أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد صبيح - مالايمكن تحقيقه














المزيد.....

مالايمكن تحقيقه


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 11:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أينما يضع السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي قدميه ساعيا لحل أزمة سياسية أو توترا امنيا ستسبقه أو تلحقه أيدي التخريب الأخطبوطية ساعية بدورها لتقويض أي دور أو قدرة للحكومة على لعب دور ما في معالجة مشاكل واحتقانات الوضع العراقي. هذا ما حدث بعيد عودته من مدينة البصرة، التي زارها لوضع حد للتوتر السياسي والأمني فيها، حيث تفجر الوضع في المدينة بعيد الزيارة بصورة ملحوظة وغير مسبوقة بانفجار سيارة مفخخة ليعقبها رد فعل مصطنع ضد مسجدين سنيين كتطييف قسري للمسار الأمني والسياسي في المدينة. وقبل هذا كان السيد المالكي قد شهد بنفسه حالة الفوضى والتجاذب بل التنازع في مجلس محافظة المدينة الذي عكسه اللغط والفوضى والمقاطعات التي سادت اجتماع المجلس مما اضطره لان يلعب دور قارئ المنبر الحسيني لحثهم( بترديده الصلاة على محمد وال محمد ثلاث مرات) على السكوت والإصغاء إلى ما كان يريد قوله لهم. هذا الوضع وغيره من أوضاع متفجرة في كل أنحاء العراق ولاسيما في العاصمة بغداد يؤكد على ضرورة أن يضطلع بالجهد الأمني أناس مختصون ومعنيون بالواجب الأمني لكي لا يضطر رئيس وزراء غارقا باهتمامات واستحقاقات إدارية وسياسية واسعة وعميقة إلى التصدي لملفات جزئية في منطقة هنا أو هناك. لهذا استوجب بالبداهة أن يُسَرع في حل أزمة تشكيل الوزارتين الأمنيتين المعطل انجازهما بسبب التصارع الدائر بين الأطراف السياسية على هذا الملف وعلى كل شان وطني آخر.

والسؤال هنا هو هل ستستطيع حكومة السيد المالكي إيجاد مخرج عملي ومناسب لحل هذه الإشكالية بنفس الطريقة والآلية التي حلت بها أزمة تسمية الحقائب الوزارية الأخرى؟

لقد كانت مشكلة تسمية الحقائب الأمنية من بين اكبر المعضلات السياسية التي واجهت الأطراف السياسية العراقية بسبب من حساسية وأهمية هاتين الحقيبتين، ولانعدام الثقة بين جميع الأطراف تعرقلت كل المساعي لحل هذه ألازمة مما أدى إلى طرح فكرة بديلة هي أن يتسلم الحقيبتين أناس مستقلون بعدما عجزت آلية المحاصصة التي اعتمدتها الأطراف المتنازعة لحل كل الإشكالات السابقة عن حل هذه المسالة العالقة.


وتسليم الحقائب الأمنية لأناس مستقلين يمكنه أن يكون حلا مثاليا لهذه الإشكالية التي تعيشها الحكومة ويدفع ثمنها المواطن العادي يوميا دماء وخوف وقلق ومعاناة مؤلمة لنقص أو انعدام الخدمات إلا انه كحل يبدو غير ممكن التحقيق وذلك لعلة رئيسية تكمن في طبيعة العقل السياسي للقوى التي تدير العملية السياسية في العراق الآن ، والتي أثمرت التركيب المحاصصي الطائفي والعرقي الذي أسست له هذه القوى ومارسته باندفاع مريب. والواقع الذي أنتجته هذه العقلية هو بالتحديد الذي سيعيقها عن حل أي إشكال ستواجهه وليس إشكال تسمية حقائب حساسة كحقيبتي الدفاع والداخلية فقط. فهذه الحكومة التي انبثقت كتعبير عن عقل المحاصصة الطائفي الذي أفرزته الآلية السياسية تحمل بذور عجزها ودمارها بداخلها ولهذا سيكون عجزها مزمنا وملازما لمسارها ومعرقلا لسعيها في حل أي إشكال طالما بقيت المحاصصة هي المبدأ المتحكم في نظرتها للواقع وفهمها له. وبهذا سوف تقع هذه الحكومة ومعها العملية السياسية والقوى السياسية المسيرة لها في مأزق كلما خرجت، إن استطاعت، من آخر.

قد تستطيع الأطراف المتنازعة محاصصيا إيجاد مخرج لهذه المشكلة، ففي النهاية مسالة تسمية وزراء هي إجراء إداري قانوني بقدر ماهو سياسي. لكن هذا لا يمنع من القول إن هذه الوزارة وبسبب خلفية تشكلها سوف لن تستطيع النجاح ولا حتى البقاء إلا إذا استطاعت، هي والقوى السياسية المنضوية تحتها والتابعة لها، أن تجترح معجزة الوحدة الوطنية، المعطلة، بصورة حقيقية. وهذا يتطلب منها السعي بجدية وصدق لأبعاد شبح الفرقة الطائفية والعرقية بتبنيها لمشروع وطني يكون قاسما مشتركا يضع في برنامجه المبادئ الوطنية الأساسية كوحدة العراق و تأكيد هويته المتعددة البعيدة عن مجاراة الأهواء القومية والطائفية لهذا الطرف أو ذاك، وكذلك تكريس رابطته العربية، الجغرافية الثقافية، وليست العنصرية، ووضع وتعميق مفهوم المواطنة كوحدة جوهرية لتركيب المجتمع، والعمل على خلق آليات ديمقراطية سليمة وليست شكلية، وإبعاد الدين عن الدولة وعن المجتمع.

وهذه كما يبدو مهام مستحيلة وشروط تكاد تكون تعجيزية لا تستطيع هذه القوى بتركيبتها الحالية وظروفها الآنية أن تنجزها بل ولا حتى باستطاعتها تخطي صراعاتها لتفتح الأفق على واقع جديد وحلول جديدة، وهذا العجز سوف لن يخلصها ( أو يعفيها) منه سوى نقلة نوعية في وعي الشعب العراقي تعينه على الأخذ بزمام المبادرة كما الشعوب المتحضرة. وان حدث هذا فانه سوف يقوم باجتراح سابقة استثنائية غير معهودة تاريخيا هي انه سيحرر نفسه بنفسه بغير ما طليعة سياسية تقوده.

7-6-2006



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة الانصار الشيوعيين
- حكومة المالكي والتحول في مسار الواقع السياسي
- إختلافاتنا البهية
- بشتاشان ذاكرة التاريخ
- ربطة العنق التي ستخنق العراقيين
- سيف البغي
- صفعة على خد ناعم
- من هو رجل أمريكا القوي في العراق؟
- ماقالته الانتخابات
- معبر الانتخابات الى الهزيمة
- الانتخابات العراقية... منتصرون ومهزومون
- صحوة الدائخ
- المصالحة الوطنية... ماساة ام مهزلة؟
- نظرة في الدعاية الانتخابية
- محنة الناخب العراقي وسؤال الشرعية
- ثوب الديمقراطية الفضفاض
- تمخض الجبل فولد فارا
- حق الانفصال وداعا ايها الكرد وداعا
- خلل بنيوي وتبعية مركبة
- ماذا عن القتلة


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد صبيح - مالايمكن تحقيقه