أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - صخب في صيغة النداء التركي الأخير .. الذي يُذكِرُنا بتعالي الباب العالي..















المزيد.....

صخب في صيغة النداء التركي الأخير .. الذي يُذكِرُنا بتعالي الباب العالي..


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6508 - 2020 / 3 / 8 - 19:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صرخةً إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن فتح الطرق امام العشرات من الألاف للاجئين الذين يتخذون من الاراضي الحدودية التركية مراكزاً مؤقتة لإقامتهم ريثما يتم التمهيد لهم لمغادرة تركيا بإتجاه القارة الأوروبية . او بالأحرى الدول التابعة للأتحاد الأوروبي . وصول اكثر من عشرة الألاف لاجئ غداة تصريح اردوغان الذي اطلقهُ معلناً بصوتهِ الجهوري وبكل صلف وحقارة عن إنني امنح من اللحظة فتح أبواب تركيا وحدودها امام الغزو للمهاجرين الذين يُقيمون والذين يُرِيدُون ان يأتوا لاحقاً .سوف نؤدي لهم خدمات العبور والتغطية والحماية دون السؤال عن أحقية واهمية اين يُقيمون او الى اية جهة يتوجهون.كان الخطاب بعد تعرض القوات التركية التي تتواجد بكامل عدتها وعديدها على الحدود السورية الشمالية خصوصاً من منطقة ومحافظة إدلب التي يتجمع داخلها بقايا داعش واخواتها من جبهة النصرة وحركات إرهابية اخرى متعددة التسمية وتُلاقى دفئاً ودعماً تركياً مبطناً .لكن الذي لم يكن بالحسبان بعد السيطرة المؤقتة لوحدات النظام الوحشي السوري عندما اعلن عن سيطرته على حدود المحافظة مما اثار تأجيج النزاع وتوسيع رقعة الحرب حيث بدا واضحاً بعد إصابة مواقع عسكرية تركية تم إتهام النظام السوري مباشرة عن مقتل اكثرُ من خمسين جندياً تركياً وإصابة المئات مما اثار جدلاً كبيراً حول القصف الجوي اياه سواءً كان سوريا ام روسياً ام خطئاً ام عن عمد او عن قصد عنيد.
كان اردوغان يلعلع ويُصيحُ ويصرخ من على منبرهِ بصوتهِ كأنهُ ""راعي غنم"" يحثُ القطعان لطاعتهِ العمياء تلك والبدأ والإسراع نحو البوصلة مع الحدود كافةً البرية والبحرية مع الجارة اليونان.
متخذاً من خسارته العسكرية تلك بعد تكبدها العدد الهائل العسكري مما اثار فضوله محملاً كافة الجهات المسؤولية عن التطاول على السلطنة التركية التي لا يُمكن جرحها او مسها بالطريقة والعقلية الإستبدادية والديكتاتورية حسب المعاملة مع من يحكم ومن يختصم ومن يستعدي!؟
لكن مع اقتراب موعد اقتحام المئات المتجمعة من أعداد اللاجئين اي جزيرة ""لاسفوس"" اليونانية حيثُ تم المعاملة معهم على أسس إنسانية وربما لكى تتضح الأمور اكثر ربما لإنشاء معسكرات حديثة ومؤقتة . لكن الوضع الحالى كان يختلف تماماً عن ما آلت اليه منذ اتفاقيات عام "2016" مع الدول كافة في دعم تركيا ومنحها المئات من الملايين للدولارات لإقامة الحدود ومن حركة العبور من اراضيها الى اليونان وبلغاريا وصولاً الى قلب الإتحاد الاوروبي الذي بدورهِ تذمر من إعادة فتح قضية اللجوء المستحدثة حالياً نتيجة انتقام اردوغان وطاقمهِ الديكتاتوري من اوروبا لعدم الدفاع عن نظامه العسكري معتبراً ان التعرض للجنود الأتراك كأن هناك من يتعدى على هيبة جنود حلف الناتو الذي يتخذ من قواعد عسكرية كبرى لَهُ في تركيا كحليف أساسي إنطلاقاً من بوابات اوروباً.
هناك قضايا كبرى لم يتنبه لها السلطان التركي عندما فتح عملية ""درع الربيع"" التي إتخذت موقعاً لها قرب مدينة إدلب السورية المحاصرة اولاً لمنع النظام السوري من إقتحامها لأنها لو حدث فعلاً ذلك سوف يتم على الحدود مع الجبهة الشمالية في حالة دحر التجمعات الإرهابية تلك بإتجاه واحد لا درب اخر سواه نفيهم او ضربهم او إنسحابهم بإتجاه تركيا مما يُحملها ما لا طاقة لها على تقبل مجتمعها من موقع قوتها التركية المتنقلة في الأراء حسب أمزجة الحكم فيها . كما ان ألمانيا وفرنسا والإتحاد الاوروبي قد تم الإتفاق مع الحكومة التركية في لجم عمليات اللجوء تُصبِحُ تركيا حامياً أميناً لها بعد صرف المبالغ الكبرى منعاً لحركة مرور المهاجرين المغضوب عليهم من بلادهم والفارين من الحروب في سوريا ومناطق شرق اوسطية حامية الوطيس.
فها هو السلطان الحاقد والفاجر والجائر والظالم لا يكفيه التحكم بمصير الملايين التركية لا بل المهاجرين والنازحين حسب اهواءهِ العنصرية.
يتساءلون عن صمت المجتمع الدولى عندما"" جعّر ونهق"" اردوغان لإكتراث ذلك الوحش السلطاني الذي ورثهُ عن اجدادهِ لتلك المستويات والإنحدار للغة المتوحشة التي تبجح بها اسلافهِ من السلاطين المغرورين تِباعاً وصولاً الى هذا الذي لا يرى سوى المعادات لكل من يقف بوجه الإمبراطورية المتواصلة والمتأصلة في افكار من يتسنى لَهُ حكم ""تركيا العظمى "" .
هكذا يعتقد اردوغان ان الغرب يقدم لَهُ احتراماً لكونه شريكاً في حلف الناتو الحلف العسكري الضخم والكبير والعنيف شمال الأطلسي . ويعتقد اردوغان بإن تركيا هي الحليف الاول في الشرق الاوسط ومن اهم الدول التي لها مستقبل لا ينحني لأحد إلا لرغبات الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل برغم الحركات الأصولية التي تتحرك على الاراضي التركية وهي تحت أنظار النظام وبين قبضاة رجال الأمن التركي حسب نظرية اردوغان بعد محاولات الإنقلاب الاخير في ايلول من العام "2016" الذي أتهم اردوغان الولايات المتحدة الامريكية في السماح للمعارض العجوز "فتح الله غولن " وهو المنظر الاول الذي رسم خارطة الإنقلاب ذلك ؟ التي سادت اشاعات الفترة الوجيزة الماضية لكن تركيا تبقى عصية على الجميع حسب أقوال اردوغان .
هناك اشارت متروكة حسب التحركات التي تقودها تركيا مؤخراً سواءاً هجومها العسكري الواضح ضد الاكراد في الخريف الماضي ،او في إرسالها الألاف من الجنود الى دولة قطر ، وتدخلها العسكري المباشر في ليبيا ، مما يعني ويُشير بإن تركيا مسموح لها ان تتجاوز وتقتحم وترسل العدة والعتاد الى اية جهة كانت دون محاسبة مع جيرانها من العرب ومن الفرس.
لكن الطامة الكبرى الويل وثم الويل لها لو تطاولت او ألمحت الى صرخةً التصريح ما ضد الكيان الغاصب لفلسطين المحتلة اسرائيل الصهيونية.
هناك رؤية اردوغانية في محاولة اعادة امجاد وادوار لتركيا قد يُمهدُ لها من الان وصاعداً بعد إنقضاء قرن من الزمن على انهيار الامبراطورية العثمانية العفنة التي لم تقدم سوى التنازل والسجالات والتراجع الى الوراء والمساهمة في التقسيم للدول التي كانت تحتلها وكانت اسرائيل من بنات افكارها المعروفة.
لكن يبدو الإبتزاز التركي الاخير كان قد وصل الى حقيقة أساسية بعد الإتفاق السريع واللقاء الذي جمع فلاديمير بوتين مع اردوغان كان بمثابة ذَر الرمال في العيون لأن العجز التركي والضعف واضحاً بعد التسبب في الاحراج من دعوتهِ تلك لفتح الدروب امام غُزات اوروبا الجدد الذين في الأساس هم سلعة يستخدمها اردوغان وأسلافه في عدم احترام الحقوق الإنسانية !؟ والدليل على ذلك تم خفض حدة ""الجعير والنهيق ""، مباشرة بعد منحهِ الأموال فقط لضمان حدود وامن اليونان وبلغاريا وإبتعاد شبح موجات اللجوء الجديدة التي رفعها كورقة استفزاز ليس سياسي إنما احتيال تركي اصيل يحملهُ كل قادة الامبراطورية الغابرة والتي لا عودة لها على الإطلاق لأنها فعلاً خطراً على اليهود وعلى المسيحية وعلى الإسلام اولاً وأخيراً.
وليعلم الجميع بإن الساحات والميادين لها اسماء للشهداء الذين تم شنقهم في بيروت وفي دمشق وفي بغداد وفي القاهرة وفي أماكن اخرى فقط لأنهم يُعارضون او ينتقدون حكم السفّاح جمال باشا الذي وضع اسساً من يحيدُ عنها سوف يكون عقابهُ ""الخازوق والمشانق ""، وما شاكل من أدوات التعذيب والترهيب منذ العهد الاول للسلطنة التي تتغذي على ارهاب الأخر.
هناك من ينتظر اعادة الرؤية عالياً "للباب العالى " الذي كان بمثابة وصمة عار على الاسلام وعلى الإنسانية منذُ السلاطين الأوائل وصولاً الى صاحب الصوت الجهوري والذي لا يرى سوى حزب العدالة والتنمية يستحق إدارة تركيا الكبرى إبتداءً من معضلة إدلب وإنتهاءاً بلقاء بوتين.

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في /8/ آذار /2020/..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع مدنى بلا دور فعّال للمرأة لا يرتقي .. الى تحقيق آمال ا ...
- عهد حسني مبارك تيهان المواطن المصري .. حكم العسكر وتغييّب لل ...
- الوضوء الكافي .. ليس الدواء الشافي .. لإنقاذ القُدس..
- ما بين الطعن وإطلاق النار .. الإسلاموفوبيا حالةً ليست طارئة ...
- ثلاثون عاماً على الإغتيال .. و القافلة لن تتوقف عن الإبداع . ...
- شيخٌ عامليّ .. وثائرٌ نجفيّ ..
- أزقة الفقراء الضيقة شاهدة على تسكُع و سُخرية --محمد شُكري-- ...
- الحبر الأعظم و الإمام الأكبر ..على اطلال خيمةً حكيم العرب .. ...
- تعاليم الماسونية والقّوة الخفية.. تتحقق واقعياً ليس في الأحل ...
- مقاطعة الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل معاً وفوراً..
- الإنجازات المنتظرة للحكومة العرجاء في لبنان تتأرجح بين غضب ا ...
- الثوريون لا يموتون ابداً.. المناضلون يتشابهون عندما لا ينهزم ...
- منتدى دافوس الدورى عبارة عن تمكن فروقات طبقية بين الفقراء وا ...
- نار وغضب داخل البيت الأبيض .. أعنف بكثير من فضيحة ووتر غيت . ...
- ظلامات ما بعد سقوط بغداد..غزوة الكويت وأوهام حماية أمن النفط ...
- صدارة المشروع الصهيوني عُقب تفتيت وحدة الموقف العربي إتجاه ف ...
- ترويج للباطل الإيراني ..وإشاعة الخُبث الأمريكي..
- حِصار ايران سوف يُعِيدُ عقارب الساعة إلى الصفر..
- الوجه القبيح لرأس المال..مقابل عزيمة الطبقات الفقيرة الثائرة ...
- الوعي الثقافي المقصود في فكر -سمير أمين - و-حنا مينه -.. قبل ...


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - صخب في صيغة النداء التركي الأخير .. الذي يُذكِرُنا بتعالي الباب العالي..