أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد لومي - من ذبح العجوز ام بطيط؟














المزيد.....

من ذبح العجوز ام بطيط؟


سعاد لومي

الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 11:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ذهبت إلى (سوق النهر) في شارع النهر لأشتري لي صبغا أسود لشعري الذي أصبح بفضل صدام وحتى حكومة المالكي عاقولة بيضاء. ومنذ زمن طويل لم أذهب إلى ذلك السوق.. ربما منذ عشرة أعوام تقريبا او أكثر: اي منذ ان أصبح الحصار شديدا وله أنياب ساحقة. ذهبت إلى ذلك السوق والدمعة لا تفارق عيني.. وتذكرت لحظتئذ تلك المرأة العجوز التي أصبحت ذكرى اليمة..
كنت أشتري حاجاتي النسائية من ام بطيط الدلالة طوال تلك المدة القاتلة اللعينة. وام بطيط تعرف ما اريد دائما. فحينما أقترب منها تبادرني : هلا ومية هلا بالجاي لينا، يمه شنهي اليوم عيد خو مو عيد؟ عيد وسعيد وعيدوا كل العبيد..
فأقول لها: ام بطيط اريد قلم كحل.. وقلم شفة دموي..
فترد بسرعة: شنهو الست تريد تعرس من تالي؟
إي أريد أعرس على الوطن .. العراق.. ام بطيط بلا دندره .. عندك ما أحتاج او اذهب ؟
يمآآ الخلا من طناكير العبيد.. تريد سعاده تعرس على العراق يبووي!
فنضحك معا من جديد.
مات لأم بطيط اربعة اولاد في الحرب العراقية الإيرانية.
كان آخرهم جندي قوات خاصة يدعى عليا، لكنها دعته بطيط لأنه أوسم اولادها.. كان علي عراقيا حتى النخاع وشهم وكان يحمل أغراضي إلى المنزل حتى بعد ان أصبح جنديا ووالده صديق والدي فقد كانا حمالين في الشورجة، وكانا عراقيين حتى النخاع.. أسأله:
- ولك بطيط شلون الجبهة ؟
- طركاعة ست..
- يعني شلون؟
- الحرب مو حرب: موت موت!
- وانت عمن تدافع يا بطوطي؟
- غير عن العراق..
- مو عن صدام؟
- يا صدام هذا.. ست.. الناس في الجبهة كلها تكره صدام ..
- فلماذا لم تهرب من القتال كما فعل كثيرون؟
- لست جبانا ست.. وإذا هرب كل العراقيين من الجبهة ماذا ستكون النتيجة؟
- أأنت متاكد أنك تدافع عن العراق وحده؟
- طبعا خو مو عن زب القائد..
- بعدك مشاكس!
وبعد استشهاد الرابع.. أصبحت ام بطيط تعول جيشا صغيرا من الاولاد والبنات والارامل، وحينما تأتي منزلها يضج الصغاء هه هه هه جده جده جده! تعلمت من ام بطيط ان أشتري الحلوى لأوزعها على الصغار في المنزل حتى أصبحت أهم كائن في الكون في عيونهم.
وتنوح ام بطيط:
- يمآآآ كل واحد يسوه ولاية. صدره هاعرضه.. طوله نخلة يمة.. من اين جاءهم الموت؟
- أعرفهم أعرفهم !
- خو أنت درسّت الزغيرانكريزي بطيط..
- إي إي كان أغبى عراقي بالانكليزية عرفته
- وهم الانكريز هم عدهم شي يسوه؟ أهل الحلوك العوج.. عدهم ام أعطت أربعة من اولادها؟ ها؟
- لا أدري..
- هم تذكرين بطيط بعد روحي يست؟
- اذكره كان ولدا مشاكسا لكنه حبوب..
- ألست أم الشهداء يست؟
- طبعا أنت منحت العراق أربعة من اولادك.
- هآآ العراق .. أربعة من أولادي .. مو .. صحيح .. هاي بس أنت يروحي تكولين هشكل.. هلوكت صار الشهيد غير شكل..
- ومن يقول غير ذلك أم بطيط..
- هذا المدفور أبن المدفور .. الجندي الهارب سابقا .. الجبان.. أبو دومه.. اللي جاء من إيران.. هسه .. وقف بالسوق ووراءه أهل اللحى الزربان.. وقال: أياك ان تقولي إني ام الشهداء بعد اليوم .. تفهمين ؟ اولادك حاربوا الإسلام .. حاربوا الجمهورية الإسلامية.. وإذا قلت أنا ام الشهداء نطير رأسك بعثية..
- أصبحت بعثية ام بطيط أخيرا؟!!
- شوفي الوكت!! وداعتك لعبت بيه طنب داخل السوق..
اختفت ام بطيط عن السوق على حين غرة، وعندما أسأل عنها لا يجيبني احد من معارفها كأنما على رأس الناس الطير...
وجدت قرب مبزل الرستمية جثة لعجوز مشوهة اخيرا وقد قطع لسانها
هل هي لأم بطيط؟؟



#سعاد_لومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس: هذا التابو الكبير.. حوار مع الشيخ القرضاوي
- من يخدم الاحتلال الاميركي؟ ملامح تشكل القوى الدينية والدكتات ...
- الداعية الخطيرة
- حكومات مثل بول البعير
- البكاء في المرافق
- تحررنا من دبش


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد لومي - من ذبح العجوز ام بطيط؟