أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك -.














المزيد.....

لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك -.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 4 - 23:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من بين الخصال المعيبة والأخلاق الذميمة والسلوكات الشائنة المشينة ، التي أضحت مألوفة بين العرب والمسلمين عامة ، وتحولت إلى طبائع يتحلى بها الكثير من المغاربة بكل درجاتهم الاجتماعية ومراكزهم السياسية ، خصلة الشماتة المنافية لمبدأ الأخوة الإنسانية التي تقتضي مشاركة الإنسان أخاه في آلامه وآماله ، التي ليست خلقا إنسانيا ولا دينيا ولا تمثل شهامة ولا مروءة ، والتي هي مجرد مبدأ من مبادئ تعامل أعضاء الجماعات الإسلاموية مع معارضي تنظيماتهم ، وخصلة من خصال ذوي النفوس غير السوية ، والقلوب القاسية الخالية من العطف والرحمة والمودة وحب الخير ، والمنافية للأخلاق الإسلامية الفاضلة وقيمه الرائعة ومبادئه السامية ومثله الحية، والمعاندة لسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم الذي لم يشمت في أحد ولم يفرح بمصائب الآخرين مسلمين كانوا أو غير مسلمين، بدليل أنه قام صلى الله عليه وسلم لجنازة ، ولما قيل له : إنها ليهودى قال :"أليست نفسا"؟ وقوله صلى الله عليه وسلم : "لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك" .
موجب هذه المقدمة هو ما وجدته في متابعات "الفيسبوكيين" لفيرويس "كورونا" وما شاب وطغى على موضوعه من مغالطات لاعلمية مؤسسة على الفكر الخرافي والتفسيرات الشعبوية وثقافة المؤامرة التي حوتها العديد من التحليلات والمقالات والتغريدات والتعليقات المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، والتي تنضح غالبيتها بالشماتة والتشفي وتزخر بالتباهي بإظهار الفرح والسرور بمعاناة الشعب الصيني مع كورونا -الذي ليس إلا مرض من بين العديد من الامراض التي تصيب البشر مند القدم وتحير الأطباء في تشخيصها وعلاجها - السلوك الهجين الذي أشعرني ،، مع الأسف، بالأسى والشفقة على ما وصل اليه حال بعضنا من الكراهية التي لا تجيز الفرح والابتهاج بمصائب الأغيار فقط ،على اعتبار أنها عقاب إلاهي ، بل والذي وصل بهم منطق اللانساني الكاره لكل العالم ، إلى ترهيب وتكفير كل من لا يجاريهم في تشفيهم شماتتهم بنوائب الآخرين ، ويرفضه ، كتصرف لاإنساني مخالف لأخلاق الدين الإسلامي السامية ، التي يحث على الرحمة الله التي اختص عز وجل نفسه بها ، وتوصى المسلمين بالتحلي بها تجاه جميع مخلوقاته جميعها ، وعلى رأسها الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى ، وجعل رسوله الكريم حبه من علامات الإيمان ، بقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" ، الأخوة هنا عامة وغير مقتصرة على ما ولدته أمهاتنا ، وتشمل كافة الناس لوحدة أصلهم البشري ، بدليل قوله تعالى: "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين " وقوله تعالى :"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة" ، سورة المؤمنون الآية 12 ، الدليل الذي جعل البشر جميعهم إخوة في الإنسانية التي حث الإسلام عليها وحرم التفرقة والتمييز بين الناس ، بسبب الولاءات القبلية والطائفية او القومية الشوفونية ، التي يكرسها التعصب الديني الأعمى ، الذي يستغله أصحاب النفوس المريضة والعقول الملوثة -من الذين يسمون أنفسهم أسلاميين زورا وبهتانا - في ضرب مبدأ التعارف والتعايش ، وحفر فجاج التفرقة بين الشعوب والأمم ، بالغلو في التحزب للمجماعات التي ينتمون إليها، والمبالغة في التحيز لها ، المقترن بالتعامل بما يحط من شأن الجماعات الأخرى غير المسلمة والتحامل عليها ؛ الخلق الهجين الذي لا أحد ، أياً كان ، ينكر عمق وشمولية خطورته على العلاقات بين الشعوب والقبائل التي اراد الله لها أن تتعارف لتتعايش ، كما جاء في قوله عز وجل: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنتى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" الحجرات 13 ، التي لخصت معيار التفاضل بينهم في التقوى والعمل الصالح وبناء جسور التآخي والمحبة ..
وأختم مقالتي بما كان يتعوذ به رسول الله صلى الله عليه من الشماتة التي ليست من صفات المسلم الملتزم بالأخلاق الإسلامية : «تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء».
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الملكي -انطلاقة- وفتوى التحريم !!
- المجتمع الجامد مسؤول عن الإرهاب.
- نعم للتضامن مع فلسطين لا للإساءة لغيرها من البلدان !
- الأرقام ابلغ من أي لغة في العالم
- أغاية الدين أن تحرموا البهجة والحبور وحبّ الحياة ،يا أمة ؟
- خرجة ديماغوجية لن تصنع تنمية ولن تحل مشاكل اجتماعية !
- ماذا وراء الإنقلاب المفاجئ عن التريبورتور؟؟؟
- من تداعيات تدوينة شباط الأخيرة !
- تدوبنة شباط غير بريئة في عمقها ، ولا عابرة في مفعولها !
- قانون المالية وموقف البرلمنيين من ضرائبه المجحفة؟ !
- هل هو يوم عالمى للرجل أم للمرحاض؟؟
- إحراق أعلام الأوطان ، عنترية خاوية وعنجهية بغيضة وكراهية عمي ...
- على هامش ملتقى المشور الأول للوفاء والعرفان.
- هل يستحق القطنا* كل هذا العزاء وذاك الرثاء !!
- -الوحدة ونص- اللبنانية ، تفتح أبواب الحلم والأمل!
- الشوفينية في مواجهة الاستلابات الإسلاموية الممنهجة
- حراك الكراهية لا يقود إلى ثورة !!
- سرطان فبركة الإخبار والحوادث!
- كما غراب البين ، محمد علي يُضَيِّع المشيتين.
- من وحي فيديوهات -مقاول الجيش- محمد علي.


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك -.