أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم خليل العلاف - فرج عريبي















المزيد.....

فرج عريبي


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 6511 - 2020 / 3 / 11 - 14:40
المحور: الادب والفن
    


استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وأنا اتحدث الى الاخت المبدعة الفنانة المصممة الاستاذة إشراق عريبي ، تذكرت ما قدمه شقيقها المرحوم الاستاذ فرج عريبي للثقافة العراقية المعاصرة ، واردت ان أستذكره ، واكتب عنه نبذة يطلع فيها شبابنا على ما قدمه هذا الرجل من منجزات كثيرة .
وفرج عريبي ، لمن لايعرفه من الاجيال الجديدة ، هو فرج عريبي مخيطر الخميسي من مواليد قضاء قلعة صالح – في محافظ ميسان - العمارة سنة 1925 ، كتب عنه الاستاذ عربي الخميسي ، وكتب عنه آخرون ، وهو من عائلة صابئية مندائية معروفة . وقد أنهى دراسته الابتدائية في قلعة صالح ، والمتوسطة في العمارة سنة 1938 .. والثانوية سنة 1943 .. وتخرج في دار المعلمين سنة 1945 . والتحق بالتدريس مدرسا منسبا لمادة الرياضيات في البصرة 1945-1951 ثم في بغداد 1951-1960 وكان بارعا في تدريس هذه المادة .
ومن الطريف انه وضع كتابا أسهم فيه في حملة مكافحة الامية بعنوان ( اسماؤنا تعلمنا ) . كما الف كتابين للاطفال هما ( العب وتعلم ) ، و( إرسم وتعلم ) ، وألف ثلاث مسرحيات كوميدية جرى تمثيلها في مسارح مدارس البصرة يوم كان يعمل هناك مدرسا .
كان الاستاذ فرج عريبي مولعا بالبرامج التي تساعد الاطفال على التعلم ؛ لذلك ما ان نقل الى بغداد سنة 1962 حتى إختار تدريس الصف الاول الابتدائي ، وادخل الالعاب والمسابقات في تدريسه لتحبيب العلم للاطفال .وعندما شعر ان ذلك لايكفي حاول ان يتوسع في تجاربه في التوجه للكتابة للاطفال ؛ فإنضم سنة 1969 للهيئة المؤسسة لمجلة (مجلتي ) وجريدة ( المزمار ) التي سميت بهذا الاسم بناء على مقترحه هو ، وقد ذكر مرة ان العدد الاول منها كان قد صدر بثمان صفحات كتب هو شخصيا منها ثلاث صفحات لوحده. وعمل في عدة مجلات أخرى منها ( الف باء) و( وعي العمال ) و( مجلة الإذاعة و التلفزيون) ، والتحق بمعهد التدريب الاذاعي والتلفزيوني العراقي سنة 1970 . وحصل على دبلوم برنامج الاطفال بإمتياز ، وحال تخرجه من المعهد المذكور عمل معدا لبرامج الاطفال في الاذاعة والتلفزيون .
ومما قدمه في هذا المجال ، برنامج العاب تسلية والذي كان يقدمه الفنان المرحوم خليل الرفاعي وقد استمرعرض هذا البرنامج خمس سنوات .كما أعد برنامج الورشة ، والذي قدمته الفنانات هدى عبد الحميد ، وشذى سالم ، وسميره نعامه وغيرهن .وثمة برامج اخرى كان الاستاذ فرج عريبي وراءها منها برنامج الناس والذي قامت بتقديمه الفنانة نضال فاضل ، وقد احرز هذا البرنامج على شهادة أحسن برنامج اطفال تلفزيوني في جميع الاقطار العربية. وبرنامج ( دنيا العلوم ) قامت بتقديمه الفنانة نضال فاضل ، وبرنامج مسابقات رمضانيه اشتركت بتقديمه عدة فنانات على مدى عدة سنوات طوال ، وبرنامج مسابقات الرياض قام بتقديمه الفنان خليل عبدالقادر

كما أعد ( برنامج الطلائع بالمسيرة ) ، وأسهم في برنامج ( ثلاث اسئلة فقط ) قدمه الفنان راسم الجميلي ، واسهم في اعداد برنامج (مسابقات الساعة التاسعة ) والذي قدمه الفنانان شريف الراس وسامي قفطان.
هذا فضلا عن إعداده ومساهمته في إعداد كثير من البرامج الخاصة والمتعددة لبعض الجهات والمؤسسات الحكومية منها ، برامج القوه الجوية، والدفاع المدني ، والشرطة ، والتوجيه المعنوي ، والمرأة ، وبرنامج عيد الجيش العراقي ، وبرنامج معرض بغداد الدولي ، ومناسبة عيد الطالب ، وعيد العمال ، .. وكذلك أعد الكثير من البرامج للمناسبات الخاصة كالعيد الوطني ، او الاعياد الدينية وغيرها ، طوال عشرة سنوات مستمرة دون انقطاع .وقد تحدث لشقيقته الاستاذة إشراق عن نشاطاته تلك فقال :" ان اعدادي لهذه البرامج ، ونجاحها كان لها وقع جيد على من اعدت لها من تلك الوزارات او المؤسسات الحكومية ، ومن المنظمات وعلى المتلقين من الجماهير على حد سواء .. وقد حَظيت جميعها بالترحيب والتقدير والتكريم من قبل الكل دون استثناء ..."
كانت للاستاذ فرج عريبي اسهامات في عدد كبير من الصحف والمجلات العراقية ، ولانكاد نقلب هذه الصحف والمجلات الا ونجد له فيها اسهامات ومن هذه الصحف والمجلات مجلة الف باء – مجلة مجلتي – جريدة المزمار– مجلة الاذاعه والتفزيون – مجلة فنون- مجلة الثروة الزراعيه- مجلة النفط والعالم- مجلة الصحه والحياة – مجلة الشرطة العراقية - جريدة الطلائع في المسيرة – جريدة المرأة.
الف الاستاذ فرج عريبي الجزء الاول من كتاب ( العاب الرياضة العقلية ) وبعنوان ( العاب الحساب والحاسبة اليدوية ) وهو اشبه بموسوعة تحتوي معظم انواع الالعاب في هذا المجال ..
ترك العراق واتجه نحو العاصمة الاردنية عمان وهناك قام بتأليف مسلسل تلفزيوني أردني يتألف من ثمانية عشرة حلقة باسم (طبخة مستعجلة ) جعله جاهزا للتنفيذ قبل رحيله الى كندا ، و خول حق التصرف بهذا المسلسل الى نقيب الفنانين الأردنيين السيد يوسف الصادي .وفي كندا الف كتابين باللغة الإنكليزية في سلسلة الألعاب الرياضية او الفكرية .كما عمل محررا صحفيا لمدة سنتين ، بمعدل صفحتين اسبوعيا في كل من جريدة ( المرآة ) في مدينة مونتريال ، وجريدة ( الحياة العربية ) في مدينة تورنتو .
سألت الاخت إشراق عريبي عن ماذا يعني لها فرج عريبي فقالت :" يادكتور وضعتني أمام امتحان صعب جدا لما سألتني هذا السؤال أخي فرج ، رحمة الله عليه ، هو من كان مصدر سعادتي، وصديقي بالحياة الذي فهمني وخلق عندي كل المواصفات التي يتحلى بها الفرد من خلال الثقة بالنفس ، وعلمني كيف ان اكون هادئة ولا اتسرع باي ردود فعل قوية ، وتعلمت منه ان اكون ذات قلب كبير وفيه نوع من السلام حتى اكون مبدعة في الحياة ...تعلمت منة النقد الساخر الذي لا يجرح الاخرين ، ولا افقد بها المواقف. هو الاب والاخ والصديق... " .
واضافت تقول :" أنا الاخيرة بالترتيب العائلي واخي فرج عريبي هو الاكبر.. تزوج في السنة ذاتها التي ولدت بها نشأت مع ..أولاده وفي بيته .. سألني ، وهو يجلس بجاني في الباص هل تحبين التلفزيون ؟ قلت. نعم أحبه جدا قال (اوكي) سوف اسجلك في المعهد قسم المسرح وتشتغلين في التلفزيون هناك مجالات كثيرة وتختارين الشيء الذي تحبينه ... طبعا انا لم أكن أعرف عن المعهد شيئا ، ولا عندي اي تصور عنه وماذا يعني او ماذا يدرس لانني ولدت في البصرة ثم لم يكن البصرة بها معهد فنون جميلة فقط معهد الفنون البيتية .. المهم هو طول الطريق وهو يقنعني ان ادخل قسم المسرح ...عند دخولنا بناية المعهد القديم في الكسرة ..اخذ نظرة عامة على الأجواء وقال : اقول نسجلك في قسم الرسم.. لم اعترض ...بنفس الوقت. ذهبنا الى الحانوت بجانب مبنى المعهد واشترى لي(( قلم رصاص و مساحة )) ودخلت إمتحان القبول في قسم الفنون التشكيلية وهكذا وضعني في الطريق المناسب في هذا العالم ...نعم انا واحدة من عشرات الناس والطلاب الذين اثر في حياتهم ووجههم الوجهة الصحيحة ..كان له قلب اب ومعلم وصديق نظرته المستقبلية للناس والمجتمع تفوق التصور كان عبارة عن موسوعة (( انسكلو بيديا)). في المعلومات وفهم كامل لسيكولوجية الطفل بصورة خاصة وتنمية القدرات عنده ومنح الثقة الكاملة غير خاضعة الى شرط او ضغط مباشر ..كان يعرف كيف تبنى العقول والقدرات . وكان هو" ضحكة الخير " ..هل استطيع ان اذكر اسماء من ترك أثرا في حياتهم بحيث جعلهم أُناسا مهمين في المجتمع... محمد مهر الدين ، منقذ الشريدة ، نداء كاظم وغيرهم ... " وتواصل الاخت إشراق الحديث فتقول :" اذكر احد المواقف حتى نفهم من هو فرج عريبي كيف اثر في حياة عددكبير من العراقيين الذين مروا عليه... كنت في السيارة مع اخي الثاني اوقفنا شرطي المرور بإحدى الساحات المهمة في المعقل اوقف السير كله " ..بادره اخي " خير سويت انا مخالفة " قال " لا استاذ فقط اردت أن اسألك هل تعرف معلم اسمه فرج عريبي في البصرة لان بك شبه منه ؟؟.أجابه نعم انا فرج عريبي وبعدها اخذه بالأحضان بكل حميمية ودعوات الخير على لسانه.. لولا استاذ فرج كان انا هذا الذي امامك مجدي(متسول ) بالشوارع" .
ماذا علم وما زرع الاستاذ فرج عريبي في المجتمع؟ قد اكون مبالغة اذا قلت ما قدمه يفوق التصور ...هل بإمكاني ان ادرج موقف اخر .عندما فتح مخبز في منطقة الجمهورية مشاركة مع احد جيرانه فقط لمساعدة انسان فقير ، وعندة كثير من الاطفال ولا يعرف يشتغل أي مهنة ((..قال له قف بجانب أمك وهي تخبز الخبز مال تنور البيت وإسالها كم من الطحين والملح وكمية الماء تحتاج لعمل العجين وتعلم كيف تخبزه معها " .. هذا الرجل سرعان ما اصبح يملك مخبزا يمتلكه لوحدة وخلال مدة قصيرة " .
هذا هو فرج عريبي إنسان نبيل عرف الحياة ، وخبرها وتعلم منها وعلم غيره.. ترك بصمة لايمكن تجاهلها ابدا .. توفي سنة 2007 رحمة الله عليه وجزاه خيرا على ماقدم فلقد قدم الكثير .
وكان مما يفخر به انه كان يقول انه مرتاح الضمير فقد "خدمتُ بصدق بلدي وابناء شعبي ووطني " .. وللاستاذ فرج عريبي ثلاث اولاد نبيل وباسل واصيل وابنتان جميعهم يحملون شهادات دراسية محترمة .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثائق الفكر الشعبي الدمقراطي العراقي من العهد الملكي الى الع ...
- المثقفون والانتفاضة
- الحفر على مسلة عراقية شعر : عبدالمنعم حمندي
- شاكر سليم الحاج ياسين القصاب ....جانب من سيرته
- بعشيقة : مدينة العشق والسلام
- ثامر معيوف ...القاص والروائي والكاتب والصحفي والانسان
- في رُدنِ الغياب ....المجموعة الشعرية للشاعر رائد عزيز
- هناك حيث نموت ............قصائد شعرية للشاعر محمد جلال الصائ ...
- الشيخ صفاء الدين عيسى البندنيجي في كتاب
- كيف تؤثر في الناس وتغيرهم ؟
- هل كان لكارل ماركس مذكرات ؟!
- الكتابة العربية ..............في الاكاديمية الكوردية
- هل سنشهد جبهة عربية جديدة ؟
- أجنحة الفراشات ..............رواية فخري أمين
- بوح الدخان ...........مرة أخرى
- سامي عبد الحافظ القيسي المؤرخ العراقي الكبير وداعا
- تاريخ معمل كبريت المشراق في الموصل
- ما قالته عمّتي النخلة... شعر : عبد المنعم حمندي
- سليم بطي فتى المسرح العراقي
- التوظيف الفني للون في الشعر العربي


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم خليل العلاف - فرج عريبي