أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن خليل غريب - إلى تجار السياسة والاقتصاد والدين














المزيد.....

إلى تجار السياسة والاقتصاد والدين


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6512 - 2020 / 3 / 12 - 19:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كفاكم استغفال عقول أنصاركم
إن الأنظمة الطائفية السياسية، كما هي في العراق ولبنان، تستند إلى مبدأ (حماية الطائفة). وهذا يعني أن أمراء هذا المبدأ يزعمون أنهم يحمون حقوق أبناء الطائفة.
وبمراجعة ميدانية لنتائج تلك المزاعم، نجد فيها الأعاجيب والأكاذيب الشيء الكثير التي تبارى على إخرجها مجموعة من التجار الذين يتلاعبون بعقول الأبرياء من أبناء جلدتهم. ومن هذه المراجعة نجد فيها أن تلك المجموعة عدت تحالفاً وثيقاً بين ثلاثة أقطاب، وهم: تاجر في الاقتصاد، وتاجر في السياسة، وتاجر في الدين. وأينما تجوَّلت في العراق وفي لبنان ستجد أن كل تاجر في هذه الثلاثية يؤدي ما يتقنه من فنون الاحتيال. وإذا افتقدت الثلاثية أحد قواعدها ستنهار منظومتهم التي تقوم على استغفال عقول الأبرياء، وتسرقهم باسم حمايتهم من تغوُّل الطوائف الأخرى كما يزعمون. وللأسف فقد انطلت فنونهم في الاحتيال على عقول أولئك الأبرياء.
ساد هذا النظام في لبنان منذ تأسيسه في ظل الانتداب الفرنسي في العشرينيات من القرن الماضي. واستمر حتى هذه المرحلة على الرغم من أن الانتداب كان أكثر رأفة باللبنانيين من زعمائه السياسيين عندما نصَّ الدستور الذي وُضع تحت رقابة الانتداب، في المادة المخصصة لتوزيع الوظائف بين طوائف لبنان، وأرفقها بالنص التالي: (يتم توزيع الوظائف بين الطوائف اللبنانية بشكل مؤقت) على أساس تعديله فيما بعد، ولكن هلال التعديل لم تثبت رؤيته عند أمراء الطوائف. وجاء من بعده دستور اتفاق الطائف في العام 1989 ووضع خطة مرحلية لإلغاء النص. ومرَّ على ذلك الاتفاق ثلاثون عاماً، وظلَّ هلال التعديل غائباً عن أنظار أولئك الأمراء أيضاً. وسوف يظلُّ ذلك الهلال غائباً عن الرؤية. وسيمتنع الثلاثي الحاكم عن تطبيقه، تحت حجة (حماية الطائفة)، فهو يدر عليهم لبن التحكم في مفاصل الدولة وعسلها. وهل هناك أفضل لهم من أن يكون حراسهم ممن يأتمرون بأوامرهم، ويتسترون على مفاسدهم خوفاً من خسارة وظائفهم؟
وإن الأخطر في هذا المشهد هي الحماية الشعبية من المؤيدين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في فساد أمرائهم، وفي وصول المتسلقين لنيل وظيفة من هنا أو هناك. لا بل يكتوون بنار النهب والمحسوبية، ويكتوون بنار الجوع والفاقة والبطالة. وإن أخطر ما في الأمر أن هؤلاء الأبرياء ارتضوا طوعاً وعن جهل أن يضعوا القيود في رقابهم بأنفسهم تحت خديعة مريبة وهي اعتبارهم أن أمراءهم يحمون طائفتهم.
وأما هذا النظام فقد تمَّ تشريعه في العراق بعد احتلاله في العام 2003، برعاية وحماية تحالف النظام الإيراني مع الاحتلال الأميركي.
وأما النظام الإيراني فلأنه يفتح أمامه أبواب العراق مشرَّعة لتنفيذ مشروعه السياسي الطائفي، تصدير ما يزعم أنه ثورة لحماية شيعة العراق، وفي الوقت ذاته يتفرَّغ لسرقة ثروات العراق كله. علماً أنه من المستحيل تنفيذ هذا المشروع إلاَّ إذا تمَّ تفتيت العراق إلى طوائف متناحرة.
وأما الاحتلال الأميركي فلأن صيغة هذا النظام تفتح أمامه بوابات مبدأ (فرِّق تسد)، بحيث يتقاتل أبناء العراق بسيوف طائفية وينحر البعض منهم البعض الآخر تسابقاً للوصول إلى جنة موهومة، بينما يتفرَّغ هو لسرقة ثروات العراق.
إن الأكثر مرارة في واقع العراق هو أن تحالف الفاسدين في الاقتصاد، والسياسة، ورجال الدين، كان جاهزاً ليضع نفسه في خدمة النظام الإيراني والاحتلال الأميركي، ولكي يشكل الأداة الحاكمة على كراسي السياسة، الأمر الذي يتيح لهم المجال للسرقة والنهب وتكديس الثروات من جهة، وتنفيذ مشاريع الاحتلال في النهب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي المنظَّم من جهة أخرى.
في تلك المشاهد التي يندى لها جبين الإنسانية، يلعب تجار الدين الدور الأكثر إجراماً، لأنهم يستغلون ثقة الأبرياء بما تمثِّل عمائمهم من قداسة عندهم. فأغراهم الاستسلام بممارسة المزيد من الخداع والنفاق. وتوغَّلوا أكثر في ميادين تزييف الحقائق مما جعلهم يضفون القداسة على الفاسدين من الساسة ومسخوهم من لصوص إلى (حماة الطوائف)، وحرمَّوا الثورة ضدهم تحت حجة (طاعة أولي الأمر). ومسخوا تجار الاقتصاد وبيَّضوا سرقاتهم فتحولت من (سحت حرام) إلى مال حلال. وخدعوا أصحاب العقول البريئة بأن الله هو الذي رزقهم من دون حساب.
وأما الآن فقد بان انتفاخ كروش تجار الدين، وانتفاخ جيوب وخزائن تجار السياسة، وأصبحت التجارة بلقمة الفقراء (شطارة). وأصبح المستور مكشوفاً بعد أن زالت الغشاوة عن عيون أبناء العقول البريئة وبناتهم، فملأوا الشوارع والساحات في القطرين رفضاً لاستسلام آبائهم للأكاذيب واستغفال عقولهم.
لا تتوهموا أيها التجار في شتى حقوق الفساد، أن الفقراء سيغفرون لكم، ولن أستثن منهم حتى الذين ترشونهم بمساعدة من هنا، أو وظيفة من هناك، لأنهم سيدركون في القريب المعجَّل، أنكم لم توفروا لهم ما يحفظ كرامتهم وحقهم في ثروات بلادهم.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الداعشية اسم حركي لكل القوى الطائفية
- أنت مع النظام الإيراني، إذن، أنت تذبح العراقيين
- بغير إقفال البوابة العراقية في وجهه حصار النظام الإيراني حدي ...
- إستقلال السلطة القضائية بداية أساسية لطرد شياطين الفساد من ا ...
- صوت الفقراء صوت الله على الأرض
- النظام الإيراني يكشف المستور بإعلان تفريس بعض العرب
- فقراء أحزاب السلطة ينتظرون القطار على مفارق الثورة
- من بيروت إلى بغداد: عقارب ساعة الثورة لا تعود إلى الوراء
- مفاعل تصدير الثورة الإيراني أكثر تدميراً من المفاعل النووي
- إلى الدائرين في الفلك الإيراني عودوا إلى مداراتكم القومية ال ...
- حصة الفقراء من الجنة خذوها واعطوهم رغيفاً من الخبز
- إضبطوا ساعاتكم على توقيت الثورة في العراق
- أخطاء في المساواة بين الدورين الروسي والأميركي في الصراع الد ...
- للخروج من متاهة اللاءات المتناقضة يبقى المشروع السياسي الاقت ...
- القادسية الثالثة بوسائل سلمية
- لكي لا يصبح أمراء الطوائف مشايخ للنفط أيضاً
- المنهج الفقهي لنظام ولاية الفقيه في قمع الانتفاضات الشعبية
- كلمة (ولكن..) منهج شيطاني بالالتفاف على حقوق الشعب
- ثورة تحَّدت طاحونة الموت هي ثورة تعيد الحياة للعراق
- دعوة أحزاب السلطة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية دعوة زائفة


المزيد.....




- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن خليل غريب - إلى تجار السياسة والاقتصاد والدين