أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد عبعوب - هل يفتح -سجين المريخ- الطريق لاستيطان الكوكب الاحمر؟!! قراءة في رواية سجين المريخ














المزيد.....

هل يفتح -سجين المريخ- الطريق لاستيطان الكوكب الاحمر؟!! قراءة في رواية سجين المريخ


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 6518 - 2020 / 3 / 19 - 12:28
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


على مساحة اكثر من 450 صفحة من الحجم المتوسط، وعلى مدى (549) يوما مرّيخيا، يأخذالكاتب الامريكي "آنديويير"، قارئ روايته "سجين المريخ" التي نشرت نسختها العربية "الدار العربية للعلوم.. ناشرون"، الى هذا الكوكب، في رحلة خيالية تقطع الانفاس رفقة عالم النبات "مارك واتني" الذي وجد نفسه وحيدا على سطح هذا الكوكب بعد ان غادر رفاقه في هذه الرحلة الاسطورية، الكوكب مرغمين اثر عاصفة كادت تدمر مركبتهم معتقدين أنه لقي مصرعه بعد أن صدمته قطعة من المحطة وسقط مغما عليه على سطح الكوكب..
بين سطور و فصول و يوميات سجين المريخ يجد القارئ نفسه يصارع رفقة بطل الرواية "واتني" ظروف إقامة اسطورية لجهة مناخ كوكب المريخ وانعدام الاكسجين في غلافه الجوي واضطراب الضغط فيه، وانعدام المياه و أي أثر للماء والحياة على سطحه، سواء ككائنات حية او حتى عضوية، حيث قضى بطلنا "واتني" قرابة العامين وحيدا على سطح هذا الكوكب، يصارع بثبات وصلابة واصرار للنجاة من الموت المحقق، يعمل بلا كلل وفي ظروف صعبة تتطلب صبرا اسطوريا مستعينا بمعلوماته و افكاره والتقنية المتوفرة لديه من بقايا محطات ارسلت الى المريخ منذ سنوات لتكون قاعدة استقبال مركبات زائرة يخطط العلماء لإرسالها للكوكب ضمن مشروع عالمي للبحث عن امكانية استيطان هذا الكوكب، حيث من المقرر ان ترسل وكالة الفضاء الامريكية بالتعاون مع نظيراتها الاوروبية والروسية والصينية في اغسطس من العام الجاري 2020 م اول رحلة مأهولة حقيقية للكوكب الاحمر..
كاتب الرواية، التي تحولت الى شريط سينمائي متداول انتجته هوليود قبل اعوام، ينقل و ببراعة القارئ بكل حواسه الى الكوكب الاحمر ويجعل منه رفيق صامت لذلك السجين يحاول التواصل معه ولكن!!! لا يملك القارئ في بعض اللحظات الا شد انفاسه و التهام الصفحات التهاما وكأنه يحاول المشاركة في انقاذ هذا السجين الذي يبحث لسجناء الارض عن أفق اوسع يمكن ان يحتضنهم بعد أن افسدوا بعبثهم كوكبهم الام الارض وحولوها الى مكب للنفايات والغازات القاتلة..
كما يُدمجالمؤلف قارئ روايته في تلك المرافعات والجدال بين العلماء المشرفين على هذه الرحلة بمؤسسة الفضاء الامريكية "ناسا" على سطح الارض ، وكذلك بين رفاق السجين واتني الموجودين على ظهر المحطة المدارية "هرمس3" وهم يصارعون لإنقاذه وإعادته الى احضان اسرته .. صور رائعة من الانضباط بين رفاق "واتني" وهم يكابدون على ظهر المحطة المدارية لإنقاذه ، وكذلك صبر علماء "ناسا"وجلدهم في العمل لوضع ترتيبات عملية لإطلاق مركبة الانقاذ. كما كان للمرأة حضورا لافتا في هذه الرواية جسدته الخبيرة "" قائدة المحطة المدارية "هرمس3" التي قادت رحلة انتظاره التي دامت اكثر من سنة في الفضاء بكل حزم وجرأة وانضباطية، كما لم تغب الصحافة والميديا عن هذه الملحمة الاسطورية وكان لها حضورا لافتا كمزودة للعالم بمتابعة دقيقة وحية لهذه لتفاصيلها..
إذا صحت قراءتي لما يسجله بطل الرواية من مشاهد عن تفاصيل رحلته في يومه المريخي (382)، يقدم الكاتب اسقاطايمكن وصفه بالفج في تقديري، يسيء للعرب ويمحو أي أثر لهم فيما حققته الحضارة الانسانية منذ فجر التاريخ حتى اليوم.الاسقاط يتعلق بمنطقة وعرة التضاريس، أطلق عليها الكاتب اسم "البر العربي"، يمر بها بطل الرواية في رحلته الشاقة نحو محطة الاقلاع "سكياباريلي" التي سيقلع منها في نهاية الرواية في رحلة العودة للالتحاق برفاقه الذين قرروا انتظاره في محطة الفضاء المدارية"هرمس3" بعد ان اكتشفوا انه حي يرزق ويعمل بلا كلل للالتحاق بهم والعودة الى الارض. الاسقاط يتعلق بربط اسم العرب بفوهات ومنحدرات خطيرة بوادي "ماورثفاليس" الذي سار عبره البطل في رحلته الشاقة لتصادفه تلك الفوهات والتي أطلق عليها الكاتب اسم "البر العربي"، والتي ساهمت في تأخير وصوله الى محطة الاقلاع لمدة 100 يوم، فضلا عن تعرض مركبته الجوالة ومقطورة مستلزمات رحلته لحادث انقلاب كادت تنهي رحلته ومواجهة الموت وحيدا على هذا الكوكب.. فربط اسم العرب بهذه المنطقة الوعرة وما الحقته بالبطل من عذاب، تأخذ ذاكرة القارئ مباشرة الى ما تروج له الميديا الغربية من صور سيئة مزورة في اغلب الاحيان عن العرب، و ترسيخها في وعيه، وتبدد كل ما قد ينشر عن العرب من دراسات موضوعية تقدمهم للقارئ بدون اية ادعاءات باطلة تنال من قيمتهم كبشر يمكن أن يصيبوا او يخطئوا.
ورغم هذا المأخذ الذي اراه عن الرواية، يبقى الكاتب صانعا فذا لصور خيالية عن رحلة لهذا الكوكب نراها اليوم اسطورية، و قريبا ستكون واقعا معاشا، لكن نأمل ان تكون رحلة مأمونة وسليمة لثلة المغامرين الذين اعلنوا استعدادهم للذهاب في رحلة ذهاب بلا عودة مقرر انطلاقها نحو المريخ في أغسطس المقبل، ليؤسسوا او محطة استيطان بشري على سطح هذا الكوكب، ويترجموا ما سطره خيال "ويير" الى حقيقة و واقع معاش..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصولية بين الهدم والبناء.. ليبيا كحالة.
- الطباعة ثلاثية الابعاد، نقلة حضارية استثنائية .
- من التائه؟.. عرض لتجربة ناجٍ من وباء الصهيونية..
- هل الجاهلية وصف صحيح لعرب ما قبل الاسلام!!
- قراءة جديدة في حادثة الهولوكوست..
- تجريم وجه الانثى.. كيف ولماذ؟!! وجه الانثى كدليل ادانتها.. ( ...
- الهدف الشرق الاوسط.. قراءة في دراسة لكتاب الحجاب
- تجريم وجه الانثى.. كيف ولماذ؟!! (1) الوجه كمدخل لبناء علاقة ...
- هل يطاح بامبراطور المآسي؟ ومتى ؟
- الفتنة الكبرى.. د. جعيط مستنطقا و مصححا.
- صنع العدو..او كيف تقتل بضمير مرتاح.. قراءة في كتاب ..
- صحيح البخاري بين الأسْطَرَة و الواقع.. قراءة في كتاب صحيح ال ...
- رؤى مستقبلية.. العالم مع بداية القرن 22 ..
- بن جلون مترنحا بين هذيان امه و وميض ذاكرته..
- من هشّم المرايا ؟ قراءة في رواية -رجل المرايا المهشمة- للبنى ...
- ندرة الغذاء.. بين صناعة الأزمة وتسطيح الأسباب(*)
- صنع في مصر(*)..
- قنابل أمريكا توقض القائد(*)..
- ابتسامة معاوي..
- وقائع من ارض الصمود.. ابتسامة الطفل علقم تهز سجون صهيون(*)!!


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد عبعوب - هل يفتح -سجين المريخ- الطريق لاستيطان الكوكب الاحمر؟!! قراءة في رواية سجين المريخ