أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كمال انمار احمد - ( تأملات في كوننا اللطيف )














المزيد.....

( تأملات في كوننا اللطيف )


كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 6515 - 2020 / 3 / 15 - 14:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


انظر لهذا الكون و تمعن جيدا في نظرك،هل ترى شيئا من شهواتنا السلطوية او الجنسية او المالية،هل تراها واضحة بينة.بالنسبة لي انا لا ارى شيئا.فانا اتخيل فقط كوناََ من خلال كوكب ما-اي كوكب فمعرفة اسمه غير مهمة بالنسبة لي-ما مدى ضئالتنا الضئيلة.و اتخيل ما مدى قصر قدرتنا مقارنة بهذا الكون الشاسع الذي كلما تخيلت أَنك فيه،تشعر بالجمال،و التواضع.لانك ترى أمورا لا تدرك في ارضنا هذه.في كوكبنا الصغير هذا.

كل شيء هنا يبدو من الفضاء لا شيء بتاتا.المال السلطة الشهوة اللذة المتعة الشر القتل العذاب الموت السعادة.لا تساوي شيئا هنا.يا لهذا الكون العظيم.يا لهذا الكوكب الصغير المثير للشفقة.هذا الكوكب،كوكب متفرد في خصوصياته،انه شاذ عن بقية اخوانه.فيه كل ما لا يخطر على البال.ولكن ليس فيه ما يبدو متطورا عن بعد.لان ذلك البعد يجعل كل تلك الاشياء القبيحة على كوكب الارض مجهولة للعيان.وربما هذا البعد ذكي لانه يوهم الناظر ان هذا الكوكب كبقية اخوانه،و الويل لناظر من الفضاء ياتي ليزورنا.فهو سيرى ما لم يراه.من كل انواع الخوف و الشر.

و اسئل نفسي بعد ان اتخيل هذا الكون الفسيح،و ضئالتنا المخزية.التي نسبر في تعظيمها دوما.هل ما يوجد في داخل البشر من قذارة تستحق كل تلك الطاقة التي نبذلها لاجل كسبها؟هل هي حقا تستحق منا إفناء عمرنا من اجلها،من اجل شيء غبي لا يستحق.ولكن برغم أسئلتي هذه يصبح كل شيء حولي لا يستحق العجب بالنسبة لخيالي في الكون و الفضاء،المليء بالأعاجيب المذهلة،و المعارك الطبيعية.

وكم في ودي ان أهجر كوكبنا هذا-برغم اني احيانا أهجر هذا الود و بتعسف ايضا-لازور الكون و آكون ضيفا فيه،او على الأقل اعيش في جبلا شاهق الارتفاع مع بعض الأوراق و الكتب،لأرى ما يفعله البشر على بعد منهم.لاتامل تفاهة تلك الافعال،بسخرية لاذعة.و بابتسامة تعلو وجهي،و بشفقة تملا قلبي على أبناء جنسي.و هل يستحقون تلك الشفقة؟كلا انهم لا يستحقون،بل انني انا من يستحقها.فانا أشفق على بني جنسي كممثلين عني،و بمعنى ادق،اني أشفق على بني جنسي،لأني اراهم بمثابة نفسي.وبذلك فاشفاقي عليهم يعني اني أشفق على نفسي.و قد يسئل سائلا ما :لماذا تشفق على نفسك و انت في جنتك الفكرية.و الرد على هذا التساؤل مردود من اصله،لكن سابي نردي بإيجاز حق.فاقول :
انني أشفق على نفسي-بينما ارى قذارة افعال بعض البشر-لانني اعرف انني املك درجة معينة من تلك القذارة في داخلي.و بشكل عام :ان القذارة التي يفعلها بعض البشر،لا تختلف عن القذارة التي املكها،الا إِن الاختلاف يقبع في الدرجة لا النوع.لاننا من طينة واحدة،و اصل واحد.و كلنا من صفات متماثلة،غير متطابقة الوصف.

و لأعد الى تخيلي و اترك القذارة البشرية في سبيلها.و لاتامل مرة اخرى ما مدى سعادتي حين اتخيل جسدي و نفسي في الفضاء،او الجبل.هناك ارى كل ما لا اريد ان اراه بشكل سخيف و لا يرقى لان يذكر.هناك تتشكل بجسد و نفس جديدان في ميدان جديد.لاكون من جديد إنسانا يصل الى شيء جديد.كي اصل الى هدفي و مرادي.ذلك الهدف الذي أحمله،و اكلمه في ليالي عمري.ذلك الرجل الذي اتحدث معه في داخلي دوما.هذا الرجل هو نفسي،ولكن يريد غير ما اريد في الواقع.يريد ان يطير و ان يعلو وان يطيل التفكير و التامل.كل هذا يريده ذلك الرجل الذي هو نفسي،ولكن ليس بنفس مااريده واقعيا.قد يقول احدهم ذلك تناقض بين ارادتين،وذلك منطقي للوهلة الاولى.ولكن هو تجاوب بين ارادتين لا تناقض.

و تجاوب من نوع لا يفهم،الا اذا فهمنا كيف يكون السلوك البشري العام.انه يعبر عن تناقض متجاوب لا يشبه ذلك التناقص المعروف.فالنفس لا تعرف شيء أسمه تناقض.فكل شيء يجري وفق ما تتجاوب معه.

بعد هذا الحديث السريع.تتهلف نفسي مرارا و تكرار بشكل هستيري متعود عليه.على ان اعود النظر الى نجوم الكون،و قذارة الشهوة البشرية.اعود مرة اخرى كي أعاود نشاطي في التفكير او التامل احسبه ما شئت.لكن لا تحسبه غير ذلك.بعد هذا الحديث اعود مرة اخرى لأنظر لأرى.قد لا يكون شيء معينا،او قد يكون كذلك.ولكن الامر في النهاية لا يتجاوز كونه شيء تم ادراكه.سواء كان ذلك الشي تخيلا ام واقعا،فهو في نظري واقع موجود.



#كمال_انمار_احمد (هاشتاغ)       Kamal_Anmar_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمومة الاشياء كنظرة على المصير
- (( الواقع الاجتماعي بين الحقيقة و الوهم : قراءة في احوال الم ...
- ( كتابات في العشق)
- (في التفكير المثالي و الحزن)
- (أورهان باموق:الأديب المختلف)
- ( لمحة في كتاب ايقظ العملاق الذي في داخلك)
- ( خواطر نقدية في السياسة )
- ( البداية الغريبة : حكاية قصيرة عن تطور جنسنا مع الطبيعة )
- ( قراءة في أسلافنا و مبدعينا)
- ( الاخلاق بين الطبيعة والمجتمع والدين )
- (العاقل و التفكير:بين العقبات و الظروف )
- (عن أسس القيم الاخلاقية: التعليم و التثقيف و التحكم الذاتي)
- (الاستنساخ الحيوي:نظرة على اعظم منجزات العلم الحديث)
- الفيلسوف الشهيد سقراط:لمحة في حياته و فلسفته


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كمال انمار احمد - ( تأملات في كوننا اللطيف )