أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اليعقوبي عبد الغني - في ذكرى 11 لرحيل الشيخ إمام:حلمي غير المستحيل أن أغني في القدس وبعد ذلك يمكنني أن أموت















المزيد.....

في ذكرى 11 لرحيل الشيخ إمام:حلمي غير المستحيل أن أغني في القدس وبعد ذلك يمكنني أن أموت


اليعقوبي عبد الغني

الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 11:38
المحور: الادب والفن
    


إن الأغاني التي مجدت الزعماوالأفراد وجعلتهم فوق البشر وفوق طبيعتهم نفسها، فهي ذاتها التي أهالت عليهم التراب أيضا. والمفروض أن يغني .الفنان لشعبه، يأخذ منه ويعطيه، يتشكل من خلاله ويعمل على تشكيله، .لأن هذا الشعب هو الباقي والأزلي حتى إشعار آخر
****************************
تعود أغاني الشيخ إمام عيسى إلى الخريطة الفنية العربية مع توتر الأحداث السياسية في مقابل انحطاط الفن لعدم قدرته على التفاعل مع تلك الأحداث. هنا حوار مع
الشيخ إمام عيسي أجري في صيف عام 1987 بعد عودته من رحلته الفنية من الخارج. وإمام عيسى يطلق عليه المثقفون "مغني الشعب المصري". فقد بصره في السنة الأولى من ولادته التي كانت في 2 يوليو 1918م، ببلدة أبي النمرس في محافظة الجيزة. بعد أن حفظ القرآن وجوَّده، جاء إلى القاهرة حيث التقى الشيخ درويش الحريري الذي تتلمذ عليه. درس أصول الموشح الأندلسي ثم التقى الشيخ زكريا أحمد ومحمود صبح والشيخ علي محمود. وفي عام 1962م التقى الشاعر أحمد فؤاد نجم وبدآ معا رحلة كفاحهما التي تحكي آلام وآمال الشعب الكادح غير مبالين بما سيحدث، ثم انضم إليهما الشاعر فؤاد قاعود..
كيف يكون الموسيقي أمينا ومخلصا لطبقته؟
لا يسلك هذا الطريق إلا مَنْ كان ابنا لفقراء العمال والفلاحين، ولا يمكن لأبناء الطبقة الراقية في الأحياء الفخمة أن يُعَبِّروا عن مشاعر وأحاسيس وطموحات أبناء "الدرب الأحمر" و"المنشية" و"حوش قدم"، ولم يسر على هذا الدرب بعد سيد درويش إلا القلة القليلة من أبناء الشعب المصري الأصيل.
ولكن في أحيان كثيرة تكون الموسيقى مرتبطة على نحو ما بالطبقة المتسلطة من أجل تسييد نموذج حياتها ووجهات نظرها..
أجهزة الإعلام تعمل بدأب على تخدير الناس وتغييبهم عن واقعهم. والناس مساكين على الرغم من إدراكهم مدى سوء ما يُطرَح عليهم من فن. فهم يؤمنون بموسيقاهم الشعبية التي هي جزء من كيانهم ووجودهم ونمط تفكيرهم، وقد بدأوا يعودون إلى الاستماع إليها، وإن كانت لا تُقَدَّم على وجهها الصحيح، إلا أنها تُعَد صحوة نسبية للرجوع إلى تراثنا الأصلي، وتطهير الإنسان من رجس "الديسكو" و"السامبا".
هل يُعتَبَر هذا مدا في الوعي أم نتيجة لديمقراطية ما؟
ربما تشترك فيها الحالتان. فالحكومة تود أن تطبق شبه ديمقراطية تفاديا لانفجار تراكمات نتيجة لمواقفها الصعبة، وعلى الرغم من ذلك، فهذا الهامش من الديمقراطية ما هو إلا سلوك ديمقراطي صوري.
التطريب المسيطر حاليا على موسيقانا.. هل يُعتَبَر نتيجة للتأثيرات التركية والفارسية وسيطرة الآلات الغربية.. أم نتيجة لسيطرة طبقة معينة لها قيمها المختلفة والمنفصلة عن قيم الشعب؟
التطريب مرتبط بالكلمة والنغمة معا، وهو أسوأ ما تقدمه وسائل الإعلام وتروِّج له. هناك النغمة التعبيرية التي تفجر معنى هموم الناس وآلامهم، أحلامهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى نغمات الفرح والتأمل والتفكير، أي إن الموسيقى تتعامل مع الإنسان كإنسان يمتلك جميع الحواس والملكات، وليس كروح شاردة هائمة في عالم هيولي مثل عالم المخدرات مثلا. وعلى كل حال فهناك إنسان لا أذكر اسمه هو الذي أفسد الموسيقى المصرية والعربية.
نسيته فعلا؟
هو معروف، وأنا ذكرته في تلفزيون إحدى الدول العربية طوال ليلة كاملة، وأحصيت عليه ما سرقه من الموسيقى التركية، ومن أشخاص عرب.
هناك محاولات في أقطار عربية لإصلاح مسار الموسيقى العربية، فهل كانت لديك فرصة للاطلاع على مثل تلك المحاولات والاستماع إليها؟
للأسف لم تكن لدي فرصة حقيقية، وحتى الآن لا توجد هذه الفرصة الكاملة للاستماع إلى تلك المحاولات الهامة، ولكنني سمعت مارسيل خليفة وزياد الرحباني، وهما بالفعل موسيقيان شريفان يسيران على الطريق الصعب من أجل احترام النفس واحترام الآخرين، مفضلين الصعوبات للحفاظ على الأصول واستلهام الجذور وتطويرها وترسيخ مدرسة فنية موسيقية عربية، مبتعدين في ذات الوقت عن الطريق السهل الذي يمكنه أن يوفر لهما الراحة وأشياء أخرى، ولكنه سيفقدهما الأعز والأشرف. كما سمعت شبانا صغارا من تونس، وعلى الرغم من تعرضهم للسجن وكافة ألوان القهر، إلا أنهم ما زالوا صامدين بسبب احتضان اتحاد العمال لهم حيث يضم أغلب فئات الشعب التونسي الكادح.
هل سمعت نماذج من الغناء الفلسطيني؟
سمعت فرقة "العاشقين" وأعجبت بهم كثيرا، لأنهم يلتزمون بمحاولة جادة للحفاظ على تراث الشعب الفلسطيني من التهويد والصهينة، وحتى الآن ما زالوا ينفذون هذه المحاولة بنجاح، بل وينفذون الشطر الآخر الملازم لها، وهو تأصيل التراث الفني الفلسطيني والتعامل معه بجدية والتزام، لأن حكاية الحفاظ على التراث من دون تأصيله وتطويره تُعَدُ محاولة مبتورة.
على الرغم من اعتراف الجمهور والنقاد بك إلا أن أجهزة الإعلام ما زالت تنكرك ... فما السر وراء تلك المفارقة؟
الناس هم الإذاعة والتلفزيون والإعلام الذي لا ينكسر ولا يقف أمامه حائل. فمبنى الإذاعة والتلفزيون يمكن أن يهدم، ولكن الشعوب لا تباد أبدا ... ولو كان يشغلني ذلك لما صار حالي هكذا. وللعلم فقد جاؤوا إلي منذ عدة أشهر، ورفضتُ مقابلتهم إلا بشرط واحد: وهو أن يُطرد السفير الإسرائيلي من مصر.
هل هذا هو الشرط الوحيد.. أم أن هناك شروطا أخرى.. باعتبار أن الشيخ إمام عيسى كان قد رفض التعامل مع السلطة عام 1968م علما بأن مصر لم يكن بها سفير إسرائيلي؟
عام 1968م، كانوا يريدون إسكاتنا بعد أن انفعلنا وتفاعلنا مع الشعب على أثر النكسة. وحاولوا رشوتنا أنا وأحمد فؤاد نجم بعد أن أقاموا لنا حفلا كبيرا صاحبته ضجة إعلامية ضخمة، ولكننا رفضنا المبالغ الكبيرة، فلفقوا لنا تهمة مخدرات ساندنا فيها القضاء المصري بشرف وأمانة، ولما حصلنا على البراءة صدر أمر باعتقالنا.
خرجت لأول مرة في حياتك من مصر ـ في رحلة عمل فنية ـ مع أحمد فؤاد نجم، فماذا تم في هذه الرحلة، وماذا كانت نتائجها؟
الدعوة كانت موجهة أساسا منذ عام 1976م، ولكن أنور السادات رفض خروجنا، وأخذوا الرجل التونسي الذي جاء بالدعوة من المطار مباشرة إلى مبنى مباحث أمن الدولة وأشبعوه ضربا وتعذيبا لمدة ثلاثة أيام، ولم يمنعه ذلك من الاستعانة بعناصر قوية مثل وزارة الثقافة الفرنسية وجمعية حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، وأعاد الكرة، واستطعنا السفر بعد ذلك إلى باريس ومعظم مدن فرنسا، ثم بروكسل، وعندما تركنا أحمد فؤاد نجم، أكملتُ الرحلة مع رفيقي محمد علي "الرسام".
ولكن لماذا ترككم نجم؟
لقد فعل بعض الأشياء التي لا أود ذكرها، ولم يوافق على مرافقتنا للجزائر وهولندا وسويسرا وإيطاليا وتونس ولبنان وسوريا وعدن ولندن.
ولكن ماذا بخصوص الجمهور في هذه الأسفار.. كيف استقبلكم.. وماذا كان إحساسكم بعد الحصار الطويل في مصر؟
كنتُ أبكي من شدة الفرحة والسعادة، ومما لقيته من تَفَهُّم وترحيب وخصوصا في البلاد العربية. وازداد حبي وتقديري لشعبي الذي رفعني وجعلني في هذه المرتبة. وأنا أدرك جيدا أنهم يريدون سماعي في أجهزة الإعلام، لكنني أرفض من أجلهم، وأود أن يسمعوني على الأرض، في الشارع والحارة والمقهى.
يقال إن الشيخ إمام عيسى قد حاصر نفسه بظاهرة ( إمام / نجم ) ولم ينفتح في تعامله مع باقي الشعراء..
أنا لستُ حكرا على شاعر واحد. فقد غنيتُ لشعراء كثيرين منهم توفيق زياد وسميح القاسم وفدوى طوقان، ولشباب تونسيين، وللدكتورة عفاف العقاد التي كتبت لفلسطين، بالإضافة إلى شعراء مصريين كثيرين منهم مَنْ وافاه الأجل ومنهم مَنْ لم يزل على قيد الحياة. أنا للكلمة الجيدة التي تحكي هموم هذا الشعب طالما ما زالت لديه هموم، ولأنني في كل الأحوال واحد منه، أعيش مشكلاته وأحزانه وأفراحه. وعموما فهذه الظاهرة ليست نادرة، وليست عيبا في حد ذاتها كما يدَّعي البعض. فالشعب الذي أنجب سيد درويش وبيرم التونسي وغيرهما كفيل بإنجاب أعتى الظواهر. وعندنا حاليا الزميل عـدلي فخري، والشباب جمال عطية وفاروق الشرنوبي وغيرهما.
ومحمد منير؟
لا.. لا.. لستُ بجانب هؤلاء، فهو في ركن بمفرده. أنا أتحدث عن هؤلاء كدارسين للموسيقى، وعندما يمر بهم الوقت سوف يتقدمون أكثر، وطبعا الدارس غير ذلك الذي يغني دون دراسة.
من وجهة نظرك.. ما هي الأصالة التي يقول البعض إن العودة إليها ستخرج بالموسيقى العربية من أزمتها؟
هي العود والقانون والناي والكمنجة الشرقية، والإيقاع الشرقي. وما عدا ذلك فليـس إلا هراء. وعندما تعمل هذه الآلات بين يدي إنسان عربي، سيكون للموسيقى شأن آخر. إن استخدام الآلات الغربية يُعَدُ إفلاسا شديدا، فآلاتهم لا تضم "ربع التون"، ولا يملكون سوى نغمتي الـ"مانير" والـ"ماجير"، يقابلهما عندنا الـ"نهاوند" والـ"جهركا". أما الإيقاعات السريعة فهي مأخوذة عن الزار الإفريقي. كل شيء عندهم مسروق مثلما يأخذون "الملوخية" من عندنا ويضعونها في أكياس مكتوب عليها صُنِع في أمريكا أو إنجلترا.
هل للشيخ إمام حلم كبير؟
حلمي غير المستحيل أن أغني في القدس ، ليصل صوتي إلى كل الشعوب ، وبعد ذلك يمكنني أن أموت.
هل تظن أن الطريق إلى القدس بهذه السهولة؟
الطريق سيكون عبر اتحاد الشعب العربي عن بكرة أبيه لدحر غطرسة إسرائيل التي تدعمها أمريكا.
طغت الأغنية التي تمجد الفرد في فترة الستينيات وما قبلها، ومع سيطرة أسوأ ألوان الفن في السبعينيات وما بعدها أيضا تضخمت المسألة وصارت الأغنية تجعل من الأشخاص مقدسين. فما رأي الشيخ إمام عيسى في وجهة النظر هذه؟
أنا متفق معك، ولكن ليس للنهاية. لأن هناك أنواعا من التطريب نابعة أساسا من موسيقانا المصرية، ومن المقامات العربية نفسها، إضافة إلى طبيعتنا الوجدانية ونظرتنا للعالم، وهذا كله يمكن التعامل معه بذكاء وحذر، ولكن بدون حشر الجيتار والأورج. أما الأغاني التي مجدت الزعماء والأفراد وجعلتهم فوق البشر وفوق طبيعتهم نفسها، فهي ذاتها التي أهالت عليهم التراب أيضا. والمفروض أن يغني الفنان لشعبه، يأخذ منه ويعطيه، يتشكل من خلاله ويعمل على تشكيله، .لأن هذا الشعب هو الباقي والأزلي حتى إشعار آخر



#اليعقوبي_عبد_الغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى 11 لرحيل الشيخ إمام:حلمي غير المستحيل أن أغني في الق ...


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اليعقوبي عبد الغني - في ذكرى 11 لرحيل الشيخ إمام:حلمي غير المستحيل أن أغني في القدس وبعد ذلك يمكنني أن أموت