أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالص عزمي - حديثة وما قبلها .... وما بعدها















المزيد.....

حديثة وما قبلها .... وما بعدها


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 10:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس جديدا هذا التناقض المخجل ما بين مسؤول امريكي هنا وآخر هناك ؛ فبالامس الاول كتب روبرت اس فننيجان ؛ مدير تحرير أخبار جنوب شرق آسيا ؛ وهو ضابط سابق في قوات المارينز ما تناقلته اجهزة الاعلام العالمية والعربية من قوله ( سمعتنا في الحضيض ؛ وحان وقت التمرد ؛ ان سلاح البحرية ـ المارينز ـ اضحى في مرحلته الاخيرة كقوة قتالية متقدمة . ان سمعتنا قد لطخت بالاعمال غير المشرفة والاجرامية التي ارتكبت من قبل الضباط المنحطين وغير المؤهلين في العراق ؛ لقد برهنت هذه المؤسسة الان ـ يقصد بعد مجزرة حديثة ـ وللعالم اجمع بأننا بلا قائد ؛ وان سلاح البحرية الآن في نفس روحية اللواء الاميركي في ماي لاي في فيتنام ؛ وقادته مثل الضابط كالي السفاح ...)

وبعد يوم واحد فقط من هذا المقال الذي هز البانتجون هزا عنيفا ؛ تصدر محكمة اميركية بمحلفيها قرارا بعدم سجن السيرجنت دين ؛ الذي سبق وان ادين خلال عامي 2003 ؛ 2004 ؛ بقيامه بتهديد معتقلين عراقيين في سجن ابو غريب مستخدما ضدهم كلبه الشرس غير المكمم ....)

وفي ذات اليوم أي ـ2 /6/2006 ـ يقف المتحدث الرسمي باسم القصر الابيض ليقول معلقا على هذه الفضيحة (مهما عمل جنودنا من اخطاء ؛ فلا توازي ما يقوم به الزرقاوي ) وكأن قتل العراقيين وتمزيق اجسادهم وارعابهم وحرقهم وتدمير مساكنهم فوق رؤسهم موضع مباراة ؛ ان صحت مثل هذه المقارنة المتوحشة المقززة. بل لم تمض 72 ساعة على هذا التصريح ؛ حتى اعلن الجيش الاميركي في بيان رسمي له بأن جنودا من ( قوة رباط الاخوة الامريكية ) قد اطلقوا قذيفة مدفع ( عن طرق الخطأ !!! ) فقتلوا ثلاثة مدنيين وجرحوا ثلاثة آخرين ودمروا ستة منازل في قرية هبهب قرب بعقوبة . ويضيف البيان بلا خجل ...ان تلك القوات الاميركية سارعت ( مشكورة !!) لتقديم الاسناد الطبي للجرحى .......

لقد راحوا من قبل( وعلى كل المستويات ) يصرحون بأن تلك الاخطاء ؛ لاتمثل توجيها قياديا ؛ وانما هي مجرداعمال فردية يقوم بها ضباط وجنود من تلقاء انفسهم !!! والسؤال الملح هو ( اذا كانت هذه الاعمال الارهابية المتواصلة القذرة فردية كما يدعون ؛ قكيف جرت على نمطها و بتلك المنهجية المستمرة تلك الفضائع المنظمة في فيتنام ؛ ومن ثم في نيكاراغوا وبيرو وكولومبيا وسلفادور وتشيلي ؛ والاكوادور ؛ والدومنيكان ؛ .... الخ وتواصلت في العراق وافغانستان ؟!! فاذا هناك خطط مبرمجة يتوجب على العسكريين تنفيذها في كل بلد يدخله الاحتلال و بغض النظر عن الزمان والمكان.

في مقالي السابق ( مجزرة في اثر أخرى ) والمنشور في صحف ومواقع متعددة بتارخ 29/3 /2006 أتيت على مذابح حدثت في العراق كانت قد اشارت الى بعضها صحف اميركية ا ومنها مجلة ( التايم مجازين ) على سبيل المثال وكانت كالاتي : ـ ((

1 ــ في الساعة الثالثة من صباح يوم 19/5 /2004 شنت طائرات المحتل الاميركي هجوما كاسحا على حفل زفاف في قرية مكر الذيب من قضاء القائم ؛ فحصدت ارواح اربعين شهيدا من المحتفلين ومنهم العروس والعريس والفرقة الموسيقية ؛ لتحول ذلك الحفل البهيج الى مأتم تتناثر فيه الجثث في مجزرة دموية لم يسبق لها مثيل تناقلت وقائعها الفضائيات والاذاعات وصحافة البحث عن الحقيقة .

2ــ هناك فيلم تلفزيوني انتجته قناة باري الايطالية صور في 18/11/2004 ينقل مجازر ارتكبها المحتل في الفلوجة ؛ ذلك التصوير الحي المقزز الذي لا اعتقد ان احدا يمتلك ذرة من الانسانية يستطيع متابعة العذاب المذهل الذي عاناه الناس وهم يتلون من اثار القذائف الفسفورية التي انصبت عليهم في دائرة مقدارها 150 متر مربع لكل قذيفة واحدة . ومما زاد الطين بلة هو ذلك التعليق السمج المقرف الذي صاحب تلك المأساة والذي سجله صوت جندي ضالع بالجريمة يصف بأستلذاذ ما كان يشاهده من تعذيب جسدي ونفسي يلف وقائع تلك المذبحة الشرسة . .

3ــ بينما كانت عائلة مكونة من تسعة اشخاص في سيارة ركاب في طريقها من بلد الى بعقوبة يوم 21 /11/2005 أطلقت عليها وحدة عسكرية من جيش الاحتلال النار فاردت افرادها قتلى في الحال . وعند اجراء التحقيق الشكلي المعتاد ؛ سجل الحادث على انه (قتل خطأ غير متعمد )

4 ــ اطلقت وحدة عسكرية النار على عائلة بكاملها مكونة من 11 فرد ا بينهم 6 اطفال وهم في منزلهم الريفي في ناحية الاسحاقي فأردتهم قتلى في الحال وذلك بتاريخ 15 /3/ 2006.....))

5ــ اثناء الهجوم على سامراء ومحيطها طبقا لحملة ( الانقضاض )التي نفذت اعتبارا من صباح يوم 16/3 /2006 وقع عشرات الضحايا قتلى وجرحى وهم في بيوتهم او مزارعهم النائية ومن بينهم عشرات الاطفال والنساء والعجزة .

6 ــ وكذلك الحال فيما خلفته وراءها هجمة ( القبضة القوية ) التي نفذتها كتائب الاحتلال على مدينة في مدينة الحلة بتاريخ 23/ 3/ 2006

7 ــ وقد اعقبتها بعد يومين من ذلك الهجوم العاتي الذي نفذه المحتل على ابي غريب وما جاورها ضمن حملته المسماة ( اضواء الشمال ) بتاريخ 25/3 / 2006

8 ــ اما احدث مجزرة قامت بها قوات الاحتلال ( الباسلة ) فهي تلك التي شنتها على حسينية المصطفى في مدينة الشعب من حي اور من بغداد بتاريخ 26 /3/2006 اثناء صلاة المغرب ؛ فذهب ضحيتها 20 شهيدا من المدنيين العزل الركع السجود ......))

واكثر من كل ذلك ؛ فقد طلعت علينا جريدة الاوبزرفر البريطانية قبل يومين اي صباح يوم الاحد 4/6/2006 بتحقيق صحفي واسع احتل مساحة عمودين من صفحة ( اخبار العالم ) يتحدث بألم عن تلك المجازر وبخاصة ما جرى في حديثة ؛ حيث يبرز ما ذكره عدد من المحاربين الامريكيين القدامى بأنهم لم يفاجئوا بتلك التقارير التي كشفت عن قتل متعمد لمدنيين عراقيين آمنين على ايدي الجنود الامريكيين ؛ معتبرين ان قتل الابرياء بتلك الصيغة انما هو من القواعد الاعتيادية ؛ اما الاستثناء فهو عدم حدوثه ..ويضيف التحقيق ... ان المشكلة في النظام العسكري الاميركي هي ان الصيغة التي كان قد تعامل بها الجنود في سجن ابو غريب هي ذاتها( من حيث المبدأ )التي وقعت في مثل هذه الاحداث ؛ ان هذا يدعونا الى التفكير والتساؤل .... ؛ كم من المجازر تلك التي حدثت وذهب ضحيتها عدد من المدنيين ولم يصل الى سمعنا شيء منها .

لو أن بعض الصحف واجهزة الاعلام الاجنبية (مثل التايم والاوبزرفر ... الخ ) غضت الطرف عن اخبار تلك المجازر ؛ ولم تشر اليها لا من قريب اوبعيد ؛ لمنحت بعض صحفنا المدافعة عن (حقوق الانسان وحرية الكلمة!! ) راحة البال ؛ والاسترخاء ثم معاودة المشي ( قرب حائط الامان ) .
والا ....فهل اصبح بعض الصحفيين الاجانب ؛ اكثر غيرة وشهامة ومروءة ونخوة على دماء العراقيين واموالهم واعراضهم ؛ من بعض حملة الاقلام الذين تنعموا بالخيرات وشربوا من ماء دجلة والفرات منذ ان ولدتهم امهاتهم حتى اصبحوا شخصيات ترشد وتقود في عالم صحافة اليوم ؟!!! ....
وكم من تحية اجلال يتوجب علي ان ازجيها لشاعرنا الجواهري العظيم اذ قال : ــ

العذر يا وطنا اغليــت قيمــــــته عن ان يرى سلعة للبائع الشاري
الكل لاهون عن شكوى وموجدة بمـــا لهــــم من لبانات وأوطار
وكيف يسمع صوت الحق في بلد للآفك والزور فيه الف مزمار



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث طرقات مسرحية - الى عوني كرومي شهيد المسرح
- أدب القضاة 7
- يحكى أن 4
- ابن خلدون
- محلة السفينة والاجتياح الاخير
- أدب القضاة 6
- المفهوم الواقعي لتغير بنية الطبقة العاملة
- شارع عمر بن عبد العزيز
- ادب القضاة 5
- غراب الصدمة والرعب
- قضية دارفور
- المقدمات 2
- أدب القضاة 4
- مجزرة في اثر أخرى
- أدب القضاة 3
- أدب القضاة 2
- أدب القضاة ا
- مشاركة المرأة
- من يحقق الوحدة الوطنية ؟
- المقدمات 1


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالص عزمي - حديثة وما قبلها .... وما بعدها