أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود الزهيري - مصر: سيناريو مابعد مبارك















المزيد.....

مصر: سيناريو مابعد مبارك


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 09:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مصر: سيناريو مابعد مبارك
من قراءة المشهد السياسي المصري في الأونة الأخيرة يبدو للمتابع للحالة المصرية وإن شئت الدقة المسألة المصرية, فالأوضاع السياسية في مصر والمختلطة بالواقع الإجتماعي/الإقتصادي المأزوم أصبحت مسألة في المعادلة الداخلية والخارجية المرتبطة بالقوي الخارجية بما تمثله من ثقل فارض ذاته وأدواته بكل قوة وعنفوان مراعياٌ المصلحة التي تحقق ديمومة السيطرة علي أي منطقة في العالم المعاصربدعاوي الدمقرطة والحرب علي الإرهاب , والولايات المتحدة الأمريكية صاحبة السبق في هذا المضمار الدولي , وفي المسألة المصرية المحملة بأوجاع السلطة الحاكمة بل ومؤسسة الرئاسة المأزومة بالتداعيات الداخلية والخارجية لها مجموعة من الحسابات التي يعلو شأنها علي الشأن الوطني العام,وهي في المقام الأول مسألة توريث السلطة في مصر قبل وفاة مبارك الأب والتي تم تعديل المادة 76 من الدستور المصري بطريقة معيبة لكي تكون بمثابة ضمانة لتولي مبارك الإبن لحكم مصر خلفاٌ لوالده مبارك الأب , وقد بدأت التداعيات بزيارة سريعة وخاطفة عشية الإعتداءات السافرة علي المتظاهرين يوم 2006/5/25 ذكري الإستفتاء الأسود علي تعديل المادة الخنثي والتي تم الإعتداء مرة أخري وبوحشية أمنية هاتكة للأعراض والحرمات ليست السياسية فقط بل الحرمات الإجتماعية التي تم إنتهاكها بعنف ووحشية , فالنظام المصري يسعي سريعاٌ نحو حافة الإنهيار والسقوط بسبب تردي الأوضاع علي جميع المستويات والقطاعات بسبب الركام الهائل من الفساد العام والذي تراكمت آثاره السيئة طبقة فوق طبقة علي مدار سنوات حكم مبارك الأب والتي نتج عنها وجود مايزيد عن 25000 معتقل سياسي خلف غياهب المعتقلات طوال فترة حكم مبارك الأب , وقضايا النهب العام للوطن وتبديد خيراته ومقدراته ,وقضايا الفساد المتمثلة في سرقة المال العام وإختلاسه أو تبديده والشخوص الفاعلة في هذه المسألة تتحرك بحرية كاملة برعاية سلطة الفساد العام بل وترعاه , ويعجز هذا المقام عن سرد هذه الجرائم / الفضائح في حق النظام الحاكم الحامي لكل لصوص الوطن , وبيع القطاع العام جملة وقطاعي بأبخس الأثمان مقابل عمولات تعاطاها المسؤلين في إدارة سلطة الفساد العام , تصدير الغاز والبترول لإسرائيل بسعر ثابت دون الرجوع لمجلسي الشعب والشوري في هذا الأمرولسنوات طوال, الإستيلاء علي أراضي الدولة التي هي ملك للشعب بأسعار تمثل دراهم معدودة بغير قيمتها الحقيقية ,الإستيلاء علي الأراضي المملوكة للشعب بطول مجري نهر النيل من أسوان وحتي الأسكندرية ,وكذا شواطئ البحر الأحمر والبحر المتوسط والبحيرات الداخلية وأقامة الفلل والشاليهات والمنتجعات السياحية لحساب سلطة الفساد والموالين لها , وبناء القري السياحية الخاصة التي حرمت المواطن المصري من مجرد رؤية منظر أي بحر أو بحيرة أو حتي تهر النيل , ومن ملامح عصر مبارك الأب تزوير الإنتخابات والإستفتاءات وظهور نواب التزوير ونواب المخدرات ونواب القروض ونواب الكيف ونواب سميحة (الدعارة) , أليست هذه ملامح من عصر مبارك الأب التي يريد أن يستكملها مبارك الإبن وبنفس الطريقة والأسلوب أم ماذا ؟ أليست مصر تمثل أعلي نسبة في الفقر والتخلف العلمي والتقني ,وأعلي زبادة في البطالة والمرض؟ فماذا تبقي من مصر ؟ وماذا تبقي لمصر الوطن والمواطن؟ أليست مسألة الطوارئ المزمنة والمستمرة علي مدار ربع قرن تمثل وتجسد الفشل الكامل لمبارك وسلطته ونظامه ؟ أليس من العار الوطني أن يحكم شعب بالطوارئ علي مدار ربع قرن ؟ أليس إنتهاك حرمات المواطنين بدعوي الطوارئ والإرهاب والتعدي علي المواطنين داخل قلاع مراكز الشرطة والبوليس وسلخانات مباحث أمن دولة مبارك الأب لدرجة هتك الأعراض والقتل وتلفيق التهم والقضايا علي الشعب الفقير المعدم الملهم بمصائبه وهزائمه وصراعه من أجل رغيف الخبز وزجاجة دواء أو قرص علاج, أليس هذا من العارالكامل الذي يجعل ذوي الأحاسيس والمشاعر الإنسانية يسخروا من أنفسهم ويطلبون العفو والسماح من كل من أضير من سلطة الفساد العام وسرقة وسلب ونهب وهتك عرض الوطن والمواطنين ؟ فمتي يعتذر مبارك ونظامه للشعب المصري ويطلب الرحيل غير مأسوف عليه وعلي نظامه وسلطة فساده .
وكل هذه السؤات والعورات السياسية أدت إلي إحتقان داخلي رافض للنظام بقوة وضراوة مازالت كامنة في الصدور وتنتظر من لديه القدرة علي توجيه هذه الإحتقانات في مصب واحد سواء كان صاحب القدرة فرد أو جماعة أو حزب سواء من الداخل أومن الخارج و سواء له حسابات مع الداخل المتمثل في القوي الرافضة لنظام سلطة الفساد العام , أو مع الخارج الذي سيكون بالطبع هو الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة المصلحة العليا في الفوضي الخلاقة التي تجعل المباراة علي أرضها والكرة في ملعبها وكذا الحكم الذي يقضي بمن يستحق الحكم والسلطة خلفاٌ لمبارك بعد خلعه أو عزله.
ولكن من هذه القوي التي سوف تبارك و تمهد لهذا الأمر ويكون لها الدور الفاعل في المسألة بعد وفاة مبارك أو إغتياله ,أعتقد أن كل القوي سوف تبارك خلع مبارك أو عزله , وبالطبع سوي قوة واحدة هي قوة سلطة الفساد المتمثلة في لجنة سياسات جمال مبارك وأعضاء حزب الموالاة وأصحاب المصلحة في بقاء سلطة الفساد العام فقط ,!!! ولكن ماهودور القوي الأخري وما هي حساباتها النفعية ؟
الأحزاب ليس لها دور في الحياة المصرية وليس لها أي تأثير أو قدرة في خلق أي حالة من حالات الحراك السياسي أو الإجتماعي أو المقدرة علي التوجيه والتأثير في الرأي العام , إلا إذا وجد بعض الشخصيات التي يمكن إسناد دور معين لها دون أن يكون لها رأي في إختيار أو تحديد الدور المنسوب لها والمشروط بلعبه حسب مايملي عليه فقط دون الخروج عن حدود النص , وكذا الحركات الشعبية نفس الدور المنسوب للأحزاب أو رجال الأحزاب فهما لايختلفان إلا في فوارق بسيطة اللهم تحرر قادة الحركات الشعبية وخروجهم عن المألوف ومقدرتهم علي الحشد والتعبئة الشعبية والجماهيرية التي قد تكون محدودة الأن ولكن قد تذداد مع حدوث الفوضي الخلاقة أو الثورة الشعبية نظراٌ لجاذبية قادة الحركات الشعبية الآتية من تحدي السلطة وتقديم جملة فواتير من التضحيات علي أقلها الحبس والإعتقال وهذه الأمور تزكي هؤلاء القادة وهم من يمكن أن يتم التفاوض معهم من حسابات هذا المدخل . ولكن الأقباط لهم تأثير في المسألة ويتم حسابها علي المسطرة الحاسبة الدقيقة التي لاتعرف الخطأ لأن معيار الخطأ غير وارد في مجتمع تربي علي العنصرية الدينية ورفض الآخر في الدين بل وفي العقيدة الواحدة , والأمر يختلف بالنسبة للأقباط في حالة الفوضي الخلاقة أو الثورة الشعبية عنه في حالةالتوريث أو الإتفاق علي من سيخلف مبارك حياٌ أو ميتاٌ لأن الأقباط لهم قوه تصويتية في أي إنتخابات أو إستفتاءات لايستهان بها ولوكانت هناك حرية وديمقراطية ماكان هذا هو حال الأقباط من أوضاع سيئة كالتمييز العنصري المؤسس علي الفوضوية الدينية والتفسيرات المغلوطة للدين , وفي المقابل يأتي دور الإخوان المسلمين ذلك التنظيم المغيب رسمياٌ الفارض نفسه واقعياٌ في النقابات والهيئات والمؤسسات والجامعات وشتي مصالح المجتمع العامة والخاصة , بجانب فكرة الخلاص الديني للمجتمع المصري المأزوم والمهزوم إقتصادياٌ ونفسياٌ , مع المكانة المالية والإقتصادية للإخوان المسلمين المتمثلة في موارد مالية عديدة يصعب حصرها وتقدر بالمليارات بجانب أن تنظيم الإخوان تنظيم دولي له موارد عديدة في الداخل والخارج والفكرة الدينية هي الفاعل في المسألة أيضاٌ ومن ثم فإن الإخوان مرحلياٌ لن يقبلوا أن يكون لهم دور جزئي أو بسيط في السلطة والحكم وفي المقابل أن يكون الثمن هو ترك الجماعة تعمل في مجال الدعوة بحرية دون قيود مع إستشارة مكتب الإرشاد في الأمور الجوهرية التي تهم الوطن علي أساس المنظور الديني لأن الإخوان يطمحون في الكعكة كاملة ولكن حين يحين الوقت ووفقاٌ لمشيئة الله حسب معتقدهم الديني في الولاية والحكم, فالأمر يتعدي الدور القطري إلي مفهوم الخلافة الإسلامية المتمثلة في أستاذية العالم .
ولكن ماهو الدور لكل هذه القوي في حالة توريث مبارك الإبن للحكم بطريقة ديمقراطية حسب المرسوم والمخطط له بنص المادة 76 من الدستور أعتفد أن جميع الحسابات ستختلف كلياٌ إذ أن توزيع الأدوار والمصالح سوف يكون معلن عنه دون مواربة أوخجل سواء بالقبول أو الرفض لمسألة التوريث بطريقة ديمقراطية علي غرار ماسلف . اما في حالة وفاة مبارك أو إغتياله فماهو السيناريو المفترض الذي يمكن أن نتخيل مشاهده في بلد مثل مصر جعل حاكمها معظم أبناء الشعب علي وشك الكفر بالوطن والنشيد والعلم ؟ وماهو الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه القوي علي المسرح الذي سوف تشيده الولايات المتحدة الأمريكية؟ السيناريو مرعب !!
مبارك أرجوك إرحل
محمود الزهيري



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذاء طلعت ومليلرات عز
- العلمانية : الدولة والدين والمجتمع : من الحق الإلهي المطلق إ ...
- سلطة هتك الأعراض والقضاء الدولي
- مبارك الإبن: دلالات الزيارة السرية
- العلمانية .. وما الحل؟!!
- ماذا بعد براءة مكي ولوم بسطويسي ؟
- هل للمفتي وشيخ الأزهر من رأي؟
- العقل والنص


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود الزهيري - مصر: سيناريو مابعد مبارك