أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - -إنتخابات إتحاد الطلبة، والتلاعب بعقولِ شبابنا -














المزيد.....

-إنتخابات إتحاد الطلبة، والتلاعب بعقولِ شبابنا -


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6512 - 2020 / 3 / 12 - 12:14
المحور: المجتمع المدني
    


لَم تكُن فكرة ذهابي للجامعات ومُتابعة أحداث إنتخابات إتحاد الطلبة، تضّيعا للوقت كما يعتقِد البعض، بل كانت من أجل أن أقفَ على الفكّر الذي يمتلكهُ طلابنا في الجامعات، والتّركيز على كلّ حركة يتحرّكونها، والقيام بدراسةٍ منّطقية مُنصفة وحقيقيّة - لا تزّليفَ بها- للعقّلية التي يتمّ إتخاذ أي قرار - داخل الحرمِ الجامعي- بناءً عليها، لمعرفةِ الى أينَ تسيرُ بنا الديمقراطية، وإلى أي محطةٍ سنأخذ الوطن في قادم الأيام ؟! وذلك من خلال هذه التّجربة الصّغيرة .

إن أبناء الجامعات والشباب بشكلٍ عام يشكلونَ فئةً لا يسّتطيع أي رجلٍ عاقل وقائد حكيم أن يسّتغني عنها، أو أن يكونَ بإستطاعتهِ أن يتجاهلها لفترةٍ محدودة - قصيرة كانَت ام طويلة -، ويجّعلها على رفّ صانعي القرار، إلا إن أرادت هذه الفئة ذلك وقبِلَت به، فهذه الفئة التي تُشكّل أكثر من ثلاثينَ بالمئة من التعداد السّكاني للوطن، تُعتبرُ في الدول المُتحضرة والمُتقدّمة، من أهمّ الركائز لها، وتُعامَل على أساس أنّها ستكونُ وجه الدولة في قادم الأيام، والكثير منّها - اي الدول المُتقدمة- تُعامِلُ هذه الفئة على أنّها صاحبة تأثيرٍ في القرار السياسي والإقتصادي في مرحلة عُمرها المُتوسّطة، ولربما الأحداث التي حدثَت في ثمانينيات القَرن المُنصرِم في جامعة اليرموك، وكان وراءها مجلس إتحاد الطلبة بمُساندةٍ من بعضِ الاساتذة بالجامعة، هي أفضل دليل على فاعليّة المجلس في التأثير على الكثير من القرارات المُتعلّقة بالسياسة داخل الحرم الجامعي وخارجهُ .

لقد كانت مُتابعتي لهذا الحدَث تبدأ بطُرقِ إختيار الطُلاب لمَن يُريدونَ أن يُمثّلهم، ويكون صوّتهم الحاضر في غيابهم، إمتداداً إلى الدعايات والحملات الإنتخابية، و وصولاً لطُرق التّصويت، وإنتهاءً بآليةِ فرّز الأصوات للنّاخبين، والتي سينبثقُ عنها مجلساً إتحاديا طلابياً، يمثّلُ النّاخبين أمام أصحاب القرار في الجامعة، ويُعبّر عن آرائهم، ويُدافع عن حقوقهم، ويقفُ سدّاً منيعا في وجّه كلّ تغوّلٍ عليهم، وعلى المدى البَعيد يسّعى إلى الارتقاء بنظامي الجامعة " التّعليمي والرقابي"، والإسّهام في إيجادِ قيادات شبابية حقيقية، قادرة على أن تأخذ السّلك التعليمي لبرّ الأمان ؛ وذلك بتعاونٍ مع الهيئة التدريسية والهيئة الإدارية في الجامعة، ويكون بمقدورها ايضاً العمَل على إشراكِ الشباب في صُنّع القرار - على أقلّ تقدير- داخل الحرم الجامعي ؛ ليُصبح هذا الشّاب ذو أهلية كاملة، وذو شخصية قياديّةٍ مُتمكّنة في صُنع القرار، ومتمكّن من الإنخراطِ في مُجتمعهِ المدني بصورةٍ سليمة .

ولكن، وللأسف، وبعد متابعةٍ سنوية - قَد دامَت لأكثر من ست سنين - لهذا الحدث، والذي اؤمِن بأنّهُ هو الخطوة الأولى في إشراكِ الشباب في صُنع القرار، وقدّرتها على إتخاذ القرار الذي تكون بهِ كُل المصالح مُجتمعة، دون أن تُفضّل مصلحة على أُخرى، وهو مثال مُصغّر عن الإنتخابات النّيابية التي تُجرى مرة واحدة كلّ أربع سنين، وتُحدِثُ شرّخاً في مُعظمِ الحمائل وتُفرّقُ أبناء القرية الواحدة والحيّ الصغير عن بعضهم، أجِد بأنّ هناكَ مُشكلة كبيرة في هذه الإنتخابات، وأرى بأنّ هناكَ عدوى كبيرة قَد إنتقلَت من الكبير إلى الصّغير " من النيابية إلى الطلابية"، فلَم أرى إختياراً واحدا من قبل الطُلاب قَد وقعَ على طالبٍ يمتلكُ جراءةً تستطيع أن تُدافعَ عن حقوقهم وتُحصيلها لهم، وبين فكّية لسانٌ ذرب، يُميّزه عَن غيّره من المُرتجفين، بل كانت كُل الإختيارات تقوم على شكلٍ مُحزن، وأصبحت نمطيّة في الكثير من الجامعات إن لَم تكُن كلها، فإختيارات الطُلاب في الجامعات التي تظمّ طُلابا من كافةِ المُحافظات، يكون بناءً على المُحافظة التي ينّتمي إليها الشّخص، تحت شعار " إبن السّلط، أو إبن الكرك، أو اربد، أو إبن معان ... الخ "، وإختيارهم في بعض الجامعات التي يكثُر بها التواجد العشائري، بل يكون مُتغلغلاً بها، ويكون حالة رجعية عند الطلاب، يكون هذا الإختيار تحت شعار " إبن العشيرة الفُلانية، أو ابن العشيرة الأصل لهذا البلد، أو نحن حُمر النواظر، أو نحن التاريخ... الخ "، وفي البعض الآخر من الجامعات، والذي أراهُ ثقافة تنّشرُ بشكلّ سريع جداً، هو الإختيار القائم على اللواء وذلك في ظلّ تجمّع بعض العشائر تحت لواء واحد " لواء القصبة، لواء بني كنانة، لواء الكورة، وما إلى ذلك " ..

أمّا فيما يتعلّق في طُرِق التّصويت، فتجد الكثير ممَّن يرتدونَ البدَل الرّسميّة، يرّكضونَ وراء الطلاب وهُم يحملونَ قليلاً من الهدايا " ورد، دباديب، مارشات" والتي تُعتبرُ مالا أسوداً مُزيّف يتمّ تداوله على أعينِ الجميع، وأمّا المال الاسوَد الحقيقي هو يتمّ تداوله بالسّر، شكّاتٌ توقَّع في ليلة الإنتخابات، وإتفاقيات تُعقَد، وتنازلاتِ مقابل الحصول على أكثر عدد ممكن من المقاعِد ...

إنّ الفكرةَ التي أردتُ أن أُوصلها لكُل من وقعَ هذا المقال تحتَ يديه، والتي أعلمُ بأنّها لَن تعجبَ الجميع تحت حُجة " الانتخابات لعبة، والجامعات هيك ماشية "، هي فكرةُ تحاول أن تُخرج الشباب من المأزق الذي وضعوا أنفسهم به، أو كانت هناكَ تأثيرات خارجية من عشائرهم ومن بيئتهم على الكثير من قراراتهم، لهذا نسّمع عند كُل بداية فصلٍ دراسي او عام دراسي جديد، قيام بعض الجامعات بزيادةٍ على الرّسوم الطلابية، أو على ثمِن الساعات لبعض التّخصصات، ولو كان هناك إختيار حقيقي لطُلاب المجالس الإتحادية لما استطاعت أن تأخذ هذه الرئاسات مثل هذه القرارات، أو على أقل تقدير لكان هُناك مَن يقفُ بوجّههم، محاولا أن يصدَّ مثل هذه القرارات .

فمَن تلاعبَ ويتلاعَب بفكّر شبابنا حتى أصبحوا تائيهين في جامعاتهم، وأصبحَت جُل قراراتهم لا تصبّ بمصّلحتهم ؟!

من الذي ساهمَ بإنتقال الفكر القبائلي والعنصري إلى جامعتنا، وجعلها تسّتحوذ على عقولِ طلابها ؟!

إلى أي مدى يُمكن إن يؤثّر هذا الفِكر، على قرارات شبابنا في حالِ تولّيهم قيادات حسّاسة في الدولة مستقبلاً ؟!



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب العالمية الثالثة.. من حرب بالرصاص إلى حرب بالكورونا
- ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة
- لنُحافظ على كرامة الوطن والشّعب
- فقدنا من كان لنا وطنا
- حكوماتنا عاجزة وحكوماتهم مُنقذة
- الأمر العام بين التّإفه وعامّة الناس
- - أنا أثور اذا أنا موجود -
- شيطاني السياسي، ومصالح الدولتين في حرب الشمال السوري
- العربي خُلقَ لكي يكونَ عبدا وليسَ حُرًّا
- ما بين النقابة والحكومة معركة إنتصار الثقة
- دستور الشعب ودولة الفاسدين
- النهضة لن تكون إلا بالتعليم
- ما بين عُنق الزجاجة و -no comment - يُسّرَق الوطن


المزيد.....




- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - -إنتخابات إتحاد الطلبة، والتلاعب بعقولِ شبابنا -