أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب بن افرات - “القائمة المشتركة”.. إنجاز تاريخي وصفر نتائج















المزيد.....

“القائمة المشتركة”.. إنجاز تاريخي وصفر نتائج


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 6513 - 2020 / 3 / 13 - 09:16
المحور: القضية الفلسطينية
    



حسب ما كان متوقعاً له، خرج اجتماع أمس (الأربعاء 11/3)، بين حزب “أزرق أبيض” و”القائمة المشتركة”، بتفاهمات إيجابية مبدئياً، واتفق الحزبان على إجراء اجتماعات لاحقة، للدفع نحو حصول بيني غانتس على توصية من أعضاء المشتركة لكي يكلفه رئيس الدولة بمهمة تشكيل الحكومة المقبلة.

حضر الاجتماع ممثلا حزب “أزرق أبيض”، وهما عضوا الكنيست عوفر شيلاح و افي نيسنكورن، ورؤساء الأحزاب الأربعة في “المشتركة”، بما فيهم رئيس التجمع الوطني الديمقراطي عضو الكنيست أمطانس شحادة. واللافت أن مشاركة شحادة، تعد أمراً ليس عادياً، وغير متوقعاً، نظراً لاعتراض كوادر التجمع وتحفظاتهم على شخصية الجنرال بيني غانتس، زعيم “أزرق أبيض”، الذي يعتبرونه مجرم حرب بعد أن قاد الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة، في عملية “الجرف الصامد” في صيف 2014.

من الجانب الآخر، هناك معارضة أيضاً في صفوف “أزرق أبيض” للاعتماد على التجمع في تشكيل الحكومة، حيث دعم الحزب طلب الليكود لشطب ترشيح النائبة هبة يزبك للانتخابات الأخيرة. لكن من الواضح أن نتائج الانتخابات هي من أجبرت الجانبين على الحوار والتعاون، سيما وأن هدف أزرق أبيض هو منع الذهاب إلى جولة رابعة من الانتخابات، بأي ثمن.

من جانبها القائمة المشتركة حريصة على أن تحافظ على إنجازها الانتخابي، ولا تريد أن تضيع المقاعد الـ 15 التي كسبتها، من دون أن تنجز فعل حقيقي لجمهورها. وفي أعقاب الاجتماع بين القائمة المشتركة وأزرق أبيض، قال رئيس كتلة المشتركة عضو الكنيست أحمد الطيبي “ناقشنا بعض الأمور بما فيها مسألة التوصية على ترشيح غانتس لرئاسة الحكومة، واصفاً الاجتماع بأنه كان “إيجابياً وعملياً”. واتفق الطرفان على أن يعود كل طرف الى مؤسساته الداخلية للبت في الموضوع، ومن المقرر أن يكون هناك اجتماع آخر قريباً.

نتائج الجولة الأخيرة من الانتخابات لم تخلق واقعاً سياسياً جديداً، وفشلت في كسر الجمود السياسي الذي شهدناه بعد الجولتين السابقتين في نيسان وأيلول من العام الماضي. ومما لا شك فيه أن المنتصران الكبيران في هذه الجولة، هما نتانياهو من ناحية والقائمة المشتركة من الناحية الأخرى. إلا أن “رقصة التانغو” بين هذا الثنائي وتحديدا بعدما حصل كل منهما على مقاعد أكثر من الجولات السابقة، زادت العقدة السياسية.

وذلك لأن نتانياهو فشل في كسب أغلبية 61 مقعداً مثلما زعم قبل بدء الانتخابات، وفي نفس الوقت فإن “المشتركة” تسد الطريق أمام نتانياهو لكنها لا تمكّن غانتس من تشكيل حكومة.

ففي الوقت الذي يحظى نتانياهو بكتلة منسجمة سياسياً مكونة من 58 مقعداً منها 36 مقعداً لليكود، إلا أن غانتس يتزعم في الواقع كتلة غير منسجمة سياسياً موزعة على النحو التالي: 33 مقعداً لأزرق أبيض، و 7 مقاعد لحزب ليبرمان، و7 لحزب “العمل- ميريتس – الجسر”، أي 47 مقعداً.

وهذا يعني إن غانتس، في حال لم يعتمد على مقاعد “المشتركة” الـ 15، لن يكون بمقدوره تخطي عتبة الأغلبية المطلوبة (61 مقعداً) للفوز بتشكيل الحكومة المقبلة، ولا حتى الحصول على توصية لدى رئيس الدولة.

كما أن الواقع السياسي يشير إلى أن “القائمة المشتركة” لا يمكن لها أن تكون شريكة بأي حكومة مقبلة وهذا بتفاهم متبادل بين الطرفين: غانتس لا يمكنه أن يقبل القائمة العربية المشتركة في حكومته لأنه يبني قوته على ائتلاف يميني ليس فيه مكان للعرب، بينما القائمة المشتركة لا يمكن أن تكون جزءاً من حكومة جنرالات تستمر في الاحتلال والحرب على الشعب الفلسطيني.

واضح إذن أن الائتلاف الحقيقي لغانتس لا يضم أكثر من 47 عضو كنيست، وهذا يعني أنه لا يملك أساساً سياسياً متيناً لتشكيل حكومة.

وعلى الرغم من وعوده قبل الانتخابات بأنه لن يعتمد على دعم “القائمة المشتركة”، لا من داخل الائتلاف ولا من خارجه، اضطر زعيم “أزرق أبيض” بسبب النتيجة المخيبة للأمل الذي حصل عليها حزبه، ان يبلع ريقه ويعيد حساباته، ويتوجه الى المشتركة تحت شعارات الديمقراطية وشرعية الأصوات العربية.

وفقاً لحسابات غانتس، كان من المخطط الحصول على دعم من قبل القائمة المشتركة لائتلافه يضم 47 مقعد (أزرق أبيض والعمل وحزب ليبرمان)، لكن سرعان ما اتضح بأن نائبين من حزب أزرق أبيض، “تسفي هاوزر” و “يوعاز هنديل”، يرفضان هذا التوجه. وفي وقت لاحق انضمت إليهما النائبة عن حزب الجسر، “أورلي ليفي أبكسيس” التي انتخبت ضمن قائمة حزب العمل وميريتس. الأمر الذي يعني أن مخططات غانتس لتشكيل حكومة مصغرة استنادا الى دعم القائمة المشتركة قد فشلت قبل أن تبدأ، فما سيتبقى في يده في هذه الحالة هو 59 مقعداً فقط بدل 62.

لذا كان من المتوقع إن الاجتماع أمس بين أزرق أبيض والمشتركة سيقتصر على قضية واحدة وحيدة وهي الحصول على توصية المشتركة على بني غانتس أمام رئيس الدولة لكي يسد الطريق أمام نتانياهو، ويكون الأول في تولي مهمة التكليف بتشكيل الحكومة، كخطوة أولى، وبعد سيسعى حزب “أزرق أبيض” في مرحلة لاحقة إلى استجرار شركاء نتانياهو (أعضاء الكنيست) من الأحزاب الدينية إلى صفوفه.

فما يريده غانتس من القائمة المشتركة مكشوف تماماً، المطلوب من المشتركة هو بأن تكون له جسراً نحو حكومة يمين برئاسته، من دون الحاجة إلى الدعم سواء من قريب أو من بعيد من قبل القائمة المشتركة اثناء تشكيل الحكومة. وهذا ما عبر عنه صراحةً أحد قادة حزب “أزرق أبيض”، يائير لابيد: “سنحصل على دعم المشتركة لمرة واحدة في تشكيل الائتلاف وفيما بعد لن نتحاج لهم أبداً”.

من جهتها، القائمة المشتركة تدرك ما يحدث وتفهم أن دعمها لحزب “أزرق أبيض” هو مجرد ضوء أخضر لتشكيل حكومة يمينية صهيونية تعادي القضية الفلسطينية ولن تكون بعيدة من حيث الجوهر من حكومة نتانياهو. لكنها ولكي لا تخرج خالية الوفاض من المعركة الانتخابية التي انتصرت بها، طرحت أمام وفد غانتس بعض المطالب العينية التي تسمح للطرفين أن يخرجان باتفاق شكلي يظهر به غانتس بأنه قد استجاب لمطالب عينية مثل تجميد الخطوات المترتبة على خطة ترامب بما يخص ضم الضفة الغربية وإلغاء قانون “كامينيتس” (الأمر الذي إلتزم فيه نتانياهو أيضاً)، أو إعادة النظر في قانون القومية وزيادة الميزانيات المخصصة للوسط العربي.

إذا تحقق هذا السيناريو فمن المحتمل أن تمنح القائمة المشتركة غانتس توصية لرئيس الدولة، كما ستكون بذلك قد وفت بوعودها لجمهورها بإسقاط نتانياهو.

وعلى افتراض لو أن أعضاء القائمة المشتركة الـ 15 قدموا توصية بغانتس فهذا لا يضمن أن ينجح الأخير في تشكيل حكومة، لأن شركاء نتانياهو من الأحزاب الدينية “يمينا” و “اغودت إسرائيل” و “شاس” يميلون إلى اليمين ويفضلون الذهاب إلى جولة انتخابات رابعة على “الخيانة” والانتقال الى معسكر “الكفار” (حزب “أزرق أبيض” الذي يحاور العرب)، على حد تعبيرهم.

ومن هنا ورغم إنجاز القائمة المشتركة التاريخي المتمثل بقدرتها على حشد أكثر من نصف مليون ناخب عربي في التصويت، يبقى تأثيرها محدودٌ جداً. والرهان على تشكيل لوبي عربي لممارسة الضغط على الساحة السياسية الإسرائيلية بشكلها الراهن تبين بأنه رهانٌ فاشل.

ولا يكون الرد على عنصرية نتانياهو بالتقوقع داخل القومية العربية، بل ببناء حركة معاصرة وديمقراطية تضم في صفوفها عرب ويهود. والمطلوب هو تيار جديد له رؤية وبرنامج سياسي واقتصادي واجتماعي أممي لا يميّز بين دين ودين، قوم وقوم، جنس وجنس.

إنزواء العرب في معسكر على أساس قومي هو خيار تقدم عليه الزمان ويخدم في نهاية المطاف اليمين الإسرائيلي الذي يدعي بأنه لا يمكن يكون هناك عيش مشترك بين العرب واليهود.

في الواقع ورغم حصولها على 15 مقعداً يبقى تأثير القائمة المشتركة على مجريات الحياة اليومية للمواطن العربي معدومًا. فالاستناد على العائلية وعلى الطائفية والقبول بسيطرة الحمولة على السلطة المحلية وغياب أية محاسبة للمسؤولين هو ما يميز المشتركة، مما يؤثر سلبياً على مكانة المرأة في المجتمع العربي وعلى حالة التعليم المتدنية وعلى زيادة حدة العنف وعلى ممارسة كم الأفواه تجاه الإنتاج الأدبي والفنون. فكل هذا يتم باسم “العروبة” و”وحدة الصف” وذلك دون التمييز بين عروبة تميل إلى أردوغان وأخرى تميل الى أبو مازن أو إلى قطر أو إلى عروبة شيوعية دكتاتورية من نمط بشار الأسد. فمثل ما علّمنا الربيع العربي: العروبة ليست ضماناً لسعادة ورفاهية العرب.

على الأرجح نحن أمام جولة رابعة من الانتخابات التي لم تحل العقدة السياسية في إسرائيل، وعلى نقيض مما يدعيه حزب “أزرق أبيض” والقائمة المشتركة معا، فالسبب ليس نتانياهو بل الطريق المسدود الذي وصلت إليه دولة إسرائيل بعد أن سجّنت 5 ملايين فلسطيني وترفع شعار الديمقراطية في الوقت الذي تمارس فيه نظام الابرتهايد.

وقد حان الوقت لإعادة التفكير في السلوك السياسي. إن اجتياز نسبة الحسم شيء مهم ولكن ليس نهاية المطاف وإسقاط نتانياهو ليس هدفًا بحد ذاته. فما يقف أمانا هو الخيار بين مجتمع عصري وبين مجتمع ديكتاتوري شيوعياً كان أو إسلامياً.

علينا أن نختار بين الاستمرار بترديد شعار الدولتين للشعبين وإبقاء التعاون بين السلطة الفلسطينية وحماس وإسرائيل على حساب حقوق 5 ملايين فلسطيني المدنية والإنسانية، وبين خيار الدولة الواحدة الديمقراطية بين النهر والبحر.

هذا الطرح لم يحظى حتى الآن بدعم كبير، ربما بسبب سلبية الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وربما لامبالاة المواطنين العرب في إسرائيل، وبسبب تخوف اليسار الإسرائيلي من ضياع يهودية الدولة. ومع ذلك هذا هو الحل الأنسب للخروج من هذه العقدة السياسية الصعبة التي تضر في حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.



#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -صفقة القرن- ولدت من رحم أوسلو على السلطة إعادة المفاتيح إلى ...
- العراق ساحة الحرب بين أمريكا وإيران
- امتحانات بيزا وظاهرة العنف في المجتمع العربي
- شرعنة الإستيطان يمهًد لحل الدولة الواحدة
- لبنان والعراق شوكتان في حلق ايران
- ترامب يتراجع، خامنئي يستفيد ونتانياهو يخسر
- التجمع في موقف لا يحسد عليه
- المشكلة ليست بالكرسي بل بضياع الطريق
- مرسي يجسد المأساة العربية
- واحة الديمقراطية تتأقلم مع محيطها
- صفقة القرن: الرفض اللفظي يغطي على نظام الابرتهايد
- الصوت العربي- الغائب الحاضر
- غزة بدها تعيش
- كتلة مانعة او كتلة فاعلة
- أهلا وسهلا بالحاج سالفيني
- نتانياهو يشطب الاحتلال
- ضاعت فلسطين والاحتلال باق
- قانون القومية يفجر الاجماع الصهيوني
- مآساة غزة - سلعة تخدم الجميع
- الاسد باق! إيران ستخرج


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب بن افرات - “القائمة المشتركة”.. إنجاز تاريخي وصفر نتائج