراجع أسعار البترول فى السوق العالمية ، وتهافت الأفراد على شراء السلع الغذائية وأدوات النظافة لتأمين فترة بقاءهم لحين التوصل الى حل للقضاء على هذا الفيروس القاتل .

وتختلف الآثار الاقتصادية لوباء الكورونا من قطاع لقطاع . فعلى حين تستفيد قطاعات من تفشى هذا الوباء سنجد أن قطاعات أخرى ستعانى ركودا يتبعه انخفاض فى مستويات توليد الدخول بها . فمن المتوقع أن تنتعش قطاعات تجارة التجزئة فى مجال المنتجات الغذائية وأدوات العناية الصحية مع اتجاه أغلب الأفراد للمكوث فى بيوتهم ، ومع اجراءات حظر التجوال التى اتخذتها بعض الدول ، على حين سيتراجع نشاط القطاعات المرتبطة بالنقل البرى مثل مشروعات النقل الجماعى وسيارات الاجرة والسرفيس مع تراجع حركة تنقلات الأفراد ، بالإضافة إلى الأنشطة المرتبطة بحركة النقل البحري والجوى كالشحن والتأمين وخدمات السياحة والسفر .

ومع مكوث الأفراد فى منازلهم ، وتزايد الاجراءات الاحترازية لمواجهة تفشى الوباء ، فمن المتوقع ان يقل الطلب على منتجات مطاعم الوجبات السريعة وخدمات الديلفرى فى مقابل تزايد اهتمام الافراد بتجهيز الوجبات المنزلية والعودة إلى طهى الطعام بأنواعه داخل المنازل خوفا من احتمالات انتقالات العدوى عبر قنوات الوجبات السريعة التى تقدمها المطاعم والمنشآت العاملة فى قطاع سلاسل التوريد مما سيزيد الطلب على المنتجات الغذائية من خضروات وفواكه ومنتجات ألبان وغيرها بالأسواق المحلية .
وعلى جانب آخر ، سينتج عن تفشى وباء الكورونا تراجع قطاعات الثقافة الترفيهية كالسينما والمسرح وحفلات الغناء والأنشطة الرياضية خاصة نشاط كرة القدم ، وسيترتب عن إلغاء حفلات الغناء والعروض المسرحية والمهرجانات الفنية والأنشطة الرياضية كسادا فى هذا المجال بما يؤدى إلى تراجع الدخول المرتفعة التى يتقاضاها الفنانون والرياضيون ودخل النوادى ودور السينما والمسرح .

وقد يستلزم تراجع نشاط بعض القطاعات الهامة إلى تدخل الدولة بضخ أموال لتعويض المتضريين تمول من الخزانة العامة للدولة أو بفرض ضرائب اجبارية للمشاركة فى تحمل عبء هذا الوباء على الاقتصاد ، وقد يستدعى الأمر طبع مزيدا من النقود من قبل البنك المركزى لتنشيط حركة الأسواق سواء أسواق السلع أو أسواق المال .

ان ما يثير اهتمامنا هنا بقضية الكورونا هو كم الاراء التى تناولت الظاهرة ، فالبعض يراها حربا بيولوجية بين الصين والولايات المتحدة للسيطرة على العالم ، وهنا يرى البعض أن الصين تقف وراء هذا الفيروس بهدف الاضرار بالاقتصاد الأمريكى والاقتصاد الاوروبى سعيا لشراء أسهم شركات التكنولوجيا وغيرها من الشركات الهامة التى تهاوت أسعار أسهمها فى الاسواق العالمية ، وقد تجلى ذلك فى وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للفيروس بالفيروس الصينى ، على حين يرى اخرون أن الولايات المتحدة الامريكية تقف وراء هذا الفيروس بهدف التأثير على الاقتصاد الصينى وفتح اسواق لمنتجاتها الغذائية التى تهافت عليها الملايين ، والتأثير على اسعار البترول العالمية فى اتجاه الانخفاض حتى تحصل على النفط بأقل الأسعار دون تحمل نفقات انتاج النفط الصخرى. على حين يرى أخرون أن وباء الكورونا هو عقاب آلهى لهذا العالم القاسى ، وأنه نتيجة طبيعية لعمليات الظلم والإبادة التى تعرضت لها طوائف معينة ضمن دول بعينها فى السنوات العشر الأخيرة . ويتطرف فريق آخر فى نظرته للفيروس على أنه مؤامرة كونية من الماسونية والصهيونية العالمية وحكام العالم للقضاء على ملايين الافراد بعدما تبين لهم أن الكوكب الأرضى لن يكون قادرا على استيعاب هذه الأعداد المتزايدة من البشر خلال العقود القليلة القادمة خاصة مع انتشار الثورة الصناعية الرابعة وعالم الروبوتات والذكاء الاصطناعى وانترنت الأشياء والعملات الرقمية حيث لن يكون للبشر دورا مؤثرا فى ادارة دفة الحياة ، ولن تكون لأغلب القوى العاملة مكانا فى عالم تتحكم فيه تكنولوجيا الاقتصاد الرقمى ، وسيفقد الملايين وظائفهم ويصبحوا عبئا على الاقتصاد العالمى – عالم يستمتع فيه الأثرياء بثمار التكنولوجيا فائقة الانتشار دون أن يكون للفقراء دور سوى خدمة الرأسمالية .

وفى خضم هذه الأفكار ، تناسى الكثير قدرة الخالق ، وأنه يقف وراء الطبيعة يسير الأمر بيده ، لقد تبرمج العقل البشرى لبعض الأفراد على أن ظاهرة الكورونا مصدرها الأنسان ، ويقف وراءها الانسان --- وإن صح ذلك ، فهى بإرادة إلهية أولا وأخيرا .
بسم الله الرحمن الرحيم” وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ” (الآية 19 ، سورة الحشر). فنسيان الله شكل من أشكال الشرك بالله ، لقد نسوا الله فلم يقم الله بعقابهم ، بل لم يقم سوى بأن ينسيهم انفسهم - أي يجعلهم يتمادون فى النسيان دون أن يشعروا- ويتوهون فى خضم الحياة وتداعياتها- إلا من رحم ربى. وتتحق نبؤة الرسول – صلى الله عليه وسلم " يأتي زمانٌ على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار" .

وفى الختام ، لابد من الإشارة إلى أن وباء الكورونا قد أثار قضية هامة تتعلق بمدى أهمية العلم والتنمية البشرية والاستثمار فى البشر وليس الاستثمار فى المادة ، فالأنسان أساس وهدف التقدم مما يستلزم تغيير الأولويات والاهتمامات حيث يجب التركيز على بناء الانسان والاهتمام بشباب العلماء وخلق بيئة صالحة للعلم و الاجتهاد فى مقابل تقليل التركيز على القطاعات الترفيهية التى احتلت اهتمام الأفراد لعقود كقطاعات الفن والرياضة والتى أصبح مشاهيرها نماذج لتحقيق الثروة والدخل --- بيئة أساسها الحريات والتعددية وقبول الأخر وإعلاء قيم العلم والاجتهاد والعمل --- بيئة تستمد أساسها من الارتقاء بسلوك الانسان وثقافته . أتمنى ان نخرج من هذه الأزمة لنتعلم من تجارب الدول التى ركزت على بناء الانسان وجعلت من العمل والاجتهاد أساس للقيمة حتى وصلت لأعلى مراحل التقدم العلمى والتكنولوجي ، وأصبحت رائدة فى مجالات الصناعة والتجارة والتسويق ، وترسم مستقبلها لعالم قادم --- عالم الاقتصاد الرقمى والروبوتات والذكاء الاصطناعى وانترنت الأشياء ، عالم لن يكون هناك فيه مجالا للكسالى والضعفاء.

اللهم احفظنا وأهلنا ، واكتب لنا الخير اينما كنا ، وأحسن خاتمتنا ، ولا تتوفنا إلى ونحن مؤمنين .



#سمير_زين_العابدين_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة السنغافورية وكيفية الاستفادة منها
- كيف نستفيد من سياسات الاقتصاد الأخضر
- التاريخ السيئ للفراعنة في تصفيات كأس العالم .
- تأملات فى نظرية الفكة وأثرها على النمو
- تأملات فى - نظرية الفكة-
- تأملات فى -نظرية الفكة-
- كفاءة إكس X Effeciency ( على قد فلوسهم) - مشكلة الاقتصاد الم ...
- كفاءة إكس X Effeciencyg - -على قد فلوسهم- - مشكلة الاقتصاد ا ...
- الرحلة 804
- الأسماء المؤنثة
- شهادات استثمار قناة السويس في إطار الفكر الاقتصادى للكنزيين ...
- شهادات استثمار قناة السويس في إطار مدرسة الكنزيين الجدد
- -انخفاض انتاجية الموظف العام- الأسباب والحلول-
- قرارات السيسى: 45 جنيه للموظف العام ، و 3360 جنيه لملاك عربا ...
- قصة الفأر الطماع
- ملخص دراسة عن القطن المصرى


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سمير زين العابدين على - كوفيد 19 المستجد