أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبوزيد محمد - مقتل الحلاج محنة كل عصر














المزيد.....

مقتل الحلاج محنة كل عصر


محمد أبوزيد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6516 - 2020 / 3 / 17 - 22:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يرى البعض حتى الأن, أن الحلاج أحد أولياء الله, وأن قتله كان إثمًا كبيرًا, في حين يرى البعض أن قتله كان أمرًا واجبًا, وهو ماقاله الحلاج نفسه "أقتلوني , تؤجروا وأستريح!"
" ولد ابو المغيث بنالمنصور الملقب بالحلاج فى حدود سنة 244 هـ بقرية قريبة من بلدة البيضاء الفارسية ومات مقتولآ ببغداد سنة 309هـ .
" إن قضية الحلاج لاتقتصر على كونه رجل قتل على يد السلطة الحاكمة بفتوى فقهية أنتهت بمشهد موتآ تراجيدى, بالعكس إنها قضية كل عصر .
" سلك الحلاج فى التصوف مسلكًا تعمق فيه بكليته حتى وصل الى سدرة منتهى العشق الإلهى وكانت نتيجته الحتمية بالحكم عليه بالإعدام وفى اليوم الأول من محاكمته والتي أستمرت ثلاثة أيام, قطعوا يده فغسل وجهه بدمه وهو يقول:( ركعتان فى العشق لا يجوز وضوئهما إلا بالدم ) لم يصل بيه الحال بتلك الدرجة إلا بعد مجاهدة للمعرفة والوصول لمنبع النفس حتى تصافت النفس كالمرآه فأنعكس عليها إشراق من نور مصدرها معبرًا عن تلك الحال ودمائه تسيل على وجهه :( هؤلاء عبادك قد اجتمعو لقتلى تعصبآ لدينك وتقربآ اليك , فاغفر لهم , فإنك لو كشفت لهم ما كشفت لى لما فعلو , ولو سترت عنهم ما سترت عنى لما أُبتليت بما ابتليت , فلك الحمد فيما تفعل ولك الحمد فيما تريد .
" بدأ الحلاج طريقه بمجاهدة النفس و هى من الركائز الاساسية التى يقوم عليها التصوف , بدأها بالسفر والترحال من مكان الى مكان فوصل الى الهند وتلقى الكثير من العلوم والتى دامت خمس سنوات وانتهت بمكة , ويتحدث عن تلك الرحلة ابو يعقوب النهرجورى "دخل الحسين بن منصور مكة , فجلس فى صحن المسجد لايبرح موضعه الا للطهارة او الطواف , لايبالى بالشمس ولا المطر "
" واثناء رحلته تتلمذ على يد عمرو بن عثمان المكى بالبصرة وكانت أحدى العواصم الفكرية للاسلام , وبعد خلافه مع عمرو المكى وبالتحديد عام 264هـ توجه الحلاج الى بغداد ليستشير الجنيد فى خلافه مع المكى فكان ذلك بداية اتصاله بالجنيد وعلاقته معه كمعلم ثانى , والتى انتهت بأن الجنيد طرد الحلاج من مجلسه قائلآ : اذهب فاى خشبة ستفسدها وفى ذلك اشارة تنبأ الجنيد بقتله .
ولم يقل الجنيد ذلك عبثًا بل لعلمه بأن أهل زمانه لم يتقبلو ما صرح به الحلاج بما كٌشف له من معارف وتجليات, وبالفعل أعتزل الحلاج مجلس الجنيد وتواصل فى إلقاء دروسه والذى لم يصلنا منها الا الطواسين وهى عبارة عن مجموعة من المفاهيم والعقائد الصوفية للحلاج وضع فيها جملة ارآءه وهو تكوين مُنظم لأفكاره وتجلياته ومنها: ( فى طاسين الفهم :-
افهام الخلائق لا تتعلق بالحقيقة , والحقيقة لا تتعلق بالخليقة .
الخواطر علائق , وعلائق الخلائق لا تصل الى الحقائق.
والادراك إلى علم الحقيقة صعب , فكيف إلى حق الحقيقة .
اشار الحلاج فى هذا الاعتقاد بصعوبة الوصول الى المعرفة الحق وقد ادرك ذلك بالمعرفة وتطوره الروحى وان اشراق التجليات الإلهية على النفوس يتفاوت بمدى استعداد النفوس ودرجة إدراكها وقد وصل الحلاج فى ادراكه واشراق التجليات الإلهية الى مرحلة الجَذب فقال :
عجبت منك ومنى يا مـنيـة المتـمنـى
ادنيتنى منك حتى ظننت انــك انــى
وغبت فى الوجد حتى افنيتنى بـك عنـــى
يانعمتى فى حياتى وراحتى بعد دفنى
حتى ذهب فى الوجد قائلآ :- انــا الحـق
وقيل عنه انه كان يمشى فى الاسواق يصرح : ايها الناس اعلمو ان الله قد اباح لكم دمى فأقتلونى تأجرو , واسترح, اقتلونى تكتبو عند الله مجاهدين واكتب انا شهيد
فقد هام العشق به فلم يرى فى حياته سوى الله وان حقيقة وجوده هى الله ولا شئ آخر ولكن اشكالية الحلاج بين اللغة وبوحه باسراره التجلى كانت سبب نتيجته السجن ثم الحكم عليه بالقتل , قطعت يديه ثم رأسه وبعد قتل الحلاج اخذ التصوف منحنى آخر وقلت لغة الشطح وتشعبت مصطلحاتهم واصبحت اكثر غموضآ وبرهنت السلطة الدينية المتمثلة فى الفقهاء انها لها حق الردع لاى احد تسول له نفسه ان يقر امرآ دون الرجوع اليهم قيد الابداع ,قيد الفكر , قيد الفن ,قيد الحب, واصبح مقتل الحلاج مثالآ حيآ فهذا الحلاج وهذه محنته ومحنة كل عصر
احرقت كتب ابن رشد , كفر ابن عربى , قتل فرج فودة حاولوا اغتيال محفوظ ونفى نصر حامد ابوزيد وطلقت منه زوجته ومازال للحديث بقية.
نشر هذا المقال ضمن مشروع الكتاب المجمع الاول للصحبة الثقافية (بوح الصحبة) معرض الكتاب 2019



#محمد_أبوزيد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه آخر للصلصال للكاتبة-عبير الحلوجي-
- نيتشه على -عربية الكبدة-
- ثائرة من اليمن


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبوزيد محمد - مقتل الحلاج محنة كل عصر