أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد جميل تمراز - ثلاثة وأربعون عاماً على استشهاد المعلم القائد كمال جنبلاط زعيم الحركة الوطنية اللبنانية - 16 آذار (مارس) 1977م:















المزيد.....

ثلاثة وأربعون عاماً على استشهاد المعلم القائد كمال جنبلاط زعيم الحركة الوطنية اللبنانية - 16 آذار (مارس) 1977م:


سعيد جميل تمراز

الحوار المتمدن-العدد: 6516 - 2020 / 3 / 17 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أ.سعيد جميل تمراز
يعتبر كمال جنبلاط زعيماً للحركة الوطنية اللبنانية في بدايات الحرب الأهلية اللبنانية، وأحد مؤسسي الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، ويعتبر من الشخصيات اللبنانية المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية، ولد كمال جنبلاط في بلدة المختارة بقضاء الشوف في لبنان في ٦ كانون الأول (ديسمبر) ١٩١٧م، وهو سليل عائلةٍ ورثت الإمارة والشهرة والثروة، والده فؤاد بك جنبلاط اغتيل في ٦ آب (أغسطس) ١٩٢١م، في وادى عينبال، وكان «قائمقام» لقضاء الشوف أيام الانتداب الفرنسي على لبنان، ووالدته السيدة نظيرة جنبلاط التي لعبت دوراً سياسياً مهماً بعد وفاة زوجها وعلى امتداد أكثر من ربع قرن كان لديه شقيقتان هما ليلى وقد توفيت بمرض الحمى وهى في الرابعة من العمر، وليندا المتزوجة من الأمير حسن الأطرش والتي اغتيلت في منزلها في بيروت في ٢٧ آبار (مايو) ١٩٧٦م، نال الابتدائية عام ١٩٢٨م.
بالرغم من كرهه للسياسة، منذ صغره، إلا أن ذلك لم يمنعه من المشاركة في مناسبات وطنية عديدة في عينطورة، كان كمال يبدى تعاطفا خاصاً بالقضايا العربية، فهو شديد الإعجاب والحماس بسعد زغلول، حتى إنه ذهب في عام ١٩٣٤م، عند استقلال مصر إلى رئيس الرهبان في مدرسة عينطورة ليطلب منه أن يعلن ذلك اليوم عطلة احتفاء باستقلال أول دولة عربية، ثم نال شهادة البكالوريا في يونيو ١٩٣٦ونال شهادة الفلسفة عام ١٩٣٧م، وفى سبتمبر ١٩٣٧م، سافر إلى فرنسا ودخل كلية الآداب في السوربون وحصل على شهادة في علم النفس والتربية المدنية وفى علم الاجتماع، وفى سبتمبر ١٩٣٩م، عاد إلى لبنان بسبب الحرب العالمية الثانية وتابع دراسته في جامعة القديس يوسف، فنال إجازة الحقوق عام ١٩٤٠م، وبين عامي ١٩٤١ ١٩٤٢م، مارس المحاماة في مكتب المحامي كميل إده في بيروت، وعين محامياً رسمياً للدولة اللبنانية ولم يستمر سوى عام واحد إذ توفى ابن عمه حكمت جنبلاط نائب جبل لبنان عام ١٩٤٣، واضطر حينها إلى دخول المعترك السياسي.
جرت مبايعته بالزعامة عام 1943م، بعد موت ابن عمه حكمت جنبلاط وذلك فور انتهاء مراسم الدفن، وكان عمره ما يزال 25 عامًا، وفاز في العام نفسه بالانتخابات النيابية ودخل المعترك السياسي، وأعلن على الملأ معاداته لقوى الانتداب الفرنسي في لبنان ووقوفه إلى جانب حكومة الاستقلال. وبذلك خط كمال جنبلاط خطًا سياسيًا جديدًا خرج عمّا كان مألوفًا أيام والدته التي عُرفت بعلاقتها المتينة مع قوى الانتداب وميلها نحو الطبقات البورجوازية، ودعمها العائلات الارستقراطية.
بعد الاستقلال تابع كمال جنبلاط خطه السياسي، مشددًا على وجوب المحافظة على الاستقلال، ودخل عدة وزارات مشاركًا في الحكومة. وفي عام 1947، بدأ مرحلة المعارضة السياسية بعد أن اكتشف عمق الفساد والرشوة والفوضى التي تتخبط بها البلاد، وعمل جنبلاط منذ بدايات معركته على محاربة الاقطاع المتحدر منه، فوزع أراضيه على الناس بسبب ايمانه العميق بالاشتراكية، ومع دخوله البرلمان العام 1942 قدم أول وثيقة اصلاحية تحت عنوان «رسالتي كنائب».
في 17 آذار (مارس) 1949م، أسس كمال الحزب التقدمي الاشتراكي رسميًا، وفي الأول من أيار (مايو) 1949م، أعلن ميثاق الحزب، وحدد غاية الحزب هي السعي لبناء مجتمع على أساس الديمقراطية الصحيحة تسود فيه الطمأنينة الاجتماعية والعدل والرخاء والحرية والسلم، ويؤمن حقوق الإنسان التي أقرها ميثاق الأمم المتحدة ومن ضمنها لبنان.
في عام 1951م، أسّس الجبهة الاشتراكية الوطنية لمحاربة الفساد الداخلي في لبنان، ثم دعا باسم الحزب التقدمي الاشتراكي إلى مؤتمرٍ للأحزاب الاشتراكية العربية، وعُقد المؤتمر في بيروت في أيار (مايو) 1951م، كما مثل لبنان في مؤتمر حرية الثقافة الذي عُقد في سويسرا في حزيران (يونيو) 1952م.
استمر كمال جنبلاط في مواقفه الوطنية والقومية والإنسانية من منطلقٍ مبدئي ثابت، حيث عقد في آب (أغسطس) 1952م، مؤتمرًا وطنبًا في دير القمر باسم الجبهة الاشتراكية الوطنية، مطالبًا رئيس الجمهورية بشارة الخوري بالاستقالة، وفي أيلول (سبتمبر) من العام نفسه استقال الخوري، وجرى انتخاب كميل شمعون رئيس الجبهة رئيسًا للجمهورية، لكنه اختلف معه في العام التالي لعدم التزام شمعون بمقررات المؤتمر ولا ببرنامج الجبهة، بعد ذلك أسس الجبهة الاشتراكية الشعبية المعارضة لعهد كميل شمعون في أيلول (سبتمبر) 1953م، وشارك في مؤتمر الأحزاب العربية المعارضة الذي عُقد في بيروت في أيلول (سبتمبر) 1954م، وساند كفاح مصر ضد العدوان الثلاثي عام 1956م، وأسهم بشكلٍ مباشر في إعادة إعمار ما تهدم من لبنان إثر زلزال عام 1956م، كما قاد انتفاضةً شعبيةً عارمة عامي 1957-1958م، سياسيًا وعسكريًا ضد عهد كميل شمعون الذي حاول ربط لبنان بالأحلاف الاستعمارية، وكان يستند في ذلك إلى عبد الناصر، وعلى أساس هذه الانتفاضة أيد انتخاب فؤاد شهاب رئيسًا للجمهورية اللبنانية في أيلول (سبتمبر) 1958م، وزاول مهامه معاونًا له ومن بعده معاونًا للرئيس شارل الحلو حتى عام 1973م.
أسس كمال جنبلاط جبهة النضال الوطني عام 1960م، ووضع نواة جبهة الأحزاب والقوى التقدمية والشخصيات الوطنية عام 1965م، ثم مثل لبنان عام 1966م، في مؤتمر التضامن الآسيوي الأفريقي، وترأس وفدًا برلمانيا إلى الصين الشعبية، وكان موقفه صلبًا تجاه نصرة الجزائر في نضالها ضد الاستعمار الفرنسي.
وعندما شنت "اسرائيل" حربها على الدول العربية عام 1967م، وقف كمال جنبلاط إلى جانب مصر وسوريا والأردن، وأيّد القضية العادلة للشعب الفلسطيني، ثم ترأس اللجنة العربية لتخليد جمال عبد الناصر عام 1973م، كما انتُخب بالإجماع أمينًا عامًا للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية في العام نفسه. وتصدى عام 1975-1976م، للمؤامرة الصهيونية الانعزالية في لبنان، وقاد نضال الحركة الوطنية اللبنانية معلنًا برنامج إصلاحٍ مرحلي للنظام السياسي في آب (أغسطس) من عام 1975، وتأسيس المجلس المركزي للأحزاب الوطنية التقدمية.
اغتِيل كمال جنبلاط في السادس عشر من شهر آذار (مارس) عام 1977م، مع مرافقيه فوزي شديد وحافظ الغصيني، وقد كان ذلك عند مدخل بلدة دير دوريت في الشوف وبالقرب من حاجز للجيش السوري المنضوي تحت قوات الردع العربية، والسيارة التي اغتالته تحمل لوحة أرقام ٍعراقية، ويتهم ابنه وليد جنبلاط القوات السورية باغتياله. نتيجة ذلك خرج الدروز للثأر لمقتل زعيمهم وقتلوا 144 مسيحيًا في منطقة الشوف ظنًا منهم أنهم من اغتاله، وسبب ذلك النزاع الدرزي- المسيحي الذي قام حينها.
كان للقائد كمال جنبلاط حضور داخل جماعته وخارجها، هو الذي تمتع بمواصفات فريدة كتب عنها في احدى مقالاته: «هي مهمة القائد الحقيقي الذي ينشئه القدر، فيحتويه هو بدوره، ويتسم شخصه بهذا الجاذب السحري، الذي لا تحليل مادياً يوفيه، كأن يحيطه الابداع بهالة من النور الخفي، وبقوس قزح غمامة الانتصار على التقليد وعلى الماضي».
امتلك كمال جنبلاط مشروعاً سياسياً قوامه بناء دولة ديموقراطية حديثة، لكنه لم يكن قادراً على تحقيق أهدافه بسبب بنية النظام الطائفي اللبناني، وقدم جنبلاط في كتابيه «الممارسة السياسية» و«حقيقة الثورة اللبنانية»، شهادة للتاريخ باعتباره أن الطائفية السياسية في لبنان تتحمل وحدها، وربما أكثر من ثمانين في المئة مسؤولية الأزمات السياسية المتلاحقة، وأكد في أطروحاته أن لا خلاص للبنان الا بالتخلص من الطائفية السياسية، مع العلم أنه ميَّز بدقة بين الطائفية والانتماء الديني، وسعى كمال جنبلاط خلال مسيرته الى محاربة الطائفية السياسية، ومحاولة اشراك الجمهور في السلطة في ما يمكن أن نسميه الديموقراطية الشعبية.



#سعيد_جميل_تمراز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى مقتل الناشطة الأمريكية -ريتشيل كورى-، 16 آذار (مارس) ...
- اثنان وأربعون عاما على العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان
- انتفاضة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضد التوطين
- الانتفاضة الفلسطينية الأولى: الأسباب - المسار – النتائج (198 ...
- القدس في المفاوضات العربية الإسرائيلية : الواقع واحتمالات ال ...
- سياسة الفصل -الإسرائيلية-، وأثرها على مستقبل إقامة دولة فلسط ...
- أثر المفاوضات الفلسطينية – -الإسرائيلية- على الوحدة الوطنية ...
- دور مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية بالقدس في حفظ وتوثي ...
- طرد الفلسطينيين في الفكر والممارسة الصهيونية 1882 - 1949


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد جميل تمراز - ثلاثة وأربعون عاماً على استشهاد المعلم القائد كمال جنبلاط زعيم الحركة الوطنية اللبنانية - 16 آذار (مارس) 1977م: