أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - امال قرامي - الكورونا بين السياسيّ والدينيّ














المزيد.....

الكورونا بين السياسيّ والدينيّ


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6514 - 2020 / 3 / 14 - 09:56
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


التي تهدّد سلامتهم الصحيّة بنصيب من العقلانية. ورغم هذا الجهد المبذول لتنزيل هذه «الجائحة» في إطارها العلميّ لم يفوّت الدعاة والأئمة والقادة الدينيون الفرصة للظهور في المشهد الإعلاميّ مقدّمين شروحهم ونصائحهم التي تنهل من معين شكّله الفكر الميثيّ والفكر الغيبي، وتستند إلى سرديّة المؤامرات التي تحاك ضدّ المسلمين». فحسب الشيخ الدكتور أحمد عيسى حسن المعصراوي المصري فالوباء هو «عقاب إلاهيّ» عن المعاصي، والمجازر التي ارتكبت في الصين بشأن المسلمين «اللايغور» وما ربك بظلام للعبيد» ويتجاهل «الشيخ» أنّ الفيروس انتشر في البلدان العربية كالسعودية وقطر...فهل سيجرؤ على القول: إنّ الإله الجبّار ينتقم من هذه الدول أم أنّ هذا التفسير لا ينطبق إلاّ على «الكفار»؟ هكذا يستغلّ الناطقون نيابة عن الله الموقف للتموقع باعتبارهم أصحاب سلطة. فهم القادرون على التأثير في الجموع ولذلك يستغلّون المنابر، والتدوينات الفايسبوكية وغيرها من الوسائط للترهيب من يوم الحشر، والحديث عن عذاب القبر و...
إنّ ما يسترعي الانتباه في تعامل المسلمين مع الكوارث والأوبئة هو التأرجح بين الخطابات الطبيّة والتفسيرات الميثيّة التي تتذرّع بسلطة الدينيّ، وهو أمر لا نعاينه في الحياة اليومية لعامة الناس فقط بل ينعكس على سياسات الحكومات. فقد رفض الرئيس الباكستاني عارف علوي الحاصل على درجة الدكتوراه في طبّ الأسنان، إعادة الطلاب الباكستانيين الذين يدرسون في الصين موظّفا حديثا رواه البخاري ومسلم برواية عن عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فراراً منه».


وبالرجوع إلى آخر القرارات الصادرة مثلا في المملكة المغربية وتونس نتبيّن تعمّد كلّ حكومة تكريس سياسة الفرز بين الأنشطة الثقافيّة والرياضيّة التي يجب أن تتوقّف على الفور، والأنشطة الدينيّة التي لا يمكن تعطيلها بدعوى عدم «استفزاز المصلّين» بل يذهب بعضهم إلى تبرير استمرار إقامة صلاة الجمعة بأنّه من ‹التدابير الوقائية› إذ يتعيّن على الإمام تخصيص وقت للدعاء الجماعيّ إذ «يجبُ الإكثار من الدّعاء والذّكر حتّى يجنّبنا الله الآفات والمصائب».. وهنا ندرك مدى التباس السياسيّ بالدينيّ في التعامل مع الأزمات التي تحدثها الأوبئة والكوارث إذ تظلّ الحسابات السياسية ومراعاة موازين القوى وردود فعل الأحزاب ذات المرجعيّة الدينية مهيمنة على صنّاع القرارات حتى وإن كان الثمن التضحية بالمصلحة العامّة وصحّة المواطنين.
ولكن إلى متى تغيب الإرادة السياسية وتستمر سياسات «اليد المرتعشة» في بلد عرف حالة «انفلات بيوت العبادة» وتحوّل عدد منها إلى وكر للجماعات المتشددة والمسلحة وخروجها عن سيطرة الدولة؟ وهل بإمكان وزارة الشؤون الدينيّة أن تمنع عددا من الأئمة من ممارسة التجهيل القصدي كأن يزعم أحدهم أنّ الكورونا هو «تنبيهٌ من الله» إلَى أنَّ الأمَّة ليسَتْ علَى ما يرام، لما يحصلُ فيها من فسوقٍ ومنكرات، مستدلًا بحديث للنبي (ص) يقولُ فيه «يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، لتسألهُ عائشة؛ يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ فقال: نعم إذا ظهر الخبث؟» وهنا قد تستغلّ الحالة النفسيّة التي يمرّ بها الناس للتلاعب بالعقول، والدعوة إلى إقامة شرع الله وإقامة دولة تراعي أحكامه.
لا يكفي أن نطالب المصلّين بإجراء طقوس الوضوء في البيت، وأن نلحّ على الإمام حتى لا يطيل في الصلاة فالكلّ يعلم أنّها إجراءات تتعارض مع التعليمات الطبيّة التي تمنع تجمّع أعدادا غفيرة من الناس في فضاء مغلق حيث «التفت الساق بالساق» فإدارة الأزمات تتطلّب العقلنة والجرأة والتمييز بين القرارات السياسية والخلفيات الدينية فالدولة هي المسؤولة عن الأمن الصحيّ وتحاسب متى أخلّت بواجباتها.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 مارس 2020 عندما تُضرب الفتيات والنساء
- السياسة بين «الطهر والنجاسة»
- السياسة والجدل حول اللغة
- «ليلة سقوط الحكومة» من منظور التحليل الجندري
- روائح المطبخ السياسيّ
- الهجانة السياسيّة
- الشجاعة في مواجهة الظاهرة: العنف ضدّ النساء والسياسة
- في محاولات صناعة الشخصية السياسية الكاريزماتية
- في طرق استقبال مبادرات الشباب
- مساءلة
- في أداء المترشّحين وأشكال عرض الذات
- النسوان في قلب العمليّة الانتخابيّة
- ساعة الحسم
- الوصم السياسيّ: قراءة في سلوك الناخبين
- حيرة الناخبين
- أن تكوني سياسيّة في تونس2019
- أسئلة غير بريئة أطرحها في زمن ديمقراطية المشاعر
- هل يؤمن السياسيون بمبدإ التداول ؟
- جثث المهاجرين تفضح الصمت المخجل للفاعلين السياسيين
- محاولات ترسيخ «الأبوية السبسيّة»


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - امال قرامي - الكورونا بين السياسيّ والدينيّ