أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - الصراع الاجتماعي والانقسام الطائفي














المزيد.....

الصراع الاجتماعي والانقسام الطائفي


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفعيل الصراع الاجتماعي كبديل عن الانقسام الطائفي

في أحد جوانبها تمثل النزعة نحو الطائفية انحدارا للعقل وانتصارا للغرائزية ، وفي سياق هذا الانحدار يتم ايقاظ أحط المشاعر البشرية كالحقد ، والتعصب ، والعنف ، والثأر ، واحتقار الثقافة والقيم الانسانية النبيلة ، الطائفية ليست التدين ولكنها عودة للعصبية القبلية بعد ان طردها التدين ، هي انتقام القبلية من التدين ، ومن وجه آخر هي انتقام البربرية من الحضارة في دورة صراع لانهاية له .

في روسيا ليس من الصعب رؤية الانحدار نحو البربرية في الستالينية ، فالبربرية الكامنة لاتنتظر زوال كل جوانب الحضارة ولكنها تتسرب من خلال أي نزعة قادرة على حملها بغض النظر عن المسميات والعناوين ، الستالينية والفاشية وجهان لانبعاث البربرية الأوربية التي لم تستسلم للمسيحية الشرقية .

اذا لم تكن الحضارة في النهاية هي كرامة الانسان وحرمته ومجده فماذا تكون ؟

الطائفية العربية ( بتمايز عن الطائفية الأوربية البائدة ) هي انبعاث النزعة القبلية بقناع ديني ، حيث تحل صلة المذهب مكان صلة الدم مقصية كل الصلات الأخرى الى مرتبة ثانوية ، ولكون مثل ذلك الاقصاء لايمكن ان يكون عقلانيا فهي تحتاج الى تخفيض مرتبة العقل لانجازه ، هي تقول للناس : ( ضعوا عقولكم في ثلاجة ، واستسلموا لما هو أسهل أي للغريزة ، ليس من داع للتفكير في سبب للتعصب الطائفي ، فكل سياق للتفكير المنطقي سيقود الى اعلاء شأن العقل وسيكون في النهاية خطوة بعكس الاتجاه المطلوب ) .

بسبب ان القبلية نزعة من الماضي ، من نمط حياة بائد ، فهي تعاني في انبعاثها الطائفي من خطر دائم ، ولتتمكن من البقاء حية تبحث باستمرار عن نقاط استناد اجتماعية واقتصادية وسياسية مستمدة من الواقع الراهن ، فالطائفية لتبقى لابد ان تتحول الى مصالح اقتصادية ، وعلائق اجتماعية ، وهياكل سياسية ، وفي سياق تحول كهذا تقوم بتدمير الروابط الأخرى ، أو تشويهها ، أو تخفيضها ، ومن ثم تقف عقبة كأداء أمام اعادة تشكلها ونموها.

من وجهة النظر التاريخية محكوم على الطائفية العربية بالزوال مثلها في ذلك مثل الطائفية الأوربية البائدة ، لكن ذلك لايتضمن أي وعد بنهاية قريبة لها .

ثمة خياران : اما ان تغرق المنطقة في سلسلة حروب طائفية تفضي في النهاية لاستهلاك طاقة الطائفية ذاتها ، وهذا ماتفعله الصراعات العنيفة دائما أقصد استهلاك الطاقة الكامنة في عواملها ، أو أن ينتصر الوعي والعقلانية وتنتفض شعوب المنطقة لتمسك مصيرها بيدها وتختصر مسارا طويلا من الألم والدم والخراب.

ديناميكية التدهور الحالية لايمكن وقفها سوى بديناميكية أخرى ، مستمدة بالضرورة من التحليل الاجتماعي والتناقضات الاجتماعية .
تفعيل الصراع الاجتماعي هو الأداة المتاحة لانتاج ديناميكية تحيد الصراعات الطائفية وتدفع المجتمع نحو الأمام بدل أن يغرق فترة طويلة في صراع دوراني تدميري .

يتضمن تفعيل الصراع الاجتماعي اعادة اعلاء شأن العقل والعقلانية ، فانقسام المجتمع الى فئات اجتماعية متمايزة من حيث المصالح الاقتصادية هو حقيقة ملموسة ، مثلما هي حقيقة ان كل فئة تسعى لتأمين مصالحها عبر السياسة والهيمنة على المجتمع .
وعلى سبيل المثال تبدو الدعوة لتفعيل دور النقابات باعتبارها التنظيم الاجتماعي القادر على الدفاع عن مصالح الفئات الاجتماعية المنضوية ضمنه بديلا عقلانيا وحقيقيا عن دور العلاقة الطائفية المتخلفة التي تزعم اضطلاعها بهذه الوظيفة.
من الواضح ان بلدا مثل سورية يسير بخطوات سريعة نحو تمايز طبقي بين طبقة واسعة لاتكاد تقدر على تأمين معيشتها ، وطبقة من المليارديرات لاتجد مايكفي من وسائل البذخ المتناسبة مع ثروتها الاسطورية !
هذا الانقسام الذي يتسع يوما بعد يوم يمثل فرصة لاستنهاض صراع اجتماعي تقدمي وسلمي يذيب في ديناميكيتة حركته الانقسامات الطائفية أو يخفضها الى درجة التحييد .
انتزاع العمال والمهنيين من الفقراء والطبقة الوسطى المهددة بالفقرمن براثن الطائفية ، ودفعهم للتضامن في نقابات ، للدفاع عن مصالحهم ، وتفعيل الصراع الاجتماعي هو في أحد الوجوه ضرورة لعكس ديناميكية التفكك الطائفي والتعبئة الطائفية .

حركة كهذه لايمكن ان تنبسط بدون فكر سياسي اجتماعي – ديمقراطي ، فكر قادر على وعي حقائق العصر ، بحيث يتمكن من جعل تفعيل الصراع الاجتماعي مقدمة لفتح آفاق جديدة نحو الأمام ولايقف عاجزا امام حركة ذلك الصراع.

فالتقدم نحو الأمام في حركة الصراع الاجتماعي هو الضمانة للابتعاد عن السقوط ليس في مهاوي الطائفية فقط ولكن لتحقيق كل انجازات المرحلة التاريخية بما في ذلك المهمتين الليبرالية والديمقراطية .
ناقش بعض المثقفين مسألة تحقيق المهمتين الليبرالية والديمقراطية ، وبحثوا طويلا عن الحامل الاجتماعي لهما ، ومن وجهة نظرنا فان تفعيل الصراع الاجتماعي ، وحشد الطبقات الاجتماعية الفقيرة والوسطى المفقرة ضمن هياكل نقابية وسياسية هو السياق الذي يمكن من خلاله انجاز المهمات الليبرالية والديمقراطية ، والأهم من ذلك تجنيب البلاد مسارا مماثلا للمسار العراقي أو اللبناني أو ربما أسوأ من كليهما .



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يسعى لشق المعارضة في سورية
- استدعاء التدخل
- لماذا تئن النواعير
- أكرم الحوراني - استعادة رجل واستعادة مرحلة
- في ضرورة الاختلاف
- تحولات العقل العربي
- لماذا الحديث عن تأسيس تيار وطني ديمقراطي اجتماعي في سورية
- حول المسؤولية في التطاول على النبي الكريم
- درس في الديمقراطية من القدس
- نقد الفكر المعارض في سورية
- هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح ...
- هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح ...
- هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح ...
- السباحة عكس التيار
- خيارات اعلان دمشق
- تضامن ونقد لاعلان دمشق
- برنامجان للتغيير الديمقراطي في سورية
- تبدل التوازنات السياسية الداخلية في سورية بعد اعلان دمشق
- قراءة في مسودة الدستور العراقي ومشروع الفدرالية 2/2
- قراءة في مسودة الدستور العراقي ومشروع الفدرالية 1/2


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - الصراع الاجتماعي والانقسام الطائفي