أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحب في ديوان مناجاة حلم سوسن حمزة داوودي














المزيد.....

الحب في ديوان مناجاة حلم سوسن حمزة داوودي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 22:20
المحور: الادب والفن
    


الحب في
ديوان مناجاة حلم
سوسن حمزة داوودي
قليلة هي الأصوات النسائية التي تحدثت عن الحب، عن الحبيب، و"سوسن داوودي" من تلك الأصوات التي تمردت على (التابو) الاجتماعي وتحدث عن مشاعرها بلغة شعرية أنثوية متألقة، لهذا نجد في الديوان ميزتان، التمرد، واللغة الجميلة والممتعة، فالديوان قدم بطريقة ناعمة وسلسة، من هنا يُحدث المتعة للقارئ، الذي يعيد قراءة القصيدة أكثر من مرة، وكأنه أمام أغنية كلما سمعها تماهى معها أكثر.
تقول في قصيدة "أيها الحلم"
قبلته فتوردت وجناته كزنبق قد ضوعت بعطوري
ودنوت منه كنسمة في خاطري هزت مشاعره فزاد حبوري
يا من تحن زهورنا لزهوره ويحن ثغر قد هواه مروري" ص23،
الجميل في هذه المقاطع حضور الطبيعية، وهي أحدة المخففات، عناصر الفرح التي يلجأ إليها الشاعر/ة أضافة إلى المرأة/الرجل، والكتابة، والتمرد/الثورة، فنجدها حاضرة في "فتوردت، كزنبق، بعطوري، كنمسة، زهورنا" وتوحدها مع الحبيب: "قبلة، وجناته، مشاعره، حبوري" وللافت وجود صيغة المؤنث والمذكر: "وجناته/بعطوري، دنوت/هزت مشاعره، زهورنا/لزهوره" وهذا يؤكد على العلاقة الحميمة بين الحبيبة والحبيب، وإذا ما توقفنا عند الأفعال نجدها أفعال متتابعة ومتواصلة: "فتوردت، ودنوت، فزاد، ويحن" فالفاء والواو تشير إلى الرغبة الجامحة عند الشاعرة وتعلقها بالحبيب.
وتضيف الشاعرة إلى الثنائية السابقة "الطبيعية والحبيب" الكتابة، تقول في قصيدة "احتضار":

"ورويت باسمك كل وردي الأحمر فشذا بعطرك بعد طول تصبر
مالت كؤوس نحوه وتبسمت قدري بأن الزهر بعض تستري
يا من غرقت بحبه وأقام بي حلما جميلا صغته في دفتري
مثل الوليد أقام بين جوانحي تسعا كعمر النبض بين الأسطور
ولمست كفي هامسا إني أحبك ملء ما وسع المدى فتصوري
واليوم أذكر غيبة قد غبتها ورحلت مثل شواطئ عن أبحري
وتركتي رهن العواصف ارتجي رجعا ولم شتائي المتبعثر
يا قاتلي عش ما بدا لك ناسيا ألمي ولا تأبه بطول تأثري
فغدا ستعلم حين يلفظك الهوى أن يوم قتلي قد دفنت بمقبري"" ص38 -40، فالطبيعة حاضرة في: "ورودي، فشذا، الزهر، شواطئ، أبحري، والحبيب في: "باسمك، بعطرك، نحوه، بحبنه، وأقام، ولمست، هامسا، تركتني، يا قاتلي"، والكتابة في "دفتري، الأسطور" فهنا تجتمع عناصر التخفيف، الفرح معا، ولكن هذه العناصر لم تجعل القصيدة مطلقة البياض، تجتمع الفكرة البيضاء مع اللفظ الأبيض، فهناك مجموعة ألفاظ قاسية: "مالت، غرقت، غيبة، غبتها، العواصف، شتاتي، تبعثري، قاتلي، ألمي، يلفظك، قالتي، دفنت، بمقبري" وهذا يجعلنا نتساءل، لماذا لم تأتي القصيدة مطلقة البياض، بما أن عناصر التخفيف/الفرح شبه مكتملة؟، اعتقد أن هذا ناتج عن أثر/واقع الطبيعة نفسها، فهي تخضر وتصفر، وتجذب وتمطر، فالقصيدة متماثله بألفاظها وفكرتها مع فعل الطبيعة، كما أن الجانب (بشري/إنساني) غير مستقر/ثابت على حال بعينه، فالإنسان متقلب ومتغير، لهذا وجدنا الألفاظ القاسية والفكرة القاسية حاضرة في القصيدة.
ولكن قسوة الألفاظ تم إزالتها، أو التخفيف من وقعها على المتلقي، من خلال الصور الشعرية التي جاءت في القصيدة، فخاتمتها كانت مذهلة رغم أنها الأكثر قسوة في الألفاظ: "قاتلي، ألمي، يلفظك، قتلي، دفنت، بمقبري" وكأن العقل الباطن للشاعرة أعطاها اشارة إلى أن هناك (عدد كبير) من الألفاظ القاسية، فكان لا بد من استخدام اسلوب/طريقة ما تخفف من شدتها على القارئ، فكانت الصورة الشعرية التي هي الوسيلة لهذا الخفيف.
وقبل أن نغادر القصيدة ننوه إلى صوت الأنثى المطلق الذي جاء في:
" مثل الوليد أقام بين جوانحي تسعا كعمر النبض بين الأسطور"
اللافت حضور ألفاظ المذكر في المقطع، والذي يتماثل مع صيغة المذكر (الحنين): "وليد، كعمر، النبض، الاسطر" حتى الفعل "أقام" يشير إلى الأمومة احتضنته "بين جوانحي"، فالبيت يؤكد على أن الشاعرة تكتب كأنثى مطلقة، تكتب من داخلها، من حالة الوعي واللاوعي، لهذا نجدها تستخدم صور تشير إلى طبيعتها الأنثوية.
ونجد العقل الباطن للأنثى الشاعرة في قصيدة "رفيق الشوق" والتي جاء فيها:
"وانك في شروق الفجر شمس وتزهر بالمحاسن والكامل
ليسكب في حنايا عطرا ويخصب كل سهل من دلالي
فيشدو في رياض العشق طير كما يشدو على شفتي سؤالي
أعقد الماس قد لامست صدري فهل لا مست في القلب اشتغالي" ص92و93، فالطبيعة حاضرة، لكنها طبيعة مطلقة البياض، فلا نجد أي لفظ قاسي، وهذا يعود إلى التكامل والتواصل بين الألفاظ من جهة وبين الأبيات من جهة أخرى، فنجد "الشروق – الفجر – شمس- المحاسن – الكامل" والتكامل بين: "ليسكب – عطرا – ويخصب – سهل" والتواصل بين "فيشدو – رياض – طير – يشدو" فهناك كان البياض مطلق، تجتمع الفكرة واللفظ في خدمة المعنى.
يستوقفنا حرف الشين في البيت الثالث، والذي استخدم في كلمات: "فيشدو، العشق، يشدو، شفتي" وهذا يعود إلى تماهي الشاعرة مع القصيدة ومع الألفاظ التي تستخدمها، فكانت متوحد معها، حتى أنها (لم تستطع) التخلي عن الحروف، فبدت وكأنها (أسرة) لحروف بعينها.
ونجد أيضا صوت الأنثى من خلال " ليسكب، ويخصب" فالأنثى حاضرة في البيت الثاني كأني كاملة، وهي صفتان تتماثل بها "الطبيعة والمرأة" اللتان بعد أن يسكب فيهما الماء تخصيب، فتكون هناك حياة جديدة في أحشائهما.

هناك ملاحظة على الديوان، تتمثل بوجود قصيدتين قبل المقدمة التي كتبها "سليم أحمد حسن الموسى" اعتقد، كان من الأفضل أن تكون المقدمة في بداية الديوان. واعتقد أن قصيدة "لعز حبك" كان القافية تحول دون حرية الشاعرة، فجعلتها القافية (اسرة) لكلمات بعينها "غش" التي تكررت، ولكلمة "وحش"، وكان يفضل ان تكون هذه القصيدة ليس في بداية الديوان.
الديوان من منشورات دار البيروني للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2020.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية شجر وحجر إبراهيم خلالية
- هم ونحن في الانتظار الجميل كميل أبو حنيش
- مناقشة «كتاب الوجه – هكذا تكلم ريشهديشت»
- وجه في ظل غيمة أمين خالد دراوشة
- أثر السجن في قصيدة -في السجن- منذر خلف مفلح
- حبيبتي السلحفاة محمود عيسى موسى القسم الثالث
- القسم الثاني حبيبتي السلحفاة محمود عيسى موسى
- حبيبتي السلحفاة محمود عيسى موسى
- عديقي اليهودي، القسم الثالث محمود شاهين
- الشعر في -كتاب الوجه- هكذا تكلم ريشهديشت- للشاعر محمد حلمي ا ...
- بناء القصيدة عند سمير التميمي -رأيت الحقيقة
- اللغة والألم في -القرص المربع- كميل أبو حنيش
- حلم فلسطين
- مناقشة مجموعة قصصية بعنوان رقصة الشحرور
- عديقي اليهودي، القسم الثاني محمود شاهين
- عبود الجابري تكرار
- رقصة الشحرور مصطفى عبد الفتاح
- عديقي اليهودي رواية فكرية تاريخية سياسية محمود شاهين
- محمد داود -عيد الحب-
- كبوة القراءة والكتابة


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحب في ديوان مناجاة حلم سوسن حمزة داوودي