أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ معضلة أبيقور و المعضلة الراونديَّة















المزيد.....


أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ معضلة أبيقور و المعضلة الراونديَّة


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6515 - 2020 / 3 / 15 - 04:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ الشرور الصادرة عن الوحي الإلهي { المعضلة الراونديّة } )

قلم #راوند_دلعو

على سرير في مستشفى الأورام الخبيثة في موسكو ... لفظ أنفاسه الأخيرة .... !

نعم مات ، مات ألكسندر الصغير بعد معاناة طويلة مع اللوكيميا ( سرطان الدم ) .... مات و قد خبأ كل ذهب الدنيا في شَعره الحريري الذي كان دفاقاً على كتفيه كسبائك التبريز السائل ... !

يا انهيار كوننا الساقط بعدد ما تساقط من شعره العسجدي ... !

يا فناء الوجودية عند منعطف الذبول الأخير من عينية الزرقاوين .... !

يا غفلة الله .... لحظة إغفاءته الأخيرة !!

مات ألكسندر ... و قد أمات والديه آلاف المرات بآهاته و عقاقيره الكيميائية قبل أن يموت !


دخلتُ إلى غرفته في المستشفى ... فإذا بزرقة عينيه تصافح زرقة السماء براءة و نقاءً ... لقد احتضن كل بحار العالم في لألاءِ عينيه رحابة و جمالاً و سماويَّةً ...

طبعتُ قُبلة بين عينيه ثم أغمضْتُهُما بكفي ... لتُغمِضَ السماء بإغماضَتِهِما الأخيرة ... ثم نظرتُ إلى والديه و قد انهارا يتقيَّآن ذاتيهما المنهكتين ألماً و عذاباً ... يتقيَّآن الوجود حسرة و لوعة ... يلوّحان للموت بأكف من شحوب و انهيار ، و لسان حالهما أن لا تذهب يا أيها الموت ، خذنا مع ألكسندر إلى حنان القبر و دفء ظلمته ، هرباً من عراء هذا الوجود المتوحش و رمضاء نَهَمِهِ الذي يمضغنا بسكاكين الوجع على مدار الآن و اللحظة !!

لا تذهب أيها الموت ... رحمتك أيها الفناء ... رأفتك أيها العدم ... إذ لا طاقة لنا بالحياة بعد موت طفلنا الوحيد !

لم أتمالك نفسي في حضرة الأم التي دمرها سرطان ابنها ... ! جلسَتْ يكتَنِفُها الجمر من جميع الزوايا و الجهات ... إذا قامت قالت : لوكيميا ، و إذا قعدت قالت : لوكيميا و إذا التفتت قالت : لوكيميا و إذا سألتَها عن اسمها قالت : لوكيميا ...

و كأن اللوكيميا مقصلةٌ تهوي بنصلها على رقبة الأم على عدد اللحظات و الثواني لتقتلها في اليوم الواحد ملايين المرات !

لم أتمالك دموعي و أنا في محراب الأب المكسور .... ذلك الأب الذي تكاثرت الجراح و الطعنات في جسده تكاثُرَ الخلايا السرطانية عشوائياً في جسد ابنه النحيل ... حتى أمسى شبحُ شبحٍ هاربٍ من موتِ موتٍ غاربٍ ...

مات ألكسندر الصغير !

مات بعد سنوات من الآه و الأوَّاه ... سنوات من العذاب و هو في عمر الزهور ... !!


سألت نفسي ماذا اقترف ألكسندر ليعاني تلك المعاناة ؟ ما ذنبه ؟ ما الذي اجترحَه ليستحق كل هذا العذاب الستاليني الهتلري المحمدي المتوحش ؟ هل من المعقول أنه آذى الوجود بالدُّمى و اللُّعَب البريئة التي كان يلعب بها ؟

تصفحت جغرافيا وجهه الصغير في الصورة التي علَّقَتْها أمه فوق سريره في المستشفى و التي يظهر فيها بكامل حيويته و صحته ، براءةَ الخدين ... وميضَ البؤبؤين ... نقاوةَ الجفنين ... تورُّدَ الشفتين ... حلاوة المبسم ...

لكن فجأة ، جاءه المرض الشرير جاء ... فغير المعادلة إلى شحوب و سواد و مومياء .... ثم جاء الذبول ... و بعد الذبول الفناء ! أكَلَهُ السرطان ببطء إلى أن هزمه الموت ، هزيمة الماء مُتبخِّراً تحت لهيب الرمضاء !

عدت إلى بيتي منهاراً من شدة الحزن ... دخلت غرفتي أبحث عن قلمي الضوئي ، إلى أن وجدته في دُرج مكتبي ، فأمسكت به و كتبت رسالة شديدة اللهجة ... شجبت بها الوجود ... عرّيتُ بها الحقيقة ... حاكمت بها الله ... أقحمتُه عنوة في معادلة الوجع التي خلقها ليرى حجمه الحقيقي في ميزان العقل ...

و بعد أن أنهيت رسالتي وضعتها في كنانتي ثم أسرعت إلى بُراقي ورد أمتطيه بسرعة البرق ، ثم حلّقنا معاً عبر السماوات بالسرعة القصوى ، يقفز فينا الغضب من مجرة إلى أخرى ...

لا أرى شيئاً من شدة غضبي .... أريد الرب الإبراهيمي موجوداً .... و الآن ! ... لن يُفلت مني هذه المرة ... ابن العاهرة !

كان الجو بارداً كعادته في الطبقات العليا ... لذلك كنت أقصد في مساري محاذاة النجوم المتناثرة على الطريق ابتغاء الدفء و النور ، لكنني لا أقترب منها كثيراً خشية أن أدخل في حقل جاذبيتها فأسقط في نيرانها ! كما أنني كنتُ أهرب من الثقوب السوداء الباردة المظلمة خشية أن تبتلعني بقوة جذبها الهائلة .... إلى أن صادفتُ مذنَّباً كان قد تجاوز سرعة الوميض الضوئي ، فلاحظت أنه مُيمِّمٌ شطر السِّدرة آخذٌ بسَمتِها ، فتشبثتُ به أنا و ورد كي يطير بنا بالسرعة القصوى إلى منتهى سدرة المنتهى ، فطِرنا معاً بشكل مجنون و بسرعة حطَّمَت معادلة أينشتاين و ضربَتْ بها عرض الحائط ... إذ تجاوزنا سرعة الضوء !

كان الغضب يأكل قلبي ... فلما وصلت سدرة المنتهى اقتحمت على الله خلوته ، فإذا بي أجدُه بوضعية مخلة للآداب مع زوجة إبليس ، يتبادلان القبلات الجنسية على مائدة المطبخ !!!

فانقضضتُ عليه ... أخرجته من بين فخذيها ... أمسكت بتلابيبه ... ألصقته بحائط المطبخ اللاهوتي ... صفعته و صفعته و صفعته ... فارتَعَدَتْ فرائصه خوفاً من الشرر الذي يقدح من عينيَّ و يكاد يُشعِل القصر و الملكوت !

لم أمهله حتى يستر عورته ! بصقت في وجهه !

راوند : تباً لك أيها الشرير !

الله و قد ملأ الرعب قلبه : ما بك يا راوند ، لماذا لم تستأذن قبل الدخول ؟ ما الذي أغضبك لهذا الحد ؟ أتبصق في وجهي بكل هذا الحقد ؟

قاطعته بصفعةٍ نالت من جلال وجهه الماكر و عزة جبروته اللئيم ! فأخذْتُهُ أخذ عزيز مقتدر.

راوند : إخرس أيها الفاشل و أطرِق أرضاً ! ألك بعد هذا عين ترفعُها في حضرة ناظِرَي ؟!!!

ثم أخرجت رسالة من كنانتي و رميتها في وجهه ... و قلت : إقرأ أيها الإله الإبراهيمي المحمدي الفاشل ... تباً لك .... تباً لكل شيء !


رميت الرسالة فاستقرّتْ على مائدة الله و الحقيقة !

فألقى اللهُ بنفسه على الطاولة ليلتقط الرسالة مذعوراً خائفاً و الدمع يملأ أركان عرشه الذي اهتز به من شدة الخوف و الهلع ... !

راوند : أنت تنام مع زوجة إبليس منتشياً بفخذيها و ثدييها ... دون أن تعلم ماذا يجري في كوكب الأرض ! ... فلتقرأ رسالتي أيها المجرم المتخاذل ... و لتُجِبني إن استطعت ...

ثم امتطيت براقي ورد و عدت أدراجي إلى كوكب الأرض ... و الغضب يأكل سويداء قلبي.

فتح الله الرسالة و قرأ :

من راوند إلى إله محمد ... إشارة إلى الكارثة الكبرى التي ارتكبتَها جلالتُك بخلقِكَ للشرور و الآلام التي تملأ كوكب الأرض ، فقد وجهتُ لك بعض الأسئلة في الحوار التالي ، و أتمنى منك أو من أحدِ كهنتك المحمديين أن يكمل الفراغات بجوار أجوبتك الفارغة ...


{{ راوند : يا خالق الكون ... ألست على كل شيء قدير ؟

الله : طبعا يا بُني ، لا خلاف على ذلك بين العقلاء.

راوند : إذن فأنت قادر على خلق هذا الكون خالياً من الشرور و الآلام ؟ فلماذا تخلق الطفل ألكسندر ثم تصيبه باللوكيميا و تعذبه و أهله لسنوات ثم تقتله ؟ أو بكلمات أخرى ... لماذا تخلق الشرور و الآلام التي تفسد علينا حياتنا مع قدرتك على جعل الكون خالياً منها ؟

الله : لأختبركم و أبتليكم بها فأميز بذلك الخبيث من الطيب ، و لأعرف بالتالي من يستحق الجنة ممن لا يستحقها !

راوند : أجبني أجبني أيها الوغد و لا تكرر هراء محمد في القرآن ، ألست على كل شيء قدير ؟

الله : طبعاً ، لقد سبق و أجبتك !

راوند : ألم تكن قادراً على اختبارنا و تمييز خبيثنا من طيبنا و من ثم معرفة من يستحق الجنة بطريقة أخرى خالية من الشرور و الآلام بحيث لا تؤذينا؟ هل عجزت عن خلق طريقة لتميِيْزنا ما بين خبيث و طيب دون تعذيبنا بالشرور و الآلام؟ أأنت عاجز أم شرير ؟ أين قدرتك المطلقة ؟ أين حكمتك و رحمتك المزعومة ؟

الله : .......😲😳.

راوند : ثم ألست بكل شيء عليم ...؟

الله : طبعاً فعلمي قديم و ليس حادثاً.

راوند : إذن فأنت تعرف من يستحق الجنة ممن يستحق النار من قبل أن تخلقنا ، لأن علمك قديم كما تفضلت جلالتك ، فلماذا تعذبنا بخلق الشرور و الآلام لتعرف شيئاً من المفترض أنك تعرفه مسبقاً ، أليس هذا تحصيل حاصل لا فائدة منه إلا تعذيبنا و إيلامنا ؟

الله : .....😳😲.

راوند : أجبني ، هل ابتلع القط لسانك ؟

الله : ....🥴😳

راوند : هذه معضلة الفيلسوف أبيقور .... و سأفاجئُك الآن بمعضلة أخرى أشد تعقيداً نشأَتْ بعد أبيقور ... هل نظرت إلى هذه الأديان التي تملأ الأرض اليوم ( اليهودية _ المسيحية _ المحمدية _ الهندوسية ...الخ ) ، هل تعلم بوجودها الآن على هذا الكوكب الأزرق 🌏 أم لا تعلم ؟

الله : بلى أعلم بوجودها ، فأنا أعلم ما كان و ما سيكون و ما هو كائن إلى يوم القيامة !

راوند : مبروك لقد وقعت في الفخ ! فها أنت قد اعترفت للتو بأنك تعلم بوجود هذه الديانات المتصارعة التي يتذابح أهلها ، إذ لديَّ إحصائيات تؤكد أن نسبة الشرور و الآلام و العذابات قد ارتفعت بشكل ملحوظ بعد وجود و انتشار هذه الأديان التي يدعي مؤسسوها أنك أنتَ مصدرها و أنك أنت من أمرت بتأسيسها حيث تخاطبتَ معهم من خلال ظاهرة الوحي !

و بالتالي لدينا هنا ما يزيد عن ثلاثة مليارات ضحية ناتجة عن ظاهرة الوحي التي أدت إلى الصراعات الدينية و الطائفية الصرفة ما بين قتيل و معاق و ملايين السبايا و الأيتام و الأسرى ، أضف إلى ذلك عمليات التطهير العرقي و التغيير الديموغرافي التي مارسَتْها كل ديانة ضد أختها و الاعتقال و التعذيب و محاكم التفتيش و و و ، و كل هذا الشر المستطير إنما هو نتيجة مباشرة لتلك الصراعات التي دارت و تدور بين الأديان التي أسَّسَها بشرٌ ادَّعَوا بأنهم تلقوا منك وحياً يأمرهم بتأسيسها ( محمدية _ مسيحية _ يهودية _ هندوسية _ آلاف الديانات الإفريقية _ السيخية _ السنة _ الشيعة _ الوهابية _ البلالية_ الزردشتية _ الكاكائية _ الإيزيدية ... إلخ ) !

فلو افترضنا أنك أوحيت فعلاً إلى مؤسسي هذه الديانات ، أو إلى أحدهم على الأقل ! مما يعني أن اختيارك لظاهرة الوحي كطريقة تخاطب مع البشر قد أدى إلى نشوء الديانات المختلفة التي يكفر بعضها بعضاً ، و التي نتج عن اختلافها حروباً طائفية بالهبل ... مما أدى إلى زيادة نسبة الشرور و الآلام بشكل واضح ! و بالتالي أستطيع أن أستنتج بناءً على ما لدي من إحصائيات ثابتة بالورقة و القلم أن تدخلك في عالمنا عن طريق ممارستك لظاهرة الوحي و بعثك للأنبياء و أمرهم بتأسيس و نشر الأديان ( على فرض حدوثه ) قد تسبب بزيادة نسبة الشر !

و هنا نحن أمام معضلة أخرى تضاف إلى معضلة أبيقور للشرور و الآلام و لم تكن في عصر أبيقور ، و هي معضلة الشرور المضافة بالوحي الإلهي المزعوم ( معضلة الشرور إلهية المصدر أو فلنسمِّها اختصاراً بالمعضلة الراوندية ) ، أي أنك فاشل غبي ، تدخلت في شؤون الكوكب فزدته قبحاً فوق قبحه و شراً فوق شره و ألماً فوق ألمه !


#الحق_الحق_أقول_لك .... قبل ظاهرة الوحي و ما نتج عنها من أديان ، كان يعاني كوكبنا من معضلة الشرور و الآلام ، أما بعد تدخلك بظاهرة الوحي فصار يعاني من معضلة الشرور و الآلام و معضلة الشرور الناتجة عن الوحي الإلهي ( الراوندية) !!

فلماذا تدخلت أيها الإله الفاشل ؟ لقد كان الوضع أفضل بكثير قبل تدخلك و إرسالك الرسل !!!

الله : .... 😬🤒

راوند : ثم ألم تكن تعلم بأن اختيارك للوحي الخفي كطريقة تخاطب مع مؤسسي الديانات سيؤدي إلى زيادة ملحوظة في نسبة الشرور و الآلام المرتكبة باسم الدين ؟ ألم تدرك أنها طريقة قابلة للادعاء و التزوير و التدليس ؟ أم أنك جاهل ؟ أم أنك بسيط ساذج ؟ أم أنك مغلوب على أمرك ؟ أم أنك لست خالق الكون الحقيقي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الله : ....🤒🥴

راوند : و على فرض أنك أنزلت ديناً واحداً من بين هذه الآلاف المؤلفة من الأديان ، و تخاطبت مع نبي واحد فقط ، فلماذا نطقت على لسان ذلك النبي الذي أرسلته في القرون القديمة و الوسطى ، في حين تخرس الآن في العصر الحديث ؟ إذ إنَّ حاجتنا إلى بيانك لم تنتهي بعد كما هو ملحوظ.

هذا و تُخبرني المعطيات بأن الكوكب لم يكن بحاجة ماسة إلى نطقك و بيانك في العصر الذي ظهرت خلاله موضة ادعاء النبوءة في فلسطين و جزيرة العرب ( أي عصر موسى و محمد و المسيح ) ، و مع ذلك سأفترض بأنك نطقت على لسان أحدهم ، بينما تخرس اليوم في حين نحن بأمس الحاجة إلى بيانك بعد أن امتلأت الأرض بمدعي النبوءة و ما تسببوا به من حروب و كوارث و ضحايا ! فلماذا نطقت و بينت عند عدم الحاجة الماسة إلى نطقك و بيانك ، في حين تخرس عندما يصبح نطقك بلسماً و شفاء من أمراض التكفير و الخلاف الطائفي و الحروب الدينية المقدسة ؟

الله : .... 🥶


راوند : لماذا لا تتدخل مرة أخرى على الأقل لتلغي الشرور التي تسبب بها تدخلك الأول ، أو بكلمات أخرى لقد تسبب تدخلك الأول بالمعضلة الراوندية ، فلماذا لا تتدخل لترفع الشرور الناتجة عن تلك المعضلة التي تسببت بها ؟ فلماذا لا تخبرنا عن الديانة الصحيحة بشكل يقيني كي تنهي شرور الحروب الطائفية التي تسبب بها وحيك و طريقة تصميمك الغبية للدين ؟ أتتدخل للتخريب بمنتهى الغباء و السذاجة و لا تتدخل لرفع الضرر و البلاء ؟

أي إله متلعثم سيء التقدير أنت ؟

الله : ....🤯🥶💥

راوند : و على فرض أنك ستجيبُنا عن معضلة الشرور و الآلام بأن تدّعي بأن هناك حكمة ما من ورائها ، كما يكرر بعض الكهنة المحمديين على مسامعنا ليل نهار ... فإن قامت هذه الحجة _ على ضعفها و سذاجتها _ كجواب على معضلة أبيقور ، لن تقوم كجواب على المعضلة الراوندية ! و ذلك لأن مصدرية الشر في حالة المعضلة الراوندية إنما نابعة منك يقيناً ( الوحي ) ، كما أن التذابح الطائفي الديني بين أتباع الأديان وقع يقيناً ( الفتوحات _ الحروب الصليبية _ الهند و باكستان _ المحمديون و اليهود في فلسطين ... الخ الخ ) .... فما هي الحكمة المخبوءة التي ستدّعيها و تتذرع بها لتبرير الشر الناتج عن ظاهرة الوحي المنبثقة عنك ؟؟؟؟

لن تجد ....

إذن أنت إما عاجز أو أحمق جاهل أو شرير !

الله : 🥶🥶🥶🥶🥶👹👹👹👹👹.

راوند : أرجو يا إله إبراهيم أن تجيب عن أسئلتي أعلاه.

المُرسل

راوند دلعو _ #صياد_الآلهة }}


و بعد أن قرأ الله الرسالة شعر بالخوف و العجز عن الإجابة ، كما و أدرك مدى خطورة ما ارتكبَه من إجرام في حق الكائنات الحية ... فأصيب بالغثيان و تأنيب الضمير فجاءته الدورة الشهرية ( الطمث ) و ما يصاحبها من دوار و آلام بطن و ظهر ! فألقى بنفسه على عرشه مستلقياً كي يستريح من شدة ما انتابه من ألم الاستحاضة ... لكن ارتماءته على عرشه كانت مفاجِئَةً لحَمَلَةِ العرش الثمانية ( و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) إذ هدَّت ظهورهم هَدَّاً ، فانخلع بسببها كتف سيدنا (شَحطَبُوط) حامل الركن الأيمن للعرش ، فيما كُسِرَت رقبة سيدنا (طَرْطَبوط) حامل الركن الأيسر ، و أصيب سيدنا ( طَبْطَبُوط) حامل الركن الشمالي بارتجاج في الدماغ و كسور في الجمجمة ، أما سيدنا (شخطبوط _ الأخ التوأم لسيدنا شحطبوط ) فأصيب بانقراص في الفقرات العجزية ، كما أنه ضرط من عزم الارتماءة اللاهوتية الفجائية على العرش ، فانطلق النَّتَنُ الملائكي من دبره عليه السلام مما تسبب بأزمة مرورية كبرى في السماء السابعة ... !

و بعد أن انزعج حَمَلَةُ العرش الثمانية من الاستلقاء الإلهي الفجائي الأرعن على العرش و الذي جاء على حين غفلة و غدر ، اتفقوا على أن يغدروا بالله تبارك و تعالى و يُفلِتُوا قواعد عرشه بلحظة واحدة كي يهوي عبر السماوات ... ! و فعلاً نفذوا الاتفاق الخبيث ، فتركوا العرش يهوي بفعل الجاذبية و قوانين نيوتن إلى أن خرَّ في العين الحمئة التي تغرب فيها شمس سورة الكهف ( فوجدها تغرب في عين حمئة) حيث يجلس ذي القرنين الذي أتْبَعَ سبباً ... فانكسر ظهر الله بعد أن هوى عرشه في الطين !

و كي تكتمل المكيدة ، قام حَمَلَة العرش بإخبار إبليس بتفاصيل العلاقة الجنسية غير المشروعة التي دارت بين زوجة هذا الأخير و الله عز و جل !

و بعد سقوط عرش الله و انكسار ظهره و افتضاح خبر نومه مع زوجة إبليس في الملأ الأعلى و وصول الخبر إلى إبليس ، انهارت أعصاب الله و ارتفعت حرارته ، فانهال عليه حملة العرش يرُشُّونَه بالمُهْل الذي يشوي الوجوه ، و يضربونه بالزَّقُّوم و الشمعدانات الملائكية.

و هكذا نجح الانقلاب العسكري الذي قاده الملاك شحطبوط و رفاقه على الله جل جلاله ... و كان ذلك بسبب رسالتي التي وضعتُها على مائدة الله و الحقيقة ، و التي تسبَّبَتْ لله بصدمة قاتلة جعلته يرتمي على عرشه بتلك الطريقة الفجة التي دمرت كل شيء !

و بعد سقوط الله القديم اعتلى ربَّنا الجديد (شحطبوط) عرش اللاهوت الأعظم ، مستحوذاً على كل الملكوت ، متمتِّعاً بامتيازات الألوهية الكاملة ... لكن مِقعَدَته اللاهوتية كانت أسمن من مِقعدة الله بقليل ، فجلس ربنا الجديد شحطبوط بالخطأ على سيدنا يسوع المسيح الذي كان يجلس عن يمين عرش الله ، فانهرس يسوع و انكسر صليبه تحت است الرب الجديد !

أما الله المخلوع الذي سقط في الطين و كُسِرَ ظهره ، فقد كان سعيد الحظ ، إذ لم يَحْكُم عليه الإله الجديد شحطبوط بالإعدام _ كما يفعل قادة الانقلابات العسكرية في بلادنا عادة _ ... بل شمله برحمته و وظفه عنده رِجْل كُرسي ! أي حاملاً للركن الأيمن من العرش .... كما أسند إليه مهمة إرضاع أطفال بعض الملائكة المقربين ، و تنظيف العرش مساءً ... و منذ ذلك الحين لم نسمع شيئاً عن الله المخلوع ، فهو مشغول بحمل العرش صباحاً و الإرضاع و مهام التنظيف مساءً _ جل جلاله_ ... !

و الملفت للنظر أن رسالتي بقيت على مائدة الإله الجديد _ شحطبوط تبارك و تعالى_ ، و الذي لم يجب عليها إلى هذه اللحظة !

و بعد عدة ساعات من الانقلاب العسكري على الله ، تسرب إليّ الخبر ، فركبتُ براقي ورد من جديد و توجهت نحو السدرة أقفز من مجرة إلى مجرة ... حتى وصلت إلى عرش الرب الجديد شحطبوط ، فرأيت الله المخلوع واقفاً بين حملة العرش سانداً الركن الأيمن بظهره المكسور يتمتم بينه و بين نفسه بالشتائم و الكفريات ... يلعن واقعه الجديد المسربل بالذل و الإهانة ... بينما يتربع إلهنا الجديد شحطبوط على العرش بكل كبرياء و طاووسيّة ...

فتوجهت نحو الله المخلوع و قلت :

راوند : كيف حالك يا الله و قد أصبحت من حملة العرش ذليلاً مهاناً كسير الظهر و الجبروت ؟ كيف حالك و قد تم تخفيض رتبتك من إله إلى مجرد حامل عرش ؟

الله و هو يبكي : لقد انقلب علي ربي شحطبوط الكلب الخائن جل جلاله ... لقد تآمروا علي يا راوند فأصبحت كسيراً حزيناً أخفض جناح الذل من التعب و الضعف و الإرهاق !! أيرضيك هذا يا راوند ؟

راوند : مممم #الحق_الحق_أقول_لك .... نعم يرضيني يا الله ! ... ألست أنت من خلق الشرور و الآلام منذ البداية ؟ فها قد دار الزمن دورته و وقعت بها ... هل أدركت الآن و أنت تشعر بالألم و الحزن مدى بشاعة ما تسببت به لكل الكائنات الحية في كوكب الأرض ؟ هل أدركت مدى فظاعة أن تتألم و تتوجع و تصاب بالفقر أو الجوع أو الذل أو التعب أو المرض أو الحزن ؟

الله : ... 🥶🥶🥵😭

و هنا عجز الله المخلوع عن الجواب مرة أخرى ، فأطرق رأسه خجلاً ... تعتليه هالة من الشحوب و السواد و الندم.

فالسلام السلام لروح الطفل ألكسندر الذي تسببت وفاته بانقلاب جذري في الملأ الأعلى و إعادة توزيع لكل السلطات الملكوتية ، حيث تم تجريد رب محمد من امتيازاته اللاهوتية و فضحه و كشف عجزه و مدى فداحة إجرامه و شرِّيَّته و خبثه ... كما و تمَّ إيقاعه بالشر و الألم الذي خلقه بلا مبرر !

و على أمل أن يستطيع إلهنا الجديد شحطبوط الرد على رسالتي التي تتحدث عن معضلة الشرور و الآلام لاسيما الشرور إلهية المصدر.



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيل الذهب الذي ندين له على أبد الدهر !
- كوميديا الأغبياء _ محمديات لامنطقية
- قراءة تحليلية مقتضبة لأغنية أم كلثوم الأجمل وفق رأي كاتب الم ...
- إلى النازفين قمحاً
- هذه الدنيا !
- وصايا لشاعر
- استدعاء ثوري لمفاتن النص
- الزيارة الدمشقية
- زبّال التاريخ
- المدرسة العالمية لبعث الفصحى العربية كلهجة محكية
- توحيد المقابر
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ العبقرية التشريعية للإله ال ...
- استثمار السلطة الرابعة في محاربة الإرهاب المحمدي
- كلمة العلم هي العليا
- الفقه المحمدي و الحضارة البشرية
- طفولة حرف
- استراتيجيات يجب اتباعها لدرء الإرهاب و حماية العلمانية في ال ...
- صيّاد الآلهة
- أنا و الببغاوات
- ظاهرة التشبه بالمحمديين السنة عند الأديان و الطوائف الأخرى !


المزيد.....




- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ معضلة أبيقور و المعضلة الراونديَّة