أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - عزلة اجبارية - الجزع














المزيد.....

عزلة اجبارية - الجزع


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 6509 - 2020 / 3 / 9 - 14:49
المحور: الادب والفن
    


استيقظ في الفجر، غير اني اؤثر البقاء في السرير حيث افتقد دافع النهوض. الأذاعات التي درجتُ على سماعها في الفجر ملآتني احباطا وقلقا. فتسعون بلدا اكتسحها الوباء خبرٌ افقدني الرغبة بكل شيء. تحاملت ونهضت لأحدق من خلال الفتحة الصغيرة في ستارة المطبخ. لا احد يتحرك في مدينتي السويدية الصغيرة التي يسكنها الفان وخمسمائة سويدي فقط. الشيء الوحيد الذي يشير الى الحياة هي جارتي" آنّا" المرأة المتأملة هي وسيكارتها تدخن لفافتها الآولى في الخارج وتنفث دخانها وسط غلالة من ضباب خفيف وشمس خجولة.
وجود جارتي المدخنة المتأملة في الشارع المحاذي منحني الأحساس بطاقة البقاء،وحرك دوافعي للحياة. صوّت المطبخ بعدة طبقات من الأصوات، دورق الشاي، توستر الخبز ،مفرغة الهواء ،حنفية الماء وطقطقة الصحون في حوض الغسيل الصغير.
في انفي اتنسم رائحة الشاي لكني لم استطع حتى اللحظة ايقاف سلسلة القلق الداخلي.
كنت ُ أمس استطعت بمساعدة جميلة ان احصل على عشر كمامات وست قناني صغيرة من الجل الخاص بالتعقيم وقنينة من الكحول هي كل عدتي لمواجهة الوباء وخليط من مشاعر الأحباط والجزع .
انا ككاتب وشاعر اشتغل بعدة صغيرة هي "الكلمة والعاطفة" لكني احس انني افتقد حواسّهما وشفافيتهما من الخوف والأحساس الغريب بالخطر . احس انني افتقد تلك الحساسية التي عشت بها حياتي امام سطوة الوباء وقلقه .
لقد فكرت أن كل عادة او هواية تقرب الناس اصبحت عبئا . الحب اصبح عبئا مُحرجا ايضا و العناق صار يشبه عملا عدوانيا وان العاطفة الأبوية ايضا مهددة ، فعلى مائدة الغداء امس ترددت في عناق ولدي وتحاشيت ان تختلط الأنفاس ، وأبنتي ذات العشرين عاما تعود غدا من " مالطا" بعد رحلة قصيرة وازاء عودتها لا اعرف كيف افكر، اذ تختلط لدي مشاعر عجيبة هي نزاع بين عاطفة الأبوة وعدوانية الوباء الكاسح وانانية الرغبة في البقاء . - يتبع



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتجالات
- تنويعات النهار
- هروب مبكر
- يوميات الشاعر - 23
- يوميات الشاعر- 22
- يوميات الشاعر - 21
- يوميات الشاعر - 20
- يوميات الشاعر - 19
- تذكر لتنسى
- يوميات الشاعر 18
- إلـهٌ عاطل
- يوميات الشاعر - 17
- يوميات الشاعر- 16
- حياة مكثفة
- يوميات الشاعر - 15
- يوميات الشاعر - 14
- يوميات الشاعر - 13
- يوميات الشاعر - 12
- يوميات الشاعر - 11
- يوميات الشاعر - 10


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - عزلة اجبارية - الجزع