بشير الوندي
الحوار المتمدن-العدد: 6518 - 2020 / 3 / 19 - 04:31
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مباحث في الاستخبارات (211)
الفرضيات
بشير الوندي
----------
مدخل
----------
الافتراض هو تخيل اسباب ماحدث او ماسيحدث ونتائجه , والفرض عبارة عن ملاحظة العقل وتصوره , اي دراسة المعطيات الاولية وافتراض سيناربوهات من المنطق والعقل , ويمثلها المثل البدوي : البعرة تدل على البعير .
فالافتراض يسبق المعلومات , ويتقبل البناء على المعطيات , ويبقى صامداً مالم تدحضه معلومات تنفيه او تجعله يبدو مستحيلاً , كما سنبين .
-----------------------------------------
الافتراض والانطباعات المسبقة
-----------------------------------------
عندما تشاهد بلداً ثرياً ويعيش الفقر ستفترض ان حكومته فاشلة والفساد مستشرٍ فيها , وعندما تشاهد شعباً يمارس طقوساً دينية بكل خشوع , لكنك تخشى ان تترك حذاءك امام باب المسجد , هنا نفترض انها عادات لاعبادات , فالفرضيات تنتج في الغموض وعدم وجود معلومات كمجموعة احتمالات مبنية عن انطباعات او انها غير مستحيلة , فعندما لاتمتلك الاستخبارات معلومات فعليها تفعيل جهدها الاستخباري لكنها تفترض فرضيات متعددة مسبقة .
جرب ان تقول لأهالي بغداد انه تم اعتقال شبكه لداعش ووكر متفجرات ولا تذكر المكان , سوف يفترض الاهالي ان مكان الحادث هو الاعظمية او العامرية او الدورة او الفضل , واعطهم خبراً آخر عن كشف مخزن مخدرات ولا تذكر المكان , سوف تتغير فرضيتهم لتصبح بغداد الجديدة , او شارع فلسطين , او مدينة الصدر.
هنا بنى الناس استنتاجاتهم على فرضيات اعتماداً على الانطباعات المسبقة ولكنها غير مبنية على معلومات , اي ان الافتراض هو التفكير غير المستند على معلومات وهو جزء مهم في مراكز القيادة والسيطرة وصناع القرار وغرف العمليات ومراكز التحليل الاستخباري
فالفرضية يجب ان تكون حاضرة دوما في ذهن القادة , فالفرضيات اكبر واوسع من التحليلات وتذهب بعيدا جداً وتعبر التوقعات والحدود والانطباعات المسبقة , اما التحليلات فتكون محددة لفعل ما او متغير او حدث او معركة او ازمة او تظاهرات او ممارسات او مظاهر او حوادث , لكن الفرضية قد تشمل الجميع لأنها حره وتستند للعقل فقط دون حدود .
ان التحليل يتوقف مع مسار المعلومة فإن توافرت المعلومات انحسرت الفرضيات وعلى العكس من ذلك ان تراجعت المعلومة تراجع التحليل وبرزت الفرضيات , وهناك خطا شائع بين السياسيين او الخبراء , فعندما يتحدث احدهم في مقابلات تلفزيونية يسألوه هل انه يتحدث بناءاً على معلومات او تحليلات ؟ فتراه يجيب انها ليست معلومات وانما تحليلات , وهذا غير صحيح وفيه تناقض , لان التحليل هو منتج من المعلومات , اما ان يتحدث من دون معلومات فهنا تكون تلك استنتاجات او انطباعات او فرضيات لكن من الخطأ ان يعتبرها تحليلات , اي انها وجهة نظري اضعها على الواقع بلا معلومات , وهي تصورات واستنتاجات بلا معلومات او بيانات , و لا ترتقي الى مستوى من المعلومات الكاملة لانتاج تحليل .
----------------------
انواع الفرضيات
----------------------
في الفرضيات العلميه هناك انواع مختلفة :
١ فرضية عامة .
٢ فرضية احصائية .
٣فرضية بحثية .
٤ فرضية ترابطية .
٥ فرضية عزوية .
٦ فرضية بديلة .
٧ فرضية نسبية .
٨ فرضية سببية .
٩ فرضية شرطية .
١٠ فرضية احتمالية .
١١ فرضية حتمية .
١٢ فرضية منافسة .
ولكل واحده امثلتها ومسبباتها , فمثلاً , الفرضية السببية ترجع الى الاسباب , كأن تقول ان زيادة التدريب يقلل من دماء المعركة .
مثال .. الفرضية الترابطية .. العلاقه بين متغيرين , فاذا علمنا ماذا حل بالمتغير الاول يمكن تنبؤ الثاني مثالها الربيع العربي عندما حصل كانت الفرضية الترابطية تقول سوف يتغير النظام في كذا وكذا وكذا , كما يقول الشاعر :
من حُلقت لحية جارٍ له ...فليسكب الماء على لحيته ...
اي ان يجهّز هو الاخر نفسه .
---------------------------
التحليل الاستخباري
----------------------------
يعتمد التحليل السياسي على ثلاثة محاور وبياناتها وهي : الحدث , واسبابه , وماسيترتب عليه , وكل ذلك اعتماداً على مجريات واحداث , اما التحليل الاستخباري فهنالك ثمانية محاور هي :
١ تقييم القضية او الحدث .
٢ تركيب الاحداث ومدى انسجامها مع بعضها .
٣ توصيف ماحصل بكل دقة .
٤ دراسة اسباب الحدث او الاحداث .
٥ الرؤية العامة لما يحدث .
٦ الانذار مما يمكن ان يحدث من خلال استنتاجات موضوعية وعلمية .
٧ الشواهد والمستجدات الآنية للحدث .
٨ التقرير والتوضيح لما سيحصل .
والمحاور الثمان هي اليات التحليل الاستخباري التي توضع امام مسار المعلومات لتصل الى معرفة وتحليل وفهم ومنطق وقوة وواقع , اما في حال عجزنا عن المعلومات هنا نذهب الى الفرضيات اي التوقعات .
-----------------------------
الفرضية الاستخبارية
-----------------------------
احد ابرز وسائل اختبار الضباط من ذوي قابليات التحليل والعصف الفكري هم الذين يمكنهم ان يتكلموا عن فرضيات مع شواهد وقرائن , فعندما يتعرض انسان لالام يتم التكهن والفرض بان الالم بسبب كذا وكذا , وكل شخص يفترض له فرضية.. زائدة دودية .. الام معويه ..قولون , لكن عندما يراجع الطبيب يرسل الى المختبر لاخذ الفحوصات اللازمه وهذه معلومات ثم يقولون تم اجراء التحليل , اي بعد العينات يتم التحليل ولعل احدى الفرضيات تجدها مطابقه للنتيجة , وهذا يشبه توصيف التسلسل المنطقي اي الفرضيات ثم المعلومات ثم التحليل.
ان مركز التحليل والضابط المتدرب والعنصر المتدرج وكبار قادة الاجهزة الاستخباريه عليهم دوما بحث فرضيات ضمن اختصاصهم , سواء استخبارات القوة الجوية والبحرية والبرية ومجلس الامن الوطني واجهزة الامن والجيش ومراكز الدراسات الامنية والعسكرية ومستشارية الامن الوطني وغرف الفكر في الخارجية ومجلس الدفاع والقيادة العامة , كلهم عليهم انتاج فرضيات من الواقع .
فالبعض مثلا يقول ان الحرب بين امريكا وايران سيناريو متفق عليه , والاستدلال يقول ان اسقاط الطائرة الاوكرانية كان بسبب حالة الانذار القصوى التي دخلها الايرانيون , مما يضرب فرضية المسرحية التي يتكلم بها بعض المراهقين في مقتل .
فعند الغموض تكثر الفرضيات والتكهنات وحتى تتحول الى اشاعات , وعندما يكون الجهل منتشرا في اوساط الشعوب فبدل الفرضيات العلمية تأتي الفرضيات الجاهلة والغريبة التي تشبه الخيال , والفرضية ليست خيالاً بحتاً وانما هي فكرة او تصور او قراءة استباقية لاحداث مبنيه على تدبر وتفكير واستدلال
وعندما يلاحظ الضابط الجنائي الجثة , يبني فرضيات قبل اية معلومة , فتراه يبحث عن المستفيد من القتل , ومن يحوم قريباً من الجريمة , ويسأل عن الدوافع , وكل ذلك قبل البصمات وقبل المعلومات .
ان الفرضية المتنافسة هي الاقرب الى التحليل الاستخباري حيث تعتمد الادلة والبراهين والاشارات
ان مراحل تنفيذ او تطبيق فرضية التنافس او التنافسية هي الاقرب الى الاستخبارات وتكون وفق ريتشاردز هيير الباحث في علم النفس الاستخباري , بما يمكن ايجازه برأينا ضمن الخطوات التالية :
١ الفرضية : هي الخطوة الأولى في العملية من خلال تحديد جميع الفرضيات المحتملة ، ومن المفضل استخدام مجموعة من المحللين ذوي وجهات نظر مختلفة لتبادل الأفكار حول الاحتمالات .
٢ - الأدلة؛ يقوم المحلل بعد ذلك بجمع الأدلة والحجج التي تفند او تدعم فرضية دون اخرى .
٣ تدقيق الادلة : ويتم فيه تدقيق الادلة المباشرة والظرفية للتأكد تماماً من صحتها وعدم قبولها لأكثر من تفسير قبل مقابلتها بالفرضيات الاولية , لأن الدليل الخاطيء قد يسقط فرضية صحيحة في حال عدم تدقيقه , لذا يتم جمع الادلة بدقة ومراجعة كافة التقييمات والفجوات .
٤ المقابلة او المصادمة : توضع الادلة قبال كل فرضية ويصادمها بها , فإتهام سين من الناس بارتكاب القتل المباشر باعتباره مستفيد هي فرضية معقولة , لكنها تسقط من الاعتبار ان علمنا انه كان وقت الجريمة مسافراً للعلاج في تركيا منذ شهر وهكذا يتم تصادم كل معلومة امام كافة الفرضيات , ليتم اسقاط مجموعة فرضيات وتثبيت فرضيات تبقى صامدة .
٥ المقارنة : من خلال الخطوات السابقة يتم استخلاص استنتاجات اولية نسبية حول الاحتمالات لكل فرضية من الفرضيات المتبقية , ثم يستبعد بحذر شديد الفرضيات الابعد والاقل امكاناً .
٦ التقييم : يضع المحلل امام صانع القرار نتائجه التي توصل اليها ، بالإضافة إلى ملخص عن الفرضيات المستبعدة وسبب استبعادها .
اذن لابد من فرضية ثم معلومات ثم تحليل , فالفرضية تسبق المعلومة , اما التحليل فيكون بعد المعلومة ومن نتاج مصادمتهما معاً.
--------------------- --------------------
العدو في مخيلة كليات الاركان
------------------------------------------
كانت المناورات العسكرية تسمى فرضية كاصطلاح عسكري , فيقولون فرضية , اي افتراض جنس العدو وكيفية مهاجمته وفي اية تضاريس , فالفرضية نوع من التنبؤ الكبير وهي اوسع خيالاً من التحليل.
فلو دخلت في أية كلية للأركان في دولة ما من الدول , وتأتّى لك الاطلاع على خرائطها ودراساتها لفوجئت بما لاتتوقعه , ذلك انك ستجد فيها خرائط لدول تربطها علاقات طيبة وجارة محدد عليها مئات الاهداف الجوية والبرية الحيوية وستجد دراسات عن ماهو متوقع في حال حصول حرب معها وهل هي برية ام بحرية ام جوية ام شاملة , والاخيرة ان كانت حدودية , وستكتشف ان ماتعتبره صديقاً وحليفاً لبلادك خارج تلك الدراسات , يرمز له بالعدو داخلها !!!!.
والسبب في ذلك ان الجيوش المحترفة تكون مستعدة دوماً لقيام الحرب وتبني على ذلك فرضيات واسعة خصوصاً مايتعلق بالعدو والعدو المحتمل , ومن هنا تجد انه ماإن تنطلق حرب بين دولتين , فإن مئات الاهداف تُضرب في الساعات الاولى لشرارة الحرب , فمتى تم احصاء تلك الاهداف ورسم احداثياتها ؟ لاشك ان الجواب المنطقي هو ان هنالك فرضيات مسبقة بنيت من سنين طويلة لقيام حرب في يوم ما , وتم تسجيل المنشآت الحيوية لتلك البلاد كأهداف بإحداثيات مضبوطة , من هنا نرى ان المخيلة الافتراضية طليقة في اعتباراتها ولاتقوم بالضرورة على معلومات , مما يجعلها واسعة المجال ومطاطية الاستنتاجات .
ان كل الجهد الاستخباري الاستراتيجي يبغي فهم النظام العالمي , التحالفات والمصالح , الاهداف والغايات لدى الدول , قوة وضعف الانظمة , الخطر والتهديد الظاهر والباطن , بمعنى فهم اين نحن واين سنكون وكيف , واي الطرق هي الاصح والافضل واين مصالحنا ومع من , وفي اي حلف نكون ومع من نرتبط واين نستثمر , فالفرضيات عمل تحليلي مهم وطويل الامد يرسم خارطة واضحة امام صناع القرار وقيادة الدول , والزعامات السياسية التي تعجز عن فهم الفرضيات واستيعاب ابعادها ستكون فاشلة ومحبطة وغير فاعلة على الصعيدين الداخلي والخارجي , فمثلاً لابد من بناء فرضيات من الان عن ماستكون عليه علاقة العراق وامريكا , وعلاقة العراق وايران , لابد ان توضع فيها الاحتمالات والفرضيات , وتدرس , ويتم اختيار الاقرب منها .
------------------------------
حين لا تتخيل الاسوأ
------------------------------
لو سألت اي محب لكرة القدم عن توقعاته عن مباراة بين منتخبي البرازيل وبنغلاديش لسخر منك لأن مخيلته لاترى سوى الخسارة الفادحة لبنغلاديش بنصف دوزينة اهداف على الاقل , اما لو أعدت السؤال على رجل استخبارات , سيرى ان هنالك عشرات الاحتمالات قد يكون ضمنها تعادل الفريقين او حتى فوز بنغلاديش !!! , ففي العمل الاستخباري لابد من تنبؤ وقراءه مستقبل حقيقي بين فرضيتين , قبل اختيار الافضل حتى وان كان بنسبة ٩٩ ٪ , أوالاسوأ حتى وان كان ١٪ , اي لابد من تعدد السيناريوهات وكل الاحتمالات , فمجال الاستخبارات هو عمل الاذكياء واصحاب الفكر والمنطق والتخيل , حيث توضع جميع الفرضيات في الجانب الامني والاستخباري والسياسي والعسكري , فالفرضيات في التحليل الاستخباري هي قابلية الاستنباط والتنبؤ وفهم الاحداث والبحث عن اسبابها وما ستؤول اليه .
ويجب ان لايتم استبعاد الفرضية الا في حالة استحالتها , فقبيل الحرب العالمية الثانية كانت الاخبار تتوارد على البريطانيين بأنّ سلاح الجو الالماني يتطور بسرعه هائلة , لكن الانكليز كانوا مطمئنين من عدم خطره اعتماداً على ان الالمان لا يمتلكون مطارا قريباً لبريطانية حيث لم يكن ضمن مديات وقود تلك الطائرات , لكنهم لم يضعوا في فرضياتهم ان يحتل الالمان فرنسا ويستخدموا مطاراتها لقصفهم .
وهذا ما اخفقت فيه اخيرا امريكا عندما اقدمت على تجاوز الخط الاحمر دون حساب الفرضيات ودراستها والتنبؤ بها , فتلقت اثر ذلك ضربات صاروخية على قواعدها العسكرية كما لم يحصل معها حتى في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي , حتى انها اضطرت الى اخراج قطعاتها من قاعدة بلد مؤخراً حيث ترك افرادها حتى ملابسهم الشخصية , اي ان قرارهم كان لا يناسب دولة بهذه المكانة والامكانيات , حيث ادى عدم دراسة الفرضيات الى ان تهين دولة بعظمة امريكا نفسها بنفسها.
فأن تقتل رجل يصنف عندها كعدو على ارض بلد اخر وبهذا الشكل الذي يضعها في خانة ارهاب الدولة , , ثم تاتي لتهدد البلد الذي انتهكت سيادته , ثم تتلقى ضربات بمجموعة صواريخ بعيدة المدى ليضطر رئيسها ان يصف الضربة انها بلا اضرار وينهي كلامه بأنّ ايران دولة عظمى , اي بمعنى : لا عليك ولا تهتم , وهو جالس في الوحل, فهذا يعني ان احتمال تلقيها لضربات صاروخية لدى استخباراتها كان غير وارداً .
لم يكن الامريكان يمتلكون معلومات عن الرد او نوع الرد الايراني عليهم واساسا هل سيجرؤ الايرانيون على الرد , لكن الفرضية كانت ممكنة في ان يكون الرد صاروخياً , وتحديدا في العراق , وسيستهدف قواعد عسكرية امريكية , , وسيكون ليلا ويتجنب المناطق المأهولة , ويكون مباشراً , لكنها ستبقى فرضيات ممكنة تحل محل التحليلات لان المعلومات شحيحة .
وفي مثال آخر , كان شوارسكوف يتسائل بإندهاش في مذكراته (الامر لا يحتاج الى بطل) كيف قبل جنرالات صدام غزو الكويت ولم تمر على حرب ايران سنتين !! , فهذا الجنرال لم يفهم النظام في العراق , وكيف يتخذ القرار , وآلية القرار ومدى استهتاره آنذاك , ولا يفهم بأنّ مجموعة تعطي الرئيس استشارات عسكرية وهي ليست عسكرية , واخرى تعطيه استشارات سياسية وهي لا تفهم سياسة .
-------------
خلاصة
-------------
الجهاز الاستخباري جهاز مشكك , ولايحكم على الامور ببساطة ولايغلق عينيه عن الخطر الا بعد نهايته ومحوه تماماً , ومن هنا هو يبحث في كافة الفرضيات دون استبعاد شيء , ثم يجمع معلوماته عن كل شيء يهمه ويقارن بين الفرضية والمعلومة كي يصفي الفرضيات غير الممكنة ومن ثم يركز على كل ماهو قريب من الواقع مدعماً عمله بالمعلومات المغربلة التي لاتقبل الخطأ وصولا للتحليل , والله الموفق .
#بشير_الوندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
