أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - شجر الصفصاف الذي ينتج كمثرى في شوارع القاهرة















المزيد.....

شجر الصفصاف الذي ينتج كمثرى في شوارع القاهرة


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 11:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أستأذنكم تخصيص مقال هذا الأسبوع لرصد استجابة القراء لما يكتب في هذه الزاوية، أولا لأن العمود الأسبوعي- شاء الكاتب أو أبى- يحمل إلى القراء (هاجسا ما) يجول طليقا في نفس وخاطر الكاتب.. يستحث فيهم الاستجابة بالنقد أو بالتعاطف، وثانيا لأنه من الأنانية (على الأقل في التفسير المثالي) أن يستغل الكاتب مساحة متاحة له ليفرض على الآخرين حالة (إرسال) دائم وحيد الاتجاه.. إذ يحق عليه أيضا أن (يستقبل) منهم ويرد عليهم ويتعلم منهم، ثم ثالثا لأن رسائل هذا الأسبوع من القراء ربما- لا أدري لماذا- كانت الأكثر اتساعا في النقد والتعاطف كليهما، ولندع رسائل التعاطف الآن- على روعتها وصدقها- ونذهب إلى تلك التي (تنتقد بعنف) ما يبدو للبعض أنه تفاؤل مفرط بالحراك السياسي والاجتماعي في مصر.. أو تحدٍ زائد عن الحد للثقافة السائدة بشقيها الاجتماعي والديني.
أحد تلك الرسائل التي استوقفتني قال فيها القارئ الكريم:ِ(أنتِ تعيشين وهما اسمه "كفاية")! وأخرى تحمل اتهاما بما وصفه قارئ كريم ثان ٍ بأنه (عداء وحقد على الأديان) إلى جانب رسائل تتساءل بغضب أو بفضول عن كنه تلك (التجربة الذاتية) التي لابد أنها وّلدت مثل هذا التمرد على العادات والتقاليد.. أو الرغبة في كسر الحدود! تلك المواقف الثلاثة هي نفسها التي تثير تشجيع الكثير من القراء ثم هي نفسها التي تثير غضبهم.. العنيف أحيانا! وهي محاور ثلاثة يمكن فتح النقاش مع القراء عنها وفيها، ولكن لنتحدث أولا عن طبيعة "زاوية فضائيات" التي بفضلها نستقبل هذا الفيض الكريم من تعاطف القراء.. ونقدهم أيضا!
زاوية فضائيات ترصد بمنهج نقدي (على الأقل لدى كاتبة هذه السطور) ما يصل إلى الإنسان العربي من دفق معلوماتي أو توجيه أيديولوجي أو منتج ثقافي فني ديني اجتماعي.. إلخ عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وهو ما يعني أن (التقاط) مشهد من تلك المنتجات الإعلامية المعروضة كمدخل للتعبير عن موقف ما أو ما نسميه (هاجس ما) في نفس الكاتب سيكون بشكل أو بآخر (انتقائيا).. لغرض في نفس يعقوب هو أن (النقد سبيل التقدم)، هذا ما يعلمه لنا تاريخ الأمم التي خرجت من ظلام الركود الدامس إلى نور التقدم.. على متن أمواج النقد الخطرة، وخطورة النقد أنه يصطدم أول ما يصطدم بكل ما يسمى (ثوابت)، ومن تلك الثوابت في الثقافة العربية عموما الفهم العربي للثلاثي الشهير السياسة- الدين- الجنس، وهي مجالات ثلاثة يكثفها ويعكسها بتعقيداتها المنتج الإعلامي المرئي والمسموع، ونقدها أسقط ظلاله على رسائل القراء الكرام تحت عناوين: وَهمْ الثورة- التجرؤ على ثوابت الفكر الديني- ثم التمرد على منظومة العادات والتقاليد، ولنتناول اليوم الجزء الأول فقط.. ما وصف بأنه "وهم الثورة".
ما وصفه القارئ بأنه (وَهمْ الثورة) المعبر عن نفسه في نبرة التفاؤل المفرط بالحراك السياسي في مصر.. عبرت عنه قارئة كريمة أخرى بنبرة ألم واضح.. حين قالت إنها لم تستشعر أن الناس في مصر لديهم أي اكتراث أو إحساس بما يجرى.. وأنها سألت سائق التاكسي عن انطباعه فلم يعرف أصلا أن هناك جمعا من البشر يطلق عليه الآخرون اسم حركة كفاية! وسألها (كفاية إيه بالظبط؟)! وهناك قراء آخرون ساقوا أمثلة مشابهة، والحقيقة أن ذلك اليأس ينتاب الجميع من حين إلى آخر.. حتى رجال ونساء حركة كفاية نفسها! لكن لو نظرنا حولنا.. مثلا لو نظرت حولي.. سأقول لك إن جميع إخوتي ذكورا وإناثا وزوجاتهم وأزواجهم لم يعرفوا حتى الآن هذا الشيء الذي اسمه كفاية! وعندما أحاول شرح الأمر يهمهمون(آآآه.. إيييه) ثم ينسونه في اليوم التالي! ويفضلون الاستمرار على خيار عدم الاكتراث بهذا الذي سمعوا عنه من (واحدة طلعت في العيلة مجنونة ومخها طاقق)! ومثلهم جيراني وجاراتي وبعض زملاء العمل والبائعين والعمال والأطباء الذين نتعامل معهم في حياتنا اليومية.. لكن مهلا.. كلهم بلا استثناء لا يكلون من التعبير عن (الضجر) من انهيار هذا البلد! وهذا ما يدفع إلى البحث في تجارب الآخرين.. هل تعرفون أن نيقولاي تشاويسيسكو ديكتاتور رومانيا كان يقبض على بلده بيدٍ من حديد.. وأثناء وجوده خارج بلاده في زيارة رسمية لدولة أخرى قال ساخرا للصحفيين المتسائلين عن احتمالات الثورة عليه إنه (سيُخلع من الحكم يوم ينتج شجر الصفصاف كمثرى)! ثم في اليوم التالي عاد إلى بلده وبعدها بساعات.. بدا أن شجر الصفصاف أسقط بالفعل حبات الكمثرى! إذ تم سحله وقتله بعد خروج مظاهرة قوامها أكثر قليلا من مئة ألف.. معظمهم انضم للفرجة! المسألة أن ما من ثورة تمت في بلد وكانت (ملايين) الشعب تصنعها عن وعي.. عادة ما تكون هناك طليعة ما والباقي.. في أحسن الأحوال.. يدعو لهم بالتوفيق وهو يطل عليهم من الشرفات! لكن هذا الضجر الذي تضج به شكوى الأهل والجيران- أهلي وأهلك وجيراني وجيرانك- هو الذي يصنع- بطريقة ما معقدة- تلك الطليعة الحاسمة.. هذا قانون تاريخي.. هل تعرفون أن في تاريخ الثورة الفرنسية- أشهر ثورات العصر الحديث- ظلت عدة قرى فرنسية لا تعرف أصلا أن ثورة ما قامت وأن الباستيل أسقطه الغاضبون إلا بعد سنوات من حدوثها؟! هل منا من لا يدهشه عدد سكان الصين؟! بشر يزيد عددهم عن ألف مليون نسمة! فكم تتصورون عدد من تكاتف لتأسيس الصين الشعبية.. التي تخيف العالم الآن بما تحمله في باطن مستقبلها من قوة تستعد للاكتساح؟! بل كم تتصورون عدد من خرج وراء سعد زغلول؟ وكم من كان بالمنشية عندما أمم عبد الناصر قناة السويس؟ ثم أخيرا.. كم مواطنا مصريا كان يخرج إلى الشارع قبل سنتين رافعا لافتة (يسقط مبارك)؟! وكم مصريا الآن يخرج إلى الشارع الآن مطالبا بمحاكمة مبارك وعائلته وأزلامه؟! لا يرضينا عدد الناقمين الآن؟ فلنزيدهم إذن.. هناك دراسات تقول بأن عشرين ألفا في القاهرة يكفون لإحداث شيء يشبه إغراق شوارعها بحبات الكمثرى! المسألة أن يتزحزح فقط غطاء القمقم.. ثم ليس من الضروري أن يخرج المارد بكل جسمه.. يكفي رأسه! وراثة جمال مبارك لحكم مصر ليست نهاية الحدوتة.. ليرثه إذن! هناك ثأر بينه وبين أجيال تستعد للخروج دفعة واحدة من قمقم الظلم والقهر.. ليس ممكنا (عودة الناس إلى ثكنات الموت) التي كانوا فيها قبل سنتين.. فلماذا العجلة؟! دعونا نتفاءل بهذه الانطلاقة الواعية لجيل (ورد الجناين) الذي يتفتح في مصر.. وعلى كل منا أن يختار: إما ينضم إليهم ليزيد عددهم.. أو يدعو لهم بالتوفيق من فراشه الوثير أو حتى يشجعهم من الشرفات! أما أن نقلل من حجم انطلاقهم ونستهين بتفتحهم.. فهذا ظلم لهم، لندعهم يتفتحون وإن على مهل.. فقد يزرعون في شوارع القاهرة شجر الصفصاف ثم يستنبتون منه.. كمثرى!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدونون: ورد الجناين اللي بيفتح في مصر
- لينا الفيشاوي أصغر رواد التغيير في مصر
- كيف يساهم مصريو الخارج في إحداث فوضى خلاقة بمصر؟
- شموخ بسطاويسي كمان وكمان.. وبطل جديد في معركة الاستقلال
- !.. جمال مبارك: كل ما أشوفك أبقى نفسي آ
- مطلوب فضائية إيجار مؤقت: الطريق إلى سبتمبر مبارك
- ريموت كنترول3
- عندما تجد شيئا في مصر تفخر به
- برامج المحليات على أوربت نجاح لم تحققه قنوات مرموقة
- قل لي ماذا تناقش.. أشاهدك
- مكي وبسطاويسي رمزا معركة العدل في بر مصر
- الخطابة وما تفعله بالناس
- جولة بالريموت كنترول 2
- أنتجته مافيا الدين في مصر: مجتمع مختلٌ ثقافياً
- بغداد ورام الله والقاهرة.. تعددت الأسباب والسقوط واحد
- رحيل الماغوط: الحزن مثل الله موجود في كل مكان
- جولة بالريموت كنترول
- الحرية الإعلامية في العالم العربي.. حملٌ كاذب
- حملة تليفزيونية للحث على القراءة
- المرأة في الإعلام العربي: أمومة القطط وأنوثة صماء وروح غبية ...


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - شجر الصفصاف الذي ينتج كمثرى في شوارع القاهرة