أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عكو - الثورة السورية بعيون كوردية















المزيد.....

الثورة السورية بعيون كوردية


محمد عكو

الحوار المتمدن-العدد: 6515 - 2020 / 3 / 15 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم : محمد عكو
ألمانيا 14.3.2020
بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية و تقسيم تركة الرجل المريض بين الدول المتحالفة العظمى التي كانت و لازالت تسعى إلى تثبيت و إعطاء شرعية كاملة من أجل مصالحها الاقتصادية و السياسية في الدول التي تسيطر عليها و ذلك على حساب تشرد و ضياع أمم بين البازارات السياسية و الاقتصادية التي أدت الى تدمير شعوب منذ فجر التاريخ حتى هذه اللحظة وسوريا كانت جزءً من تلك التركة والتي من حيث المصطلح الجغرافي في الشكل الحديث لم تكن موجودة في تلك الحقبة التاريخية وإنما كانت هناك فقط ولاية سوريا و لها حدود و خارطة جغرافية في فترة التواجد العثماني إلى جانب ولايات أخرى و بعد تقسيم الأراضي التي كانت تحت سيطرة العثمانيين من خلال اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا و بريطانيا تم وأد و دفن شعوب أصلية في غفلة من التاريخ لتصبح هناك حدود بين هذه الشعوب ومنها الشعب الكوردي .
حيث استطاعت هذه الدول ( اتفاقية سايكس بيكو) و من خلال مسطرة خشبية و بقلم رصاص اسود اللون ان تحدد المصيرالأسود لهذه الشعوب حسب المنظور الاقتصادي و السياسي لها . بعد ذلك مر بناء سوريا من حيث المفهوم الجغرافي بمراحل عدة حتى وصلت إلى الخارطة الجغرافية الحالية .
( انهيار الدولة العثمانية و سيطرة القوات الفرنسية في عام ١٩١٨و من ثم إعلان المملكة السورية في ١٩٢٠ . ومن ثم تأسيس الدولة السورية تحت الانتداب الفرنسي في عام ١٩٢٤ ومن ثم تأسيس الجمهورية السورية بدمج ولايات جبل الدروز و العلوية و سوريا في عام
1930 )
وفي عام 1946 حصلت سوريا على استقلالها
و مرت البلاد بمراحل برلمانية شبه ديمقراطية و كذلك في فترة انقلابات عسكرية دامية حتى استلام البعث الحكم في سوريا أيضا بانقلاب عسكري دموي تحت تسمية ثورة الثامن من آذار عام ١٩٦٣ حيث سيطر على مفاصل الحكم وسخر كل المكونات و الطاقات السورية لصالح الفكر الشمولي لهذا الحزب و استحكم على دفة الحكم بقبضة فولاذية و الهاء الشعب بقضايا خارج الحدود و عليه تقديم الولاء و الطاعة لفكر القائد و مخلص الأمة العربية ومرت على عموم سوريا فترة الحكم البعثي من ٨/٣/١٩٦٣ حتى ١٥/٣/٢٠١١ بنكهة مخابراتية و أمنية متشددة و قمع الحريات و كم الأفواه لأي شريحة معارضة او لأي شخصية تطالب بالعيش بعيدا عن التدخل الأمني و المخابراتي في صناعة القرار الذاتي حتى في حالات فردية كان من الواجب أخذ و إعلام الجهات الأمنية بها حرصا على الأمن القومي و الوطني السوري و سميت تلك الحقبة ( حالة الطوارئ) ما عدا
الإعلام و الشبكات التواصل الاجتماعي كان لها حيز واسع في نقل حقائق حول ما يجري في دول الجوار، هذه هي النقطة الوحيدة التي فشل فيها النظام البعثي السوري في السيطرة عليها.
جاءت موجة الربيع العربي بقوة شعبية و جماهيرية عارمة واجبرت الحكام العرب بالتنحي او الهروب او ممارسة الإرهاب المنظم و الإبادة الجماعية الممنهجة تجاه الشعوب في الدول التي اندلعت فيها شرارة الربيع العربي.
الشعب السوري كان له حاضنة قوية و تربة خصبة يافعة لزرع بذور الربيع العربي ردا على نظام الأسد في دمشق و ممارسته اليومية الشوفينية لعموم مكونات الشعب السوري.
فممارسات حكومة البعث السوري لم تترك أي طائفة دينية أو مذهبية او قومية او عرقية العيش بسلام دون التدخل في كافة أمور و مفاصل المجتمع السوري المتنوع باطيافه.
فكان اول تجمع شبابي في ١٥/٣/٢٠١١ في اعتصام سلمي في سوق الحميدية في العاصمة دمشق من كافة مكونات الشعب السوري.
( العربي السني ، العربي العلوي، الكوردي، الدرزي ، المسيحي، الشركسي) .
و سرعان ما تم حملة الاعتقالات بينهم و من ثم امتد رقعة التظاهر السلمي إلى مدنية درعا بعد حادثة العبارة التي كتبت على جدار أحد المدارس الابتدائية ( و اجالك الدور يا دكتور ) و التصرف القمعي و الأمني و المخابراتي تجاه الشعب هناك مهدت الطريق ليصبح التظاهر السلمي حالة عامة في عموم المدن السورية في ٢٥/٣/٢٠١١ .
كانت الهتافات في الشوارع و التسمية هي مفردات بعيدة كل البعد عن مفردة إسقاط النظام السوري.
و بعد فترة دامت من ١٥/٣/٢٠١١ حتى ٢٨/٧/٢٠١١ والتي كانت سلمية بحتة تطالب بالحرية و الكرامة و خلق أجواء ديمقراطية لعموم سورية و إلغاء قانون حالة الطوارئ التي فرضت على البلاد منذ تاريخ استلام النظام البعثي السوري الحكم،
ولكن التصرفات غير المسؤولة من الجهات الرسمية و بقرار و دعم من رأس النظام البعثي السوري مهد الطريق إلى انحراف مسار التظاهرات السلمية إلى هاوية و فتح باب العسكرة والعنف المسلح بينهم.
بعد تصريحات الولايات المتحدة الامريكية و فرنسا و بريطانيا و ألمانيا و الاتحاد الأوروبي و كندا بأن بشار الاسد فقد الشرعية الدستورية و الدولية و عليه التنحي سلميا فتحت الصراع العسكري أبوابه في سورية و سارعت حكومات و دول في دعم العسكري و المادي و اللوجستي للمعارضة السورية العسكرية التي تشكلت من نواة ضباط منشقين عن الجيش السوري.
سرعان ما انقلبت الموازين السياسية و الجماهيرية في سوريا.
حيث استطاعت دول الجوارفي سحب البساط لصالح كفة المعارضة السورية من خلال قنوات الدعم المال السياسي و العسكري ومنهم تركيا في المقدمة و دول الخليج حيث مهدت إلى إعطاء شرعية مع صبغة إسلامية سنية مع الدعم العسكري لقوات المعارضة السورية.
و من الجانب الآخر أخذ النظام البعثي السوري شرعية كاملة من الدول المتحالفة معه و منهم روسيا و الصين و إيران و حزب الله اللبناني .
الصبغة الإسلامية السنية المتطرفة التي ظهرت على الجانب العسكري في المعارضة و ظهور جماعة الإخوان المسلمين في سورية كلاعب قوي جدا و بدعم مباشر من تركيا و السعودية و قطر لهم ، حصل نظام الأسد على شرعية بأن هناك تطرف و إرهاب ديني بحت يجتاح عموم جغرافية سورية .
الشعب الكوردي شارك منذ بداية التظاهرات بأسلوب سلمي و حضاري دون أي صبغة قومية و ذلك من خلال التجمعات الشبابية تحت اسم تنسيقيات الشباب الكورد في سورية هذه التنسيقيات كانت تنادي للحرية و العدالة و الكرامة لعموم سورية.
و لم تكن هناك أي بادرة او غاية قومية كوردية منهم وإنما العكس كان همهم الوطني لعموم سورية فوق كل الاعتبارات.
هتف المتظاهرون الكورد في المدن الكوردية لعيون درعا و حمص مرددين أغاني الفنان سميح شقير و غيرها من شعارات الثورة السورية.
و في غمرة التلاحم الوطني الكوردي في سوريا قدم الكورد قرابين الحرية و الكرامة لعموم سورية من المفهوم الوطني.
و لكن بعد تغلغل التيار الإسلامي السياسي في مفاصل الثورة السورية و بدعم من المخابرات التركية و بعض الدول المجاورة في إقصاء الكورد و سلخ الكورد من الهوية الوطنية السورية و التلاعب بمفردات السياسية و فرض شروط على المعارضين الكورد بفتات الحل السياسي للقضية الكوردية في سورية مهدت الطريق إلى التراجع الكوردي و إعادة ضبط المفهوم الوطني و كذلك السعي قدما إلى إيجاد حل سلمي و حضاري للقضية الكوردية في سورية من منظور قومي كوردي واضح المعالم و الحدود.
بعد محاولة المعارضة الإسلامية السنية المتطرفة السورية و بدعم مباشر من حكومة اردوغان في احتلال منطقة سري كانيه(رأس العين )
و لغاية الإبادة العرقية الممنهجة و كان الهدف الحقيقي هو حماية الأمن القومي التركي و الحجة هي سقوط النظام البعثي السوري و كأن بشار الأسد جالس في سري كانيه (رأس العين؟؟؟؟؟؟)
بعد هذه المحاولة الفاشلة انقسم الشارع الكوردي في عموم جغرافية غرب كوردستان و إعادة ضبط المفهوم الوطني و القومي و ما هي حقيقة المعارضة المسلحة في جملة من الاستفهامات؟؟؟؟
هل هي قوة عسكرية لإسقاط النظام البعثي السوري؟
هل هي قوة عسكرية لابادة الشعب الكوردي في سوريا ؟
هل هي قوة عسكرية تتحرك بأوامر من الدول المانحة لهم؟
هل هي قوة عسكرية لإعادة كرامة الإنسان السوري؟
و غيرها من الاستفهامات مجهولة الهوية.
هناك حقيقة تاريخية غير قابلة للشك و الجدل بأن المعارضة السورية و النظام السوري يملكون قاسم مشترك فقط وهو :
طمس الهوية القومية الكوردية في سورية و وأد و دفن شعب مسالم بعيش على أرضه التاريخية.
الغزو العربي السوري السني من خلال هيكل المعارضة السنية المتطرفة و بدعم مباشر من تركيا و احتلال المناطق الكوردية في غزو مدينة عفرين في ٢٥/٥/٢٠١٨ باسم عملية غصن الزيتون و من ثم غزو و احتلال مدينة سري كانيه ( رأس العين ) و كري سبي ( تل أبيض )الكوردية في ٩/١٠/٢٠١٩ باسم عملية نبع السلام..
نستطيع من خلال هذه المراحل الدامية من التاريخ الكوردي المعاصر بأن هذه المعارضة تسعى من أجل طمس و إلغاء الوجود التاريخي للكورد في سورية و بدعم من خليفة المؤمنين إردوغان الذي يبرر غزوه و احتلاله للمدن الكوردية مع عمليات الإبادة الجماعية الممنهجة و تغيير الديمغرافي لهذه المدن بأنه يسعى إلى حماية أمنه القومي .....!!! وان هذه المعارضة تتجاهل المدن السورية التي تتعرض إلى القصف السوري و تهجير و ارتكاب مجازر بحق أهلهم في المدن المتاخمة للحدود خليفة المؤمنين !!

هل أصبحت المعارضة السورية بشقيها السياسي و العسكري مرتزقة و جنود تحت الطلب لدول تسعى إلى إبادة قومية تجاه الشعب الكوردي.
يبدو بأن سقوط النظام البعثي السوري يمر من عفرين و سري كانيه و كري سبي الكوردية ..... وفي الختام هل يحق للكورد نفي مفردة الثورة السورية و الاكتفاء بمفردة الإبادة العرقية الممنهجة و تغيير الديمغرافي لهذاالشعب بأيادي سورية عربية ؟؟



#محمد_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد و قدسية الفن القومي
- القضية الكوردية و قضية اللاجئين السوريين على أبواب حدود القا ...
- يوم زلزلت عرش البعث السوري
- الحركة الكردية وكوميدية الرأي الآخر


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عكو - الثورة السورية بعيون كوردية